الأحد، 23 فبراير 2020

الصحابي ابو قتادة الانصاري/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

الصحابي ابو قتادة الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 8-1-2020
الحَارِثُ بن رِبْعِي بن بَلْدَمة بن خُنَاس بن سِنَان بن عُبَيْد بن عَدِي بن غَنْم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن راشد بن ساردة بن تَزِيد بن جُشَم بن الخزرج، أبو قتادة الأنصاري الخزرجي، ثم من بني سلمة ... وقيل اسمه النعمان وقيل عمرو فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم أبو قتادة الأنصاري صغيرًا شهد أحدا والحديبية وله عدة أحاديث روى مئة وسبعين حديثاً عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، كما روى عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، وروى عنه: ابناه عبد الله وثابت، ومولاه نافع بن عباس، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ومعبد بن كعب بن مالك، وغيرهم
حدث عنه أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وعلي بن رباح وعبد الله بن رباح الأنصاري وعبد الله بن معبد الزماني وعمرو بن سليم الزرقي وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومعبد بن كعب بن مالك وابنه عبد الله بن أبي قتادة ومولاه نافع وآخرون....روى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن النبي ﷺ قال خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع
كان أبو قتادة أحد الفرسان البواسل في جند النبي صلى الله عليه وسلم، وعرف بفارس رسول الله، وروي أنّ النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عدّه خير فرسانه في غزوة الغابة التي قَتل فيها أبو قتادة مسعدةً انتقاماً لمحرز بن نضلة.
شارك في أغلب الغزوات والسرايا، ولكن اختلف في حضوره غزوة بدر، ويرى ابن الأثير الذي أشار إلى هذا الاختلاف، أنّه لازم النبيصلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ومنها غزوة بدر. كما روى الطبراني أنّ أبا قتادة كان يحرس النبيصلى الله عليه وسلم في الليلة التي نشبت في غدها غزوة بدر.
وفيما عدا غزوة بدر، فهناك إجماع على مشاركته النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد والغزوات التي تلتها، وحتى قيل إنه أراد سب قريش حينما غضب لمِا ألّم بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من حزن عظيم في غزوة أحد من جراء تصرفات الأعداء وسلوكهم وتمثيلهم بشهداء الإسلام، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم منعه من ذلك ودعاه إلى التؤدة والحلم
قال أبو قتادة إني لأغسل رأسي قد غسلت أحد شقيه إذ سمعت فرسي جروة تصهل وتبحث بحافرها فقلت هذه حرب قد حضرت فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر فركبت وعلي بردة فإذا رسول الله ﷺ يصيح الفزع الفزع قال فأدرك المقداد فسايرته ساعة ثم تقدمه فرسي وكان أجود من فرسه وأخبرني المقداد بقتل مسعدة محرزا يعني ابن نضلة فقلت للمقداد إما أن أموت أو أقتل قاتل محرز فضرب فرسه فلحقه أبو قتادة فوقف له مسعدة فنزل أبو قتادة فقتله وجنب فرسه معه قال فلما مر الناس تلاحقوا ونظروا إلى بردي فعرفوها وقالوا أبو قتادة قتل فقال رسول الله ﷺ لا ولكنه قتيل أبي قتادة عليه برده فخلوا بينه وبين سلبه وفرسه قال فلما أدركني قال اللهم بارك له في شعره وبشره أفلح وجهك قتلت مسعدة قلت نعم قال فما هذا الذي بوجهك قلت سهم رميت به قال فادن مني فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح فمات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة قال وأعطاني فرس مسعدة وسلاحه
سرية ابو قتادة الى اضم
ــــــــــــــــــــــــ
لما همّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة في ثمانية نفر من جملتهم محكم بن جثامة الليثي إلى بطن أضم، ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية وتنشر بذلك الأخبار، فمرّ عليهم عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلم عليهم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، وحمل عليه محكم فقتله، أي لشيء كان بينه وبينه، وسلبه متاعه وبعيره، وعند وصولهم إلى المحل رجعوا، فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى مكة، فمالوا إليه حتى لقوه، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحكم: أقتلته بعد ما قال آمنت بالله؟ وفي رواية: بعد ما قال إني مسلم؟ أي أتى بما لم يأت به إلا مؤمن آمن بالله وكان مسلما، قال: يا رسول الله إنما قالها: أي تحية الإسلام متعوذا، قال: أفلا شققت عن قلبه؟ قال: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لتعلم أصادق هو أم كاذب. أي وفي رواية فقال: يا رسول الله لو شققت عن قلبه أكنت أعلم ما في قلبه؟ فقال له: فلا أنت قبلت ما تكلم به، ولا أنت تعلم ما في قلبه، فقال: استغفر لي يا رسول الله، فقال: لا غفر الله لك، فقام يتلقى دمعه ببرده اهـ، وأنزل الله تعالى فيه: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة} إلى آخر الآية.
وذكر ابن إسحاق في خبر محكم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بحنين ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس تحتها، فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن يختصمان في عامر بن الأضبط، عيينة بن حصن يطلب دمه، أي ويقول: والله يا رسول الله إني لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائي، والأقرع يدافع عن محكم، وارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعيينة ومن معه: بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا، وهو يأبى عليه، فلم يزل به حتى اتفقا على الدية، ثم قالوا: إن محكما يستغفر له رسول الله، فقام محكم وهو رجل آدم طويل: أي عليه حلة قد كان تهيأ للقتل فيها حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان، فقال له: ما اسمك؟ قال: أنا محكم، قد فعلت الذي بلغك، وإني أتوب إلى الله تعالى، واستغفر لي يا رسول الله، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم لا تغفر لمحكم، قالها ثلاثا بصوت عال، فقام يتلقى دمعه بفضل ردائه، فما مكث إلا سبعا حتى مات فلفظته الأرض مرات حتى ضموا عليه الحجارة وواروه.
أي ولما أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قال لهم: إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله يعظكم: أي وفي رواية: إن الله أحب أن يريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله: أي حرمة من يأتي بها.
ولفظ الأرض له يردّ ما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له بعد دعائه عليه، إلا أن يكون المراد استغفر له بعد موته، ويوافقه ما في بعض الروايات: أراد الله أن يجعله موعظة لكم لكيلا يقدم رجل منكم على قتل من يشهد أن لا إله إلا الله، أو يقول إني مسلم، اذهبوا به إلى شعب بني فلان فادفنوه فإن الأرض ستقبله، فدفنوه في ذلك الشعب، فيجوز أن يكون استغفر له حينئذ، وقيل إن الذي لفظته الأرض غير محكم، لأن محكما مات بحمص أيام ابن الزبير ، والذي لفظته الأرض اسمه فليت.
سرية ابو قتادة الى خضرة
ــــــــــــــــــــــــ
خرجت سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خُضْرة، وهي أرض محارب ب نجد، في شعبان سنة ثمان.
بعث رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجلاً إلى غطفان، وأمره أن يشن عليهم الغارة.
فسار الليل وكمن النهار ، فهجم على حاضر منهم عظيم فأحاط به، فصرخ رجل منهم يا خضرة، وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشراف لهم.
واستاقوا النعم، فكانت الإبل مائتي بعير، والغنم ألفي شاة، وسبوَْا سبياً كثيرًا، وجمعوا الغنائم، فأخرجوا الخمس فعزلوه. فأصاب كل رجل اثنا عشر بعيرًا، فعُدلَ البعير بعشر من الغنم. عن ابن عمر: “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بعث سرية إلى نجد، فبلغت سهمانهم اثني عشر بعيرًا، ونفلنا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بعيرًا بعيرًا“.
وصارت في سهم أبي قتادة جارية وضيئة، فاستوهبها منه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فوهبها له، فوهبها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ل محمية بن جَزْء.
وغابوا في هذه السرية خمس عشر ليلة.
وفاته
ــــــــ
توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن سبعين سنة
المصادر
1- مغازي الواقدي
2- سير اعلام النبلاء للذهبي
3- ابن الأثير- أسد الغابة في معرفة الصحابة
4- ابن الأثير- الكامل في التاريخ
5- ابن حجر- الإصابة في تمييز الصحابة ـ.
6- ابن حجر - تهذيب التهذيب
7- ابن سعد،- الطبقات الكبرى
8- ابن كثير- البداية والنهاية .
9- الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين
10- الدينوري- الأخبار الطوال
11- الذهبي تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
12- الطبري تاريخ الطبري
13- السيرة الحلبية
14- سيرة ابن اسحاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق