الاثنين، 24 أغسطس 2020

قصيدة بعنوان(إن أقبل الليلُ )بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/حسام صايل

إن أقبل الليلُ
كثيرا ما يمر الواحد منا بظروف صعبة نفسيا و صحيا وما إلى ذلك..فمع بدايات العام 2008 كان قد مضى على وفاة والدتي العزيزة قرابة َ العامين...وكنت أعاني أوقاتا قاسية من الشعور بالكآبة والحزن..لدرجة الشعور بالغربة مع النفس قبل المجتمع. والمحيط..إضافة للظروف الكئيبة عربيا وفلسطينيا... حيث لم يكن قَتلُ القائد صدام حسين الغالي رحمه الله ببعيد..إضافة لأجواء القتل والحصار في أرض فلسطين الحبيبة..كل ذلك كان إرهاصا لهذه القصيدة..

هَلّا تَجُودينَ ........وَصلاً............ ربَّةَ الشِّعرِ

أبُثُّ حُزنًا....... كَوَى الأحشاء َ...... كالجمرِ!!!

إن أقبلَ…… الليلُ أهوى سَوطَ....... سطوتِهِ

وَانهالَ يَلسعُني كالشّوك............ في الخصر ِ

إن أقبلَ الليلُ......... للأشجان........ يُسْلِمُني

موجٌ تقاذَفَني........... في المَدِّ......... والجَزرِ

إن أقبل الليل ُ.......... ألقى السُهدُ صاعقة ً!

تنداحُ .......في عَصَبي......... مسعورةً تجري

تَنثَال ُ...... في عمق نفسي .....عبرَ أورِدَتي

تنقَضُّ......... دافقةً في........... رعشة تسري

وَلَّى الكَرَى....... مُفزَعاً....... والجنحُ مُنكَسرٌ

وَانتَابَني ......أرَقٌ.......... أوهى عُرى الصبرِ

يا شِعرُ........ يا ذَوْبَ روحي.... كيف تُعتقُها ؟

وأنتَ......... تَسحقُها............ بالصّدِّ...والهجرِ ؟

يا شِعرُ....... يا غوثَ......... ..قلبي جُدْ بمُلهمة ٍ

تَجتَاحُ.......... بارِقةً............ في عتمة الفكر ِ !

تُضيءُ........ في جَنَباتِ الرُّوحِ .....وَحشَتَها!

فَتَنتَشي....... بعد طول .......الجدب والقفر ِ

تَبُثُّ في .......مُهجَتي أصداءَ ......ضِحكَتها

وتزرعُ........... البسمةَ الغَنّاءَ .........في الثّغر ِ

يا شِعرُ.......... ما أنت إلاّ ...........دَفقُ أفئدةٍ

وَحشرَجاتُ هَوىً فاضت........... على السّطر ِ

شعري .........عُصارَةُ أحزاني..... إذا عَصَفَتْ!!

تبكي......... على بسمةٍ غِيلَتْ........ أَوّلَ العُمْر ِ

تبكي .......وَحُقَّ لها .........إذْ... رَابَهَا ....زَمَنٌ

أَوَّاهُ........ مِن طَعنَةِ....... النُّكرَانِ....... والغدرِ

تبكي......... أُفُولَ شَبَابٍ ضاع........... مُستَلَباً

تَناوَشَتْ .........مِخلَبُ الحرمانِ........ والفقرِ

تبكي .........لعامٍ ......طَوى أُمّي.......وغَيَّبَها

أُمَّاهُ ............يا ليتَنا في صُحبَةِ..........القبر ِ!

أُمّي.......... خُذِيني..... فَرِيحُ الشُوقِ تَجرِفُنِي

أَشتاقُ أمّاهُ............ضُمّيني إلى ........الصّدر ِ

أشتاقُ...دُونَكِ .......كُلُّ العيش ........مَنغَصَةٌ

ودُونَكِ العيشُ زَهرٌ.......... دُونمَا .........عِطر ِ

يا عَيش ُ..... من بعدها ما عُدتَ.... تُسعدُني

خُذني إليها..........وأطلقني من......... الأسر ِ

وَيلي على وطن.......... دِيِسَتْ........ كرامَتُهُ

على العُروبةِ...........والاذلالُ..........يَستَشري

على العُروبةِ........ في بغدادَ............. تَندُبُها

وكيف صَدّامُ.......... يلقى ......طعنة َ الظَّهرِ؟

بغدادُ ........تسألُهُم.........بغداد ُ...... تَلعنُهم

بغداد ُ........ غَصَّتُها السّكينُ...... في النّحرِِ!

تبكي ......وغزَّةُ في.............. أحزانها شَرِقَتْ

مِن.......... أُمَّةٍ ثَمِلَتْ......في الذلِّ...... والقهرِ

من....... أُمَّةٍ.........صار للغربانِ.......... مِنبَرُها

والقردُ ........في قِمّةِ الشّاهين ِ ......والصّقرِ

حتى الخيانةُ.........أَضحَتْ ......بابَ مُجتَهِدٍ!!

والحُرُّ مُنْتَبَذٌ..........في شِرعَةِ.............. العُهر ِ

تبكي ......ويا طولَ ما......ذا الدَّمعُ مُنسَجِمٌ!!

عَسَاكَ ........تُوقِظُ فيهم............ غضبةَ الحُرِّ!

عَسَاكَ...... تبعثُ فيهم....... هِمَّةً...........ذُبِحتْ

عَسَى تَرُدُّ...........هوى الآفاقِ............. للنَّسر ِ !!

عَسَاكَ......... في أُمّتي تُحيِي .........ضَمائرَهِم !

تُعِيدُ........ نَخوَتَهم..... مِن غَمرَة ِ......... السُّكْرِ

تبكي .......وذَا.... حالُ أهلِ الحسّ ِ.....ما فَتِئُوا

أهلُ الضّميرِ...........وقودُ الحقِّ...............للدّهرِ

أَهلُ الضَّميرِ..........وَقُودُ الحَقِّ............ للدَّهرِ

28 بيتا البحر البسيط رابا..26 كانون الثاني 2008 م الموافق ل 18 محرم 1429ه. حسام صايل عوض البزور.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق