الاثنين، 31 أغسطس 2020

قصيدة بعنوان(يمكن فى يوم تحلمي)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/أسامه جديانه

يمكن فى يوم تحلمي
بالحب ومالشوق تتألمي
وتقولي ان القلب داب

وتحاولي تاني تتبسمي
نفسك تقولي وتتكلمي
مناك نعود تاني احباب

حاولت كتير مابترحمي
كل مره اعطيك رقمي
واستنى منك كلمة عتاب

مرة اسمعيني وافهمي
او من بعيد لي انظري
ولا انت غاويه الغياب

قلبي الي حبك ليه تظلمي
بكره تجيني وتندمي
خليك عايشه أمل كداب

من حبي لن تسلمي
انا اللي بحبك اعلمي
قلبي بحبك لساه شباب
(((أسامه جديانه)))

 

قصيدة بعنوان(أفصح الفجرُ)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/جاسم محمد محمود


 

( أفصح الفجرُ )
تيمَّمتُ تُربَ الدارِ إذ أفصحَ الفجرُ
وغالبتُ منِّي الروحَ كم شاقَها الأمرُ
فيا تُربَ دارِ الخِلِّ حَدِّث بأمرِها
وما كانَ من أقدامِها الجهرُ والسِّرُّ
تميسُ ولم يخفِ الخمارُ سناءها
كمثل سحابِ الصيف أنى به القرُّ
وقد داعبَ النسمُ العليلُ ذؤابةً
تَدلَّت غُصيناً زانهُ الزهرُ والعِطرُ
أحدِّثُ منها العينَ أشكو صبابتي
وتلهمُني ما رقَّ بوحاً هو الشِّعرُ
فأعزفُ من نبضِ الفؤادِ ولحنهِ
وأنسجُ من حرفي القوافي بها الدُّرُّ
لتُطرِقَ سمعاً في حياءٍ هنيهةً
ويُردي القوافي ما أجزتُ لها سِحرُ
فأمضي وصمتُ الليلِ يفضحُ خُلوتي
ولم أقترفْ ذنباً ولا شابني النُكرُ
وكلُّ منى روحي أبيتُ على الجوى
وأصحو وما منها صدودٌ ولا هُجرُ
لكم راودَ القلبَ المعنى خيالُها
فأوشكَ أن يُبلي جلابيبَهُ الصَّبرُ
وظنِّي بها في القلبِ حَطَّت على البلى
فأجمِلْ بظنٍّ أن يعودَ به النّضْرُ
ألا أن للهجران جرحٌ وصولةٌ
وجيشٌ من الحسادِ جَنَّدَهُ الدَّهرُ
-------
جاسم الطائي

قصيدة بعنوان(لا تعودى)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/محمد راشد عبد المعطى


لا تعودى
لا تعودى .. واحرقى هذه الامانى والوعود
لن يكون الحب دوما حاكما .. زاعما نبض الوجود
كاسيا غبر الوجوه .. مستميتا فى الدفاع عن الافاعى الفهود
مستحيلا أن يكون الحب رمزا للوفاء .. بزعمك الماضى الكؤد
إن نادى قلبى عائدا .. فإن صبرى لن يعودى
لا تعودى
لا تعودى .. واقذفى حمم اللهيب .. وارتعى بدنيا الطهر فيها جمع العقائق والعقود
رجوت ربى باكيا .. أردد لى عقلى من شرودى
انى قد ناخت قوايا .. بعد ما ضاقت قيودى
ايس من الحياة ..ومنك .. فالزمى حصنك وسالزم حدودى
لا تعودى
خضت درب العشق طفلا .. كنت آمل فى الصعود
كنت أشعر أنى بطلا .. فاتحا دنيا الورود
كنت نارا .. كنت لهبا .. كنت صلدا .. قل كؤد
كنت غصنا لست عودى .. كنت ألف ألف عودى
لا تعودى
لا تعودى .. وارحلى عنى وزودى .. ذا الألم .. هذه القيود
لن تضيع ماثرى .. عبر ازمان الصدود
وسامحو ماضى ماتمى .. وستقبل الأيام وعودى
ان لم أكن يومى هنا .. غدا ترى السير وجودى
فهذه سدودى .. وهذه قيودى .. وتلك الامانى .. ضلت حدودى
وآخر حديثى .. شفاه تردد .. لن تعودى .. لن تعودى
شعـــــر /// محمـد راشــد عبــد المعطـــى

قصيدة بعنوان(صلح الحديبية)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/د. صالح العطوان الحيالي

صلح الحديبية وسياسة ادارة الحوار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 17-8-2020
صلح الحديبية هو صلح عقد قربَ مكة في منطقة الحديبية التي تُسمى اليوم الشميسي، في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة (مارس 627 م) بين المسلمين وبين مشركي قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات فنُقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر على بني خزاعة.
عُقِد هذا الصُّلح في منطقة الحديبية في ذي القعدة من العام السادس للهجرة بين المسلمين، ومُشرِكي قريش مدّة عشر سنوات، وقد اختلف العلماء في تسمية حادثة الحديبية، حيث إنّ بعضهم سمّاه بالصلح وهم العلماء الذين اهتموا بتدوين السيرة النبوية، وسمّاها بعض المحققين من أهل العلم بقصة الحديبية، وأمر الحديبية، وغزوة الحديبية، واستند كلّ فريق منهم لمُرجح توصل إليه، وكان سبب تسمية الحديبية بهذا الاسم هو الموقع الذي تمّ فيه الصلح، كما ذكر البخاري في صحيحه: (وسار النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتى إذا كان بالثَّنِيَّةِ التي يَهْبِطُ عليهم منها، برَكَتْ به راحلتُه، فقال الناس: حلْ حلْ، فأَلَحَّتْ، فقالوا خَلَأَتِ القَصْواءُ، خلَأَتِ القصواءُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما خلَأَتِ القصواءُ، وما ذاك لها بخُلُقٍ، ولكن حبَسَها حابسُ الفيلِ، ثمّ قال: والذي نفسي بيدِه، لا يَسْأَلُونَنِي خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ اللهِ إلّا أَعْطَيْتُهم إيَّاها، ثمّ زجَرَها فوثَبَتْ، قال: فعَدَلَ عنهم حتى نزَلَ بأقصى الحديبيةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ، يَتَبَرَّضُه الناسُ تَبَرُّضاً، فلم يَلْبَثْه الناسُ حتى نَزَحُوه)
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رأى في المنام أنه دخل مكة مع المسلمين محرمًا معتمرًا، فبشَّر بها أصحابه وفرحوا بها فرحًا شديدًا، وقد اشتاقت نفوسهم إلى زيارة البيت العتيق والطواف به، وتطلعوا إلى الرجوع لمكة بعد هجرتهم منها لأكثر من ست سنوات مضت.
لا يمكن القول بأن الخطة التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية بدأت فقط عندما أمضى على بنود الصلح مع سهيل بن عمرو موفد قريش الأخير، بل إن خطته صلى الله عليه وسلم كانت مرسومة لديه منذ أن فكر في الخروج مع صحبه إلى مكة ؛ إذ كيف يفكر أن يدخل عليهم لو لم يكن قد أعدَّ خطته التي تملك قوة المنطق لا منطق القوة فقط كما يقول بعض المفكرين؛ إذ استعمال القوة قبل صلح الحديبية كان هو ملاذ قريش وتخطيطها، وخيار الحرب مُضر بالجميع، فالحرب السجال تؤدي إلى الاستنزاف، وهذا الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعدل عنه لما أقدم على صلح الحديبية؛ إذ هو صانعها والمخطط لها من البداية إلى النهاية؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّا لم نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قد نَهِكَتْهُمْ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شاؤوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ الناس، فَإِنْ أَظْهَرْ، فَإِنْ شاؤوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دخل فيه الناس فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَ الَّذِي نَفْسِي بيده لَأُقَاتِلَنَّهُمْ على أَمْرِي هذا حتى تَنْفَرِدَ سَالِفَتي ولَيُنْفِذَنَّ الله أَمْرَهُ).
فقريش لم تكن لها المبادرة فيها، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يسهل أمر القبول بها على قريش؟ إنها قوة منطق الخطة السلمية التي بادر بها النبي صلى الله عليه وسلم والتي أحرجت العدو، فخطة صلح الحديبية أشبه ما تكون بالحرب الباردة التي يكون فيها النصر للمبادر والمقبل على عدوه، وغزوه في عقر داره، ألا ترى كيف أدركت قريش للوهلة الأولى انهزامها إعلامياً إن هي قبلت بدخول النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه إلى مكة لأداء النسك؟، وهي تدرك أنه لم يأت رغبة في الحرب، وإنما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته، وقالوا: "والله لا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً، وَلَكِنْ ذلك من الْعَامِ الْمُقْبِلِ"؛ لذا لا يقال: إن قريشاً لما اشترطت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع من فوره، ولا يدخل مكة إلا في العام القادم، كان كاشتراط الطرف القوي على الطرف الضعيف الذي يقبل بكل شيء، بل إني أقول: إن العكس هو الصحيح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى تحقق الهدف الأساس والمتمثل في قبول قريش بالصلح، جنح معها في حواره للمرونة، وأخذ الأمور معها بالرفق واللين، لاسيما وأنه قد أعلن عن الهدف العام الذي تحمله الخطة المتينة في محاورته وتواصله مع قريش؛ إذ قال: (وَالَّذِي نَفْسِي بيده، لاَ يسألونني خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فيها حُرُمَاتِ اللَّهِ إلا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا).
فلقد "كان لهذه السياسة الحكيمة الحازمة المسالمة التي ساس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الموقف أثرها في توجيه الأمور إلى نهايتها التي قصد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه السياسة التي تحمّل فيها على نفسه ومجتمعه المسلم، وامتحن فيها أصحابه رضي الله عنهم أشد الامتحان، فصبروا للمحنة بعد أن محصوا تمحيصا أخلص أنفسهم للتأسي التسليم لما يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو خفيت عليهم حكمته وأسراره." .هذا وهو صلى الله عليه وسلم كمحاور بارع يحمل معه الخطة المبنية على الصدق والعزم على عقد الصلح وإجراء التفاوض وبدء الحوار لم يستعجل المشركين من قريش في القبول بعرضه للصلح، بل قابل أسلوبها في الخداع والغدر الذي سلكته في الجولات الأولى من التفاوض والحوار من خلال ممثليها و المفاوضين عنها بأسلوب التهدئة والحل السلمي، وذلك عندما عرض عروة بن مسعود على المشركين أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيكلمه فيما جاءهم به بديل بن ورقاء، ثم بعثوا إليه الحليس...، وكان يومئذ سيد الأحابيش فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (هذا فُلَانٌ، وهو من قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ، فَابْعَثُوهَا لَهُ)، فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قال: سُبْحَانَ اللَّهِ، ما يَنْبَغِي لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عن الْبَيْتِ. فلمَّا رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ قال: رأيت الْبُدْنَ قد قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فما أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عن الْبَيْتِ.
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ليبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له باعتباره من أركانه ومن قادته، دله عمر رضي الله عنه على عدم نجاح المحادثات بينه وبين قريش لما تحمله قريش عليه من ضغينة، واقترح عليه عثمان بن عثمان رضي الله عنه بديلاً عنه، وهذا الموقف من عمر رضي الله عنه يدل على مدى حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نجاح الحوار مع قريش، وأنهم يشاركون في صُنْعِ تخطيط الحوار مع الآخر، و على هذا ينبغي أن يُفسر تنازل عمر رضي الله عنه لمأمورية السفارة لعثمان بن عفان رضي الله عنه، لا سيما وأنه قد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة عمر بن الخطاب رضي الله عنهولابد من ان نذكر الحوار الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع موفدي قريش...
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه سيطوف بالبيت وتداول الخبر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين وساروا معتمرين آمين البيت، وفزعت قريش حين علمت بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلي قريش يعلمهم أنه ما جاء مقاتلاً إنما معتمراً، وانتشرت إشاعة مقتل عثمان فتبايع الصحابة تحت الشجرة بيعة الرضوان على الموت، وهو ما جعل قريش تتدارك الموقف لترسل سهيلاً بن عمرو ليصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ألا يدخلها هذا العام ويأتي من قابل، هذا ما جعله ترتيباً صاحب الرحيق، أي سفارة عثمان بعد سفارة بديل وسهيل، وابن القيم يرى أن توافد رسل قريش كلهم كان بعد إرسال عثمان فقال: فبينما هم كذلك، إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعى في نَفرٍ مِن خُزاعة، وكانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن أهل تِهامَة، فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَى، وعامر بن لؤى نزلوا أعدَادَ مِياه الحُدَيْبية معهم العُوذُ المَطَافِيلُ، وهم مقاتِلُوكَ، وصادُّوك عن البيت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنَّا لَمْ نِجِئْ لِقِتَالِ أحَدٍ، ولَكِنْ جِئْنا مُعْتَمِرِينَ، وإنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ، وأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم، ويُخَلُّوا بيْنى وبَيْنَ النًَّاسِ، وَإنْ شَاؤوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دخل فيهِ الناس، فَعَلُوا وإلاَّ فَقَدْ جَمُّوا، وإنْ هُم أَبَوْا إلاَّ القِتَالَ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لأُقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِى هذَا حَتَّى تَنْفَردَ سَالِفَتِى، أوْ لَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ " .قال بُديل : سأبلغهم ما تقول، فانطلق حتى أتى قُريشاً، فقال : إني قد جئتُكم مِن عند هذا الرجل، وقد سمعتُه يقول قولاً، فإن شئتم عرضتُه عليكم ، فقال سفهاؤهم : لا حاجةَ لنا أن تُحدِّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هاتِ ما سمعته، قال : سمعتُه يقول كذا وكذا . فحدَّثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال عُروةُ بنُ مسعود الثَّقفى : إن هذَا قد عَرَضَ عليكم خُطَّة رُشد، فاقبلوها، ودعوني آتِه، فقالوا : ائته، فأتاه، فجعل يُكلمه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من قوله لِبُديل، فقال له عروةُ عند ذلك : أي محمد، أرأيتَ لو استأصلتَ قومَك هل سمعتَ بأحدٍ مِن العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى، فواللهِ إني لأرى وجوهاً، وأرى أوباشاً من الناس خليقاً أن يَفِرُّوا ويدعوك، فقال له أبو بكر : امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ، أنحنُ نَفِرُّ عنه وندعه ؟ قال : مَن ذا ؟ قالُوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده، لولا يَدٌ كانت لكَ عندي لم أَجْزِكَ بها، لأجبتُك، وجعل يُكلِّم النبي صلى الله عليه وسلم -، وكلما كلَّمه أخذَ بلحيته، والمغيرةُ بنُ شُعبة عِند رأسِ النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيفُ، وعليه المِغفرُ، فكلما أهوى عُروةُ إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب يَده بِنَعْلِ السيفِ، وقال : أخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحية رسول اللهِصلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه وقال : مَن ذا ؟ قالوا : المغيرةُ بنُ شعبة . فقال : أي غُدَرُ، أوَ لستُ أسعى في غَدرتك ؟ وكان المغيرةُ صحب قوماً في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أمَّا الإسْلام فأقْبَلُ، وأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء " .ثم إن عروة جعلَ يَرْمُق أصحابَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بعينيه، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبي صلى الله عليه وسلم نُخامة إلا وقعت في كفّ رَجُلٍ منهم، فَدَلَكَ بها جِلدَه ووجهَه، وإذا أمرهم، ابتدروا أمرَه، وإذا توضأ، كادُوا يقتتِلُون على وضوئه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيماً له، فرجع عروةُ إلى أصحابه، فقال : أي قوم، واللهِ لقد وفدتُ على الملوكِ ، على كسرى، وقيصرَ، والنجاشي، واللهِ ما رأيتُ ملكاً يُعظمه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمد محمداً، واللهِ إن تنخَّم نُخامة إلا وَقَعتْ في كفِّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ، كادُوا يقتتِلُون على وضوئه، وإذا تكلَّم، خفضُوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيماً له، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد، فاقبلُوها، فقال رجل من بنى كِنانة : دعوني آتِهِ، فقالوا : ائْتِهِ، فلما أشرفَ على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "هذا فُلانٌ، وهو من قوم يُعظِّمون البُدْنَ، فابعثُوها له، فبعثوها له، واستقبله القومُ يُلَبُّون، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللهِ، مَا ينبغي لِهَؤُلاَء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ، فرجع إلى أصحابه، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلِّدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت.فقام مِكْرَزُ بنُ حَفص، فقال : دعوني آته . فقالوا : ائتهِ . فلما أشرف عليهم، قال النبي صصلى الله عليه وسلم : "هذا مِكْرَزُ بن حَفْصٍ، وهو رجل فاجر" ، فجعل يُكَلِّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فبينا هُوَ يكلمه، إذ جاء سُهيلُ بنُ عمرو، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "قَدْ سُهِّلَ لَكُمْ من أمْركُم" فقال : هاتِ، اكتُب بيننا وبينكم كِتاباً، فدعا الكاتب، فقال : "اكتُب بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ" فقال سهيل : أما الرحمنُ، واللهِ ما ندرى ما هُو، ولكن اكتب : باسمِكَ اللَّهُمَّ كما كنتَ تكتبُ، فقال المسلمون- وفي روايات: عليَّ- : "واللهِ لا نكتُبها إلا بسمِ اللهِ الرَّحمن الرحيم"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "اكْتُبْ باسْمِكَ اللَّهُمَّ " ، ثم قال : " اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رسُولُ اللهِ" ، فقال سُهيل : فواللهِ لو كنَّا نعلمُ أنك رسولُ اللهِ، ما صددناكَ عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني رَسُولُ اللهِ وإن كَذَّبْتُمُونى، اكْتُبْ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله، فَقَال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على أَنْ تخَلُّوا بَيْنَنَا وبَيْن البَيْتِ، فَنَطُوفَ بِهِ" ، فقال سهيل : واللهِ لا تتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنَا ضَغْطَةً، ولكن ذلك مِن العام المقبل ..
المصادر
1- كتاب: شركاء .. لا أوصياء .. للدكتور حامد الرفاعي
2- صحيح البخاري
3- بسيوني، محمود شريف، الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان
4-أحداث صلح الحديبية وموقف قريش من المسلمين-د. هند بنت مصطفى شريفي
5- فقه السيرة: محمد الغزالي
6- السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، إنسان العيون: علي بن برهان الدين الحلبي
7- كتاب المغازي، باب صلح الحديبية
8-معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: المقدم عاتق بن غيث البلادي

 

قصيدة بعنوان(هذيان آخر الليل )بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/Mohammed Alhafidi

‏‎Mohammed Alhafidi

***هذيان آخر الليل ***

.....عيناك لاتكذبان..!!
لسيدة قريبة من القلب، على مرأى من العين..في عينيها حور..واحتيار..وجمال يقتل، ياسر عشقا من النظرة الأولى، ،منذ سنين خلت،والقلب ينزف حبا، ولها بها..في سكينة. .في صمت رهيب...
...عيناك لا تكذبان. ..
عيناك. ..!
آه. .من عينيك! !!!
عيناك بريئتان. .
لاتكذبان ..
تفصحان ..
تبوحان ..
تفضحان ..
تطمئنان. ..!!
عيناك. ..!!!
آه. .من عينيك. ...!!!
عيناك بريئتان! !!!
لاتكذبان. ..
اقرأ في ماقيهما العشق. .
والإصرار. .
في بريقهما رسائل. .
وأسرار. .
في اطراقتهما احتجاج ..
وسحر استعطاف. .
في اشراقهما فرحة الأعياد. .
والدفء والضياء. .
عيناك. ..!!!
آه. .من عينيك. .
عيناك حبيبتي ..
بريئتان. .
لاتكذبان. ....
**************ذ.محمد الحفضي *******************
*****بني ملال، في :03 يناير 2019 ******************

 

قصيدة بعنوان(ستعود بيروت اجمل)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/محمد شاهر نعمان القرشي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نظارة‏‏، ‏نص مفاده '‏ستعود بيروت اجمل اليمن_السعيد محمد شاهر نعمان القرشي‏'‏‏‏
القرشي بن شاهر محمد‏ مع ‏عواطف حسن على‏ و‏‏٧٨‏ آخرين‏.

**ستعود بيروت اجمل**

بيروت يا قبلة الحياة
يا رونق الجمال والحرية
يا وردة برية
تفيض قوة وإرادة
تتحدى ألم الأحزان
تحرك المشاعر
تغرد من جديد
تزهر براعمها صمود
كلها شموخ عزة
تتمايل بخفة كزنبقة
رغم هول الفاجعة
لا زال عطرة يفوح
هكذا هي لبنان
صامدة أبية
تعشق الفجر
ما يهزها أنفجار
ولا طوفان التأمر
ولا سيل الخذلان
وكثرة الأنذال
من أعراب وعجم
ممن يطلبون الثار
ممن هز اركان صهيون
وارعب قوى الطغيان
وقهر الأمريكان
وجعل النصر عنوان
لهم في كل مكان
وبفضلهم عم الخير
كل ارجاء لبنان
بتعاون الجميع
ليسود الأمن والأمان
هذا ما كان
وسيكون
ستعود بيروت اجمل
برونقها رائعة الجمال
تزهو كقنديل
تضيء سماء لبنان

#ابن_اليمن_السعيد
محمد شاهر نعمان القرشي
حقوق النشر والملكية محفوظة

رباعيات الأحزان (( ألبوم صور ))بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/محمد عطية

رباعيات الأحزان (( ألبوم صور ))
( للحزن في قلبي مكان )

ألبوم صور

وذكريات

أحلام قديمة

وماضي فات

لسه العيون

فكراني

لحظة ما أتولت

طفل صغير

ببكي ويضحك

وأنفطمت

وأهرب بخوفي

في حضن أمي

وأرمي حمولي

في حجرها

هي الوحيدة

شايله همي

وحاسه بيه

بقلبها

والكل كان ألبوم صور

وحكاوي فاتت ذكريات

وماضي فات

أحلام خدتني

في السنين

أشواق رامتني

للحنين

وعيون خانتني

في حبها

وليالي ضاعت

ودها

والكل كان ألبوم صور

وحكاوي فاتت ذكريات

وماضي فات

هنا كنت لسه

في مدرسة

وهنا كنت عايش

في الأسي

هنا كنت ويا

أصحاب خانوني

هنا كنت ويا

أحباب باعوني

هنا ضحكت

وأنبسط

هنا غلط

في الف خط

هنا الألم

هنا الجراح

هنا الي كان

هنا الي راح

والكل كان ألبوم صور

وحكاوي فاتت ذكريات

وماضي فات

كلمات الصدق
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد

 

قصيدة بعنوان(هجر الوِصال)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/خالد المنصوري

هجر الوِصال

خالد المنصوري / مصر

كُل الوصال دونَ وصلكَ هجر
وكُل الهَجر دون هجرك وصلُ

قد تاعَهِدنا بالوصالِ عَهدا
ولا سعينا إلى فُراقٍ يوما

لا غَضضنا الطرفَّ عنكمُ
واكتفينا يومَ البُعد صوما

ذاك قلبي لايلينُ لغيركم
واحترقنا في البُعادِ دوما

في سُهــادٍ اقضـي ليلتـي
ساهِـرُ الجفنَ يبوحُ كتمـا

أيـا فؤادً ذاع سِـرُّ حنينـه
وراح يشكو بالانينِ سُقما

ماكنتُ ابداً صاحِب شكوةٍ
وما قَدِمنا بالحديثِ لومـا

كان يوماً مِن بعيدٍ تذكُرُ؟
اختصمنا ذاك الوقت لما

نقتصر وقت حديث بليلةٍ
فيكون هجراً للوصالِ ثُمّ

يجيءُ شوقاً بالفؤادِ يُبدل
هجر القلوب الى لقاءٍ ثَمّ

ياهاجراً طال بُعد خِصامه
ما الناس قومٌ,وانت قوما

قد مسَّ قلبي ضُـرَّ هجـره
ما راح فكر ولا جاء نومـا

قُل للفؤادِ الهاجــرِ ياتُـرى
هل رماك الشوق سهمـا؟

لا عدِمنـا ياحبيب لِقائكـم
قد هَرِمنا إن غدوتَ خصما

خالدالمنصوري

 

الأحد، 30 أغسطس 2020

قصيدة بعنوان(اوراق اعتمادي)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/كرم الدين ارشيدات


 

اوراق اعتمادي
لكرم الدين يحيى ارشيدات
هي نعمة
انعمها الله على عبده
نعمة لو نظرت اليها
تسر خاطري
فالعين لا تريد النظر لغيرها
تبهج قلبي
تسعد روحي
الروح الطيبة
نعمة لا تقدر بثمن
والوجه الحسن
هو ابتسامة السماء
ترتسم على وجه ملاك
ملاك يرسم التفاؤل بالنفس
ويخط عناوين الفرح بالروح
لإبتسامتها تتفتح الجنان
ويبدأ معها فصل الربيع
فصل الزهور التي تنبت
حول جنان عينيها
بنظرة منها
تهدأ كل امواجي
وتصفوا زرقة سمائي
وتزدهي بجمالها الشطآن
هي حبيبتي
هي كل عناوين الجمال
التي اسرت روحي
روح كرم الدين الانسان
وهي كل المعاني لمفردات الرقة
التي خلقت مع الانثى
لوجهها الحسن
تكون مناسكي وقرابيني
واقرأ تعاويذ الاحلام
عندما اراها
لتكون معي بحاضري
وفي احلامي
وفي يقضتي
يا إمرأة
طغت بملكوتها
على نساء الارض
هل عرفتك بنفسي
هل قدمت لك
اوراق اعتمادي
انا
كرم الدين بن يحيى
الانسان
وبإنسانيتي عشقت
انا
احد مجانين عصري
واحد مجانين الجمال والحب
الذين صاغوا بعواطفهم
معلقات حب ازلي
وباشجانهم
كانت ترانيم عشق
بالف بيت شعر
ابتدأت وانتهت بك
انا الباحث عن الجنة
في محراب عينيك
الباحث عن نار الاشواق
ونعيم الحب
الباحث عن النبضة
التي بها معنى جديد للحياة
معنى
كيف يكون الانسان
عاشق ومحب
انا اسير همسات
قيدت روحي
جعلت وجودي مرتبط بك
وحبك هو مصير
هو قدسية سعت اليه نفسي
قدمت لك اوراق اعتمادي
مقرا لك بمن اكون انا
وماذا تكوني لي انت
وإليك اوراق اعترافي
يا سيدتي
انا كرم الدين بن يحيى العاشق
المنفرد بإحساسي
واشواقي
انا الذي اراك بكل عيون الدنيا
اينما نظرت اراك
بواقعي
بحلمي
فأنت تسكنين خافقي
وتتكلم بك
كل خلجات قلبي
ودمي ممزوج باحرف اسمك
يا سيدتي
تلك هي اوراق اعتمادي
وهذه ايضا اوراق اعترافي
وجئتك لاجئا
راجيا منك قبولي
والسماح لي
ان ابني خيمة بالقرب من قلبك
وتحت محراب عينيك

رباعيات الأحزان (( أصعب احساس ))بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/محمد عطية


 

رباعيات الأحزان (( أصعب احساس ))
( للحزن في قلبي مكان )

أصعب أحساس .....

لما تحس إنك مش عايش

لما تكون من نفسك خايف

لما جراحك تبقى قوية

لما تذوق المر أسيه

تفضل حاضن حزنك وحدك

والأيام بتلطم فيك

أصعب أحساس ....

لما دموعك تملا عيونك

لما أحلامك يوم بتخونك

لما سنينك تأسي عليك

لما تشوف الموت بعنيك

تفضل تهرب من أيامك

وانت ماسك النار بإيديك

أصعب أحساس ....

لما تموت في اليوم ميت مره

لما تحس حياتك مره

لما الليل بيعدي حزين

لما تدوب أشواق وحنين

تبقى أيام وسنين بتفوت

عايش ميت جوه تابوت

أصعب أحساس ....

كلمات الصدق
فارس الليل الحزين
محمد عطيه محمد

غزل .. حبي لك يلمع بالسماء/بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/عماد نديم خالدو

غزل
.......
حبي لك يلمع بالسماء
بريقا يشعّ بنوره البهاء
يقتبس من نوره العاشقين
سر السعادة والهناء
يعصف بغيوم الهوى.
تغدق غيث الحب بثراء
إن جنحت شمس حبّنا للغروب
ينعي الحب سرابه انتهاء
عماد نديم خالدو سوريا

 

قصيدة بعنوان(فنجان ودخان)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/عبدالرزاق التاجر

فنجان ودخان
شعر عبد الرزاق عبد الله التاجر
أعاني يافؤادي من حضارة تماهينا بها أضحى شطارة
فافطار الشباب غدا عقيما وعادات نرى فيها انحداره
دخان يهلك الرئتين حتما وقهوتنا بها سر المرارة
وجيل يشتكي من سوء هضم من الصندوتش دوما ياخسارة
فعصر السرعة الفصوى بلاء يحيط العالمين بكل قارة
أصاب الجيل بالأمراض حتى بدت أجيالنا تشكو انتشاره

وأما الموضة الحمقاء سادت بقص الشعر لا يبدو وقاره
كأذناب الثعالب بالبراري وأحيانا رسوما أو عبارة
وبنطال ممزق من أمام روت سوءاتهم في كل حارة
بقمصان مهلهلة تماما وشكل فاضح فيه أثارة
وهذاالجيل من عصري تمادى وأوروبا غدت فعلا شعاره
فأضحى عبد موضتهم وغالى ليحيا الوهم والإحباط زاره

فهل يا جيلنا نأبى ضياعا ونرجع للأصالة والنضارة
فأمتنا تنادينا تعالوا فهذا المجد يحفزنا ابتكاره
وينبوع الأماني في شبابي دعانا نقتفي دوما مساره
به علماؤنا تبدو لجيلي كمثل لآلئ وسط المحارة
وحان الوقت كي نرقى ونسمو فعصر العلم يفخر بالمهارة
ولن نرضى التواني من شعوب تنام الدهر في عتم المغارة

فأين الطب يهدينا لرأي به تلقى الصواب ولو إشارة
لكي نسري بدرب النور طورا ونصحو من سبات الدهر تارة
ليعرف جيلنا المحتار فينا طريق الخير في هذي الحضارة
فيسري في رؤى نور تجلى وفي وحي الهدى يعطي قراره
ويمشي للمعالي باقتدار فمنهج أمتي فيه الطهارة
وفيه الحق يعلو بعد حين لنعلن للدنى فينا انتصاره

فأمتنا أصالتها صروح لمجد غابر يأبى اندثاره
منارته بمدريد أضاءت بأوروبا وقد سطعت إنارة
ومقدونيا وإيطاليا زمانا وفي البلقان قدكان ازدهاره
وحتى الآن أعلامي تساموا وأضحوا في أراضيهم منارة
نوابغ من عروبتنا لديهم نجوم في العلوم وعن جدارة
بإبداع يفوق الوصف دوما مدى التاريخ يمنحنا الصدارة

حلب - مساء الجمعة 28/8/2020 م

 

قصيدة بعنوان(على شط بحر الهوى)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/أسامه جديانه

على شط بحر الهوى
وبشرب قهوة سادة
على نار الشوق استوى
دخلت علي فتاة
شعرت بالسعادة
قلتلها منين ياشابة
قالت انا بنت عندها ارادة
أقرأ لك الفنجان
وقراءته عندي عادة
أول مرة تمر علي
قالت واخدة شهادة
قلت أقرأي ياشابة
نقتل الوقت بإفادة
قالت محسود ياشاب
من ناس حاقدة حسادة
بتحب بنت جميلة
وهى عاشقة ودادك
حسادك كتير لإنك
بتسقيها الحنين بزيادة
زادوا عزالك لما
شعروا البشاشة والسعادة
وعيون اهل الملامة
الحقد عندهم عادة
قلتلها ربي معايا
يكفيني شر العيون الحسادة
وقتك ومر بسرعة
والبسمة فى طلتك عادة
(((أسامه جديانه)))

 

أغنية (وداع وداع)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/حربي علي شاعرالسويس

أغنية
(وداع وداع)

وداع / وداع / وداع
كل الحب . ضاع
إشتريت دنيا المتاع
وهوه . باع الضياع

لحق . نفسه بسرعة
وباع الهوى الوهم
رحم في عينه دمعة
ومات . للقلب طعم
ريح نفسه خالص
وانا منه . ماخالص
والآلم . أصبح لي صاع
وداع / وداع / وداع

إنت كنت . الأحق
وأنا . ركبت الغلط
قلبك . عمره مادق
وأناا عذابي إرتبط
بأياااام ميشتها غربة
بسكة . وهم المحبة
مع ليل وسراب شعاع
وداع / وداع / وداع

الحب . ضاع خلاص
والشوق دنيا . فانية
إزاي أعشق حواس؟
وإحساس غريب يادنيا
إحساس . ضيع رجى
في رجوع بعيد المدى
وبداية من صفر الصراع
وداع / وداع / وداع

(وداع)
حربي علي
شاعرالسويس
17/2/2012

 

اداب السفير والسفارة في التاريخ الإسلامي بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي ا

اداب السفير والسفارة في التاريخ الإسلامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق - 16-8 2020
لا بد أولاً من تحديد معنى " الرسول " و " السفير"، وما يدل عليه كل واحـد مـن هـذين اللفظين من معان مختلفة.
فالرسول لغة: من الإرسال وهو التسليط والتوجيه، جاء في البحر المحـيط: " الإرسـال: "، وكأن الرسول يسلط ويوجه إلى من أرسل إليه لأداء التسليط والإطلاق والإحمال والتوجيه "
مهمته وعمله. والسفير بالكسر: الرجل الظريف والعبقري الحاذق.
وفي لسان العرب: الرسول: الرسالة والمُرسَل، والرسول معناه في اللغة: الذي يتابع أخبـار من بعثه، أخذاً من قولهم جاءت الإبل رسَلاً أي متتابعة، وقال أبو إسحاق النحوي في قوله عـزوجل ، معناه أنا رسالة وجل حكاية عن موسى وأخيه: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } . رب العالمين، أي ذوا رسالة رب العالمين
أما السفير لغة: فهو الرسول المصلح بين القوم، والجمع سفراء، وقد سَفَرَ بينهم يسفر سفراً
وسِفَارة وسَفارةً: إصلاح، وفي حديث علي أنه قال لعثمان: "أن الناس استسفروني بينك وبينهم"،أي جعلوني سفيراً وهو الرسول المصلح بين القوم، يقال: سَفَرتُ بين القوم أي سعيت بينهم في الإصلاح
يتمتع الأدب العربي من حيث الأساليب البيانية بتنوع قلما يحظى به أي أدب آخر من الآداب القديمة أو الحية، كما يتفوق في ذلك أيضاً من ناحية المقدرة البيانية والروعة. ومن الأساليب البيانية التي يكاد ينفرد بها الأدب العربي بأصوله وتقاليده الراسخة فن الترسل السياسي -الرسائل الدبلوماسية- التي نشأت نثرية. وقد أثرت طبيعة المرحلة الرعوية التي عاشها عرب الجاهلية فوق أرض بائسة في نشوء السفارة وعلو مقامها، حيث اتسمت حياتهم بالفوضى والاضطراب والاحتراب، ولاسيما في القرن الذي سبق ظهور الإسلام، فقد تضافرت عوامل طبيعية ومعاشية فضلاً عن غياب الشعور القومي الجامع، وسيادة العصبية القبلية، لتدفع بالحرب على أرض العرب، وتدفع بالعرب على شفا هوة، فكثرت الأيام والوقائع، واستحكم الضعف في القبائل. وقد اقتضت تلك الحياة الصاخبة أن ينشط السفراء، وأن تتنوع مجالات سعيهم، فكثرت السفارات، وكان للسفراء أثر مهم في حياة الجزيرة العربية.
وفي عصر الإسلام الأول، افتتح هذا الفن بالرسائل النبوية الشهيرة، التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم، إلى ملوك عصره، وفي مقدمتهم كسرى عاهل الفرس، وهرقل قيصر الروم، يدعوهم فيها إلى اعتناق الإسلام، ولقد كانت هذه الرسائل النبوية بداية حقيقة لهذا الفن في عصر لم تكن علائق الإسلام الدبلوماسية، الذي ازدهر في العصور المتأخرة، واتخذ مكانة ملحوظة بين تراث الأدب العربي، فلما تعاقبت دول الإسلام وتعددت وتشعبت علائقها الدبلوماسية فيما بينها وفيما بين مختلف الدول الأخرى ظهرت أهمية المراسلات الدبلوماسية، وأهمية ما يجب أن تكون عليه من الأساليب العالية، والبلاغة المختارة، فضلاً عما يجب أن يتبع في تحريرها من الأصول والقواعد، وفقاً لنوعها ومكانة من توجه إليهم من الرؤساء أو الأمراء أو الملوك أو القياصرة، وهكذا أضحى الترسل الدبلوماسي شيئاً فشيئاً من مهام الدول العليا، يفرد له ديوان خاص أو وزارة خاصة -أشبه ما تكون عليه وزارات الخارجية اليوم- وأضحى من جهة أخرى، نظراً لما يتطلبه من الأدب البارع، والمقدرة البيانية الممتازة، لا يعهد به إلا لأكابر الكتاب وأقطاب البيان من الشعراء.
والعربي سيد في البيان خطابة وشعراً، يقيم بيانه على الإحساس الجمالي. والشعر ديوان العرب، وهو ديوان العالم كله بالمثل. فله مرتادون من ألف طيف وطيف إلى وديان عبقر بمختلف الألسنة. من الأماكن النائية المنسية، إلى البقاع التليدة الخالدة، يصعد من قلب الشاعر إلى سقف العالم. فالشعر بينه وبين القلوب نسب، وبينه وبين الحياة سبب وهو أحسن الكلام لأنه لا يحتاج معه إلى الكلام.
والخالدون كما يقول شوقي، أربعة: شاعر سار بيته، ومصور ضحك زيته، ومثال نطق حجره، وموسيقي بكى وتره.
والشاعر أمير البيان مفوه وصاحب ملكة، وهو المتحدث الرسمي إذا بعث والمرشد إذا استرشد، وكل ذلك من مقومات الدبلوماسية التي احترفها بعض الشعراء العرب.
ولأن الشعر والبلاغة ومهارة اللسان هي جماع قدرة العرب الفنية وذوب عطائهم الحضاري بين الشعوب.
لذا قال القدماء (إن الشعراء أمراء الكلام) أما قولهم (ولد العرب جميعاً شعراء) فمقولة مأثورة ترددت على أقلام بعض الكتاب والباحثين في المشرق والمغرب لكثرة النابغين في الإبداع الشعري منذ عصر ما قبل الإسلام حتى العهود المختلفة التي مرت بها الأمة العربية، ولا غرو فالشعر ديوان العرب.
وقد جاء في الأثر: (إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة) وبلاغة القول إحدى المميزات التي يتفوق بها العرب على غيرهم من الأمم والشعوب. ولقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين وكان معجزة الإسلام، والشعر من بدائع هذا اللسان، وهو يحتل المنزلة الأولى في ترتيب الفنون القولية لأنه أجملها وأدقها وأصدقها تعبيراً عن النفس العربية خاصة والنفس الإنسانية عامة.
ومن هنا بلغت أهمية الكلمة الشاعرة لديهم درجة كبيرة، فالشعر العربي الفصيح من أبرز مأثورات تراثنا العربي فهو سجل أمجاد العرب ومستودع بيانهم وروضة أنسهم وميدان سباقهم به يستقيم اللسان وتجود القراءة وتصح وتشرق الكتابة ولذلك يزول العجب حينما نسمع أن بيتاً يرفع شأن قبيلة عربية أصيلة ويقلب لقب الذم مدحاً وأن العرب كانوا يحتفون بميلاد شاعر في قبيلتهم فهو وزير إعلامهم وسفيرهم الذي يحفظ ويذيع مآثر القبيلة ويهجو أعداءهم لذا كانت العرب تختار سفيرهم –رسولهم– من الشعراء.
إذا كنت في حاجة مرسلاً ....فأرسل حكيماً ولا توصه
ولقد جمع أحد الشعراء في أسلوب رقيق تقاليد الدبلوماسية العربية في انتقاء سفرائها بقوله:
إن الرسول مكان رأيك فالتمس .....للرأي آمن من وجدت وأنصحا
تأبى الأمور على الغبي فإن سعى ....فيها الذكي فبالحرا أن تصلحا
فإذا توخيت الرسول فلا تكن .....متجوزاً في أمره متسمحا
وتوخ في حسن اسمه وروائه .......قول النبي تيمناً وتنجحا
واجعله إما ماضياً أو نافذا ......أو ياسرا أو منجحا أو مفلحا
لأنه –أي المرسل- وأن لم يكن يتحدث بلسان الراسل فإنما لوقع حديثه ولباقته أكبر الأثر في قضاء وإنجاح قصد الموفد.
والسفارة لغة: السعي في الصلح بين القوم، والسفير: الرسول، والمصلح. وسفر بينهم سفارة وسفارة: أصلح. وفي حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال لعثمان بن عفان رضي الله عنه: إن الناس استسفروني بينك وبينهم. فالسفير من يسعى في الصلح بين الأقوام، ومن يسافر في حوائج قومه، وكل رسول سفير.
والسفير هو الرسول أو القاصد: جمعه سفراء، وإليه نسبت السفارة، وهي: الدار أو المكان الذي يقيم فيه الوفد الدبلوماسي الذي ترسله دولة قائمة ليمثلها لدى بقية الدول، ووظيفة السفير إدارية–سياسية عرفها العرب قبل الإسلام وعملوا على تطويرها بعد الإسلام ليصبح السفير من أبرز الشخصيات في الدولة، وكان يعنى باختياره لأنه المعبر الصادق عن هوية الأمة التي اعتمدته.
نشأت الدبلوماسية بين الأمم والدول منذ القديم كوسيلة للتفاهم والاتصال؛ وذلك نظرا لحاجة المجتمعات إليها، باعتبارها مفتاح العلاقات الدولية التي تتداخل فيها المصالح، ولا يستغني فيها أحد عن غيره
مفهوم الدبلوماسية:
ــــــــــــــــ الدبلوماسية: كلمة يونانية الأصل مشتقة من لفظة: " دبلو " ( diploo ). ومعناها: الطَوْيُ والثَنْيُ، ومنها جاء اسم تلك الوثيقة الرسمية التي كانت تُطوى وتُثنى، والتي عرفت بالدبلوما ( diploma ). وكان يَبعث بها الحكام بعضُهم إلى بعض في علاقاتهم الدولية الرسمية. وقد تطور النشاط الدبلوماسي نسبيا بممارسة الرومان له، ثم ممارسته من قبل العرب في الجاهلية والإسلام، وغيرهم من الدول والأمم الأوربية الحديثة كالفرنسيين والإنجليز... وصار من دلالاته الشائعة ممارسة الكياسة واللباقة والمهارة في التعامل. ثم غدا العمل الدبلوماسي مصطلحا على عِلْمٍ متكاملٍ له أسسه ونظرياته ومعالمه وامتيازا ته وأحكامه الدولية المتعارف عليها، والتي يقصد بها في النهاية: إتقان فن إدارة العلاقات بين الدول وتوثيقها وتنميتها نحو الأفضل في زمن السلم، وفض المنازعات ونحوها في زمن الحرب.
الصفات التي راعاها المسلمون في اختيار الدبلوماسيين
ــــــــــــــــــــــ تتطلب السفارة دراية وحنكة وحكمة، لعلو المطلب وخطورة النتائج، ولقد عرفت العرب فضلها وعلو مقامها لما تحقق من الغايات التي تعجز عن تحقيقها أزجة الرماح وتصلح في كثير من الأحايين ما أفسدته الحروب والغارات والنزاعات، يقول جرير:
ستعلم ما يغني حكيم ومنقع ....إذا الحرب لم يرجع سفيرها
وقد وجب على السفير أن يكون حليماً حكيماً، منكراً داهياً، خراجاً ولاجاً، صحيح الفطرة، بصيراً بمخارج الكلام وأجوبته، يقول عمر بن أبي ربيعة:
فبعثنا طبة محتالة .....تمزج الجد مراراً باللعب
ترفع الصوت إذا لانت لها .....وتراخى عند سورات الغضب
تلك سفيرة هوى، فما حال سفير قوم، يرعى مصالح قومه، أو يدفع شر خصمه، أو يقف بين يدي ملك جبار، تتنازعه الرغبة والرهبة، فيوطد لقومه في حيطة وحذر أنه لا بد أن يجمع الفطانة والفصاحة، فيتخير الكلام، ويستعذب الألفاظ، حتى يطفئ جمرة الغيظ، ويسل دفائن الحقد.
ولقد كان سفير العرب هو المقدم في عشيرته، وعميدها الذي من قوته تنزع، أو حكيمها الذي عن رأيه تصدر، أو شاعرها الذي عن لسانها يعرب. ولبعد همة السفراء وعلو قدرهم فخرت العرب بهم، يقول المثقب العبدي:
أبي أصلح الحيين بكراً وتغلباً ......وقد أرعشت بكر وخفت حلومها
وقام بصلح بين عوف وعامر ....وخطة فصل ما يعاب زعيمها
ومن اهم المتطلبات
1ـ الكفاءة الوظيفية: ويراد بها: معرفة أصول العلاقات الدولية في زمن الحرب وزمن السلم، ناهيك عن الاتصاف بسعة العلم والمعرفة، والثقافة العامة، والذكاء، والنباهة، واللباقة، والبصيرة الثاقبة، وشدة التيقظ للمفاجآت، واهتبال الفرص واغتنامها لتحقيق أهدافه. وقد تجلَّت تلك الأوصاف في جعفر بن أبي طالب حال مناظرته عمرو بن العاص ـ قبل إسلامه ـ لدى النجاشي ملك الحبشة، حيث أراد عمرو مبعوث قريش الإيقاع بجعفر، لكنَّ كفاءة جعفر وحنكته تصدت لكيد عمرو وأبطلت تحريضه على الإسلام والمسلمين في شأن عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك حين طلب جعفر من النجاشي أن يستمع إليه ويعرف رأيه، فما وسعه إلا أن يفعل ذلك ويعترف بصدق وصواب ما جاء في القرآن الكريم عن بشرية عيسى عليه السلام وأنه عبد الله ورسوله حقا وصدقا.
2ـ صدق السريرة وحسن الخلق: من أوكد واجبات الدبلوماسي أن يؤمن إيمانا صادقا بنظام الدولة التي يمثلها وينتمي إليها، ويعرض مبادئه وأفكاره وقيمه من خلال تعامله الكريم وخلقه الحسن، بعيدا عن العبث والفظاظة والغطرسة، لا تؤثر فيه المغريات ولا تزعزعه الأوهام والأراجيف، وقد وُصف جعفر بن أبي طالب سفير المسلمين إلى الحبشة بأنه أشبهُ الناس بالنبي- صلى الله عليه وسلم - خَلْقا وخُلُقا، وكفى بهذا ثناء ومدحا. وحينما راودت قريش عثمان ـ مبعوث النبي- صلى الله عليه وسلم -في الحديبية ـ في أن يعتمر ويطوف حول الكعبة وحده، دون المسلمين الذين جاء يفاوض عنهم أبى ذلك؛ ولاء لقيادته، وانسجاما مع حسن سريرته التي عرف بها، ووفاء لإيمانه وقيمه، ورفض التي المغريات التي عرضتها قريش عليه...
3ـ حسن الصورة والهيئة: أولى المسلمون عناية لافتة بمظهر السفير الخارجي ولياقته ووسامته، لأن ذلك أول ما يقع عليه النظر، وبه يتأثر العامة والخاصة، قال ابن الفرَّاء: يُستَحسن في الرسول تمام القدِّ، وامتداد الطول، وصلابة الجسم وامتلاؤه، فلا يكون قصيرا أو نحيفا، لئلا تقتحمه العيون فتزدريه، وإن كان المرء بأصغريه قلبه ولسانه، لكن الصورة تسبق اللسان، والجسم يستر الجَنان...
وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم -يراعي توفُّر حسن الصورة والهيئة في سفرائه، ومن هؤلاء دحية بن خليفة الكلبي مبعوثه إلى قيصر ملك الروم، فقد كان وسيما، متكامل الخلق، من أجمل الناس هيئة وصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل على النبي- صلى الله عليه وسلم -في صورته. كما كان جعفر بن أبي طالب ممثل المسلمين عند ملك الحبشة جميل الصورة حسن الشكل والهيئة، يشبه النبي- صلى الله عليه وسلم -خَلْقا وخُلُقا.
4ـ الفصاحة وحسن البيان: ينبغي أن يكون الدبلوماسي فصيح الكلام حسن البيان، متقنا لغة من أرسل إليهم؛ وذلك ليتمكن من إبلاغ ما يريد والتعبير عنه بيسر وسهولة، والقيام بمهمته ومعالجة الأمور دون تباطؤ أو عجز أو اضطراب أو تكلُّف. وسبق بيان ما قاله إمبراطور البيزنطيين في الشعبي سفير الخليفة الأموي مروان بن عبد الملك.
5ـ معرفة أحوال الدولة الموفد إليها: ينبغي أن تتوفر في الدبلوماسي المعرفة بالأحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية والمعيشية... في الدولة الموفد إليها، فضلا عن إلمامه بعادات الناس ومناسباتهم وتقاليدهم؛ ليكون ذلك أقرب إلى التفاهم معهم وأجدى في تحقيق مهمته، وتنمية العلاقة بين دولته والدولة التي أوفد إليها.
ويشهد لهذا: أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان يعلم الأحوال السياسية والدينية في الحبشة، وأن ملكها يتصف بالعدل فلا يظلم عنده أحد، وأنه يؤمن ببشرية عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، وأنه أقرب إلى المسلمين الموحِّدين منه إلى القرشيين الوثنيين...
صور قديمة من الدبلوماسية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكانة السفير
ـــــــــــــــــــــــ: ليتمكن السفراء من إطفاء النائرة، وإحلال السلم، كان لا بد من حصانة يتمتعون بها، وحماية متعارف عليها بين القبائل، تمكنهم من الوفود آمنين مطمئنين. لذا فقد أكرمت العرب السفراء وأحسنت معاملتهم، ووفرت لهم الحماية والأمن.
وقد كان للسفارة فضل كبير في حياة القبائل العربية قبل الإسلام حيث سار السفراء يعقدون الأحلاف، ويفتكون الأسرى، ويسعون في إقرار السلم والأمن على أرض العرب.واتسمت هذه السفارات بالكياسة والدهاء، وحسن التأتي للأمور، وصدق النظر في العواقب، وحضور الجوانب، وسعة الحيلة، وحسن التخلص.
أما في الإسلام فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتمد سفراءه مما يتوسم فيهم النجاح في أداء مهمتهم، وفي العصرين الأموي والعباسي تعددت الأغراض من إيفاد الرسل والسفراء بسبب تشابك العلاقات بين الدولة الإسلامية وجيرانها، غير أن لفظ سفير لم يرد في المصادر التاريخية إلا منذ بداية العصر المملوكي وهو في ذلك الوقت من ألقاب الدويدار (رئيس ديوان الإنشاء) ومع بداية العصر العثماني أصبح مفهوم السفارة منصباً على مجموعة من الموظفين يرأسهم شخص من أصحاب الخبرة في المسائل القانونية والعسكرية والاقتصادية، وله حاشية مؤلفة من المترجمين والحراس وفي هذا العهد (العثماني) دخلت عوامل جديدة في العلاقات الخارجية فأصبح من مهام السفارة إبرام المعاهدات السياسية وتدعيم أعمال التبادل التجاري وتنظيمه، وفي بعض الأحيان كان من مهام السفراء تقصي الأخبار وبث الجواسيس وتدبير المكائد لتبرير تدخل دولهم بشؤون الدول الأخرى الداخلية، والقرن التاسع عشر الميلادي حافل بالكثير من الشواهد التي تؤكد مثل هذه الأعمال من جانب الدول الغربية
عرفت المجتمعات القديمة العمل الدبلوماسي منذ آلاف السنين، وعُرِف به الصينيون، والهنود القدماء، والفراعنة، وقد ذكر لنا القرآن الكريم بعض صور الدبلوماسية القديمة فيما حكاه عن النبي سليمان - عليه السلام - وبلقيس ملكة سبأ، وذلك عبر " الهدهد " الرسول السفير اللطيف السريع، الذي حمل رسالة فيها أوجز العبارات وأجزل المعاني، قال الله تعالى في حكاية ماجرى بين سليمان والهدهد وبلقيس: { اذهب بكتابي هذا فالقهْ إليهم ثم تولَّ عنهم فانظر بِمَ يرجع المرسلون. قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلو عليَّ وأتوني مسلمين }. ثم قال عن الملكة بلقيس:{ وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بِمَ يرجع المرسلون... }. الآيات 28 ـ 35من سورة النمل.
وعُمِل بالدبلوماسية أيضا في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام، وكانت تسمى السِفارة، وكان يقال لصاحبها: السفير، والرسول، والمبعوث، وظلت وظيفة سفارة قريش في بني عدي ـ قوم عمر بن الخطاب ـ فترة طويلة، وكان عمر آخر سفرائها إلى القبائل الأخرى التي كانت تنازعها وتنافرها وتفاخرها...
ثم قام عمرو بن العاص بمهمة سفير قريش إلى النجاشي ملك الحبشة ليطرد المسلمين الذين فروا إليه بدينهم من أذى قريش، لكنه فشل في إقناع النجاشي بطردهم من بلاده.
وأرسل مسيلمة الكذاب مبعوثًيْن إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -ليفاوضاه في إمكان مشاركة مسيلمة له في النبوة، فردهما النبي- صلى الله عليه وسلم -قائلا: " لو لا أن الرسل لا تُقْتَل لضربت أعناقكما". رواه أبو داوود والحاكم.
إنَّ أول من استعان بالدبلوماسية في الإسلام كان الرسولَ الأعظمَ صلَّى الله عليه وسلَّم إذ بعث برسلٍ إلى بيزنطة وفارس، ومصر والحبشة وبلاد أخرى.
ويروي مؤرِّخو السير وكتَّاب التاريخ الإسلامي أسماءَ الرسل الذين أوفدَهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهم:
شجاع بن وهبٍ الأسَدي إلى شَمر بن الحارث ملِكِ الغساسنة بالشام، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقِس صاحب مصر، وعمرو بن العاص إلى جَيْفر وعبادٍ الأَسَديَّيْن في عمَّان، ودحية الكلبي إلى قيصرَ ملِك الروم، وعمرو بن أميَّة الضّمري إلى النجاشي في الحبشة، والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوَى العبدي وأهل البحرين، والمهاجر بن أبي أميَّة المخزومي إلى الحارث بن عبد كلالٍ ملك اليمن، وعبدالله بن حذافة إلى كسرى ملِك الفرس.
وزوَّدهم بكتب هي وثائقُ تؤيِّد صحة انتدابِهم كما توضِّح الغرض منه، كما بعث النبي الأمين المبعوثين السِّرِّيين الموثوق بهم إلى البلاد التي يهتمُّ بمعرفة أحوالها، فقد عيَّن عمه العباس مبعوثًا سريًّا في مكَّة، والمنذر بن عمرو بن خنيس الساعدي المكنى بالمعنق ليموت في نجد، وكانت مهمة المبعوثين السريين تزويدَ النبيِّ بالمعلومات عن أحوال وأحداث الجِهة التي بُعثوا إليها، هذا من الجهة الإسلامية، أمَّا من الجهة المقابلة، فقد عرَف الإسلام في بداية إشراقه وفي عهد الرَّسول الكريم نظامَ استقبال السُّفراء والرسل، وكان صلوات الله عليه يستقبلُهم في الجامع الكبير في المدينة.
وجاء في سيرة ابن هشام ص 622 أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم والصَّحابة رضوان الله عليهم كانوا يلبَسون أحسن الثِّياب عند استقبالهم الوفود والرسل، غيرَ أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتقيَّد بهذا الأسلوب من الرسميَّات ومارس البساطة؛ حتى إنَّ سفير قيصرِ الروم لَمَّا أوفده وجده نائمًا تحت شجرة، وفي رأيي أنَّ الخليفة عمر قد أراد أن يُرِيَ سفير قيصر الروم الفرقَ الشاسع بين البساطة التي يعيشها خليفة المسلمين، وبين الأبَّهة والتَّرف اللذين يعيشُهما القيصر البيزنطي، ويُضرب بهما الأمثال، واللذان لا تزالُ تعاني الدُّبلوماسية العالمية من تأثيرهما فيها.
وكان صاحبُ الرسالة يستقبل الوفود باحتفالٍ وَفْق المراسيم والعادات العربية، وكان سفراءُ الدول الإسلامية يحترمون تقاليدَ الدول التي يُوفدون إليها ولا يخرجون عنها، إلا إذا تعارضت مع أحكام الدين، كعادة السُّجود للملوك التي كانت شائعةً في العهود القديمة.
وكان المسلمون يعترفون للمبعوثِ الأجنبي بالحصانة دون حصولِه على وثيقة أمان، ولم يقصُرِ المسلمون صفةَ المفاوض الدُّبلوماسي على ممثِّلي الملوك والحكومات، بل كان التسامح الإسلامي يتَّسع إلى حد إضفاء صفةِ المفاوض على كلِّ من يجادل في موضوعٍ يخصُّ الدعوة الإسلامية، حتى إنَّ هذا التسامح شمل بأمرٍ من النبيِّ صلواتُ الله عليه وسلامُه مبعوثي مسيلمةَ الكذَّابِ مع أنهما أساءا القول.
وقد أجمعت كتب السِّيَر على ذكر رواية أبي رافعٍ الذي جاء إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم موفَدًا من قريشٍ، وبعد مُثوله بين يديه، آمَنَ وعزم على ألاَّ يرجع، فقال له النبيُّ: ارجعْ، فإن كان في قلبِك الذي فيه الآن، فارجعْ إلينا، وهذا الحادث يدلُّ على مدى تقدير الرَّسول الأعظمِ للأمانة التي يجبُ أن يتخلَّق بها السفير، وإلزامه بتأديتِها بإخلاص.
ومن أهم المصادر عن تاريخ دبلوماسية الإسلام والدول الإسلامية، الكتاب الذي وضعه أبو عليٍّ الحسين بن محمد المعروفُ بابن الفرَّاء، واسمه: “رسُلُ الملوك ومن يصلح للرسالة والسِّفارة”، وهو يتناول بالتَّفصيل كيف رفع فقهاءُ المسلمين منزلةَ الرسول والسفير، واعتبروا أنها تستمدُّ حرمتها من مكانةِ الرُّسل الذين يبعث بهم الله عز وجل إلى عباده ليبلغوا رسالته، ناهيًا عن التعرُّض لمهمتهم والمساس بأشخاصِهم، قد استنبطوا من نواهي الدين وأوامره تجاه تعظيم الرسل أساسًا لمعاملة رسل الملوك والخلفاء معاملة كريمةً؛ مستشهدين بالآيات الكريمة العديدة التي يحتويها القرآن في هذا الصَّدد، منها: ما ورد في سورة المزمّل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 15-16]، ومنها: ما ورد في سورة إبراهيم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4]، ويعلِّق ابن الفرَّاء على هذه الآية الكريمة مستنتجًا أن يكون السَّفير قادرًا على تفهُّم لغة مَنْ يرسل إليهم، وقد اعتبر الإسلام المفاوضة شرطًا أساسيًّا لا بد من توفُّره قبل اللجوء إلى الحرب؛ وذلك اتِّباعًا لِما جاء في قوله – تعالى – في سورة الإسراء: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، وقوله تعالى في سورة القصص: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص: 59]، ويعلِّق ابنُ الفراء على هاتين الآيتين بقوله: وقد فضَّل الله سبحانه المرسَلين من أنبيائه على غير المرسلين؛ لتبليغ الرسالة، وتحمُّل ثقل الأمانة، والصبر على أذى الكافرين، وتكذيب الجاحدين، وأورد ابن الفراء ما أسماه بالحكمة التي تقول: (إنَّ الكتاب يدٌ، والرسول لسان)، وأنَّ الواجب على الملوك أن يقرنوا كتبَهم بالرُّسل؛ لِما في ذلك من اكتمال الفائدة ووجود الحجَّة، ولقطع الرسول الأمر؛ إذ كان مأمورًا من غير مراجعة، ولا احتياج لاستئذان مرسلِه. واستشهد بقول عبدالله بن جعفر بن أبي طالب: إِذَا كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مُرْسِلاً فَأَرْسِلْ حَكِيمًا وَلاَ تُوصِهِ
قد جاء في كتاب أخلاق الملوك للجاحظ المتوفى عام 255 هجرية تحت عنوان “آداب السَّفير” ما نصه:
“ومن الحقِّ على الملك أن يكون رسولُه صحيح الفِطرة والمزاج، ذا بيانٍ وعبارة، بصيرًا بمخارج الكلام وأجوبتِه، مؤدِّيًا لألفاظ الملِك ومعانيها، صادق اللَّهجة، لا يميل إلى طمَعٍ أو طبْع، حافظًا لِما حمِّل، وعلى الملك أن يمتحنَ رسولَه محنةً طويلة قبل أن يجعلَه رسولاً”.
وقد وضع الدُّكتور نجيب الأرمنازي رسالة دكتوراه في جامعة باريس موضوعها: “الشَّرع الدولي في الإسلام” عام 1930، وقد عالج فيها مواضيعَ تتعلَّق بالدبلوماسية الإسلامية، تبدأ بعدم جواز القتال ما لم تبلغ الدعوة، ويجرِ التفاوضُ من أجلها، ثم مبدأ التحكيم وما يقتضيه من مفاوضة، والمعاهدات التي عقدها المسلمون مع الرُّوم في العهدين الأموي والعباسي، عن طريق إيفاد مبعوثين يتولَّوْن مهمة دبلوماسية معيَّنة.
ويُستنتج من ذلك أن المسلمين اتَّبعوا أسلوب الدبلوماسية المتقطِّعة لا الدائمة، كما تناوَل كيفية إرسال السُّفراء واستقبالهم، وما يواكب ذلك من مراسيمَ وأصولٍ، ثم المراسلات السِّياسية والتِّجارية، وكيف أنَّها كانت تُجرى بأساليبَ ورسومٍ متقنةِ الوضع، ونوَّه بما جاء في كتاب “الخراج” للإمام أبي يوسف، و”السير الكبير” للإمام محمد بن الحسن الشيباني، من إعفاء الدُّبلوماسيين من الضرائب، إلا إذا كان ما لديهم يستهدف التِّجارة فتؤخذ الرسوم عليه.
ومما يسترعي الاهتمام اقتباسُ اللغات الأوروبية عن اللغة العربية كلمةَ تعريفة للرسوم الجمركية، كما اقتبس الغربيون كلمة: أميرال من التركيب العربي: أمير الماء.
ومن المعلومات الطَّريفة حول النشاط الدبلوماسيِّ الإسلامي العربي في العصور الوسطى، ما اختاره الدكتور إبراهيم أحمد العدوي في كتابه: “السفارات الإسلامية إلى أوربا في العصور الوسطى”، وقد ضمَّنه معلوماتٍ تاريخيةً قيِّمة، بدأها بحقوق الجوار التي كانت تقوم على أساسها العَلاقاتُ بين الدولة الإسلامية وبيزنطة، وفيها مثَل طيِّب للتعايش السِّلمي الذي بدأ منذ قيام الدولة الأموية، واتِّخاذها دمشق عاصمةً لخلافتها، واستقرار حدودها عند سلسلتي جبال “طوروس”، التي غدَت حدًّا فاصلاً بين المسلمين والروم، ثم انتقل الدكتور العدوي إلى دبلوماسية التوازن الدولي الذي حدث نتيجة انفصالِ الأندلس عن الدولة الإسلامية عام 751م إِثْرَ قيام العبَّاسيين على عرض الخلافة، فأصبحت في العالم دولتانِ عربيَّتان مسلمتان تقابلُهما دولتانِ نصرانيتان، هما: إمبراطوريَّة الرُّوم البيزنطية، ودولة الفرنجة في أوربا، والتي بلغت أَوْجَ مجدِها في عهد شارلمان أو كارل الكبير كما يسميه الألمانُ عام 800م، وأصبحت منافسًا خطيرًا لأباطرة الرُّوم في ميدان الرعاية على العالم النصراني مستعينةً بدعم البابوية الروحي لها، وقد أدى ذلك إلى تدهور مركز إمبراطورية الروم الشَّرقية في العالم النصراني،حيث فقدت زعامتَها على نصارى غرب أوربا.
شهدت الدبلوماسية الإسلامية أعظم رقي لها في الدولة الإسلامية الأولى دولة العدل والمساواة والأمن والسلام، فانظر أخي القارئ الكريم إلى هذه القصة التي تبين عظمة الدبلوماسية الإسلامية، وما كان عليه المسلمون الأولون من صدق وأمانة وإخلاص فقد روى بعض المؤرخين إن الخليفة عمر بن الخطاب (13 ـ 23هـ / 634 ـ 644م) بعث إلى ملك الروم * بريداً (سفيراً) فاشترت امرأته أم كلثوم بنت الإمام علي كرم الله وجهه ( 6 ـ 50هـ / 628 ـ 670 م) طيباً (روائح) بدينار فوضعته في قارورتين، وأهدته إلى امرأة ملك الروم ( كعادة نساء الرؤساء والأمراء اليوم ) فرجع البريد (أي السفير) بملء القارورتين من الجواهر فدخل عليها عمر وقد وضعته في حجرها فقال: من أين لك هذا ؟ فأخبرته فقبض عليه منها، وقال: هذا للمسلمين، فقالت: كيف هو وهو عوض من هديتي؟ فقال عمر بيني وبينك أبوك (الإمام علي) فقال علي: لك منه بقيمة دينارك، والباقي للمسلمين لأن بريد المسلمين (أي رسولهم وسفيرهم) حمله ، فانظر أخي الكريم إلى هذا العدل إن أمة بهذا العدل، وفيها عمر وعلي أليست جديرة بأن تتنصر على أعدائها لأنها متفوقة عليهم حضارياً وفكرياً ولديها من القيم الروحية أكثر مما عندهم.
تتواصل أمتنا العظيمة مع غيرها من الأمم ذات الحضارة ونتناول سيرة بعضاً من أولئك السفراء العظام ، الذين أرسلوا من قبل أمتنا عبر مختلف العصور إلى الأباطرة والحكام والأمراء والقادة وما جرى لهم من مناظرات ومحاورات أثبتوا فيها أنهم كانوا بحق صورة ناصعة البياض لأمة عظيمة أبت الضيم والظلم، ونشرت العدل والخير والسلام والمحبة بين الشعوب ، وأن أولئك السفراء كانوا خير ممثل لها ولدينها ولحضارتها العظيمة.
كانوا ليوثاً لا يرام حماهم ………… في كل ملحمة وكل هياج
فانظر إلى آثارهم تلقى لهم …………… علماً بكل ثنية وفجاج
إن السفراء في الأمة الإسلامية كثيرون نحاول أن نذكر منهم:
هبيرة بن المشمرج إلى إمبراطور الصين. كان مفوهاً.
عبادة بن الصامت إلى المقوقس ملك القبط. كان يعد بألف رجل.
ربعي بن عامر إلى رستم القائد الفارسي. عزة الإيمان
حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك القبط . السفير الحكيم
دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل إمبراطور الروم. كان على صورة جبريل عليه السلام.
عامر بن شراحيل الشعبي إلى ملك الروم. كان عمر في زمانه.
يحيى بن الحكم الغزال إلى ملك الروم. الشاعر الفارس الأديب.
أبو بكر الباقلاني إلى إمبراطور الروم باسيل الثاني. فريد عصره في مختلف العلوم.
ابن بطوطة أرسل إلى إمبراطور الصين ـ الرحالة الأمين.
ابن واصل الحموي أرسل إلى ملك صقلية ـ كان من أذكياء العالم.
أبو بكر ابن العربي أرسل إلى الخليفة في بغداد ـ القاضي الفقية.
حسداي بن شفروط ـ أرسل في عدة مهام من يهود الأندلس المستعربين.
أحمد بن فضلان ـ أرسل إلى ملك البلغار ـ السفير الرحالة.
حسونة الدغيس سفير يوسف باشا بلندن. كان أعجوبة في الفهم والثقافة والمدنية.
إن السفارات هي نوع من أنواع التواصل الحضاري بين الشعوب وليست مجرد وفد ورسالة بل هي أداة مهمة لبيان الحضارة والدين والعادات والتقاليد، ولذلك حرص الملوك والسلاطين والقادة على استقبال السفراء في أبهة من الفخامة والزينة، والسبب هو ليقع في قلب السفير الخوف والرهبة من قوة الدولة وعظمتها فيسهل التفاوض معه، وقد فعل ذلك ملك النورمان مع السفير يحيى الغزال ، وملك صقلية مع القاضي ابن واصل الحموي وغيرهم.
إن هذا الوضع السياسي الجديد قد أدَّى إلى ازدياد في النشاط الدبلوماسي؛ ذلك أن الخلافة العباسية في بغدادَ لم تعُدْ ترسل سفاراتِها إلى القسطنطينية فحسب، وإنما بدأتْ تبعث إلى بلاط الفرنجة؛ لتجعل من تلك القوَّة الجديدة سندًا لها في منافستِها للأُمويِّين في الأندلس، وفي نفس الوقت لم يعُدِ الروم يرسلون سفاراتهم إلى بغداد فحسب، وإنما أخذوا يرسلونَها إلى قرطبة عاصمة الدولة الأموية، ليجعلوا منها عضدًا لهم، واقتبس المؤلِّف رسالةً وجَّهها إمبراطور الروم: تيوفيل 829م إلى الخليفة العبَّاسي المأمون بشأن تبادل الأسرى وإعادة الحياة الاقتصادية بين المسلمين والروم، وجاء في تلك الرسالة: “وقد كتبتُ إليك داعيًا إلى المسالمة، راغبًا في فضيلة المهادنة؛ لنضع أوزار الحرب عنَّا، ويكون كلُّ واحد لكل واحد وليًّا وحزبًا، مع اتصال المرافق، والفسح في المتاجر، وفك المستأسر، وأمن الطَّريق”.
وردَّ الخليفة المأمون مجيبًا طلب الإمبراطور البيزنطي؛ حتى تعود الحياة بين الطَّرفين إلى مجراها الطبيعي، وكان يسمح لحاملي تلك الرسائل بزيارة معسكراتِ اعتقال الأسرى؛ ليتأكدوا من حُسن معاملتهم، وليتعرفوا على كلٍّ منهم، وكان من أغراض الدبلوماسية الإسلامية محاولةُ معرفةِ قوَّة جيرانهم، ومدى بأسهم، والتأكُّد من صحة طلب الفريق الآخر للصُّلح، أو للمهادنة، أو تبادل الأسرى.
وكان من مهمة السفراء أن يعلَموا حالة الطرُق والأمكنة التي توجد فيها المروج والأعشاب والحشائش للعلف، وكذلك قوَّة الجيش ومَؤونته في العَدَد والعتاد وفي الدِّفاع والهجوم، وأن يعرفوا كلَّ ما يتعلَّق بأمور البلاد الأجنبية من النواحي الشخصية والعامة، كما أنَّ الدُّبلوماسية الإسلامية في العهد العباسي كانت تتوخَّى من سفاراتِها أغراضًا علميَّة.
ومن أمثلة ذلك: أنَّ الخليفة المأمونَ علِمَ أنَّ في القسطنطينية أستاذًا مشهورًا بالرِّياضيَّات، فأرسل إلى الإمبراطور البيزنطي: “تيوفيل” سفارةً خاصة تحمل رسالةً شخصيَّة تطلب منه أن يسمح للأستاذ “ليو” بالحضور إلى بغدادَ فترة قصيرة، وقال المأمون في رسالته: “إنه يعتبر ذلك عملاً وديًّا، ويعرض على الدولة البيزنطية صلحًا دائمًا، وألفَيْ قطعة ذهبية في مقابل ذلك”، غيرَ أن الإمبراطورَ البيزنطيَّ رفض هذا العرضَ السَّخيَّ؛ لأن بعض أبحاث العلماء كانت تُعتبر في ذلك العهد من أسرار الدولة، وقد قامت في العهد العباسيِّ بين العباسيِّين وروما ومملكة البلغار والهند والصين، بالإضافة إلى القسطنطينية والفرنجة – علاقاتٌ دبلوماسيَّة.
ومن نشاطات الدبلوماسية العربية العلميَّة ما قام به الخليفة العباسي الواثق بالله 842 – 847؛ إذ أرسل وفدًا إلى الإمبراطور: “دقليديانوس” لزيارة الكهف الوارد ذكرُه في القرآن الكريم، وقد بحث المؤلِّف الدكتور العدوي موضوع تشكيلِ السفارة، وطرُقَ اختيار السفراء وصفاتِهم، وما يجب أن يتمتَّعوا به من مواهب ومميِّزات، وألَمَّ بالمراسيم الدبلوماسية، وتقديم أوراق الاعتماد، وجوازات السفر والحصانة، ومراسيم الاستقبال، والتعليمات التي كان يزوَّد بها السفراء، وتحدَّث عن السفارات الإسلامية المبكِّرة مع الروم؛ كسفارة عامر بين شَراحيل الشَّعْبي في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وعرَض صورة رائعةً للدعايات الدبلوماسية التي كان يقوم بها السُّفراء العرب في تمثيل بلادهم، وعرَض وصفًا دقيقًا للاستعدادات التي كانت تقوم بها بغدادُ في عهد الخليفة المقتدر العباسي تجاه سفارات الإمبراطور “قسطنطين السابع”، وحفل تقديم أوراق الاعتماد، وبرامج الترفيه، وصورة رائعة أخرى لسفارة الخليفة “هارون الرشيد” للإمبراطور “شارلمان”، والهدايا التي حملتْها معها تلك السفارةُ من مراسيمَ وخطبٍ سياسيَّة أخَّاذة، ولعل أبهى لوحة رسمها المؤلِّف في كتابه هذا تلك التي اختصت بسفارة يحيى بن حكم الغزال إلى الجزر البريطانية موفَدًا من الدولة الأُموية في الأندلس، وكانت بريطانيا آنذاك يحكمها “النورمان”، وملكها اسمه “توركايوس”، وعاصمتُه في شمال أيرلندا، إنَّ هذه اللوحة جديرة بأن تُعرض على المسارح؛ لأنَّها تمثِّل علاقاتٍ تاريخيَّة نادرة في دبلوماسية القرون الوسطى.
المصادر
1-الفيروز أبادي مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي: القاموس المحيط،
2- القران الكريم
3- ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن كرم
4- الكيالي، عبد الوهاب وآخرون، الموسوعة السياسية،
5- البدوي، إسماعيل، اختصاصات السلطة التنفيذية في الدولة الإسلامية والنظم الدستورية المعاصـرة
6-ابن حمدون، التذكرة الحمدونية .
7- الطبري، تاريخ الطبري
8- ابن أبي حديدة الأنصاري، المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي
9-ابن خرداذبة، المسالك والممالك
10- ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
11- الثعالبي، يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر
12- سيرة ابن هشام
13- الدُّكتور نجيب الأرمنازي رسالة دكتوراه في جامعة باريس موضوعها: “الشَّرع الدولي في الإسلام
14- أبو عليٍّ الحسين بن محمد المعروفُ بابن الفرَّاء، واسمه: “رسُلُ الملوك ومن يصلح للرسالة والسِّفارة

 

السبت، 29 أغسطس 2020

قصيده بعنوان (ألليله التي غنى بهاالقمر )بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/كرم الدين ارشيدات

ألليله التي غنى بهاالقمر
لكرم الدين ارشيدات
قد اكون سمعت غناءه
وسمعت ألحانه
او قد تكون تهيآت
لترانيم تتلوها نفسي
ترانيم عشق تعلوا اصواتها
في اعماقي
وتتراقص على انغامها
اضواء الشموع الخافته
تجملها وتزيدها روعة
قرابين تقدم
من هنا وهناك
ونذور ذبحت لعشتار
آلهة الحب
عشتار آلهة الحب والخصب
التي تمناها
كل العاشقين من قبلنا
وأعود الى ليلتي
الليلة التي غنى بها القمر
ليلة الحب
بمشاعر قمرية
بأحاسيس صدرها لنا
القمر
ليلة الالفة
ليلة الغناء والاشعار
ليلتي انا قيصر
قيصر بإحساسي
ليلة كرم الدين
وأميرة القلوب
الليله التي توحدت بها
كل الاماني والمشاعر
الليله التي نسينا بها
ارواحنا وانفسنا
ارواح هنا تتراقص
واطياف هنا وهناك
محلقة تغني الحب
بلغات الدنيا كلها
اضواء شاعرية للنجوم
تنهدات تملأ المكان
انفاسا وردية
تملأ الدنيا عطرا وعبقا
وأميرتي بجانبي
وكأن العالم
خلق لي ولها
خلق للعاشقين أمثالنا
وأنا قيصر الحب
الى جانبها
وهي أميرة القلوب
تجالسني
وتبادلني مشاعر الحب الملتهبة
بترانيم قمرية
معها أنسى نفسي
وجراحي
التي أكل عليها الدهر
وشرب
أنسى ألمي معها
انسى حتى من أكون انا
معها يتجدد أملي
بالحياة من جديد
رغم قسوة الزمان
أحس بوجودي كإنسان
ولي قلب
ينبض بين اضلعي
أحس كم انا بحاجة اليها
بحاجة للأنثى المحبة
التي أجد كل اشجاني عندها
ابثها مشاعري وحبي
وشوقي الملتهب
بوجودها انا إنسان
ومن غيرها
انا مجرد جسم
بلا روح
وتتعالى النغمات
والالحان
ويعلوا صوت الحب
وتترفع كلمات العشق
التي غناها القمر
لي ولها
لقيصر الغرام
وأميرة الحب
لأني ادركت ان الحب
هو لغة السلام بين القلوب
كرم الدين ارشيدات

 

قصيده بعنوان (عاشوراء)بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/محمد يوسف توفيق

 

عاشوراء

—————.

من بين كل الأشهر يوجد أشهر حرم

أما محرم سما بالرفعة والكرمِ

شهر محرم أخصه الله بالشرفِ

فكان شاهد على ما خط بالقلمِ

فيه المآثر والأحداث شاهقة

تشهد معالم كانت كساري العلمِ

فيه آيات بينات معجزة

فيها المواعظ والدروس والحِكم

فيه نصوم لأن نبينا أوصى

بالصوم فيه حتى نناطح القممِ

فيه نغوص في معان تبلورت

بما يحمله من الأخلاق والقيم

—————.

فيه نجا موسى من فرعون وزمرته

وعبر البحر دون أن تغوص له قدم

وجاء فرعون وكل الجند تتبعه

فعلى الموج وكاد يناطح الهرم

وعبر موسى والأسباط تتبعه

وفجر عيون الماء منهمرة كالحمم

هذا عاشوراء شهر الخير فاعلمه

يا من تغالي بكل الأشهر الحرم

————.

قُتل الحسين بكربلاء ولم يكن

راغب بسلطة ولكن يرغب العدل

جاء (ليزيد) يفاوض لكنه خدع

وقتل تحت سنابك الخيل وأسرفوا القَتل

وجزت رأسه بالسيف ونُكل بجثته

وأسر أهل البيت ولم يرع الأشهر الحرم

هذا عاشوراء فيه الحسين قد قُتل

فلا تتركوا ذكراه تذهب إلى العدم

—————–.

لما طغى الفساد بين الناس وانتشرا

دعا نوح ربه ألا يذر من الكافرين بشرا

وبني سفين الحق وعبرا الماء وانتصرا

ومات ابنه ظناَ بان الماء سوف ينحصرا

فانهمر الماء من التنور منبثقاً

ومحا ما كان بالأرض فلم يكن له أثرا

ونجا نوح ومن ركب السفينة

لان الحق باق مهما تمادي الخطرا

هذا عاشوراء شهر الخير والبركة

وما يحمله من عبرات قد صاغها القدر

—————.

فيه قد منح الله لسليمان الملك

فأعطى ملك لم يملكه أحدا

واخرج يونس من دياجير الظلام

حيث قضى عقاب ربه الأحدا

وشفى أيوب من داء عضال

وركض إلى البحر ولم يعاني الكبدا

هذا عاشوراء شهر الخير والبركة

فيه مواعظ سوف تبقى للأبد

فالفرح من فعل النواصب دائماً

أما الروافض بالأحزان تنفعل

وكلاهما لا أصل لهما بالسنة

ولا الشريعة ولا للإجماع تقتربا

————–.

شعر/ محمد توفيق

مصر _ بورسعيد

قصيده بعنوان ( للوطن و.الحرية )بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/ المهندس محسن الجشي

قصيدة للوطن

قصيدة....الحرية

في وطني
أجمل ثورة بيضاء
تعلن من آلاف السنين
يولد الطفل بيده حجر
وبيده الأخرى سكين
ويبلغ العشق سن الحلم
ويلتحق بصف الغاضبين
في وطني
تبكي الزيتونة على أحفادها
وتدمع معها أكواز التين
والأرض تنادي أنّ الشمس هنا
وأنّ أطفالها أقوى من كل الحاكمين
في وطني
يتقن الأطفال لغة الأرض
يعرفون رائحة العشب
ورائحة الزهر والورد والياسمين
يعرفون لغة الشعر
فيقرأون الوطن قصيدة
منحوتة على الشجر والحجر
يعزفونها لحنا والسكين وتر
لا يعرف عزفها إلا العاشقين
في وطني
الأطفال لا يأكلون إلا قمحها
ولوزها
وعسلها
وترضعهم الأرض حليب التين
ليتعلموا عشقها
لتكون قبلة الحالمين
ولإنهم أقوى من كل الحاكمين
هم كالعصافير
مسافرون دون جوازات سفر
ويدفنون دون كفن
فحكامنا قبضوا الثمن
في وطني
القدس رهينة
وأولادها رهينة
وكل يوم يحلمون بجنات عدن
في داخلنا حزن
وفي قهوتنا حزن
ينام معنا
ويصحو معنا
لكننا كالعصافير
التي تحترف الحريّه
ولا يحلو لنا الموت إلا
في فلسطين

بقلم المهندس محسن الجشي