الأحد، 23 فبراير 2020

عبدالله بن رواحة/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د صالح العطوان الحيالي - العراق- 29-1-2020

الصحابي الشاعر والقائد والنقيب عبدالله بن رواحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 15-1-2020
عبد الله بن رَوَاحة: بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كَعْب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجيّ، الشاعر المشهور. ينتمي إلى بني الحارث وهي أحد بطون الخزرج بالمدينة المنورة (يثرب)، وكانت له أكثر من كنية، منها أبو رواحة، وأبو عمرو، وأبو محمد.
أمه هي كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث
كان عبدالله من أُسرة كريمة، فكان يقرأ ويكتُب، وكان ذلك نادرًا عندَ العرب، بل لقدْ كان شاعرًا، وجمَع إلى ذلك أنَّه كان فارسًا شجاعًا لا يُشقُّ له غُبار، أسعده القدر بلقاءِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما ذهب لأداءِ الحج مع قومِه، فكانت بيعة العَقَبة وتقدَّم ابن رَواحة وصافَح وبايَع رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بَيعة العَقبة الثانية، فكان من النُّقباء الاثني عشر، وعاد إلى المدينة ليبدأَ رِحلة الكفاح والدَّعْوى إلى الإسلام.
أسلم عبد الله بن رواحة شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم على يد الداعية العظيم مصعب بن عُمير ، وعندما هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنوّرة، صار سيدنا عبد الله بن رواحة شاعر الرسول، يلازمه، ويمدحه، ويشيد بالإسلام ومبادئه السامية، ويردُّ على شعراء المشركين، وكان يدعو إلى الله تعالى بكل ما أوتي من قوة. وبايع الرسول في بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان واحدًا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم
كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بشعره ويحرك ركاب الغزاة والمجاهدين. كان أحد النقباء الاثنى عشر في بيعة العقبة.
كان كاتبا وشاعرا من أهل المدينة ، منذ أسلم وضع كل مقدرته في خدمة الإسلام ، بايع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة الأولى والثانية ، وكان واحدا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ الرجل عبد الله بن رواحة ) وقال - صلى الله عليه وسلم-(رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس التي يتباهى بها الملائكة ) وقال ( رحِمَ الله أخي عبد الله بن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ....
جلس الرسـول - صلى الله عليه وسلم- مع نفر من أصحابه فأقبل عبد الله بن رواحة ، فقال له الرسـول الكريـم كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول ؟فأجاب عبد الله ( أنظُر في ذاك ثم أقول ) ومضى على البديهة ينشد :
يا هاشـم الخيـر إن اللـه فضلكم.....على البريـة فضـلاً ما له غيـر
إني تفرَّسـتُ فيك الخيـر أعرفـه.....فِراسـة خالَفتهم في الذي نظـروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهمو.....في حلِّ أمرك ما ردُّوا ولا نصروا
كان يحمل عبد الله بن رواحة سيفه في كل الغزوات وشعاره ( يا نفْسُ إلا تُقْتَلي تموتي ) وصائحا في المشركين : خلُّوا بني الكفار عن سبيله خلوا، فكل الخير في رسوله .
كانتْ تجمعه بأبي الدرداء أواصرُ الصداقة والمحبَّة، فقد كانا مُتآخِيين في الجاهليَّة، فلمَّا جاء الإسلام اعتنقه عبدُالله بن رواحة، وأعرض عنه أبو الدرداء، ولكن الصَّدِيق هو مَن يحمل همَّ صديقه، ويأمل له الخير كما يأمل لنفسِه، ولقد كان ابنُ رواحة نِعْمَ الأخ والصديق، فقد دخَل بيت أبي الدرداء وهو غائب، فحطَّم صنَمه، فلمَّا عاد أبو الدرداء وجَدَ صنمَه مُحطَّمًا، وعرَف أنَّه لو كان ذا نفْع لدافَع عن نفسه، فاغتسل ولبِس حُلَّته، وذهب إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأسلم على يديه.
كان عبد الله بن رواحة لما أهل نور النبوة على مكة، شاعر فحل من شعراء يثرب، وسيد مرموق من سادات الخزرج، فما إن بلغته دعوى الهدى والحق، حتى شرح الله صدره إلى الإسلام.فوضع أسنانه ولسانه، في طاعة الله عز وجل، ومرضاة رسوله الكريم، ولقد نافح عن النبي الكريم، بشعره أعظم المنافحة وأقواها
شاعر الرسول والقائد العسكري وشهيد مؤتة".. بعض الألقاب التي نالها الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة، أحد الأوائل الذين سبقوا إلى الإسلام ودافعوا عنه.
الأصيرم.. صحابي من "أهل الجنة" دون صلاة واحدة
طلحة الخير والجود.. أسد قريش المُبشّر بالجنة
وينتمي عبدالله بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة، إلى بني الحارث وهي أحد بطون الخزرج، وكانت له أكثر من كنية، منها أبو رواحة، وأبو عمرو، وأبو محمد، وأمه هي كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث.
ذكر الصحابي الشاعر عبد الله بن رواحة في القرآن
وزاد عن دعوته ببيانه أصدق الذود وأنجعه، فأنزل الله فيه وفي صاحبيه حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، الاستثناء الخاص بالشعراء المؤمنين وأخيارهم.
فقال جل شأنه: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم ترى أنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون)
ثم استثنى الله سبحانه كل من عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك، فقال جل شأنه:
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا)
فهل هناك أكرم وأعز من أن ينزل الله في شأن امرئ قرآن، وأن يتلى النعت التابع له، الذي نعته الله به، آناء الليل وأطراف النهار، وأن تستمر تلاوته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الشـــعر دیـــوان العـــرب، و منبــــع مفـــ
فصـاحتهم، و مسـتنبط آدابهـم ، و مسـتودع علـومهم، و سـجل تـأریخهم، و لـذلك كـانً بتـأریخهم ، و مفـاخر أنسـابهم، و ىللشـاعر مكانـة رفیعـة فـ قومــه، لكونـه أكثـرهم علمـا أبصرهم بمثالب أعدائهم .كـانوا لا یهنئـون إلا و قـد عــد الشـاعر أحـد ثلاثـة تفـرح بهـا العـرب و تسـعد ، ف ىبغلام یولد ، أو شاعر ینبغ ، أو فرس تنتج ، و كان ذلك بســبب شــدة حـاجتهم إلـیــدون مــآثرهم و مفــاخرهم ، و یقلــل مــن رهبــة عــدوهم، فالشــعر حمایــة ىالشـاعر الــذ
لأعراضهم و ذب عن أحسابهم ، و تخلید لمآثرهم .
سيرته
كان عبد الله بن رواحة من السابقين إلى الإسلام من الأنصار، وكان أحد نقباء الأنصار الاثني عشر عن بني الحارث من الخزرج في بيعة العقبة. وقد صحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى يثرب، وقد آخى بينه وبين المقداد بن عمرو. خاض ابن رواحة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وقد بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد المعركة ليُبشّر بني عمرو بن عوف وخطمة ووائل من الأنصار بالنصر. كما شارك في غزوات أحد والخندق وخيبر وصلح الحديبية، وشهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلمعمرة القضاء، وأمره النبي محمد يومها، فقال: «انزل فحَرِّك بنا الرِّكَاب»، فأنشد
يا رب لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا
فأنزلن سكينة علينا وثبِّت الأقدام إن لاقينا
إن الكفار قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا
وقد ولاّه النبي محمد عدة مهام، فاستخلفه على المدينة عندما خرج في غزوة بدر الموعد، وبعثه قائدًا لسرية من ثلاثين رجلاً لقتال أسير بن رزام اليهودي في خيبر، فقتله. كما بعثه النبي محمد خارصًا لتقدير زكاة نخل وزروع خيبر.
كان ابن رواحة من القلة الذين يُحسنون الكتابة في يثرب، كما كان شاعرًا لبيبًا، فكان هو وحسان بن ثابت وكعب بن مالك يتولون الرد على من يهجون النبي محمد والمسلمين، ومن شعره في النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
إني تفرست فيك الخير أعرفه والله يعلم أن ما خانني البصر
أنت النبي ومن يحرم شفاعته يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا
اختار النبي محمد صلى الله عليه وسلمعبد الله بن رواحة ليكون القائد الثالث للمسلمين في جيش الشام الذي واجه جيشًا من 200,000 مقاتل من الروم والغساسنة في الشام. عسكر جيش المسلمين الذي قوامه 3,000 رجل بناحية معان، فبلغهم خبر جموع الروم، فاستشار القائد الأول زيد بن حارثة أصحابه فقالوا: «قد وطئت البلاد وأخفت أهلها، فانصرف»، وابن رواحة ساكت، فسأله فقال: «إنا لم نسر لغنائم، ولكنا خرجنا للقاء، ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عُدّة، والرأي المسير إليهم». فبلغهم أن هرقل قد نزل بمؤاب، فشجع ابن رواحة المسلمين، وقال: «يا قوم، والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها الشهادة»
التقى الجيشان في مؤتة في جمادى الأولى سنة 8 هـ، وواجه المسلمون موقفًا عصيبًا بسبب التفوق العددي للروم، فقُتل القائد الأول زيد بن حارثة، ثم القائد الثاني جعفر بن أبي طالب، فانتقلت الراية للقائد الثالث ابن رواحة الذي تردد قليلاً، ثم أنشد:
أقسمت يا نفس لتنزلنه طائعة أو لا لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنة ما لي أراك تكرهين الجنة
هل أنت إلا نطفة في شنة قد أجلب الناس وشدوا الرنة
ثم نزل ابن رواحة للقتال فطُعن، فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم اخترق الصفوف، وجعل يقول: «يا معشر المسلمين، ذُبُّوا عن لحم أخيكم»، فهاجم المسلمون حتى يدركوه، فلم يزالوا كذلك حتى أدركوه وقد مات مكانه. وقد مات ابن رواحة دون أن يعقب من الولد
أقواله
قال محفذًا المسلمين في غزة مؤتة:
«وَاللَّهِ يَا قَوْمُ، إِنَّ الَّذِي تَكْرَهُوَنَ لَلَّذِي خَرَجْتُمْ لَهُ تَطْلُبُونَ الشَّهَادَةَ، وَمَا نُقَاتِلُ الْعَدُوَّ بِعُدَّةٍ وَلا قُوَّةٍ وَلا كَثْرَةٍ ، مَا نُقَاتِلُهُمْ إِلا بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهِ، فَانْطَلِقُوا فَإِنَّمَا هِيَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ: إِمَّا ظُهُوَرٌ وَإِمَّا شَهَادَةٌ. »
«وَاللَّهِ مَا بَكَيْتُ جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا صَبَابَةً لَكُمْ، وَلَكِنِّي بَكَيْتُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾، فَأَيْقَنْتُ أَنِّي وَارِدُهَا، وَلَمْ أَدْرِ أَأَنْجُو مِنْهَا أَمْ لا »
المصادر
ــــــــــ
1- سير أعلام النبلاء 1/230
2- أسد الغابة 3/234
3- البداية والنهاية
4-الطبقات الكبرى لابن سعد .
5- الإصابة في تمييز الصحابة .
6- تهذيب الكمال للمزي
7- الإصابة في تمييز الصحابة
8- حلية الاولياء لابي نعيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق