السبت، 29 أغسطس 2020

قصيده بعنوان (أسماء بنت عميس.)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

أسماء بنت عميس.. زوجة الخليفتين والشهيدين وصاحبة الهجرتين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق -14 اب - 2020
التاريخ الإسلامى وما زال يعج بالنساء المؤمنات اللاتى حملن راية الدعوة إلى الله وكان لهن دور كبير فى نشر الدين الإسلامى، ونصرنه بكل ما أوتين من قوة من هؤلاء الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس، والتى هاجرت الهجرتين وصلت إلى القبلتين، كتب الله تعالى لها أن تتزوج ثلاثة من المبشرين بالجنة.
اسمها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن خثعم بن أنمار، وتكنى بأم عبد الله.
وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب، وأخواتها لأمها أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة ولبابة الصغرى بنت الحارث أم خالد بن الوليد ولبابة الكبرى بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب. ذَكرها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال : (الأخوات مؤمنات، ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمة بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن) [صحيح].
روايتها للحديث
وقد روت أسماء بنت عميس عن النبي عددا من الأحاديث، وروى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وابن أختها عبد الله بن شداد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والشعبي والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
إسلامها
أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب وهي عروس فولدت له في الحبشة عبد الله وعون ومحمد، وعاشت فى الحبشة 12 عامًا تنشر مع زوجها رسالة الإسلام، وفى ذلك الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة المنورة، وعادت إلى يثرب سنة 7 هـ مع زوجها وأبنائها.
بعدما ذاقت وزوجها ابن عم النبى - صلى الله عليه وسلم - شتى أشكال الأذى على يد كفار قريش كغيرهم من المسلمين الأوائل الذين كانوا يعدون على الأصابع، نصحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يهاجروا إلى الحبشة، وقال لهم "إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".
لم تتردد "أسماء بنت عميس" ابنة الحسب والنسب التى كانت عروسًا جديدة آنذاك فى أن تترك كل شىء وراءها وتصاحب زوجها فى هجرته، من أجل التمسك بإسلامهم والمساهمة فى نشر الإسلام فى أرضِ الله.
وهناك بدأت من جديد حياتها مع زوجها، أنجبت له ثلاثة أولاد هم عبدالله وعون ومحمد، وعاشت فى الحبشة 12 عامًا تنشر مع زوجها رسالة الإسلام، وفى ذلك الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة المنورة.
وحين استقر المسلمون فى المدينة المنورة وبعد سبع سنوات من الهجرة رأى النبى الكريم أنه آن الأوان ليعود المهاجرون من الحبشة ويلحقوا بالنبى فى المدينة المنورة.
ومرة أخرى لم يتردد جعفر وأسماء فى تلبية دعوة الرسول، وعادا إلى المدينة المنورة مع أبنائهم ليبدأوا حياتهم من جديد فى المدينة، وقد كتب الله لهم أن يكون للمسلمين هجرة واحدة ولهم هجرتين، ومن هنا جاء لقب أسماء "ذات الهجرتين".
ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يزور ابنته أم المؤمنين حفصة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى أسماء بنت عميس عندها بعد عودتها من الحبشة، فقال لها على سبيل الدعابة: يا حبشية لقد سبقناكم بالهجرة.. فغضبت وقالت: لقد صدقت، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء.. أما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن له ذلك. وذهبت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إن رجالاً يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال صلى الله عليه وسلم: "بل لكم هجرتان هاجرتم إلى النجاشى وهاجرتم إلى المدينة".
وبعد العودة إلى المدينة المنورة شارك جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه فى غزوة مؤتة، واستشهد بها وحزنت عليه حزنًا عظيمًا، ولكنها رضت بقضاء الله وأطاعت النبى حين أمرها "يا أسماء لا تقولى فجرًا ولا تضربى صدرًا"، وكانت من الصابرين، فبشرها النبى بأن الله جعل لجعفر رضى الله عنه جناحين يطير بهما فى الجنة.
وبعد استشهاد جعفر رضى الله عنه فى السنة الثامنة من الهجرة تزوجت "أسماء" سيدنا أبى بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان وأنجبت منه محمدًا عام 10 هجرية، وظلت معه حتى أصبح خليفة المسلمين وعاشت معه خلال سنوات خلافته وحتى وفاته فى العام 13 هجرية، وكانت نعم الزوجة له حتى أنه أوصى بأن تتولى هى غسله وبالفعل نفذت وصيته.
مرة أخرى ذاقت أسماء مرارة فقد الزوج ولكنها تماسكت كى تتولى تربية أبنائها، وبعد انقضاء عدتها تزوجها على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وأخ زوجها الأسبق "حمزة بن أبى طالب"، وذلك بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فأصبحت بذلك زوجة الأخوين، ولما تولى على بن أبى طالب الخلافة أصبحت "زوجة الخليفتين"، ثم وقعت الفتنة الكبرى وفيها قتل ابنها "محمد بن أبى بكر"، واختبرت مرة أخرى نوعًا أقسى من الفقد والحزن، وكتمت أحزانها حتى شخب ثدياها دمًا، واستعانت بالصلاة والصبر على مصيبتها، وباستشهاد زوجها على كرم الله وجهه عام 40 هجرية أصبحت بذلك "أسماء" "زوجة الشهيدين"، ورحلت أسماء عن دنيانا بعد عام 60 هجرية.
وحينما قُتل زوجها جعفر بن أبى طالب بمؤتة سنة 8 هـ، قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم "يا أسماء لا تقولى فجرًا ولا تضربى صدرًا"، فكانت من الصابرين، فبشرها النبى بأن الله جعل لجعفر رضى الله عنه جناحين يطير بهما فى الجنة.
بعد ذلك تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له محمدا، توفي أبو بكر عنها سنة 13 هـ، وأوصى بأن تغسله أسماء، ثم تزوجت بأخى زوجها الأسبق
"حمزة بن أبى طالب"، وذلك بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فأصبحت بذلك زوجة الأخوين، ثم تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له "يحيى وعون" وفي رواية ومحمد، وظلت معه حتى وفاته ولما تولى على بن أبى طالب الخلافة أصبحت "زوجة الخليفتين"، وباستشهاده عام 40 هجرية أصبحت بذلك "أسماء" "زوجة الشهيدين".
روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فدخلت على نساء النبي فقالت، هل نزل فينا شيء من القرآن، قلن لا، فأتت النبي فقالت، يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال "ومم ذاك؟" قالت لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله هذه الآية" (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين...).
أسماء مع علي
قال الشعبي، تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما، أبي خير من أبيك، فقال علي يا أسماء اقضي بينهما، فقالت ما رأيت شابا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلا خيرًا من أبي بكر، فقال علي، ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار.
أسماء مع عمر بن الخطاب
عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله.
وفيما رواه البخاري ومسلم أنها شكت للنبي صلى الله عليه وسلم ما عيرها به عمر فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال، "ليس بأحقّ بي منكم له ولأصحابه هجرةٌ واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان".
رحلت الصحابية الجليلة أسماء عام 60 هجرية.
المصادر
1- الذهبي، سير أعلام النبلاء،
2- ابن الأثير، أسد الغابة
3- البلاذري، أنساب الأشراف
4- قصة الإسلام - أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر
5- المجلسي، بحار الأنوار
6- ابن كثير، البداية والنهاية
7- دور المرأة في حمل الدعوة.. "محمد حسين عيسى".
8- من أعلام الصحابيات.. "محمد علي قطب".
9- عظماء الإسلام.. "محمد سعيد مرسي"

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق