الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

الصحابي عبدالله بن انيس //بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

الصحابي عبدالله بن انيس
ـــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق - 10-12-2019
عبد الله بن أنيس الجهني (ت : 54 هـ - 673) صحابي جليل، اسمه أبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهني، حليف الأنصار واسمه بالكامل عبدُ الله بنُ أُنَيسِ بن أَسْعَد بن حَرام بن حبيب بن مالك بن غَنم بن كعب بن تَيْم بن بُهْثَة بن نَاشِرَة بن يَرْبُوع بن البَرْك بن وَبَرَةَ. مِنْ قضاعة عِدَادهُ في جُهَيْنة. وهو حليفٌ لبني سَوَاد من بني سَلِمَة من الأنصار
نشأ عبد الله بن أنيس في يثرب، حليفاً لبني سلمة، حتى غدا كأنه أحد أبنائها، وقد أكرمه الله بالسبق في الإسلام، فكان ممن آمن على أيدي من بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى، وسرعان ما انضم إلى صفوف الدعاة، فأخذ يدعو الناس وينصحهم. حتى إذا جاء موسم الحج، خرج مع قومه إلى مكة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية على نصرة الله ونصرة رسوله... وما إن عاد إلى يثرب حتى بدأ بالعمل... فخرج مع بعض أصحابه إلى أصنام بني سلمة وحطموها... وعندما رأى بنو سلمة أوثانهم محطمة خافوا أن تنتقم منهم!.
لكن الأيام مرَّت بسلام، فأدركوا أن هذه الأوثان لا تضر ولا تنفع، فأخذوا يدخلون في دين الله أفواجاً
وادي عُرَنَة: عُرَنَة: بعين مهملة مضمومة، وراء مفتوحة، ونون وتاء مربوطة: هو الوادي الفحل الذي يخترق أرض المغمس فيمر بطرف عرفة من الغرب عند مسجد نمرة، ثم يجتمع مع وادي نعمان غير بعيد من عرفة، ثم يأخذ الواديان اسم عرنة، فيمر جنوب مكة ... ثم يغرب حتى يفيض في البحر جنوب جدة على قرابة (30) كيلاً. معجم المعالم الجغرافية 205.
الناس ليغزو فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقتله، فقال عبد الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما صفته يا رسول الله؟ قال: "إذا رأيته هبته وفرقت منه" قال: ما فرقت من شيء قط. فانطلق عبد الله يتوصل بالناس ويعتزي إلى خزاعة، ويخبر من لقي إنما يريد سفيان ليكون معه، فلقي سفيان وهو ببطن عرنة وراء الأحابيش من حاضرة مكة، قال عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه. فقلت: صدق الله ورسوله، ثم كمنت حتى هدأ الناس، ثم اعتورته فقتلته، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بقتله قبل قدوم عبد الله، وحكوا - والله أعلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عصا فقال: "تخصر بها، أو أمسكها، فكانت - زعموا - عنده حتى أمر بها
احداث السرية
في شهر المحرم من السنة الرابعة للهجرة بلغ مسامعَ المسلمين أن خالد بن سفيان زعيم هُذيل يُعِدّ العدّة لغزو المدينة المنورة، ويجمع الجموع في مكان قريب من المدينة يدعى "نخلة"، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه القبائل تجتمع حول خالد بن سفيان، فإذا قُتل خالد تفرق الجمع وانتهى الأمر، وفكر فيمن ينتدبه لهذه المهمة، فاستدعى عبد الله بن أُنَيْس وأجلسه بجانبه وقال له: إنه قد بلغني أن ابن سفيان يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بنخلة، فأْتِهِ فاقتُلْه. قال: صِفْه لي يا رسول الله حتى أعرفه! وأدرك الجندي أمر قائده، لكن كيف الوصول إلى خالد بن سفيان والاقتراب منه لقتله؟! قال عبد الله: يا رسول الله لابد لي في مهمتي هذه أن أقول! [أي أن أخدع الرجل ببعض الكلام حتى أتمكّنَ منه] فأشار له رسول الله؟ أن يقول ما بدا له، فالحرب خدعة.
بلغ رسول الله أن خالد بن سفيان الهذلي ، وكان ينزل بعرنة، قد جمع الجموع لرسول الله ، فبعث الرسول عبد الله بن أنيس ليقتله ، فقال أنيس للرسول: يا رسول الله، انعته لي حتى أعرفه، فقال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة».
انطلق عبد الله إلى أداء مهمته حتى وصل "نخلة" فوجد خالد بن سفيان مع بعض نسائه يختار لهن منزلاً. قال: فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القشعريرة، فأقبلت نحوه فقال: مَنِ الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا! قال: أجلْ، أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملتُ عليه السيف حتى قتلتُه...
قال: فخرجت متوشحاً سيفي حتى وقعتُ عليه وهو بعرنة مع ظعنٍ يرتادُ لهنّ منزلاً، وحين كان وقتُ العصر، فلمّا رأيتُهُ وجدتُ ما وصف لي رسول اللّه من القشعريرة، فأقبلتُ نحوَهُ وخشيتُ أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصّلاة، فصلّيت وأنا أمشي نحوه أُومِئُ برأسي للركوع والسجود.
فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟
قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لذلك. (أي جئت لأناصرك على الرسول)
قال: أجل أنا في ذلك.
قال: فمشيت معه شيئاً، حتى إذا أمكنني حملتُ عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجتُ وتركتُ ظعائنه مُكبّاتٍ عليه، فلما قدمت إلى رسول اللّه فرآني قال: «أفلح الوجه».
قال: قلت: قتلته يا رسول اللّه.
قال: «صدقت».
قال: ثم قام معي رسول اللّه فدخل في بيته، فأعطاني عصا فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس».
قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟
قال: قلت أعطانيها رسول اللّه وأمرني أن أُمسكها، قالوا: أَوَلا ترجِع إلى رسول اللّه فتسأله عن ذلك.
قال: فرجعت إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟
قال: «آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة إنّ أقل الناس المتخصرون يومئذٍ».
قال: فقَرَنَها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضُمَّت في كفنه، ثم دفنا جميعاً.
قول ابن أنيس في الحادثة
قال عبدالله ابن أنيس في قتله لخالد بن سفيان بن نبيح الهذلي :
تركت ابن ثورٍ كالحوار وحوله نوائِحُ تفري كلَّ جيبٍ مقدَّد
تناولْتُه والظعنُ خلفي وخلفه بأبيض من ماء الحديد مهنّد
عجومُ لهامِ الدّارعين كأنّه شهابٌ غضى من ملهب متوقد
أقول له والسيف يعجم رأسه أنا ابن أنيس فارساً غير قعدد
أنا ابن الذي لم ينزل الدهر قدره رحيب فناء الدار غير مزنّد
وقلت له خذها بضربة ماجدٍ حنيف على دين النبيّ محمّد
وكنت إذا همَّ النبيّ بكافرٍ سبقت إليه باللّسان وباليد
روايته الحديث
روى عن: النبي وعن عمر بن الخطاب وأبي أمامة بن ثعلبة، روى عنه الحديث أبناؤه ضمرة وعبد الله وعطية وعمرو، وعبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب بن مالك، وجابر بن عبد الله، وبسر بن سعيد، وعبد الله ومعاذ ابنا عبد الله بن حبيب وغيرهم، شهد ابن أنيس بيعة العقبة وغزوة أحد وما بعدهما، وهو الذي بعثه النبي إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي فقتله في سرية عبد الله بن أنيس، روى له البخاري في الأدب المفرد، و الإمام مسلموأصحاب السنن الأربعة، وقد روى عن النبي أربعة وعشرين حديثا،
وفاته
قال ابن حجر مات بالشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وخمسين
المصادر
1- البداية والنهاية لابن كثير
2- الطبقات الكبرى لابن سعد
3- الغازي للواقدي
4- البيهقي الدلائل
5- مسند احمد
6- سيرة ابن هشام
7- ابن اسحاق
8- سنن ابي داود
9- معجم المعالم الجغرافية 205
10- الاستيعاب في معرفة الاصحاب
11- الاصابة في تمييز الصحابة
12- اسد الغابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق