الأربعاء، 26 أغسطس 2020

قصيدة بعنوان((حب الرمان))بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي - العراق

جلنار " حب الرمان " زوجة الملك قطز وصاحبة العبارة الشهيرة " واسلاماه"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 12 اب 2020
جلنار اسم علم مؤنث ذو اصل فارسي وكان ينطق بالكاف “كلنار” ولكن عندما عرفه العرب تحولت الكاف جيم وهو اسم مركب يتكون من كل اي زهرة ونار اي الرمان وبذلك نجد انه يعنى زهرة الرمان وهو يعني ايضا الوردة ويعني ايضا الفتاة العاقلة الواضحة وهو من الاسماء الرقيقة الجذابة فهو كما ذكرنا من القاب واسماء الاميرات
هي زوجة الملك المظفر سيف الدين قطز وصاحبة العبارة الشهيرة ((واإسلاماه)) والتي كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت شهيدة على يد التتار في عين جالوت..
هي جهاد ابنة الملك جلال الدين منكبرتي بن خوارزم شاه وكان قطز - واسمه الحقيقي آن ذاك محمود -ابن عمتها أخت جلال الدين
وقد أسرت مع عائلتها على يد التتار بعد هزيمة الخوارزميين فسموها جلنار وغيروا اسم محمود إلى قطز وظلا ينتقلان من يد إلى يد وذكرت رواية (واإسلاماه) اما قطزلم يكن أسمه "قطز" إنما كان اسمه الحقيقي الأمير"محمود بن ممدود" إبن الأمير ممدود وجهان خاتون بنت خوارزم شاه ملك بلاد ما وراء النهر (بلاد فارس الآن) وكان أبوه قائداً لجيوش المملكة الخوارزمية وكانت هناك مناوشات وحروب بين التتار وخوارزم شاه إلى ان مات جده وأصبح خاله "جلال الدين" هو الملك وظل في حرب دائرة بينه وبين التتار ,وكانت لديه ابنه هي الاميره "جهاد" إبنة خال الأمير"محمود", فكانا أمير وأميرة تربيامعاً على حسن الخلق وحب الإسلام..
وقد نشأ على الحمية الإسلامية وتدرب على فنون الفروسية وأساليب القتال وفنون الإدارة وطرق القيادة فنشأ شابًّا فتيًّا أبيًّا محبًّا للدين معظمًا له قويًا جلدًا صبورًا.. فإذا أضفت إلى ذلك كونه ولد في بيت ملكي، وكانت طفولته طفولة الأمراء وهذا أعطاه ثقة كبيرة بنفسه، فإذا أضفت إلى ذلك أن أسرته هلكت تحت أقدام التتار وهذا -بلا شك- جعله يفقه جيدًا مأساة التتار.
وليس من رأى كمن سمع.. كل هذه العوامل صنعت رجلاً ذا طراز خاص جدًا، يستهين بالشدائد، ولا يرهب أعداءه مهما كثرت أعدادهم أو تفوقت قوتهم.
التربية الإسلامية العسكرية، والتربية على الثقة بالله، والثقة بالدين، والثقة بالنفس كانت لها أثر كبير في حياة قطز رحمه الله.
ولكن الأمير "محمود" لم يكن يدري ما يخبئه له الدهر,لم يكن يدري أنه يوماً ما سيفترق عن أهلعه وأرضه ومملكته.
كان يعتقد كأي أمير محارب في سنه أنه يوماً ما سيصبح ملكاً على مملكته ويحارب التتار,كما فعل جده وابيه وخاله من قبل.
ولكن الأيام جاءت على غير ما توقع..
حيث ظل خاله "جلال الدين" في حرب مع التتار إلى ان تشتت جنده وكاد ان يهزمه الجيش التترى وفقد ابنته جهاد وابن اخته محمود وهم كل ما تبقى من عائلته وبيعا جهاد ومحمود في سوق العبيد تحت أسماء جديدة جلنار (جهاد) وقطز (محمود)
كان سيف الدين قطز عبدًا لرجل يسمى "ابن الزعيم" بدمشق ثم بِيع من يدٍ إلى يد حتى انتهى إلى "عز الدين أيبك" من أمراء مماليك البيت الأيوبي بمصر.
وابنة خاله "جهاد"أصبحت جارية من جواري الملكة شجرة الدر في مصر.
لم يكن يدري الأمير "محمود"أن الملوك والأمراء قد يصبحون بين ليلة وضحاها عبيداً في بلاد غريبة وبعيدة ..وقد ضاعت مملكة أجدادهم وأرضهم.
أنهما حين كانا في دمشق عند موسى بن غانم المقدسي باع جلنار دون قطز لرجل مصري فاشترى رجل يدعى ابن الزعيم ومن ثم انتقل إلى مصر وصار تحت رعاية الأمير عز الدين أيبك ووجدها هناك وتزوجها.وقد كانت مقاتلة شجاعة..
حاولت مجموعة من التتار اغتيال قطز لعلهم يغيرون من نتيجة المعركة
لكن البطل قطز نجح في قتل ثلاثة من مهاجميه ،وكاد فارس تتري رابع ان ينجح في طعن قطز من الخلف، فاذا به يفاجأ بفارس ملثم يضربه بالسيف فيرديه صريعاً،
بعد أن تلقى منه ضربة قاتلة.. وما كان ذلك الفارس الملثم إلا جلنار زوجة القائد العظيم قطز.. جاءت إلى المعركة لتفديه بنفسها وتنقذه من القتل..
من شدة تاثره على زوجته الحبيبة انكب القائد على زوجته وهي تجود بروحها في سبيل الله صارخا : واحبيبتاه.. فتقول له: مه.. لا تقل واحبيبتاه.. ولكن قل: وا إسلاماه..
ثم فاضت روحها إلى بارئها ونهض قطز من مكانه وانقض على جيش التتر يقتل فيهم وهو يصرخ (الله أكبر .. واإسلاماه) فتحمس المسلمون واشتدوا في قتالهم حتى هزموهم هزيمة منكروقد قاتلت مع زوجها الملك قطز.
يعد السلطان سيف الدين قطز، أحد أبرز ملوك مصر على مدار تاريخها خاصة فى عصرها المملوكى، فهو بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، اسم قطز أسماه له التتار حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم له.. ومعنى قطز بلغتهم المغولية "الكلب الشرس".وربما يكون تجار الرقيق هم الذين أعطوه هذا الاسم. قطز من بين الأطفال الذين حملهم التتار إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق.
وهكذا نسى الناس اسمه..وربما إشتاق هو إلى أن يناديه أحدهم يوما ما.."محمود"
ربما أصبح هذا الإسم لم يعرفه أحد غير إبنه خاله"جهاد ومحرر القدس من التتار، استطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، ويعيد صفوف الجيش المصرى، ليقود الأمة الإسلامية إلى النصر.
ولد فى القرن الثالث عشر ببلاد ما وراء النهر، وورد ذكر السلطان الراحل فى العديد من الكتب والدراسات، كما تناولت أعمال درامية عدة سيرته وحياته، ولعل من أشهر الأعمال التى عالجت حياة "قطز" كانت رواية "وإسلاماه" للأديب الكبير الراحل على أحمد بكثير، حيث سلط الضوء على حياة البطل المملوكى الراحل، كما أظهر الجانب العاطفى، من خلال علاقته بالجارية جهاد.
وذكر الروايات التاريخية ومنها رواية "باكثير" الشهيرة و"إسلاماه" إن "جلنار" زوجة الملك المظفر سيف الدين قطز وصاحبة العبارة الشهيرة (واإسلاماه) والتي كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت (تصاب) على يد التتار في عين جالوت، وفى روايته ذكر "باكثير" إنهما "قطز" و"جلنار" حين وصلا إلى دمشق بعد سقوط حكم أبو جهاد جلال الدين خوارزم شاه، بيعت "جلنار" دون قطز لرجل مصري فاشترى رجل يدعى ابن الزعيم قطز ومن ثم انتقل إلى مصر وصار تحت رعاية الأمير عز الدين أيبك ووجدها هناك وتزوجها، وقد كانت مقاتلة شجاعة.
وبمراجعة عدد من الموسوعات والمراجع التاريخية، تظهر سيرة القائد والسلطان المملوكى الراحل، فقيرة للغاية، ولم يتم ذكر إلا فترة وصوله للحكم وقيادته المسلمين للانتصار على التتار بقيادة هولاكو.
وفيما يخص "جلنار حب الرمان" المنسوبة فى بعض المراجع على إنها زوجة "قطز" لم يتم ذكرها على إنها زوجة السلطان المملوكى، فلم يتم الإشارة إليها فى ذكر سيرة السلطان سيف الدين قطز، ففى موسوعة "السلوك لمعرفة دول الملوك(الجزء السابع ص 507-520)"، أشار "المقريزى" إلى كلمة "وإسلاماه" إنه عند التقى جيش المسلمين وجيش التتار فى يوم الجمعة 15 رمضان، وعندما اصطدم العسكران اضطرب جناح عسكر السلطان وانتفض طرف منه، ألقى الملك خوذته على رأسه إلى الأرض، وصرخ بأعلى صوته وإسلاماه" وهو النداء الذى تكرر من السلطان عدة مرات أثناء المعركة كما جاء فى كتاب "المقريزى".
وذكر أن المقريزى عن قطز: يقال اسمه محمود بن ممدود، وإن أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه، وإن أباه ابن عم السلطان جلال الدين، وإنما سبة عند غلبة التتار، فبيع بدمشق، ثم انتقل إلى القاهرة.
أما موسوعة " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لابن ابن تغري بردى، فلم يذكر فى سيرة ذكر السلطان قطز فى الجزء السابع (ص 67- 85) أى ذكر لسيرة زوجات السلطان المملوكى أو نداء "وإسلاماه" أو جلنار.
وتبقى إشارة "باكثير" إلى شخصية زوجة السلطان الراحل والتى أسماها "جهاد" محل اختلاف كثير من النقاد إذ يرى الكثير إنها شخصية خالية من وحى إبداع الكاتب الراحل، بينما رأى البعض أن "جهاد" هى زوجة السلطان الراحل "جلنار حب الرمان" والتى استشهدت خلال معركة "عين جالوت".
وربما يساند الرأى الأخير عدد كبير من الدراسات، فيذكر كتاب "فلسطين: التاريخ المصور" أن جيش المغول أثناء معركة عين جالوت وصل إلى خيمة السلطان، وضربوا زوجته "جلنار حب الرمان" فصدهم المسلمون فترجعوا عنها، وطار قطز نحو زوجته فرآها تكاد تموت، فقال: "وا حبيبتاه"، فقالت: "لا تقل وا حبيبتاه، قل وإسلاماه".
بينما يشير الدكتور عبدالله الخطيب فى كتابه "روايات باكثير: قراءة في الرؤية والتشكيل" إلى معالجة شخصية "جهاد" موضحا إلى أنه هى أيضا "جلنار" زوجة السلطان المملوكى الراحل، مشيرا إلى كانت أن جلنار إحدى النساء اللواتى شاركن فى المعارك على مدار التاريخ الإسلامى، ولم تكن مشاركتها فقط لمجرد تطبيب الجروح أو إسعاف الجرحى.
المصادر
1- علي احمد باكثير- واسلاماه
2- المقريزي -السلوك في معرفة الملوك
3- ابن تغري بردي - النجوم الزاهرة
4- د.عبدالله الخطيب - روايات باكثير
5- جريدة النيل
6- موسوعة المعرفة الشاملة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق