الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

الصحابي سالم بن عمير//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-

الصحابي سالم بن عمير
ــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق - 16-12-2019
سالم بن عمير صحابي من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس، قيل اسمه سالم بن عمرو، وقيل سالم بن عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. شهد سالم بن عمير بيعة العقبة وغزوة بدر وما بعدها، وهو الذي قام بقتل أبا عفك، وهو يهودي من بني عمرو بن عوف بلغ من العمر 120 سنة، وكان يحرض على عداوة النبي محمد في شعره، فقال النبي محمد: «من لي بهذا الخبيث؟»، فتطوّع سالم بن عمير، فقتله في شعبان 2 هـ. وفي غزوة تبوك، كان سالم أحد البكّائين السبعة الذين لم يجدوا مالاً للمشاركة في الغزوة، فذهبوا إلى النبي محمد يسألوه أن يستحملهم، فقال: «لا أجد ما أحملكم عليه»، فانصرفوا باكين، وفيهم نزلت آية: وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ . كما ذكره أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء في أهل الصفة.
سرية سالم الى ابي عتيك
من هو ابي عتيك ...أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخاً كبيراً، قد بلغ عشرين ومائة سنة، وكان يهوديًّا، وكان يحرض على رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم و يقول الشعر
عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة دار هجرته بدعوة من الأوس والخزرج الذين آمنوا به وبرسالته ونصروه حتى عُرفوا فيما بعد بالأنصار، ولكن كانت هنالك قلة قليلة منهم بقيت على شركها، وبنو عمرو بن عوف هي إحدى القبائل الأوسية المنضمة إلى حظيرة الإسلام، وقد كانت كغيرها من القبائل الأنصارية، الغالبية العظمى مسلمين، وقليل منهم الذين بقوا على شركهم.
وكان من هؤلاء شيخ كبير قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الطعن على المسلمين، يدعى أبا عفك، وكان قد امتلأ قلبه بالحقد والحسد للمسلمين، وهو يرى التفاف الأوس والخزرج على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وازداد كيده بالإسلام وأهله بعد أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد قوة وتمكينًا في المدينة وما حولها بعد غزوة بدر ، فلم يطق لذلك صبرًا، فأخذ ينشد الشعر يهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض على عداوته، ويسفه رأي الأنصار لمتابعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناصرته
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه متمادٍ في غيه، لدرجة أنه يريد تأليب الناس عليه، وإثارة الفتنة والشقاق بين المسلمين ندب الصحابة لقتله قائلاً: "من لي
بهذا الخبيث" وهنا يتجلى الإيمان في أروع مظاهره، فلا يتطوع لقتل أبي عفك ذلك الخبيث المرجف إلا رجلٌ من قومه شاب مغواري إيماني، من بني عمرو بن عوف، وأحد البكائين في غزوة تبوك، ذلكم هو سالم بن عمير رضي الله عنه حيث نذر على نفسه ليقتلنه أو يموت دونه، فقام بإعداد خطة محكمة للقضاء عليه دون أن يشعر به أحد من أشياعه "فأمهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة، فنام أبو عفك بالفناء، وعلم به سالم بن عمير، فأقبل فوضع السيف على كبده، ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش، وصاح عدو الله" فتركه سالم رضي الله عنه مضرجًا بدمائه يخور كالثور، حيث ثاب إليه ناس من أصحابه "ممن هم على قوله، فأدخلوه منزله، وقبروه" . متسائلين بدهشة كما يذكر الواقدي "من قتله؟ والله لو نعلم من قتله لقتلناه به"
فقالت أمامة المْزُيَْرِ يةّ في ذلك:
تكُذَِّب دينَ اللهّٰ والمرء أَحمدًا *** لعمَْر اُلذي أمناك أن بئسما يمني
حباك حنيفٌ آخرَ الليل طعنة *** أبا عفك خذها على كَبْرةَ السن
وفاته
توفي سالم بن عمير في خلافة معاوية بن أبي سفيان
المصادر
ــــــــــــ
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- الإصابة في تمييز الصحابة
3- أسد الغابة في معرفة الصحابة -
4- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء » ذكر أهل الصفة .
5- الواقدي - المغازي
6- ابن هشام - السيرة النبوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق