الاثنين، 25 نوفمبر 2019

المهاجر بن أبي أمية المخزومي//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د. صالح العطوان الحيالي -

المهاجر بن أبي أمية المخزومي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 22-11-2019
الصحابي مهاجر بن أبي أمية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي. كان اسمه الوليد، فلما أسلم وهاجر سمّاه رسول الله المهاجر، أبوه أبو أمية هو الملقّب بـ "زاد الركب"، لأنه كان يتكفّل بمؤونة أصحابه في رحلاتهم، وهو أخو أم المؤمنين أم سلمة. تزوّج المهاجر أسماء بنت النعمان بن الأسود، ولم يذكر له عقب.
المهاجر بن أبي أميَّة بن عبد الله القرشيّ المخزوميّ، شقيق أم سلمة؛ زَوْج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، شقيقها، وقيل في اسم أبيه: أَبي أُمية بن المُغيرة بن عبد اللّه، وقيل: أمية بن المغيرة.
قال ابن عبد البر: كان اسمه الوليد بن أبي أمية، فغيره النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم حين أسلم؛ وقد ذكر ذلك الزبير بن بكار؛ قال: روى حماد بن سلمة، وابن جعدبة، وبين سياقيهما اختلافٌ؛ قالا جميعًا: دخل النبي صَلَّى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها رجل، فقال: "من هذا؟" قالت: أخي الوليد، قدم مهاجرًا، فقال: "هذا المهاجر!" فقالت: يا رسول الله، هو الوليد، فأعاد فأعادت، فقال: "إنَّكُمْ تُرِيدُونَ أنْ تَتَّخِذُوا الْوَلِيدَ حَنانًا، إنَّهُ يَكُونُ في أمتي فرعون يُقَالُ لَهُ الوليدُ" .
أمه عاتكة بنت عامر بن ربيعة، وكان اسم أبي أمية بن المغيرة سُهَيْلًا، وهو زاد الرَّكْب؛ كان إذا سافر أنفق على أصحابه وأهل رفقته في سفرهم ذلك من عنده، فسُمي بذلك زاد الركب، وقد ذكر سيف في "الفتوح" أنّ المهاجر كان تخلَّف عن غزوة تبوك، فرجع النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم وهو عاتبٌ عليه، فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذره، وولاّه، وقال الزّبير: شهد بدرًا مع المشركين، وقتل أخواه يومئذ: هشام، ومسعود.
وَلَدَ المهاجرُ بن أبي أمية: عبيدَ الله، وأمه هند بنت الوليد بن عُتبة بن ربيعة.
هو الذي افتتح حِصْنَ النُّجَيْر بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاريّ، وهما بعثا بالأشعث بن قيس الكندي أسيرًا، فمنَّ عليه أبو بكر رضي الله عنه، أو حقن دَمَهُ، وقال المَرْزَبَّانِي في معجم الشّعراء: قاتل أهل الردّة، وقال في ذلك أشعارًا، وأخرج الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طريق محمد بن حُجْر بن عبد الجبَّار بن وائل بن حُجْر؛ قال: وفدت على رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم فرحّب بي وأدنى مجلسي؛ فلما أردت الرجوعَ كتب ثلاث كتب: كتاب خاص بي فضَّلني فيه على قومي: "بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ إِلَى الْمُهَاجِر بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، إِنّ وَائِلًا يَسْتَسْعِيني ونَوْفَلًا عَلَى الأقْيَال حَيْثُ كَانُوا مِنْ حَضْرَمَوْت..." ، وبعث رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم المهاجر بن أبي أمية إلى الحارث بن عبد كلال الحميري ملك اليمن، واستعمله رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أيضًا على صدَقات كندة والصّدف، ثم ولّاه أبو بكر اليمن، وروى محمد بن عمر الواقدي، عن أبي بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة، عن المُهَاجِر بن مِسْمَار قال: كان المهاجر بن أبي أُمية قد وَجدَ عليه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكلَّم أمَّ سَلَمَة؛ فقال: كلِّمي لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فهذا يومه عندك فأدخلته في بيت. فلما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لم يرعه إلا مهاجر آخذ بحقوية مِنْ خَلْفِه، فضحك النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقالت أم سَلَمة: ارضَ عنه رضي الله عنك. فرضي عنه وولاَّه صَنْعاء، فانطلق حتى أتى مكة، فبلغه أن العَنْسِيّ قد خرج بصنعاء، فرجع إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وولاه أبو بكر صَنْعاء، فمضى في ولايته قال: فقلت لابن أَبِي سَبْرَة: فإن روايتنا أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، بعثه عاملًا، فتوفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهو بصنعاء، فقال: هكذا أخبرني مُهَاجِر بن مِسْمَار، وقال موسى بن عِمْرَان بن مَنَّاح: توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، والمهاجر بن أبي أمية عامله على صنعاء.
شهد المهاجر بدراً مع المشركين، وفيها قُتل أخواه. وبعد إسلامه، كان المهاجر ممن تخلّف عن غزوة تبوك، فعتب عليه النبي ، إلا أنه قبل عذره بعد أن تشفعت له أم سلمة. استعمله الرسول على صدقات كندة والصّدف، غير أنه لم يخرج من المدينة إلا بعد وفاة رسول الله، وذلك لمرض ألّم به، فكتب إلى "زياد بن لبيد" ليقوم له على عمله (وكان زياد عامل رسول الله على السَّكاسك والسكون في اليمن)، فلما برأ المهاجر كانت الردّة قد استشرت في أهل اليمن، فكان ممن عقد لهم أبو بكر لوائًا تحت قيادته في حروب الردة، لقتال الأسود العنسي باليمن، وبعد أن أنجز مهمته كتب إليه أبو بكر يخيّره بين إمارة اليمن أو حضرموت فاختار اليمن
أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن عبد كلال الحميري باليمن، كذلك استعمله على صدقات كندة والصَّدِف، غير أنه لم يخرج من المدينة إلا بعد وفاة رسول الله، وذلك لمرض ألّم به، فكتب إلى زياد بن لبيد ليقوم له على عمله (وكان زياد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على السَّكاسك والسكون في اليمن)، فلما برأ المهاجر كانت الردّة قد استشرت في أهل اليمن، فبعثه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه إلى قتال من باليمن ثمّ المضيّ إلى عمله.
سار المهاجر إلى نجران في جمعٍ من مكة والطائف وبجيلة، وانضمّ إليه فروة ابن مُسيك المرادي، ثمّ خرج من نجران متوجهاً إلى من بقي من أصحاب العنسي فقاتلهم وقضى عليهم، ثمّ اتّجه إلى صنعاء وفي الطريق أتاه كتاب زياد بن لبيد يستحثه لنجدته؛ فقد تفرّق الناس في كندة ـ وعليها يومئذٍ الأشعث بن قيس ـ وأجمعوا على منع الصدقة وعلى الردة، وتباينت القبائل، فعجّل المهاجر إلى كندة وترك على الجيش عكرمة بن أبي جهل، فالتقى جيشه بجيش كندة في مكان يُدعى «محجر الزُّرقان» فاقتتلوا وهزمت كندة وخرجت هاربة فالتجأت إلى حصن النُّجَيْر، فسار إليهم المهاجر وحاصرهم. وكان للحصن ثلاث سبل، نزل على أحدها زياد بن لبيد، وعلى الأخرى المهاجر، ثمّ جاء عكرمة مدداً لهم فنزل السبيل الثالثة، واشتدّ الحصار على من بالحصن ممن ارتدّ من أهل كندة والسكاسك والسكون وحضرموت، فخرج الأشعث طالباً الأمان على دمه وماله حتى يقدموا به على أبي بكر، مقابل أن يفتح لهم الحصن ويسلّم إليهم من فيه. ويقال إنه خرج مع تسعة نفر غدروا بأصحابهم. وكان للأشعث ما أراد، إذ أرسله المهاجر إلى أبي بكر الصديق لينظر في أمره. وهكذا فتح الحصن سنة 12هـ، فكتب أبو بكرٍ إلى المهاجر يخيّره بين إمرة اليمن أو حضرموت فاختار اليمن.
أثر الرسول في تربيته:
تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاتب عليه، فشفعت فيه أخته أم سلمة، فقبل شفاعتها فأحضرته فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرضي عنه.
ويبدو أنه كان لهذا العتاب -بالرغم من عفو النبي السريع- أثره، فلم تذكر المراجع أن المهاجر تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن خليفته أبو بكررضي الله عنه بعد ذلك، بالرغم من صعوبة ما كلف به، فقد كلف بسفارته لليمن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما شهد حروب الردة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
أهم ملامح شخصيته:
1. الشجاعة والكفاءة القتالية؛ فقد اختاره أبو بكر رضي الله عنه ليكون من قادة الجيوش في حروب الردة، وكان على يديه الانتصار في معركة النجير.
2. الأمانة؛ فقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات كندة والصدف.
3. كان على جانب عظيم من الفصاحة وحسن الخلق، وخير دليل على ذلك اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له ليكون سفيرًا من سفرائه.
وله مواقف مع النبي صلى الله عليه وسلم، منها تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه من الوليد إلى المهاجر. فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها رجل فقال: «من هذا؟»، قالت: "أخي الوليد، قدم مهاجرًا"، فقال: «هذا المهاجر». فقالت: "يا رسول الله، هو الوليد"، فأعاد فأعادت، فقال: «إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد حنانًا، إنه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد»
انقطعت أخبار المهاجر عند حروب الرّدة، فلم يذكر أحدٌ سنة وفاته أو مكانها
المصادر
ــــــــــــ
1- الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر
2- الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني
3- انساب الاشراف
4- اسد الغابة لابن الاثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق