الأحد، 23 فبراير 2020

الصحابي خوات بن جبير//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

الصحابي خوات بن جبير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 17-2-2020
خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس (المتوفي سنة 40 هـ) صحابي من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس. أسلم وشهد مع النبي محمد المشاهد كلها.خوات بن جبير أخو الصحابي عبد الله بن جبير الأنصاري قائد الرماة الخمسين الذين كانوا على جبل عينين يوم أحد، وقد استشهد عبد الله ذلك اليوم.كان أحد فرسان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم
أمّه من بني عبد الله بن غطفان.ويكنى خوات : أبا صالح .
وهو صاحب ذات النحيين في الجاهلية التي كانت امرأة تبيع سمنًا في الجاهلية، فدخل عليها فوجدها خالية فراودها فأبت، فخرج. فتنكّر ورجع، فقال: «هل عندك من سمن طيّب؟»، قالت: «نعم»، فحلّت زقًّا، فذاقه، فقال: «أريد أطيب منه، فأمسكته وحلّت آخر»، فقال: «أمسكيه فقد انفلت بعيري»، قالت: «اصبر حتى أوثق الأول»، قال: «لا وإلّا تركته من يدي يهراق، فإنّي أخاف ألا أجد بعيري»، فأمسكته بيدها الأخرى، فانقضّ عليها، فلما قضى حاجته، قالت له: «لا هناك».
أسلم خوات بن جبير، وخرج إلى غزوة بدر مع النبي محمد، فلما كان بالروحاء أصابه نصيل حجر، فكسر، فرده النبي محمد إلى المدينة المنورة، وضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها. ثم شهد باقي المشاهد كلها مع النبي محمد. صلى الله عليه وسلم وخَوَّات بن جُبير هو صاحب ذات النِّحْيَين؛ تثنية نحي، وهو ظرف السَّمن ذكر ابن أبي خيثمة القصَّة من طريق ابن سيرين قال: كانت امرأةٌ تبيع سمنًا في الجاهليَّة، فدخل رجلٌ فوجدها، خالية فراودَها فأبت، فخرج فتنكَّر ورجع، فقال: هل عندك من سمن طيّب؟ قالت: نعم، فحلَّت زِقّا فذاقه، فقال: أريد أطيبَ منه، فأمسكته وحلّت آخر، فقال: أمسكيه فقد انفلت بَعيِري قالت: اصبر حتى أوثق الأول قال: لا وإلاّ تركته مِنْ يدي يهراق، فإني أخاف ألا أَجِدَ بعيري، فأمسكته بيدها الأخرى، فانقضَّ عليها، فلما قضى حاجته قالت له: لا هناك
عن خَوَّات بن جُبير ــ وكان من الصَّحابة ــ قال: نَوْمُ أَول النَّهار خُرق، وأوسطه حَلق، وآخره حُمق
روايته للحديث النبوي
روى عن: النبي محمد.صلى الله عليه وسلم
روى عنه: بسر بن سعيد وربيعة بن عمرو شيخ لزيد بن أسلم وابنه صالح بن خوات وعبد الله بن الحارث البصري وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعطاء بن يسار
قصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى الطبراني عن خوَّات بن جبير رضي الله عنه قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ الظهران ـ اسمه اليوم وادي فاطمة شمال مكة ـ قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت فاستخرجت عَيْبتي ـ حقيبتي ـ فاستخرجت منها حُلَّة ـ بدلة ـ فلبستها وجئت فجلست معهنَّ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: أبا عبد الله ما يجلسك معهن؟
فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبتُه واختلطتُ ـ أي ارتبكت وخلطت الصواب بالخطأ ـ. قلت: يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيداً ـ أي: ضاع جملي فأنا أبحث عنه ـ فمضى واتبعته، فألقى إليَّ رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه ـ ظهره ـ في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره ـ أو قال: يقطر من لحيته على صدره ـ فقال: أبا عبد الله ما فعل شِرَاد جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فلمَّا رأيت ذلك تعجَّلتُ إلى المدينة واجتنبتُ المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فلمَّا طال ذلك تحيَّنت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي ـ لعله وقت الضحى ـ وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حُجَره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطوَّلت رجاء أن يذهب ويدعني فقال: طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلستُ قائماً حتى تنصرف. فقلت في نفسي: والله لأعتذرنَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره، فلما قال: السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم ـ يعني نفسه أنه لم يرتكب معصية منذ أسلم ـ فقال: رحمك الله ثلاثاً ثم لم يعد لشيء مما كان
وروى وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت زيد بن أسلم يحدث أن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مَرّ الظَّهْران. قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من قُبَّة، فلما رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم هِبْتَهُ واختلطت، وقلت: يا رسول الله، جمل لي شَرَد فأنا أبتغي له قيدًا. ومضى فاتبعته فألقى إليَّ رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته. فقال: "أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ ذَلِكَ الجَمَلُ"؟ وارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: "السَّلَام عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شُرَادُ ذَلِكَ الجَمَلِ"؟ فلما رأيت ذلك تغيبت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك عليّ أتيت المسجد، فقمت أصلي، فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بعض حُجَره. فجاء فصلى ركعتين، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني. فقال: "أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، طَوِّلْ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ، فَلَسْتُ بِمِنْصَرِفٍ حَتَّى تَنْصَرِفَ". فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. فلما انصرفت قال: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شُرَادُ ذَلِكَ الجَمَلِ"؟ قلت: والذى بعثك بالحق ما شَرَد ذلك الجمل منذ أسلمت. فقال: "يرحمك الله"، ثلاثًا، ثم لم يعد لشيء مما كان ، وقصته مع ذات النحْيَيْن قد محاها الإسلام، وهو القائل:
فَشَدَّت عَلَى النَّحْيَيْنِ كَفًّا شَحِيَحةً فَأْعْجَلْتُهَا وَالْفَتْكُ مِنْ فَعَلاتِي
والخبر المشهور أنَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم سأله عنها وتبسَّم، فقال:‏ يا رسول الله، قد رزق اللَّهُ خيرًا، وأعوذُ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر‏. ، وذاتُ النِّحْيَين امرأةٌ من بني تيم الله بن ثعلبة، كانت تبيعُ السّمنَ في الجاهليّة وتضرب العربُ المثل بذات النحيين فتقول: أشْغَل من ذات النّحْيَين‏. وروى قيس بن أبي حذيفة، عن خَوَّات بن جُبير، قال:‏ ‏خرجنا حُجّاجًا مع عمر بن الخطّاب، فسرنا في رَكْب فيهم أبو عبيدة بن الجَراح، وعبد الرّحمن بن عوف، فقال القوم: ‏غَنّنا من شِعْر ضرار، فقال عمر‏: ‏دَعُوا أَبا عبد الله فليغَنِّ من بنيات فؤاده، يعني من شَعْرِه، قال:‏ فمازلْتُ أغنيهم حتى كان السّحر، فقال‏ عمر: ارفع لسانَك يا خوَّات فقد أسْحَرْنا.
روي عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، صلاة الخوف، و "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" ، وروى صالح بن خَوّات بن جُبير، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صَلاَةُ الْخَوْفِ في غَزْوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ.."
توفي خوات بن جبير بالمدينة المنورة سنة 40 هـ، وعمره 74 سنة وكان يخضب ، وكان ربعة من الرجال وكان له من الولد صالح وحبيب أمهما من بني ثعلبة من بني فقيم، وسالم وأم سالم وأم القاسم أمهم عميرة بنت حنظلة بن حبيب البلوية، وداود وعبد الله.
المصادر
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- أسد الغابة في معرفة الصحابة
3-الإصابة في تمييز الصحابة
4- سير أعلام النبلاء
5- البخاري - التاريخ الكبير
6- البغوي- معجم الصحابة
7- الطبراني-المعجم الكبير
8- الحاكم - المستدرك
9- أبو الفضل السلامي-التنبيه على التصحيف والتحريف الواقعيْن في كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروي
10-ابن الجوزي تاريخ ابن الجوزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق