الجمعة، 10 يناير 2020

الصحابي ابن ابي العوجاء//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان

الصحابي ابن ابي العوجاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 31-12-2019
صحابي بعثه النبي في ذي الحجة سنة 7 هـ في خمسين رجلا سرية بن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم فكثرهم القوم فقاتلوا قتالا شديدا حتى قتل عامة المسلمين وأصيب صاحبهم بن أبي العوجاء جريحا مع القتلى ثم تحامل حتى بلغ رسول الله المدينة في أول يوم من صفر سنة 8 هـ ...ولم تذكر لنا المصادر عن اسمه الكامل ولا تاريخ اسلامه ولا تاريخ وفاته لكن جميع المصادر تكلمت عن بعثه الى بني سليم
ذكر البيهقي في دلائل النبوة سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم، ثم ساق بسنده عن الواقدي: «حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن الزهري قال: لما رجع رسول الله من عمرة القضية، رجع في ذي الحجة من سنة سبع، فبعث ابن أبي العوجاء السلمي في خمسين رجلا، فخرج إلى بني سليم، وكان عين بني سليم معه، فلما فصل من المدينة، خرج العين إلى قومه، فحذرهم وأخبرهم، فجمعوا جمعا كثيرا، وجاءهم ابن أبي العوجاء والقوم معدون، فلما أن رآهم أصحاب رسول الله ورأوا جمعهم، دعوهم إلى الإسلام ، فرشقوهم بالنبل ولم يسمعوا قولهم، وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه، فرموهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي، حتى أحدقوا بهم من كل جانب، فقاتل القوم قتالا شديدا، حتى قتل عامتهم، وأصيب ابن أبي العوجاء بجراحات كثيرة، فتحامل حتى رجع إلى المدينة بمن بقي معه من أصحابه في أول يوم من شهر صفر سنة ثمان»
تفاصيل حدوث السرية
زمان وموقع سرية أبي العوجاء لبني سليم
وقعت في ذي الحجة عام 7 هـ ، وكانت موجهة لبني سليم التي قطنت صحراء نجد، على طريق القوافل بين المدينة ومكة.
قيادة السرية إلى بني سليم
قادها الصحابي الجليل ابن أبي العوجاء السلمي رضي الله عنه، في خمسين رجلًا من الصحابة.
أسباب سرية أبي العوجاء السلمي
كانت تلك السرية واحدة من بعثات النبي لردع القبائل المتحالفة ضد الإسلام، وبالأخص بعد غزوة خيبر التي قضت على شوكة اليهود. وقد كانت قبيلة بني سليم دائمة التأليب والعداء، وسبق للنبي أن خرج إليهم في غزوة وأرسل العديد من السرايا لردعهم.
أحداث سرية أبي العوجاء السلمي
بعث رسول االله صلى الله عليه وسلم ابن أبي العوجاء رضي االله تعالى عنه إلى بني سليم، ولكن حدث أن خرج جاسوس إليهم وأنذرهم مما سيحدث، فاحتشدوا للمسلمين.
سعى الصحابة أولًا لدعوة بني سليم للإسلام، فرشقوهم بالنبل، ولم يسمعوا قولهم وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه
واستمر التراشق ساعة، وأحدقوا بالمسلمين من كل ناحية، فقتلوا فيهم مقتلة كبيرة، حتى استشهد عامتهم، وأصيب قائدهم ابن أبي العوجاء جريحًا مع القتلى.
تحامل ابن أبي العوجاء حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكان ذلك في أول يوم من صفر سنة 8 هـ.
يقول صاحب المقتفى:
عاجوا ونجل أبي العوجاء قائدهم .....إِلَى سليم فَمَا آبوا وَلَا رجعُوا
واستشهدوا غير آحَاد فيا لَهُم....... قوما جنوا فِي جنان الْخلد مَا زرعوا
والذي يتأمل أحداث هذه السرية يحس لأول وهلة بقسوة بني سليم وموقفهم العدائي من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الموقف لم يدم طويلًا، فقد تبدل إيمانًا بالله وحديًا [نُصْرة] على الإسلام الذي دخل فيه بني سليم أفواجًا بعد الفتح
نتائج سرية أبي العوجاء لبني سليم
استشهاد عدد كبير من الصحابة، وجرح قائدهم الصحابي ابن أبي العوجاء السُلمي.
الدرس المستفاد من سرية بني سليم
-التزام صحابة النبي بنهجه في دعوة القوم قبل قتالهم، وصبرهم في القتال.
-خروج المسلمين لملاقاة عدوهم مبكرًا لردع الفتن، وفق خطة نبوية حكيمة، وهو منهج القيادة العسكرية الراشدة.
المصادر
1- الطبقات الكبرى لابن سعد
2- البدداية والنهاية
3- مغازي الواقدي
4- السيرة الحلبية- لعلي بن برهان الدين الحلبي
5- بني سليم في الجاهلية والإسلام :عبدالرحيم عسيلان
6- دلائل النبوة للبيهقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق