السبت، 21 ديسمبر 2019

الصحابي الضرير//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-

الصحابي الضرير عمير بن عدي الخطمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 15-12-2019
عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة. إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى،
قال الوَاقِدِيُّ، بسند له: كانت عصماء تحرِّضُ على المسلمين وتُؤْذيهم، فلما قتلها عُمير قال النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: "لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ"؛ فكان أولَ مَنْ قالها فسار بها المثل؛ وكان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية. وأخرجه ابْنُ السَّكَنِ مِنْ طريق الوَاقِدِيِّ، عن عبد الله بن الحارث بن فُضيل، عن أبيه. وكذلك أبو أحمد العسكري في الأَمثال. وروينا الحديثَ الذي أشار إليه ابْنُ السكن في مسند الهيثم بن كليب الشاشي، أخرجه من طريق حسين بن علي الجعفي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "انْطَلِقُوا بِنَا إِلى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودهُ" وكان رجلًا أعمى..
قال ابْنُ إِسْحَاقَ: كان أول من أسلم من بني خَطْمة الإصابة في تمييز الصحابة. قال ابن الدّباغ‏: هو عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة، شهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد، وكان ضعيف البصر، وقد حفظ طائفةً من القرآن فسُمِّي بالقارئ، وكان يؤمّ بني خطمة، هذا قول ابن القداح. وأما الواقديّ وأهل المغازي فيقولون: لم يشهد أُحُدًا ولا الخندق لضررِ بصره، ولكنه قديم الإسلام، صحيح النيّة الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
ولدَ عمير بن عدي: الحارثَ، وعُمَيْرًا، وعبدَ الرحمن، وأُمَّ سعيد، وأُمُّهُم أُمُّ الحارث بنت عبد الله بن جَبْر بن المزين الجُدَارِي، وعبيدَ الله، والمنذرَ، وأمهما سعيدة بنت أبي طلحة، وهو ثابت بن عُصَيمَةَ بن زيد بن مَخلد من بني خَطمة.
قال الحارث بن الفُضَيل الخطمي، عن أبيه، أن عَصْماءَ بنت مروان من بني أمية بن زيد، كانت تحت يَزِيد بن زَيْد بن حِصْن الخَطْميّ، فكانت تُؤْذي النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وتُحَرِّض عليه، وتَعِيبُ الإسلامَ، وقالت في ذلك شعرًا. وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم، غائبا ببدر، فنذر عُمير بن عدي إن الله ردّ رسولَه سالما أن يَقتُل عصماءَ بنت مروان، فلما رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من بدر، أَنَى عُمير في جوف الليل حتى قتلها، ثم أَتَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبره، وقال: يا رسول الله، هل تخشَى عَلَيَّ في قتلها شيئا؟ فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لا يَنتطح فيها عَنْزان"، فكانت هذه الكلمة أول ما سُمِعَتْ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِذَا أحْببتم أن تنظروا إلى رجل نَصَر الله ورسولَه بالغيب، فانظروا إلى عُمَير بن عَديّ": فقال عمر بن الخطاب: انظروا إلى هذا الأعمى الذي تَشدد في طاعة الله، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تقل له أعمى ولكنه البصير"! قال عبد الله بن الحارث: وكان قتلها لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشرة شهرًا من مرجع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، من بدر ولم يشهد عُمَير بن عَدِي بدرًا ولا أُحدًا ولا الخندقَ لِضُرِّ بَصَرِه، ولكنه كان قديم الإسلام صحيح النِّيَّةِ فيه يَغضبُ لله ولرسوله. أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، قال نظر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، إلى عُمَير بن عَدِي بن خَرَشَة َيتوضأ وكان أعمى، فجعل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "بَطنَ القدم" ولا يسمعه الأعمى حتى غَسَل بَطنَ القدم، فسُمّي البَصيرُ بهذا
سرية عمير بن عدي
سباب الشاعرة عصماء بنت مروان لرسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام وتحريضها على المسلمين
من قائد السرية
قادها عمير بن عدي الخطمي، أول من أسلم من بني خطمة وكان قارئا للقرآن ضعيف البصر، وفي بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكلفه بالسرية ولكنه آثر في نفسه أن يفعل بعد غزوة بدر، وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال : ألا رجل يكفينا هذه؟ يعني عصماء بنت مروان، فقال عمير: أنا لها.
كانت عصماء متزوجة في بني خطمة، وكان زوجها مرثد بن زيد بن حصين الأنصاري أسلم بعد ذلك، وقد ظلت تسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتؤذيه والمسلمين، وقيل أنها كانت تعترضهم بالمسجد وتضع ما يسوءهم من (خرق الحيضة)، واختلفت الروايات أيضًا في كيفية قتلها، وبحسب السيرة الحلبية عن الواقدي، فقد جاءها عمير في جوف الليل ونحَّى صبي لها عن صدرها ووضع سيفه حتى أنفذه من ظهرها، ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «أقتلت ابنة مروان؟»فقال: نعم، فهل عليّ في ذلك من شيء؟ فقال صلى الله عليه وسلم «لا ينتطح فيها عنزان»أي: الأمر في قتلها هين لا يعارض فيه معارض.
وجاء أن عمر بن الخطاب قال: انظروا إلى هذا الأعمى الذي يسري في طاعة الله تعالى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لاتقل الأعمى، ولكن البصير.
وفي رواية أخرى أن عميرًا جاء لعصماء وهي تبيع التمر فقتلها. فلما رجع عمير إلى منزل بني خطمة وجد بنيها في جماعة يدفنونها، فقالوا: يا عمير أنت قتلتها؟ قال: نعم فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون: والذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لأضربنكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم، فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، وكان يخفي إسلامه من أسلم منهم.
المصادر
ـــــــــــ
1- الطبقات الكبرى.
2- الإصابة في تمييز الصحابة
3- المغازي للواقدي
4- الاستيعاب في معرفة الاصحاب
5- السيرة الحلبية
6- سيرة ابن هشام
7- الروض الأنف
8- عيون الأثر
9-سبل الهدى والرشاد
10- ومعرفة الصحابة لأبي نعيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق