السبت، 15 أغسطس 2020

قصيدة بعنوان((انا و دمعتى ))بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي


 

انا و دمعتى
----------------- د. صالح العطوان الحيالي - العراق -3-8-2020
ابكي اليوم وكل يوم من كثرة ما ارى من حسد الناس وحقدهم وغيرتهم ومكرهم وقطعهم صلة الرحم وعدم حبهم للخير واكلهم حقوق الاخرين واكلهم السحت الحرام .. ابكي قسم من الناس انحرفت عن قيمها الدينية والانسانية..... ابكي عندما أرى قسم من الناس متلونين كالحرباء ذو عدة الوان واوجه .... أبكي لأن الإنسان ينكشف أصله ومعدنه في المواقف الصعاب ونحن نمر في أصعب المواقف ... الأخ تنكر لأخيه انقطعت صلة الرحم إلا ما رحم ربي.... الصدق أصبح عملة نادرة ....الوفاء اضمحل .... حفظ الأمانة ذهب إدراج الرياح .... الولاء أصبح للمادة وكيف لا أبكي وانا ارى العجائب التي يشيب لها الرضيع , فانحدرت دمعة من عيني
فقالت دمعتى: مابك ياصالح ؟
قلت : ومالذي اخرجك ؟
قالت دمعتى : حرارة قلبك
قلت : حرارة قلبي ومالذي اشعل قلبي نارا ؟
قالت دمعتى : ما تراه من حسد وحقد وغيرة ومكر وقطع صلة الرحم واكل السحت الحرام واكل حق الناس
قلت : وهل يؤثر ذلك في حرارة القلب ؟
قالت دمعتى : نعم ... الم تقرا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دائما : " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " فكلما اذنب العبد اشتعل القلب نارا ولا يطفيء النار الا الماء والثلج .
قلت : صدقتى ... فاني اشعر بالقلق والضيق واظنها من حرقة القلب
قالت دمعتى : نعم ... فان هذه الاشياء شؤم على صاحبها فا استغفر الله واستعين به يا ضالح .
قلت : اريد ان اسالك سؤالا
قالت دمعتى : تفضل
قلت : انني اجد قسوة في قلبي فكيف خرجت منه ؟
قالت دمعتى : انه داعي الفطرة يا صالح.
وان الناس اليوم تحجرت قلوبهم فلم تكد ترى قلبا نقيا دائم الاتصال بالله الا فيما ندر.
قلت : وما السبب يادمعتي
قالت دمعتى : حب الدنيا والتعلق بها فالناس كلهم منكبون عليها الا من رحم ربي
ومثل الدنيا كالحية تعجبك نعومتها وتقتلك بسمها والناس يتمتعون بنعومتها
ولا ينظرون الى السم القاتل فيها .
قلت : وماذا تقصدين بالسم ؟
قالت دمعتى : ان هذه سموم القلوب فلا بد من اخراجها والا مات القلب
قلت : وكيف نطهر قلوبنا من السموم ؟
قالت دمعتى :قال تعالى : " والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها "حديث صحيح"
اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض
من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق