الأحد، 23 فبراير 2020

الصحابي الجليل عويم //بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

الصحابي الجليل عويم بن ساعدة الملقب بالطهور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 10-2-2020
الصحابي الجليل والتقي النقي الطهور والفارس المجاهد الصبور عُوَيم بنُ سَاعِدَة بن عائِش بن قَيْس بن النُّعْمان بن زيد بن أُمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، وقيل في نسبه غير ذلك. أبو عبد الرحمن ...أمّه عميرة بنت سالم بن سلمة بن أُميّة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
عُوَيْمُ بن ساعدة صحابي من الأنصار من بني أمية بن زيد من الأوس، كان واحدًا من الثمانية الذين لقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا، ومهدوا لإسلام الأنصار. شهد عويم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها،
ينتمي عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان إلى بني أمية بن زيد أحد بطون قبيلة الأوس، وقيل أنه كان حليفًا لهم من بلي
كان واحدًا من الثماني نفر الذين كانوا أول من لقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الأنصار بمكة حين عرض عليهم الإسلام، فأسلموا
شهد بيعة العقبة الثانية، فهو واحد من أوائل الأنصار إسلامًا
بعد الهجرة النبوية، آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب، وقيل بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة....شهد عويم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزواته كلها
ندبه الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل المنافق الأثيم اللعين: الحارث بن سويد بن الصامت الذى غدر بالمسلمين وقتل منهم عددا فى غزوة أحد، فاستجاب لهذا الأمر وتربص به فقتله.
وكان عُويم رضي الله عنه رجلا يحب الله ورسوله،وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يثق في قوته وأمانته ويبادله حبا بحب.
كان رضى الله عنه لبيبا عاقلا له بصر بعواقب الأمور،فإذا جد الجد يكون فى طليعة المجدين ،وإذا أبصر من بعيد شبح فتنة حاول أن يصدها بكل قوة قبل ظهورها.
وهو الذى أدلى بدلوه فى القضاء على الفتنة التى أطلت برأسها في سقيفة الأنصار عندما اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد وقف موقفا مشرفا فى هذا المقام حيث أتى أبا بكر رضي الله عنه فقال له : يا أبا بكر ، فتح باب فتنة أرجو أن يغلقه الله بك.
وهي كلمة على إيجازها تحسم النزاع القائم بين المهاجرين والأنصار فقد تنازعوا فيما بينهم وارتفعت بعض الأصوات من الأنصار يقولون للمهاجرين : منا خليفة ومنكم خليفة ، فكان عُويم هو أول من أشار على أبي بكر أن يقبل البيعة من المسلمين بالخلافة؛ فهو أولى بها من غيره ، وليس هناك أحد يزاحمه عليها أو يرى نفسه أهلا لها ؛ وذلك لمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فتوجه أبو بكر إلى السقيفة وحسم الفتنة قبل استفحالها ، وأعانه على ذلك عمر؛ فهو أول من بايعه بالخلافة ، وفرح عُويم باجتماع المسلمين على أبى بكر ، وندموا على ما وقع منهم من غلط ولغط.
وكان رضى الله عنه يطهر قلبه بذكر الله من كل ما يكدر جلوته ، ويطهر جوارحه عما حرم الله عليه ، ويطهر بدنه وثيابه حتى اشتهر بالطهور لشدة تحريه من النجس والوسخ وتشدده فى ذلك أكثر من غيره.
ولكل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مزية يعرف بها مع جماع الفضائل التى يتحلون بها فيقال فلان حليم .وكلهم حلماء ، لكنه اشتهر بالحلم أكثر من غيره ، وفلان طهور ؛ لأنه فاق غيره فى التطهر وهكذا
كان من الذين أثنى عليهم المولى عز وجل ووصفهم بأنهم يحبّون أن يتطهروا في قوله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ [التوبة: 108]؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال: «مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى الله عَلَيْكُمْ بِهِ»، فقال: يا رسول الله، ما خرج منّا رجلٌ ولا امرأةٌ من الغائط إلا غسل مَقْعَدَهُ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَفِي هَذَا».وذكر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "نِعم العبدُ من عِباد الله والرجل من أهل الجنّة عُويم بن ساعدة"
عن ابن عبّاس أنّ الرجلَين الصالحين اللذين لقيا أبا بكر وعمر وهما يريدان سقيفة بني ساعدة فذكروا ما تمالأ عليه القوم وقالا: أين تريدان يا معشر المهاجرين؟ فقالا: نريد إخوتنا من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أنّ الرجلين اللذين لقوهما عُويم بن ساعدة ومعن بن عديّ ، فأمّا عُويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنّه قيل لرسول الله: مَن الذين قال الله تبارك وتعالى لهم: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “نِعمَ المرء منهم عُويم بن ساعدة” قال ولم يبلغنا أنّه ذكر منهم رجلًا غير عُويم بن ساعدة
ذكر ان عويمًا ترك من الولد عتبة وسويد وقرظة أمهم أمامة بنت بكير بن ثعلبة الجشمية الخزرجية.
وفاته
ــــــــ
توفي عويم بن ساعدة في خلافة عمر بن الخطاب، وعمره 65 سنة، وقد روت ابنة لعويم بن ساعدة أن عمر بن الخطاب وقف على قبر أبيها فقال: «لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول أنه خير من صاحب هذا القبر، ما نصب رسول الله راية إلا وعويم تحت ظلها»
المصادر
ــــــــــ
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- البداية والنهاية
3- سير أعلام النبلاء .
4- أسد الغابة في معرفة الصحابة
5- الإصابة في تمييز الصحابة
6- الاستيعاب في معرفة الاصحاب
7- الواقدي - المغازي
8- صحيح البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق