الجمعة، 10 يناير 2020

الصحابي المنذر بن عمرو الانصاري/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان

الصحابي المنذر بن عمرو الانصاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 26-12-2019
المُنْذِرُ بن عَمْرو بن خُنَيس بن حَارِثَةَ بن لَوْذَان بن عبد وُدِّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخَزْرج الأَنصاري الخزرجي ثم الساعِدِي
المنذر بن عمرو (المتوفي سنة 4 هـ) صحابي من الأنصار من بني ساعدة من الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، وكان أحد النقباء الاثني عشر. كما شهد مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد، واستعمله النبي محمد على سرية إلى أهل نجد، فقُتل يومها عند بئر معونة
زوجته: أُمَّ جميل بنت الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.
أمه: هند بِنْت المنذر بْن الجموح بْن زَيْد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. وهي أخت الحباب بن المنذر.
-أخته سلمى بنت عمرو.
أخته أيضاً: مندوس بنت عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود الأنصارية، أخت المنذر بن عمرو، وهي أم مسلمة بن مخلد.
هو المعروف بالمُعْنِق لِيمُوت، وقيل: "المُعْنِقُ للموت". وقال ابن إِسحاق: ولم يُعقب المنذر بن عمرو. وقد أسلم المنذر، وشهد العقبة، وبَدْرًا، وأُحُدًا، وكان أحَد السّبعين الذين بايعوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأحَد النّقباء الاثني عشر، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أعْنَقَ المنذر لِيموت"، يقول مشى إلى الموت وهو يعرفه
وقد سُمِّيَ المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه، وكان المنذر يكتب بالعربيّة قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلًا. وقد آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين المنذر بن عمرو وطُليب بن عُمير في رواية محمّد بن عمر؛ وأمّا محمّد بن إسحاق فقال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين المنذر بن عمرو وبين أبي ذَرّ الغفّاري. فقال محمّد بن عمر: كيف يكون هذا هكذا؟ وإنّما آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين أصحابه قبل بدر وأبو ذرّ يومئذٍ غائب عن المدينة، ولم يشهد بدرًا، ولا أُحُدًا، ولا الخندق؛ وإنما قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة بعد ذلك. وقد قطعت بدرٌ المؤاخاة حين نزلت آية الميراث، فالله أعلم أيّ ذلك كان.
لما أسر المسلمون عمرو بن أبي سفيان رفض أبوه أن يفتديه لأن أخاه حنظلة قتل في المعركة فحاول ان يأسر بعض الأنصار ليفدي بهم ابنه عمرو. ولما كان سعد بْن النعمان قد جاء معتمرًا، فلما قضى عمرته، وصدر كان معه المنذر بْن عمرو، فطلبهما أَبُو سفيان، فأدرك سعدًا، فأسره، وفاته المنذر، ففيه يقول ضرار بْن الخطاب:
تداركت سعدًا عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرًا
فجاء قوم سعد إلى النبي يطلبون فكاك عمرو مقابل ابنهم سعدا فأجابهم.
كان على الميسرة يوم أحد، وقُتل بعد أُحُدٍ بأربعة أشهر أو نحوها ـــ وذلك سنة أربع في أولها ـــ يوم بئر معونة شهيدًا، وكان هو أمير تلك السّرية، وذلك أن أبا براء عامر بن جعفر الذي يُقال له: ‏"‏ملاعب الأسنَّة‏"‏ قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فقال:‏ لو بعثت إلى أهل نَجْدٍ لاستجابوا لك.‏ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏‏"أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ‏"‏‏‏ فقال‏:‏ أنا جارٌ لهم، فابعثهم،‏ فبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعين رجلًا عليهم المنذر بن عمرو؛ ومنهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعامر بن فهيرة، فلما نزلوا بئر معونة ـــ وهي بيّن أرض بني عامر وحرة بني سليم ـــ بعثوا حرام بن ملحان إلى عامر بن الطّفيل بكتاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم ينظر فيه، وقتل حرام بن ملحان، ثم استصرخ على أصحابه بني عامر، فلم يجيبوه، وقالوا‏: لن نخفر أبا براء ـــ يعنون ملاعب الأسنة؛ لأنه عقد لهم جوارًا؛ فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم: عُصَيّة ورعْلًا، وذكْوَان، والقارة؛ فأجابوه، وخرجوا معه حتى غشوا القوم، وأحاطوا بهم؛ فقاتلوا حتى قُتِلُوا عن آخرهم، إلا كعب بن يزيد فإنهم تركوه وبه رَمَق، فلمّا قدم على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أنت من بينهم"‏ فعاش حتى قُتِل يوم الخندق.
سرية بئر معونة
هي أحد سرايا الرسول، أرسل فيها الصحابي المنذر بن عمرو في أربعين رجلا إلى أهل نجد ليعلموهم القرأن، فغدوا وقتلوا جميعا الا واحد، وهو الصحابي كعب بن زيد، شفي من جراحه واستشهد في غزوة الخندق، وقد دعا النبي ثلاثين صباحا دعاء القنوت على قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين قتلوا الصحابة
أحداث السرية
قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله بالمدينة المنورة فعرض عليه الإسلام ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبعد، وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك. فقال النبي إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال أبو براء أنا لهم جار، فبعث الرسول المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة المعنق في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين، فيهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر مع رجال من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة (وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم) فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب الرسول إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم، وقالوا لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا.
فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم وهم عصية ورعلا وذكوان والقارة، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار، فإنهم تركوه به رمق، فارتث من بين القتلى فعاش حتى استشهد يوم غزوة الخندق.
وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمقتل القوم إلا الطير تحوم حول العسكر، فقالا والله إن لهذه الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية ماذا ترى، فقال أرى أن نلحق برسول الله فنخبره الخبر، فقال الأنصاري لكني لم أكن لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لأخبر عنه الرجال فقاتل القوم حتى استشهد، وأخذ عمرو أسيرا، فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه، فيما زعم، ثم خرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة، أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا في ظل هو فيه، وكان مع العامريين عهد من الرسول وجوار لم يعلمه عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزلا ممن أنتما، قالا من بني عامر فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما وقتلهما، وهو يرى أن قد أصاب بهما ثأرا من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب الرسول الله، فلما قدم عمرو بن أمية على الرسول، أخبره بالخبر، فقال الرسول لقد قتلت قتيلين لأدينهما، ثم قال الرسول هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا، فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه، وما أصاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره....
عنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قَبْلَ التَّسْلِيمِ».
استشهد المنذر وليس له عقِب.
المصادر
ـــــــــــ
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- الاصابة قي تمييز الصحابة
3- اسد الغابة
4- البداية والنهاية
5- السيرة النبوية لابن هشام
6- السيرة النبوية لابن اسحاق
7 - المغازي للواقدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق