الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

القاضي اياس بن معاوية المزني/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي

القاضي اياس بن معاوية المزني
ـــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 13-12-2019
اياس بن معاوية بن قرة بن اياس بن هلا بن رئاب بن عبيد بن سواة بن سارية بن أوس بن عمرو بن آد بن طابخة بن اي اس بن مضر ، بن ثعلبة بن سليم بن مزينة . ومزينة بنت كلب بن وبرة بن عثمان وأوس ابن عمر قاضي البصرة ،في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز، وهو أحد أعاجيب الدهر في الفطنة، وأحد من يضرب به المثل في الذكاء، وكان يقال: يولد في كل مائة سنة رجل تام العقل، فكانوا يرون أن إياس بن معاوية منهم. المشهور بالفراسة والذكاء وكنيته أبا واثلة أو أبو وائلة من مزينة مضر ، ولد باليمامة في سنة 46هـ= 666م وأمه من خراسان وأبوه وجده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سئل عنه والده فقال: نعم الابن كفاني أمر دنياي وفرغنّي لآخرتي كان قاضيا في البصرة وهو يعد من التابعين، وُلِد سنة 46 للهجرة في منطقة اليمامة في نجد، وانتقل مع أسرته إلى البصرة، وبها نشأ وتعلَّم، وتردَّد على دمشق في يفاعته، وأخذ عمن أدركهم من بقايا الصحابة الكرام وجِلَّة التابعين، ولقد ظهرت عليه أماراتُ الذكاء منذ نعومة أظفاره، وأكبَّ هذا الفتى على العلم، ونهل منه ما شاء اللهُ أن ينهل،وتعلم إياس الفقه والتفسير والحديث على كبار علماء البصرة وفي مقدمتهم التابعي الجليل الزاهد الإمام «الحسن البصري» المتوفى سنة 110هـ، والإمام محمد بن سيرين المتوفى أيضاً عام 110هـ أيضاً والمشهود له بالقدرة على تأويل الأحلام مع نصيب كبير من الفراسة. حتى بلغ منه مبلغا جعل الشيوخَ، يخضعون له، ويأتمُّون به، ويتتلمذون على يديه على الرغم من صغر سنه، والعالم شيخ ولو كان حدَثًا، والجاهل حدثٌ ولو كان شيخا، وذات مرة زار عبد الملك بن مروان البصرة قبل أنْ يَليَ الخلافة، فرأى إياسا وكان يومئذٍ فتًى يافعا، لم ينبت شاربُه بعد، ورأى خلفه أربعةً من القراء من ذوي اللحى بطيالستهم الخضر، وهو يتقدَّمهم، فقال عبد الملك: أُفٍّ لأصحاب هذه اللحى، أمَا فيهم شيخٌ يتقدَّمهم، فقدَّموا هذا الغلام، ثم التفت إلى إياس، وقال: يا غلام كم سنُّك ؟ - أي ازدراءً له - فقال: أيها الأمير سني أطال بقاءَ الأمير كسنِّ أسامة بن زيد حين ولاَّه رسولُ الله جيشا فيهم أبو بكر وعمر، فقال له عبد الملك: تقدَّم يا فتى تقدَّم - أي علمُك قدَّمك - بارك الله فيك.
صفته :
اكان اياس ابيض الرأس واللحية لا يخضب احمر دميماً باذ الهيئة ، قشفاً ، أتى حلقة من حلق قريش في مسجد دمشق فاستولى على المجلس فاستهانوا به فلما عرفوه اعتذروا إليه وقالوا له الذنب مقسوم بيننا وبينك أتيتنا في زى مسكين وتكلمنا بكلام الملوك
قاضي البصرة
ـــــــــــــ
في عهد خلافة عمرو بن عبد العزيز والذي يضرب به المثل في العدل، ذات ليلة ما أستطاع أن تغمض عينه، والسبب هو وفاة قاض البصرة ويريد أن يختار قاض للبصرة، وما هو بالأمر السهل فالبصرة من أعظم المدن الإسلامية في ذلك الوقت ومن أكبرها والمشاكل فيها كثيرة، فهو يحتاج قاض حازم لكن عادل ويقيم العدل ولا تأخذة في الحق رهبة وما يلين أمام الضغوط، وأخذ يفكر في أفضل الناس حتي وصل الأمر عنده الي أثنين كلاهما عنده فقه وذكاء وصلابة في الحق، وأخذ يفكر في هذين الرجلين وهما أياس بن معاوية المزني، والقاسم بن ربيعة الحارسي .
وفي الصباح كان والي العراق في زيارة لدمشق مقر الخلافة الأموية وفيها عمرو بن عبد العزيز، فقال له أجمع بينهما وكلمهما في أمر قضاء البصرة، وولي أحدهما عليه، فأجابه قائلا سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين .
ولما عاد ولي العراق عدي الي البصرة أستدعاهما وأخبرهما بالخبر قائلا لهما: «أن أمير المؤمنين أطال الله بقائه أمرني أن أولي أحدكما قضاء البصرة»، فقال كل منهما عن صاحبه، وله هو هو أولي مني بهذا ، وبدأ كل واحد منهما يمدح الآخر، كي ينجو بنفسه عن مغبة الظلم في القضاء المشهورة، وبدأ التنافس بين الرجلين عن الهروب من هذا المنصب .
وبالفعل أحتار والي العراق ثم قال لهما، أحدكما هو القاض، والله، لن تخرجا من مجلسي هذا حتي تحسما هذا الأمر، فقال له أياس، طالما أنك احترت بيننا فدعني أقترح عليك أقتراحا، فعندك فقهاء عظماء في العراق من أكبر فقهاء في الدنيا، الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، فأسألهما عني وعن القاسم ودعهما يختارون . وذكاء أياس في أن القاسم كان يزور العالمين وكانت علاقته بهما وثيقة جدا، فعلم أنه لو سألهما الوالي فسيرشحان القاسم لأنهما يعرفانه أكثر منه، فأنتبه القاسم إلي أن أياس يريد أن يورطه في القضاء، ولكي يخرج نفسه أسرع قائلا للأمير، يا أيها الأمير لا تسأل أحدا عني ولا عنه، فوالله الذي لا أله إلا هو أن أياس أفقه مني في دين الله وأعلم بالقضاء .
فأقسم قسما شديد ثم قال يا أيها الأمير أنا أقسمت إن كنت كاذبا في قسمي هذا فلا يحل لك أن توليني القضاء وأن اأقترف الكذب، وإن كنت صادقا في قسمي هذا فلا يجوز أن توليني لأنه أفضل وأعلم مني بالقضاء فلا يجوز أن تترك الأفضل وتذهب الي المفضول .
فأجاب الأمير، صحيح.. وهنا شعر أياس بالورطة فألتفت الي الأمير وقال، أيها الأمير جئت برجل ودعوته الي القضاء وهو يعتبر القضاء علي حافة جهنم، فنجي نفسه منها بيمين، يستغفر الله منها ويكفر عنها فيما بعد، فالآن الأمير والي العراق قال له، والله إن من يفهم فهمك يا أياس لجدير بالقضاء، ومن هنا تولي أياس قضاء البصرة
القضاء فهم: فخص الله سليمان بفهم القضية وعمها بالعلم.
ـــــــــــــــــ سأل رجل إياس بن معاوية أن يعلمه القضاء، فقال له أن القضاء لا يعلم، إنما القضاء فهم، ولكن قل علمني العلم، وفى هذا قد أصاب إياس رحمه الله، فالعلم يمكن تحصيله، ولكن الفهم هو قدرة القاضي على فقه الواقع وأحوال الناس، وتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل وأنزل حكم الشرع على حقيقة الواقع فيحقق العدل.
ومن فهم القضاء أيضاً ألا يتأثر القاضي بشائعات الناس وأقوالهم حول القضية المطروحة أمامه أو بما تنشره الصحف والمجلات أو تبثه الإذاعة أو يعرضه التليفزيون في عصرنا وقد نصح إياس غيره من القضاة فقال له: إياك وما يتتبع الناس من الكلام وعليك بما تعرفه من القضاء.
موقف إياس من الشهادة:
ــــــــــــ كان إياس بن معاوية يمحص الشاهد وشهادته، فإذا اطمئن إليها، واقتنع أنها تمثل الحقيقة أخذ بها وإلا طرحها.
وكان يقول: لست بخب والخب لا يخدعني. ويضاعف من قيمة إياس في نظرنا أنه لم يؤخذ برأي شيخه الحسن البصري في الشهادة إذ كان الحسن يرى أن كل مسلم مقبول شهادته ما لم يجرحه المشهود عليه فقد أقبل رجل إلى الحسن فقال: إن إياساً رد شهادتي، فقام معه الحسن فقال: يا أبا وائلة لم رددت شهادة هذا المسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم «من صلى إلى قبلتنا فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا».
فقال له إياس: يا أبا سعيد يقول الله تعالى: « مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ » [البقرة: 282]، وهذا ممن لا نرضاه، وقد فهم إياس الآية حق فهمها وإنها تضع للقضاة في كل زمان ومكان أن القاعدة في الشهادة حق اقتناع القاضي بها واطمئنانه إليها.
وكان لهذه القاعدة إشعاعتها وأثرها إذ امتدت إبان الحضارة الإسلامية في الأندلس إلى دول الديمقراطية الغربية ودخلت في تشريعاتها الإجرائية بعد أن كانت تسودها الشكلية الموروثة من القانون الروماني، ثم ردت إلينا فيما نقلناه من تشريعات إجرائية عن فرنسا وبلجيكا وان كان الواجب علينا أن نرد تشريعاتنا إلى أصولها بالالتزام بأحكام ومبادئ الكتاب والسنة التشريعية العامة.
قالوا عنه
ــــــــــــ
قال عنه الجاحظ: إياس من مفاخر مضر ومن مقدمي القضاة، كان صادق الحدس، نقابًا، عجيب الفراسة، ملهمًا وجيهًا عند الخلفاء.
قال أبو تمام يمدح أحد الملوك: إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس
وقال الحريري: يمدح نفسه "وفراستي فراسة إياس"... هكذا ضرب المثل بذكاء إياس وبفراسته
من مواقفه
ـــــــــــــ
مواقف لإياس بن معاوية
ـــــــــــــــ دخل إياس بن معاوية مدينة واسط فقال لأهلها بعد أيام: يوم قدمت بلدكم عرفت خياركم من شراركم، قالوا: كيف؟ قال: معنا قوم خيار ألفوا منكم قومًا، ومعنا قوم شرار ألفوا قومًا أيضًا، فعلمت أن خياركم من ألفه خيارنا وشراركم من ألفه شرارنا
وقد ورد عن إياس أنه قال ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد، وذاك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل عندي هذا الرجل وشهد أن البستان الفلاني هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره فقال: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس، فقلت: منذ كذا، فقال: كم عدد خشب سقف المجلس، فقلت له: الحق معك وأجزت شهادته
قصة إياس بن معاوية مع الرجل الدهقان
ــــــــــــــ رُوي أن دهقانًا أتى مجلس إياس بن معاوية فقال له: يا أبا وائلة، ما تقول في المسكر؟ قال: حرام؛ قال: وما حرَّمه وهو تمر وماء، فقال له إياس: أرأيت لو أخذت كفًا من ماء فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا، قال: أفرأيت لو أخذت كفًا من تراب فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت كف تبن فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت التراب ثم طرحت عليه التبن، وصببت عليه الماء، وجعلته في الشمس حتى يبس ثم ضربتك به، أكان يوجعك، قال: نعم، ويقتلني، قال له إياس: هكذا شأن الخمر، فهو حينما جُمعتْ أجزاؤه خُمِّر فأصبح حرامًا
القاضي والوالي
ــــــــــــــــ يحكى أن والي البصرة عدي بن أرطاة انتصر لأحد الرعية برد زوجته إليه وقضى إياس على خلاف ما يريده، فقد كان إياس مثلاً للقاضي الذي لا يتبع الهوى ولا يخشى في الحق لومة لائم.
وتتحصل الواقعة في أن المهلب بن القاسم الهلالي كان ماجناً يشرب الخمر، وقد طلب من زوجته «أم شعيب بنت محمد الطائي» أن تشاركه شرابه، فأبت، فوضع أمامها قدحاً منه وأقسم عليها: أنها طالق بالثلاث إن لم تشربه، وكان لديها بعض النسوة حاولن أن يحملنها على شربه، ويبررن لها الأمر فلم يزدها ذلك إلا إصراراً. وكان في البيت طير واجن «أي ينام على بيضه ليفقس» فمر الطير بالقدح فكسره.
فقامت المرأة: وحمدت الله أن خلصها من ذلك الزوج الشرير وطلبت أهلها فحولوها إليهم ولكن المهلب جمد وقال لم أطلقها، ومضى والد المهلب إلى عدي بن أرطاة وقال: غلبوا ابني على امرأته، فأمر الوالي بردها إليه.
ولكن المرأة لم ترض هذا القرار، وهي تؤمن بأن العدل قائم طالما إن إياس القاضي في البصرة، فخاصمت زوجها إليه وشهد أربع من النسوة بما حدث، فحكم إياس بوقوع الطلاق البائن بينونة كبرى لأنه كان يرى أن الطلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس واحد يقع ثلاثاً- وهو الرأي السائد في الفقه
وقال إياس لزوجها: لئن قربتها لأرجمنك.
وما أن رأى الوالي حكم إياس حتى دبر لعزله وتوقع الحد عليه بمقوله أنه قذف المهلب واصطنع للأمر شاهدين، وكان القاسم بن ربيعة - المرشح من قبل لمنصب القضاء- موجوداً فاستخلفه عدي بن أرطاة ألا يعلم إياس بما دبر له، ولم يجد القاسم من وسيلة إلا أن مر على إياس عند عودته ليلاً فقالوا له: من؟ قال: القاسم بن ربيعة كنت عند الأمير فأحببت أن لا أصل إلى منزلي حتى أمر بك ومضى لسبيله.
وقد فهم إياس بذكائه أن الوالي دبر له بليل مؤامرة أحكمت خيوطها فعزر هارباً إلى واسط.
فعلم بأمره واليها عمر بن هبيرة، فطلبه، ومضى إياس إليه فسأله: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: أتفرض الفرائض؟ قال: نعم، قال: أتعرف من أيام العرب شيئاً؟ قال: نعم قال: أتعرف من أيام العجم شيئاً؟ قال: أنا بها أعرف.
فقال له الوالي: إني أريد أن أستعين بك على عمل.
فقال إياس: إن في خلال ثلاث لا أصلح معها للعمل؟!
قال: ما هي؟ قال إياس: دميم كما ترى، وحديد، وعى فقال الوالي: أما دمامتك فإني لا أريد أن أحاسن الناس بك، وأما العي فإني أراك تعبر عن نفسك وأما الحدة فإن السوط يقومك.
وأمر بتعيين إياس والياً على سوق واسط فحمل الأمانة وأدى الرسالة، وحقق العدل والأمن وسعدت به واسط بيد أن الحال لم يدم فقد عين أميراً آخر لواسط هو يوسف بن عمر وكانت له بعض مآرب في السوق ود أن يحققها له إياس فأبى العمل كلية فكان نصيبه الضرب العلني ستة وخمسين سوطاً تعزيراً بمقوله هذا الواجب تعين في إياس وامتنع عن القيام به.
وفاته
ـــــــــ
بلغ إياسُ بن معاوية السادسة والسبعين من عمره، ورأى نفسَه وأباه في المنام راكبين على فرسين، فجريا معًا، فلم يسبق أباه، ولم يسبقه أبوه، وكان والدُه قد مات عن ستٍّ وسبعين سنة. وفي ذات ليلة، أوى إياسٌ إلى فراشه، وقال لأهله: أتدرون أيَّةُ ليلة هذه؟ قالوا: كلا، قال: في هذه الليلة استكمل أبي عمرَه، فلما أصبحوا وجدوه ميِّتا، لهذا النبيُّ الكريم كان يقول، كما في حديث أبو هريرة قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فكانت وفاته في سنة 122هـ= 740م وله من العمر ست وسبعون سنة مثله مثل أبيه
المصادر
1- محمد حمد - نظام القضاء في الاسلام
2- ابن سعد: الطبقات الكبرى
3- ابن الأثير: أسد الغابة
4- أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر
5- ابن عساكر: تاريخ دمشق
6- الدينوري: المعارف
7- الذهبي: تاريخ الإسلام
8- الزركلي: الأعلام
9- العجلي: الثقات
10- ابن كثير: البداية والنهاية،
11- المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال،
12- صلاح الصفدي: الوافي بالوفيات
13- ابن خلكان: وفيات الأعيان
14- سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان
15 حاجي خليفة: سلم الوصول إلى طبقات الفحول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق