السبت، 14 ديسمبر 2019

الصحابي عبدالله بن عتيك/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د. صالح العطوان الحيالي

الصحابي عبدالله بن عتيك
ـــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 7-12-2019
عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج الأنصاري ,عبد الله بن عتيك صحابي جليل كان أمير سرية قتل سلام بن أبي الحقيق , وكان ممن قتل أبا رافع بن أبي الحقيق اليهودي بيده وكان في بصره شيء , فنزل تلك الليلة عن درج أبي رافع بعد قتله إياه فوثب فكسرت رجله فاحتمله أصحابه حينا فلما وصل إلى رسول الله مسح رجله , وقال فكأني لم أشتكها قط , وقال الرسول له وللذين توجهوا معه في قتل ابن أبي الحقيق إذ رآهم مقبلين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اعلى المنبر يخطب فلما رآهم قال أفلحت الوجوه , استشهد في معركة اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق في السنة الحادية عشر للهجرة .
روى عن النبي محمد أن محمد بن عبد الله بن عتيك أحد بني سلمة عن أبيه عبد الله بن عتيك قال سمعت رسول الله يقول من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله عز وجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله فمات فقد وقع أجره على الله ومن مات قعصا فقد استوجب المآب
شجاعة عبد الله بن عتيك في قتله أبا رافع اليهودي:
- قال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالاً من الأنصار، وأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب؛ لعلي أن أدخل. فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله، إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب. فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على ود.
قال: فقمت إلى الأقاليد وأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره، صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت بابًا أغلقت علي من داخل، فقلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله. فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، قلت: أبا رافع. قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئًا، وصاح فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلاً في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه، حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، حتى انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته. فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز. فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع. فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال لي: "ابسط رجلك", فبسطت رجلي فمسحها، فكأنما لم أشتكها قط.
بعض الأحاديث التي رواها عبد الله بن عتيك عن النبي :
- روى محمد بن عبد الله بن عتيك أحد بني سلمة عن أبيه عبد الله بن عتيك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خرج من بيته مجاهدًا في سبيل الله -ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن وقال وأين المجاهدون- فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله تعالى, أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله, أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله -والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فقد وقع أجره على الله تعالى, ومن مات قعصًا فقد استوجب المآب".
سرية مقتل ابي رافع
ــــــــــــــ
زمان وموقع سرية قتل أبي رافع اليهودي
ذي الحجة لسنة ٥ هـ، وقد وقعت بحصن أبي رافع بخيبر بالمدينة المنورة.
القيادة في سرية قتل أبي رافع
الصحابي عبد الله بن عتيك بمصاحبة خمسة من الرجال من قبيلة بني سلمة الخزرجية وبينهم أبو قتادة وعبد الله بن أنيس، وكان المستهدف سلام بن أبي الحقيق وكنيته أبو رافع من أكابر مجرمي اليهود.
أسباب سرية عتيك لقتل اليهودي
كان أبو رافع ممن حزبوا الأحزاب ضد المسلمين وأعانهم بالمؤن والأموال الكثيرة، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ المسلمون من أمر قريظة، استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله، وكان قتل كعب بن الأشرف على أيدي رجال من الاوس، فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلتهم.
أحداث سرية عتيك لقتل اليهودي
أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل اليهودي أبي رافع، ونهى عن قتل النساء والصبيان، فخرج خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، قائدهم عبد الله بن عتيك.
اتجهت السرية نحو خيبر، إذ كان هناك حصن أبي رافع، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس، قال عبد الله بن عتيك لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب، وبالفعل استطاع أن يقنع الحارس بأنهم قد جاءوا لأخذ الميرة أو الصدقة.
فدخل ابن عتيك - برواية البخاري - فكمن، ثم علق الحارس مفاتيح الباب على وتد، فأخذها ابن عتيك وفتح الباب في غفلة منه، وكان أبو رافع مع أهل سمره في المساء، فانتظرهم يخرجون ثم صعد إليه، فجعل كلما فتح بابًا وهو يصعد أغلقه من الداخل، حتى لا يطاله القوم قبل أن يقتله، فانتهى إليه، فإذا هو ببيت مظلم وسط عياله، فنادى عليه، فلما رد هوى عتيك على مصدر الصوت بالسيف فلم يطله، فصاح رافع اليهودي، فخرج مسرعًا ثم دخل بعد مدة وكأنه يتساءل ما هذا الصوت يا أبا رافع، فأخبره فإذا بعتيك يضربه ضربة تثخنه ويقتله وقد وضع السيف ببطنه حتى خرج من ظهره.
ثم جعل الصحابي يفتح الأبواب واحدا تلو الآخر، وعند الدرجة الأخيرة وضع رجله وكان يحسب الأرض تحته فانكسرت ساقه، وكان بصره ضعيفا، فربطها بعمامة ثم انطلق حتى جلس على الباب، وظل لا يريد الابتعاد حتى يتأكد من أنه قد قتله بالفعل، حتى صاح الديك انتبه حرسه وصاح الناعي على السور قائلًا : أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز
وفي روايات أخرى فإن الخمسة رجال قد صعدوا وفعلوا ما فعلوا بأبي رافع، وقال ابن اسحق أن من قتله هو ابن أنيس. وقيل بالروايات أن المسلمين رفعوا السيف بوجه امرأة أبي رافع كي تصمت عن الصراخ ففعلت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهاهم عن قتل النساء.وقيل أنهم لبثوا في محل بقرب النهر يومين حتى سكت عنهم الطلب من قبل اليهود للانتقام منهم.
عاد عتيك ورفاقه يحملونه للنبي صلى الله عليه وسلم يبشرونه فقال صلى الله عليه وسلم : «ابسط رجلك فمسحها فكأنما لم يشتك»
نتائج سرية عتيك لقتل أبي رافع
مقتل سلام بن أبي الحقيق أحد أكابر المجرمين من اليهود بالمدينة.
الدروس المستفادة من سرية عتيك
الدوائر تدور على من بغى على المسلمين بالمال أو السلاح، ويستفاد أيضا القيم التي تشربها الصحابة من نبيهم في أدب السرايا ومنها عدم قتل النساء.
وفاة عبد الله بن عتيك :
قال البغوي: بلغني أن عبد الله بن عتيك قتل يوم اليمامة شهيدًا، في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة.
المصادر
ــــــــــــ
1- ابن منده
2- أَبو نعيم
3- البغوي
4- صحيح البخاري
5- المغازي للواقدي
6- سيرة ابن اسحاق
7- اسد الغابة
8- الاستيعاب في معرفة الأصحاب
9- الإصابة في تمييز الصحابة
10- السيرة النبوية لابن هشام
11- السيرة الحلبية
12- الرحيق المختوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق