الجمعة، 29 نوفمبر 2019

ابتهال/ميلاد طه//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/غريب الشعراوي

غريب الشعراوي
ميلاد طه
.....ابتهال ...بقلم السندباد الطائر غريب الشعراوى
......
وُلِدَ .......الحبيب ................معطر ...............الانفاس. ِ
وتزينت ......كل......الورود ......... ....... بالإحساس
ملأ ....الوجود .......نور.................... ...............محمد
فتسابق ....العقلاء ....... للجلاس
.....
يا ذاكرين المولي هيا و عطروا
فم النهار بميسم الأزهار
هذا رسول الله يأتي فكبروا.
ولد الأمين ومنبع الأنوار
.....
يا أيها الإنسان انظر نوره
بدر تلألأ في واحة و مدار
واضمم جناحك حين تزوره
واهمس بصوتك في حضرة المختار
.......
يا نائمي الليل الطويل قوموا و انهضوا
لقيام ليل في ساحة الأسحار
هنا عطايا الإله إليها تعرضوا
فكم من نفحة زادت مع استغفار
.....
في ساحة الأذكار صلوا و سلموا
ذكرا كثيرا في دوحة الأطيار
ثم اقرأوا آي الحكيم و علموا
كل الخلائق ...في منبر و ديار
......
يا أيها الملأ العظيم هيا واسمعوا
صوت المعلم في مسجد و منار
وفوق المنابر جهرا فارفعوا
أكف الحبيب بدعوة الأسرار
........
ولد اليتيم ....مكللا بالغار
ومتوجا بسنة و دثار
بلسان صدق ..كان بيانه
وجاء الحديث متمم الأقمار
......
يا بشري قوم كنت أمامهم
ويا سعد قوم من الأبرار
سمعوا الحديث وكان كلامهم
حرف الحجيج في سعيهم بإزار


من كلماتي يوم مولد الأنوار
سيدنا محمد النبي الهاشمي المختار
( السندباد الطائر غريب الشعراوى

خالد بن سعيد بن العاص/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

خالد بن سعيد بن العاص
ــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 23-11- 2019
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يكنى أبا سعيد، أمه أم خالد بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من ثقيف....، والده زعيم في قريش، كان شابا هادىء السمت، ذكي الصمت، منذ بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه، وكتم ما في نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف. عينته أمحبيبة (رملة بنت أبي سفيان) وكيلا لها عندما خطبها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
من المسلمون الاوائل أسلم قديماً، يقال: إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق، فكان ثالثاً أو رابعاً، وقيل: كان خامساً. وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلام خالد مع إسلام أبي بكر، وقالت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص: كان أبي خامساً في الإسلام. قلت: من تقدمه قالت: علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، وسعد بن أبي وقاص.
أبوه سعيد بن العاص، يكنى: ابا أحيحة، مات على كفره، كان أعز من بمكة، وكان شديدا عليه وعلى المسلمين. ولكن الله تعالى يخرج الحي من الميت وهو الذي قال - حين مرضه -: لئن رفعني الله من مرضى هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكة أبدا، فقال ابنه خالد عند ذلك: اللهم لا ترفعه. فتوفى في مرضه ذلك (ذكر ذلك الجزري في (أسد الغابة)، وابن عبد البر في (الاستيعاب) الحاكم في (المستدرك) على الصحيحين - عند ترجمة ابنه خالد).
أم خالد بن سعيد هي لبينة المعروفة بأم خالد بنت حباب (أو خباب) بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن معد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى
أن إسلامه كان قديما، وكان إسلامه قبل إخوته، وفى (الاستيعاب لابن عبد البر) - في ترجمته -: أنه أسلم قديما، يقال بعد أبي بكر فكان ثالثا أو رابعا، وقيل:
كان خامسا، وقال حمزة بن ربيعة: أسلم مع أبي بكر - وهذا القول هو الذي اختاره سيدنا - رحمه الله - في الأصل.
وذكر الحاكم في (المستدرك على الصحيحين): أنه أسلم قبل أبي بكر، وفي طبقات ابن سعد بسنده عن إبراهيم عن عقبة " قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول: كان أبي خامسا في الاسلام، قلت: فمن تقدمه؟ قالت: ابن أبي طالب وابن أبي قحافة وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص وأسلم أبي قبل الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة، وهاجر في المرة الثانية وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر سنة سبع، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فأسهموا لنا، ثم رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقمنا، وخرج أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية، وغزا معه إلى الفتح هو وعمي - تعني عمرا - وخرجا معه إلى تبوك، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي عاملا على صدقات اليمن، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي باليمن ".
وروى أيضا " عن محمد بن عمر (الواقدي) قال: حدثني جعفر بن محمد ابن خالد عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال: أقام خالد - بعد أن قدم من أرض الحبشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلمبالمدينة، وكان يكتب له، وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف، وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ".وروى أيضا عن محمد بن عمر (الواقدي) بسنده أنه " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد عامله على اليمن " وبسنده " توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد عامله على صدقات مذحج ".
وكان بدء إسلامه - على ما ذكره ابن سعد في الطبقات عن محمد بن عمر (الواقدي) بسنده قال: كان إسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم. وكان بدء إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف على شفير النار - فذكر من سعتها ما الله به أعلم - ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويرى رسول الله آخذا بحقويه لئلا يقع، ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق، فلقي أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أريد بك خير، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الاسلام الذي يحجزك من أن تقع فيها، وأبوك واقع فيها، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو باجياد، فقال:
يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده. قال خالد: فاني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله باسلامه ".
وذكر مثله الحاكم في المستدرك طبع حيدر آباد دكن وزاد قوله: " وأرسل أبوه في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم، ورافعا مولاه فوجده فاتوا به إياه أبا أحيحة فأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبه من مضى من آبائهم؟ فقال خالد: قد صدق والله واتبعته، فغضب أبوه أبو أحيحة ونال منه وشتمه، ثم قال: إذهب يا لكع حيث شئت، والله لأمنعنك القوت، فقال خالد: إن منعتني فان الله عز وجل يرزقني ما أعيش به، فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به، فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يكرمه ويكون معه ".
وذكر ذلك أيضا الذهبي في هامش المستدرك ولكن باختصار للقصة، وذكر القصة ابن الأثير الجزري مثل ما ذكره الحاكم في المستدرك من أسد الغابة، وابن حجر - في ترجمته - من الإصابة، ولكن باختصار، وابن عبد البر - في ترجمته - من الاستيعاب.
وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فخرج معهم، وكان أبوه شديداً على المسلمين، وكان أعز من بمكة، فمرض فقال: لئن الله رفعني من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة. فقال ابنه خالد عند ذلك: اللهم لا ترفعه. فتوفي في مرضه ذلك.
وهاجر خالد إلى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خلف الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد، وابنته أم خالد، واسمها أمة، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وقدما على رسول الله بخيبر مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين، فكلم رسول الله المسلمين، فأسهموا لهم.
اشترالاعلام للذهبيك مع النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكّة، وحنين، والطائف، وتبوك
جهاده مع الرسول كان خالد بن سعيد من المهاجرين الى الحبشة في الهجرة الثانية، وعاد مع إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر، وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لايتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ويحضر جميع المشاهد، وقد جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته واليا على اليمن.
خلافة أبوبكر لما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن عاد من فوره الى المدينة، وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك، وإنما بقي على حبه وتقديره له، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر، فبايعه بيعة صادقة.
عزله عن الإمارة يُسير أبو بكر الجيوش للشام، ويعقد ل{ خالد بن سعيد } لواء، فيصير أحد أمراء الجيوش، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى يغير ذلك، ويبلغ النبأ خالدا فيقول: { والله ما سرتنا ولايتكم، ولا ساءنا عزلكم }.ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذا التغيير، ويخيره مع من يكون من القادة: مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة، فيجيب خالد: { ابن عمي أحب الي في قرابته، وشرحبيل أحب الي في دينه }.ثم يختار كتيبة شرحبيل، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له: { انظر خالد بن سعيد، فاعرف له من الحق عليك، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك، لو كنت مكانه، وكان مكانك.
انك لتعرف مكانته في الإسلام، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه، فما أغبط أحدا بالإمارة.وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه، فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى رأي التقي الناصح، فليكن أول من تبدأ به: أبوعبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك
وفاته
اـــــــــ ستعمل أبو بكر خالداً على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام، فقتل بمرج الصفر في خلافة أبي بكر، وقيل: كانت وقعة مرج الصفر سنة 14 هـ في صدر خلافة عمر. وقيل: بل كان قتله في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة، وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين، ووقعة الصفر، ووقعة اليرموك، أيها قبل الأخرىستبداد الرأي دونهم، أو إخفاءه عنهم }.
المصادر
ــــــــــــــ
1 ـ تاريخ دمشق لابن عساكر
2 ـ سير أعلام النبلاء للذهبي
3 ـ الإصابة لابن حجر العسقلاني
4- المستدرك للحاكم
5- الاستيعاب لابن عبد البر
6- اسد الغابة للجرزي
7- الفتوح للواقدي
8- الطبقات لابن سعد
9- الاعلام للذهبي

احترم الانسان لتنعم بالأمان/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

احترم الانسان لتنعم بالأمان
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 23-11-2019
تخيل لو أنك ما تسمع فيروز لأنها أرثوذكسية
ولا تعترف بنزار قباني كشاعر لأنه مسلم سني ،
وتمحي السياب من الذاكرة لأنه شيعي،عبدالرزاق عبدالواحد لانه صابئي
ولا تقرأ للماغوط لأنه إسماعيلي،
ولأدونيس وبدوي الجبل لأنهما علويان ،
ولا تدرج فارس الخوري في كتب التاريخ لأنه مسيحي ،
أو سلطان باشا الأطرش لأنه درزي ،
وتتحفظ عن الضحك ونمتنع عن الفرح ..لأن دريد لحام شيعي ...!!!
غاندي يلهم الكثير من الأحرار وهو هندوسي !!! آينشتاين أعطى الكثير من العلم للبشرية وهو يهودي !!!
ستيف جوبز السوري ابن الجندلي اعتنق البوذية فلماذا لا تقاطعون آبل .. ماكنتوش ، حواسيب ، جوالات ، لابتوبات ..
لأنها من اختراع رجل لاينتمي لدينكم ؟!!!
كف عن مقاطعة الإنسان .. وقاطع الشر داخلك الذي يحرمك من هويتك وتراثك ومن علمك ..
العلوم ترجمها العرب عن اليونان .. ولم يقاطعوها لأنها وثنية !!
الحكمة ضالة المؤمن ، حيث وجدها اتبعها ...
والإنسان الذي يتقوقع ولا يتواصل مع الآخرين لمجرد تعصبه لفكر أو لديانة أو لمذهب أو لشخص .. ينتهي علمه وأدبه ، ويرجع إلى ما قبل كتب التاريخ ..
لا تغيردينك.
لا تخون عقيدتك..
لكن ..
احترم الآخر وحقه في الحياة ..
احترم الانسان لتنعم بالأمان .

قصيدة بعنوان/(نشيد الصباح )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/غريب الشعراوي

غريب الشعراوي
نشيد الصباح
بقلمي
السندباد الشاعر غريب الشعراوى
.....
يا مصرنا الأبيه
والدرة العليه
أنوارك البهيه
تستقبل الصباح
......
تستقبل الأغاني
في الوزن و المعاني
والشعر في الديوان
وحي علي الفلاح
....
وحي ثم هيا
نحتضن الثريا
بشمع من يديا
في رحلة الكفاح
......
وألرحله فيها انتم
زهور حيث كنتم
بالنور لما جيئتم
تستقبلوا الصباح
.......
والشمس حين تبدو
في الأفق ثم تعدو
تأينا ثم تشدو
لمصر في الصباح
......
والبدر حين يدنو
من مصر ثم يرنو
لقلب ظل بحنو
لنبض ٍ في الصباح ..
....
يا ابنة المدارس
بالعلم كوني فارس
والدين نوره حارس
واقوي بالسلاح
......
سلاح العلم اقوي
من جهل فيه سطوه
لفكر بات يهوي
القتل و النباح
....
يا أمنا الحبيبه
والبسمة القريبه
و النبض فيك ٍ طيبه
يانسمة الصباح
.....
الوادي و البراري
و البدر ُ في المدار ِ
والنهر عذب جاري
في نسمة الصباح
.....
يا أمنا الحنونه
والدرة المصونه
نجوم علمونا
النور في الصباح
......
والنور صار علما
والعلم كان حلما
يسكن عقلي دوما
محقق النجاح
...
أحبها حياتي
اعيش بالساعات
متدبر الأيات
و حي علي الفلاح
.......
....
انشوده الصباح من كلماتي
السندباد الشاعر غريب الشعراوى

قصيدة بعنوان/(رسالة من فتــاة )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/محمد يوسف توفيق

رسالة من فتـــــــاة
----------------------.
هل حقاً سأراك الأن ؟!
ونحقق كل الاحلام ؟!
فالحلم قد صار حقيقه
والبًعد قتله النسيان
هل حقاً ؟!
هل حقاً؟!
هل حقاً بضعة ساعات
وأراك من خلف الشباك
بالحب تحضن أحبابك
واصحابك وكل جيرانك
بالود من بعد غياب
هل حقاً ؟!
—————–.
كم كنت اشتاق اليك
فى الغربة سنوات غيابك
واحترت من أسأل عنك ؟!
وأنقطعت عنى خطاباتك
بل كنت اٌصبر اشواقى
من اللهفة والحيرة عليك
بأن القلب الدافى
ومنابع الحب الصافى
ستعود حتماً ..واليك
هل حقاً ؟!
اتذكر ايام زمان
والاهل وكل الجيران
قالوا عنا روحان تلاقا
بل قالوا جسداً لإثنين
كم كنت صغيره بضفيره
كم كنت اسعد بهواك
كم كانت احلامى كبيره
أقصاها انى القاك
كلماتك كانت تطربنى
تراتيل من ثغر ملاك
طلقات رشقت بفؤادى
وذادتنى ولعاً بهواك
جعلتنى اٌهِيم بحبك
وأسبح بين الأفلاك
اصحبك فى دنيا جميله
لا يوجد غيرى بهواك
كم كنت امسك اقلامى
واخطط حين القاك
عن ماذا سيكون كلامى ؟!
عن شعرى
عن عٌقدى
عن قرطى
عن لون فستانى
تصحبنى ونكون سوياً
وندخل مدن العشاق
هل حقاً ؟!
—————–.
سنوات الغربه قد طالت
وانقطعت عنى اخبارك
من بعد ما كانت احلامى
توجزها كل خطاباتك
كم كانت تشجينى حروفك
كنت اسعد اٌنثى بكلامك
بل كانت معظم احلامى
أراها هى نفس أحلامك
وانقطعت عنى الخطابات
وتلاشت كل الاخبار
وأصبحت لا املك الا
اخترع لعقلى الأعذار
اعذار تعقبها أعذار
والعقل والقلب احتار
هل يمكن فى الغربه يعانى ؟!
من بعدي مثلى ويحتار !!
هل حقاً ؟!
——————.
الوقت قد مر سريعاً
ولا ادرى كيف القاك
والعقل ُشل تفكيره
ودقائق وأرانى اراك
نبضات القلب تلاحقنى
والعقل وقلبى فى سباق
ثوانى وكأن سيوف
على وجهى قد يبدو الخوف
القلب كم تاق اليك
والعقل يسأل ملهوف
هل حقاً ؟!
هل حقاً ستنصر قلبى ؟!
هل حقاً ستهزم عقلى؟!
فى بعادك كان يعاتبنى
وكم لغيابك أنبنى
هل حقاً ؟!
-
-
-
-
-
-
وفجاءه رأيت أحلامى
تنهار وتذوب أمامى
بل احلى لحظات العمر
قد ضاعت منى فى ثوانى
-
-
-
وأنت تحضن احبابك
وأصحابك وكل جيرانك
ورأيتك تمسك بيمينك
الأخرى شريكة أيامك
هل حقاً ؟!
كم كنت اقاسى فى بعادك
وحفظت حبك وودادك
وأنت بدلت بسرعه
أحلامك وكل كلامك
-
-
-
وأسفت على قصة حبى
وندمت على طيبة قلبى
فأين القلب الدافى
بل اين الحب الصافى
انقرض وتلاشى سريعاً
مثلما تلاشت كلماتك
سأغادر مدن الأحزان
فالغدر جزاءه النسيان
انا اُنثى اعتز بذاتى
انا لست بقايا انسان
والحب الصادق قد اجده
ينادينى من اى مكان
هذى تجربتى ارويها
ودوائى هو النسيان
هل حقاً ؟!
هل حقاً؟!
---------------.
شعر/ محمد توفيق
مصر - بورسعيد

قصيدة بعنوان/(ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/كرم الدين ارشيدات

ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ .
ﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺭﺷﻴﺪﺍﺕ
كلمات بسيطه
لانسانة هي كالفراشة
بالنسبة لي
هي كل النساء اللاتي خلقهن الله
هي الحبيبة والقريبة
والابنة والأخت والزوجة
هي كل النساء
احبها
واقدرها
سكنت روحي
وهي سكينة نفسي
لا تكتمل الحياة إلا بها
ولا يكون للسعادة مكان إلا بوجدها
فراشة الحقول
ما هي إلا ملاك بعمر زهرة
اقول ملاك
ولا شبيه لها من البشر
ﻫﻲ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺯﻫﺮﺓ ﻣﺴﻜﻨﺎ ﻟﻬﺎ
ﺳﻜﻨﺖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ
ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻛﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ
في ليلة قمرية
ﺍﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻖ ﻛﻞ ﺯﻫﺮﺓ ﻋﻄﺮﺍ ﻟﻬﺎ
لا بل هي العبق
والريح الطيبة
بنسماتها أحببت عبير الحياة
واحبت معها ألوان الربيع
ﻫﻲ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻫﻲ
ﻋﺼﻔﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ
ﻋﺼﻔﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻛﻨﺎﺭ
ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﻟﺘﻐﺮﻳﺪﺓ ﺍﻧﺜﻰ
ﻫﻲ ﺭﻫﺮﺓ ﺑﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﻠﺞ
ﺍﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﻫﻲ ﻭﺭﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
ﺯﻫﺮﺓ ﻧﻴﺴﺎﻥ
ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
ﻫﻲ
ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻛﺼﻔﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﻴﻔﻴﺔ
ﻧﻘﻴﺔ ﻛﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺰﻻﻝ
ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻟﻨﺴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﺔ
ﺩﺍﻓﺌﺔ ﻛﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
ﻭﻟﻜﻦ
ﻫﺒﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ
ﻓﺄﺫﺑﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻫﺮﻩ
ﺫﺑﻠﺖ ﺍﻭﺭﺍﻗﻬﺎ
ﻭﺃﺧﺘﻔﻰ ﻋﺒﻴﺮﻫﺎ
اعتكفنا الليل مبتهلين لله
من أجلها
رجونا وسلونا الله أن يكون معها
لا عليها
لو كان بالعمر فداء لفديتها بعمري
كل شيء يرخص فداء لها
والدنيا لا تقارن بكاتب عيونها
ﺍﺑﻜﺘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ .
ﻭﺃﺩﻣﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ .
هي رياح الشرق
ﺭﻳﺎﺡ ﺟﻠﺒﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺴﻘﻢ
ﺭﻳﺎﺡ ﺳﺒﺒﺖ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ
ﻭﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
طرحتها
وطرحت قلوبنا معها
وناحت الروح حزنا لسقمها
عذرا فراشتي
عذرا صغيرتي
عذرا يا من سكنت حنايا الروح
مكبل اليدين انا
لا أملك لك إلا الدعاء
والابتهال
للذي لا يخيب عنده الرجاء
ﺍﺩﻋﻮﻙ ﻳﺎﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﻴﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺟﺎﺀ
ﺍﻥ ﺗﻤﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺒﺎ ﻭﺭﺣﻤﻪ
ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
برحمتك يا ارحم الراحميم
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺍﺷﻒ ﻛﻞ ﻣﻌﺬﺏ ﻭﻣﺮﻳﺾ
ﻭﻻ ﺗﻔﺠﻊ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺄﺣﺒﺘﻬﻢ
ﻭﻣﻦ كانﻋﻠﻰ اسرة الشفاء
القابعين ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﺀ
ﻫﻮ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺭﺷﻴﺪﺍﺕ
ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺣﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺸﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ
وادعوا معي لفراشة البساتين
بأن يشفيها الله مما هي فيه

قصيدة بعنوان/(الرجل الحنون )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/Mohamed Medhat

❤️ الرجل الحنون ❤️
حين يحب يتعلق فكره بمَن يحبها ...
تتنامى مشاعره و أحاسيسـه بها ...
يقدم المساعدة فى فرحها و حزنها ...
تغمره السعادة فى وجودها و قربها ...
يشعر بمكانتها حين فراقها و فقدها ...
يفهم القصد من نظرات عينها ...
يشعر بكل الكلمات حتى فى صمتها ...
يتفانى فى معشره حين زواجها ...
بالكلمة الطيبة يجعلها تميل بكل عواطفها ...
و بالألفة و المودة و الرحمة يشاركها أسرارها ...
بقلم .. محمد مدحت عبد الرؤف
❤️ Mohamed Medhat ❤️

قصيدة بعنوان/( مدينة مجنونة )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/جمعه عبدالمنعم ابوان

مدينة مجنونة
محاكاه لعالم إفتراضي..فرض نفسه علينا بقوة فأزهلنا ..فصرنا بذلك داخل ..
مدينة مجنونة
...........
مدينة مجهولة أومجنونة
لا يجوز لها أن تغفو
تلك المجنونة
مدينة الشعراء
لا تغفوا مطلقا ً
القلم فيها لا ينام
والمداد بها لاينضب
كيف لها أن تغفو
والمجانين فيها
كثًر
والمبدعون يهيمون بها
سكرى
من مداد أنهارها
والشبابيك بها لا تغلق
والأبواب
مشرعة في أنتظار
ثورة الأقلام ...
في الظهيرة ..
أنسج من خيوط الشمس معطفا ً
لصقيع المساء...
وأعبأ الشمس فى قواريربيضاء
لتكون سراجا ً ودفئا ً في ليل الشتاء
مجانين نحن إذا ً...
عندما تعلقنا بتلك المدينة
التي لا تعرف الليل من النهار
الأبداع فيها لا يرتبط أبدا ً بزمان
هو يأتي كالعاديات
مرحا
كالسحاب
كالعواصف ترعد
والمبدعون يهيمون فيها كل ليلة
على المنتديات...
يقيمون الزينات لليل قد يطول
لايهم...
فهم فى حضرة الشعر
يتيهون
مشعوزين سكرى
يحضرون المارد من قمقم في البحر المسجور
قد ينامون ساعة ...
أو لاينامون ..!
قد يكون في قاعات المنتدى
أو لايكون...!
قد يصفق لهذا ..!
أو ذاك...
وقد يهلل ...
وقد لا يفعل هذا ولا ذاك...
عندما تسأله عن رئيه فى القصيدة
التي القيتها بالمنتدى؟
أين ما سمعت بها ..؟
مجانين ..
فى مدينة مجنونة تعج بالمجانين
عندما تسأله أين ظلك..؟
والله ما أدري..!
ربما تركته...
هناك فى أحدى القاعات
يصخب ..
ما أسمك.؟
ينظر لك نظرة مخيفة..!
يمضي مبتعدا ً
أنه موجود ..
هناك علي البروفيل
.........................
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس
كتبت فى 2 نوفمبر 2019
مصر العربية الحقوق محفوظة

قصيدة بعنوان/(ترنيمة لحبيبتي )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/محمد عبدالرحيم

محمد عبدالرحيم
ترنيمة لحبيبتي
..........
يبكي القمر .. على صدرك
المليان هموم . .
تنزل دموعه الفضة على
توبك ..
تكتر بيوت الحزن حواليكي ..
تكتر دموع الهم في عينيكي
إيه إللي نابك ولا حينوبك ..
إيه إللي من بعد
البكا مكتوب .. وإيه حيمر
غير الألم وليل بلون القهر
كتر البكا خلاكي تنسي
الصبر ..
وكل يوم الفجر بيفوتك ..
مابتلحقيش الضهر قبل
العصر . .
مابتحضنيش الشمس لما
تميل ..
مواويل على نيل الأسى
والمر
وألف حاجة بتتحرق وتموت ..
وألف حاجة بتتسرق م العمر
..........
محمدعبدالرحيم

(إعتراف) ( ذنوب ) بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/حربي علي شاعرالسويس

(إعتراف)
( ذنوب ) كتير بإسمي
مش قادرحتى(أسيبها)
الله يرحمها . أمي
عني . كانت (تشيلها)
الله (يرحمك) ياأمي
شيلتي عني الكتير
صبر أيوب . تلمي
و (طيش) دلع الصغير
كنتي. تداري همي
عشان أرجع أمير
الكلمة (الماسخه) ترمي
والحلوة تخلينى أقولها
( ذنوب ) كتير بإسمي
مش قادرحتى(أسيبها)
بعدك مين (يشوفنى)
ويفرد . عودي تاني؟
مين. تانى يسعفني
لما أغضب من جيراني
أجرح (خيال) ناصفني
وأفرح بعزلة مكاني
مفيش (غيرك) عارفني
و (الحسنة) الل عارفها
( ذنوب ) كتير بإسمي
مش قادرحتى (أسيبها)
وتنادي . داخل جروحي
(فاطمة الزهراء) إفتكر
تعالى جمبي في ريحي
ياإبن (الحسين) إفتخر
إنت (الشريف) روحي
صلي وسامح وإعتذر
دعيت الكريم (صاحي)
ذنوبك ( ربي ) يغفرها
( ذنوب ) كتير بإسمى
مش قادرحتى (أسيبها)
الله يرحمها . أمى
عني . كانت (تشيلها)
إعتراف
حربي علي
شاعرالسويس

قصيدة بعنوان/(لِما تحبها سألوني)/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/Ali AK Kaouk

لِما تحبها سألوني ...؟؟؟
ألا تعلمون أنها الروح التي أتنفسها ...
هي أغلى من روحي ألتي أعيشها ...
لا يعلمون إنها كل مافي هذه الدنيا من نَفَسُها ...
من أعطتني طعم لهذه الحياة وحبها ...
عشقت الحب وتعلقت به حين عرفتها ...
آمنت بالحب إنه موجود حين عشقتها ...
ينتفض قلبي حين أتذكر همسها ...
تحلوا طعم الحياة حين يذكر اسمها ...
تزداد دقات قلبي حين أتخيل رسمها ...
ترقص روحي فرحاً حين يأتي طيفها ...
معزوفة من أرقى الألحان صوتها ...
داخل عيوني بالبؤبؤ خبئتها ...
وبالأجفان لروح قلبي دثرتها ...
داخل جدران قلبي سأبقيها ...
تاج على رأسي توجتها ...
قصة حبي للعالم كله سأرويها ...
نعم هي حبيبتي و بروحي أفديها ...
بقلمي
علي عبد الكريم قاووق

"جيوش من أجل امرأة "بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

الغيرة في الرجال، الصيانة في النساء "جيوش من أجل امرأة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي 23-11-2019
من أجل امرأة مسلمة أهتزت عروش وتحركت جيوش هبت لنجدتها أمم.
كانت المرأة قديما بالنسبة للرجل العربي مصدر قوة وإلهام وشجاعة فقد كانت الأرواح ترخص لهن وكم من رجل مات وقتل من أجل إمرأة ولو كتب له الحياة لمات ثم مات ثم مات من أجلها لقد كانت المرأة ولا زالت للرجل العربي شرفه وعرضه ومن مات دونها فهو شهيد كما بينت الأحاديث الشريفة كما أن الرجل إن أحب المرأة ضحى من أجلها ورخصت روحه فداء لها , وقد كان الفرسان يتسابقون للفوز بقلب المرأة حتى ولو دفعوا الغالي والنفيس من أجلها ولو كانت حياتهم ثمنا لها نعم لم تكن أي إمرأة يقبل بها الفارس في ذلك الوقت بل كان يبحث عن المتميزة من النساء كما تبحث المرأة أيضا عن المتميزين من الرجال فلا ترضى المميزة منهن إلا برجل فارس كريم شهم له صفات لا تراها في البقية وإلى هذا اليوم فهناك من الرجال لا يرضى إلا بإمرأة متميزة عن البقية مثلما تبحث المرأة أيضا عن رجلٌ متميز عن البقية .
يقول النبي صلي الله عليه وسلم:المسلمون تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم » . وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا وشبَّك بين أصابعه» .
وقوله:: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
إن من تكريم الإسلام والمسلمين للمرأة ، والاعتزاز بها ، والحفاظ على كرامتها و عزتها وعفتها ، وتعزيز دورها ومكانتها وتأثيرها في المجتمع والحياة الإسلامية ، ومن أجل الحفاظ على كبريائها وأنوثتها ، وحمايتها من كل ظلم وامتهان ودنس ، والمحافظة عليها من كل تهميش وابتزاز وإذلال وانحراف وقهر ، لا بد من حمايتها وجعلها تشعر بكامل الأمن والأمان والطمأنينة ، موفورة العزة والكرامة والعفة والهيبة .. في ظل الإسلام الذي في نفوس أبناءه وفي نفوس معتنقيه كل معاني الشهامة والغيرة الإسلامية والمروءة والشجاعة العربية واستعلاء الإيمان والعزة ، والإباء مع الثقة بالنفس ، ولأن المرأة في المجتمع والحياة الإسلامية هي عنوان صلاحهم وصحتهم وسعادتهم .. إذا سعدت وصلحت العائلة ، سعد وصلح المجتمع ، فإذا امتهنت المرأة امتهنت الأمة كلها في كبرياءها وفي كرامتها ونهض وقام الكل للانتصار وللمرأة
نعم جيوش من أجل امرأة !! عندما كانت أمتنا في زمان العزة، عندما كانت تجري النخوة في عروق رجالها، والشهامة في دماء شبابها، يوم كانت استغاثات النساء فى زمان مضى تكفى لأن تتحرك من أجلهنَّ الجيوش، وتسال لحمايتهنَّ الدماء. يوم كانت لنا عزة .. يوم كانت لنا كرامة .. يوم كانت لنا مكانة .. يوم كانت لنا أرض .. يوم كان لنا عرض .. يوم كنا نعمل بمقولة عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". أما تعلمون أن صرخات النساء المسلمات -عندما وجدت حكامًا غيورين وجنودًا شجعانًا مؤمنين تغار على دينها وكرامتها وعرضها، كانت سببًا لأن يقام للدين أرض منذ آلاف السنين، فلا تعجب فما جيَّش رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش المدينة إلا ثأرًا لمسلمة انتُهك عرضها من يهودي، وما فُتحت الهند والسند إلا استجابة لنداءت مسلمات يتامى صرخن (وا حجاجاه)!! وما فُتحت عمورية أقدس بقاع النصارى إلا بكلمة (وا معتصماه)!! وما وصلت جيوش ابن أبي عامر أقصى جنوب فرنسا (مملكة نافار) إلا استجابة لثلاث مسلمات أُسِرن في كنيسة، واستغثن (وا عامراه)!!
رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ روى ابن هشام عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عوانة: "أن امرأة من العرب قدمت بجلب (ما يجلب إلى السوق للبيع) لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديًّا، وشدَّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على يهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع". "فكان هؤلاء أول يهود نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة.
قال ابن إسحاق: "فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة من الزمن، حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول جين أمكنه الله منهم، فقال: "يا محمد، أحسن في مَوَالِيَّ!"، فلم يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرر ثانية فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظُلَلًا (لتغير الْوَجْه إِلَى السوَاد إِذا اشْتَدَّ غَضَبه)، ثم قال له: وَيْحَكَ! أَرْسِلْنِي، قال: لا والله لا أُرْسِلْكَ حتى تحسن في مواليَّ: أربع مئة حاسر، وثلاث مئة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟! إني والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات الشام، وهلك أكثرهم فيها". فتأمل أخي كيف حرَّك رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي معلنًا الحرب -التي ستسال فيها الدماء- من أجل أن امرأة واحدة كُشفت عورتها، فكيف بنا الآن وقد كشفت عورات المسلمات في بقاع الأرض، وانتهكت حرماتهن سجنًا وقهرًا واغتصابًا وقتلًا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
المعتصم يزأر
ـــــــــــــــــــــــــ إن تخليص امرأة عربية مسلمة واحدة من ربقة الأسر والذل هو عمل جسيم ومكلف ومشرف .. عمل كبير لتحرير المرأة .. لأجلها تطلب الأمر إعلان الحرب .. وإرسال الجيوش .. وخوض المعارك .. إذاً كم هي مكانة وموقع المرأة في الإسلام وفي المجتمع الإسلامي .. جيوش عربية وإسلامية عديدة جرارة بقادتها وأمرائها وجنودها وأبطالها وفرسانها وسلاحها وخيلها المسومة ومعداتها .. كل ذلك لأجل المرأة .. نعم العقيدة .. ونعم المنهج . إنها امرأة عربية مسلمة من عامة القوم ولا هي ملكة ؟، ولا أميرة ، ولا وزيرة ، ولا ثرية ، ولا تاجرة ، انه الإسلام الذي لا يفرق بين الرعية فلا طبقية ولا تميز . امرأة استغاثت بالحاكم المسلم وكأنها موقنة من هذا الحاكم انه سوف يعمل المستحيل لتخليصها ولإطلاق سراحها وحمايتها .. وإعادتها لبلادها ومجتمعها .. عزيزة مكرمة .. موفورة الكرامة .. فكان هذا الحاكم والرئيس الخليفة العباسي العربي المسلم عند حسن ظنها وأملها ومحل ثقتها إذا أرت أن تقرأ عن معركة رُدَّت فيها كرامة أمة واستعادت فيها هيبة دولة ورُدَّ بها اعتبارها كأعظم قوة في العالم، فاقرأ عن خبر فتح المعتصم عمورية، وإن شأت فاقرأ عن خبر (وامعتصماه). تحكي كتب التاريخ أن إمبراطور الروم توفيل ميخائيل جهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي، وسار به إلى بلاد الإسلام سنة 223هـ، فهاجم المدن والقرى، حتى بلغ زِبَطْرَةُ، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل مَلَطْيَةُ (من مدن تركيا) وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، فخرج إليهم أهل الثغور من الشام والعراق، إلا من لم يكن له دابة ولا سلاح.
وقد ضجَّ المسلمون في مناطق الثغور كلها، واستغاثوا في المساجد والطرقات، حتى قال شاعرهم:
يا غارة الله قـد عاينت فانتهكـي .... هتك النساء وما فيهن يرتكـب
هبَّ الرجال على أجرامها قُتلــت ... ما بال أطفالها بالذبـح تنتهــب
وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه. فأجاب المعتصم وهو على سريره: لبيك لبيك، وصاح في قصره: النفير النفير، ونهض من ساعته بخمسمائة ألف مجاهد. وعندما سار المعتصم بالله باتجاه الثغور تساءل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية، فسار باتجاهها، وتجهَّز جهازًا قيل: إنَّه لم يتجهَّز قبله بمثله. من السلاح والعدد وآلات الحصار والنفط. وكانت أول فتوحات المعتصم أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، واتجه بعدها إلى عمورية (مدينة عظيمة في هضبة الأناضول وسط تركيا، ولم يبق منها الآن سوى آثار)، وبدأ حصار عمورية في (6 رمضان 223هـ/ 1 أغسطس 838م)، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها، حتى سقطت عمورية بعد أهم معركة عربية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوما، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ. ثم أمر المعتصم بطرح النار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهدمت، وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة إلى طرسوس، ومنها إلى سامراء منتصرًا مظفرًا. فتأمل أيها الغيور كيف حرَّك المعتصم جيوشًا غوثًا لصيحة الهاشمية الحرة (وامعتصماه)، لتظل "وامعتصماه" رمز الشجاعة العربية، ورمز المحافظة على حرمات المسلمين والدفاع عنها. غير أنه ويااااللأسى:
توالتِ الأيامُ تترى ...و مضت تلك العهودْ
و في (زبطرةَ) غيرها ...لما استباحتها الحشودْ
صرختْ فتاةٌ عندما همَّ الجنودْ
و نادَتِ العُربَ استجارتْ بالمسيحِ و باليهودْ
عبثاً فلم يُسمعْ نِداها لا و لمْ يُفِقِ الرقودْ
عذراً أيا أختاهُ إن نساءَنا عقِمتْ
فلمْ تحمِلْ بمعتصمٍ جديدْ
الحجاج يلبي
ـــــــــــــــــــــــ توسعت فتوحات المسلمين في بلاد الهند والسند (معظم باكستان الآن) خاصة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت بين الحجاج وبين داهر ملك السند وقائع شديدة، وقد أشجى داهر قواد الحجاج وأذاقهم مرارة الهزيمة المرة بعد المرة. غير أن اللافت للنظر أن مصرع هؤلاء القواد لم يحمل الحجاج على الجد في قتال داهر بمقدار ما حمله عليه استغاثة امرأة عربية مسلمة، اعتدى عليها وعلى نسوة عربيات كن معها بعض قراصين البحر من أهل السند التابعين لداهر.
ذكر البلاذري في فتوح البلدان، أن ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيلان أو سريلانكا الآن، كان يقال لها جزيرة الياقوت؛ لحسن وجوه نسائها)، أراد التقرب من الحجاج فأهدى إليه نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا، فعرض للسفينة التي كن فيها قراصين من ميد الديبل (كراتشي الآن) فاخذوا السفينة بما فيها، فنادت امرأة منهن من بني يربوع: يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك، فقال يا لبيك! وأرسل من فوره إلى داهر يسأله تخلية النسوة. فأجاب بأنه أخذهن لصوص لا قدرة له عليهم. فأغزى الحجاج اثنين من عماله ثغر السند فكلاهما قتل، فاهتاج الحجاج بن يوسف وتجرد لقتال داهر، وكان قد أعد محمد بن القاسملغزو الري فلما حدث ما حدث على حدود السند رأى في هذا الشاب من يرأب الصدع ويدرك الثأر، فرده عن غزو الري وعقد له على مكران (إقليم بلوشستان بباكستان الآن) وثغر السند، وأمره أن يقيم بشيراز حتى توافيه القوة التي أخذ يعدها لقتال داهر.
كانت هذه القوة مؤلفة من جيش وأسطول، أما الجيش فكانت عدته زهاء عشرين ألف مقاتل، منهم ستة آلاف فارس من جند الشام. وأما الأسطول فكان يحمل المشاة والمؤن وعدد الحرب الثقيلة، ومن هذه خمس مجانيق ضخام، يقال لأكبرها (العروس). ويروي البلاذري أنه كان يمد فيها خمسمائة رجل. وبالغ الحجاج على عادته في إعداد الجيش حتى أنه: "جهزه بكل ما احتاج من الخيوط والمسال وعمد إلى القطن المحلوج فنقع في الخل الخمر الحاذق ثم جفف في الظل، فقال: "إذا صرتم إلى السند فإن الخل بها ضيق فانقعوا هذا القطن ثم أطبخوا به وأصطبغوا، ثم تقدم إلى محمد ألاّ يقطع عنه أخباره بحيث يختلف البريد بينهما مرة كل ثلاثة أيام".
خرج محمد بن القاسم بجيشه من شيراز سنة 90هـ، متجهًا إلى مكران واتخذها قاعدة له، وتقدم نحو الديبل (كراتشي الآن)، حتى استولى عليها، وبنى بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم, ثم واصل سيره، فكان لا يمرُّ على مدينة إلَّا فتحها، وهدم معابد الوثنية والبوذية بها، وأقام شعائر الإسلام، وأسكنها المسلمين، ثم واصل فتحه، ففتح البيرون (وهي حيدر آباد حاليًا)، ثم توَّج ذلك كله بالانتصار على داهر ملك السند في معركة حامية سنة 93هـ، قال البلاذري: "ونظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على محمد بن القاسمستين ألف ألف درهم، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: شفينا غيظنا وأدركنا أثارنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر".
ثم مضى ابن القاسم ففتح الملتان (عاصمة إقليم البنجاب في باكستان الآن) سنة 95هـ، وقضى على كل التماثيل والمعابد البوذية هناك، وغنم مغانم كثيرة من الذهب والفضة، ولهذا سميت الملتان "بيت أو ثغر الذهب". وفي أثناء وجود محمد بن القاسم في "الملتان" جاءه خبر وفاة الحجاج 95هـ، فاغتم لذلك غير أنه واصل فتوحاته، فاستكمل فتح بلاد السند كاملة حتى وصل إلى كشمير (ما بين الهند وباكستان والصين)، وبذلك أنجز ابن القاسم الثقفي هذا الفتح كله في المدة بين سنة (89هـ - 95هـ).
فانظر أخي .. ها هي بلاد الهند والسند بحضارتهما وتاريخهما تفتحان ويدخلهما الإسلام تلبية لنداء مسلمة، اغتصب حقُها وانتهك عرضُها، فرحم الله الحجاج ورحم الله محمد بن القاسم الثقفي.
المنصور ابن أبي عامر يغيث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاء في سيرة حروب الحاجب المنصور ابن أبي عامر حاكم الأندلس أنه سَيَّر جيشًا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كنَّ أسيرات لدى مملكة نافار (أقصى الجنوب الفرنسي وشمال أسبانيا النصرانية). ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألاََّ يأسروا أحدًا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، غير أنه قد حدث أمرٌ استفز المنصور وجيَّش من أجله الأندلس بكاملها، فتأمل ما يقوله ابن عذارى المراكشي عن هذا الأمر في كلمات بديعة وعبارات أنيقة، أجمل ما تقرأه من حال أمة عزيزة كريمة:
"ومن أوضح الأمور هنالك، وأفصح الأخبار في ذلك، أن أحد رسله (رسل المنصور) كان كثير الانتياب، لذلك الجناب، فسار في بعض مسيراته إلى غرسية (ت 390هـ / 1000م) صاحب البشكنس (ممكلة نبره أو نافار النصرانية) فوالى في إكرامه، وتناهى في برِّه واحترامه، فطالت مدَّته فلا متنزَّه إلا مرَّ عليه متفرِّجا، ولا منزل إلا سار عليه معرِّجا، فحلَّ في ذلك، أكثر الكنائس هنالك، فبينا هو يجول في ساحتها، ويجيل العين في مساحتها، إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر، قويمة على طول الكسر، فكلمته، وعرَّفته بنفسها وأعلمته، وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسها، ويتمتَّع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها، وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة، وبكل ذل وصغار ملبسة، وناشدته الله في إنهاء قصتها، وإبراء غصَّتها، واستحلفته بأغلظ الأيمان، وأخذت عليه في ذلك أوكد مواثيق الرحمن. فلمَّا وصل إلى المنصور عرَّفه بما يجب تعريفه به وإعلامه، وهو مصغٍ إليه حتى تم كلامه، فلما فرغ قال له المنصور: هل وقفت هناك على أمر أنكرته، أم لم تقف على غير ما ذكرته؟ فأعلمه بقصة المرأة وما خرجت عنه إليه، وبالمواثيق التي أخذت عليه. فعتبه ولامه، على أن لم يبدأ بها كلامه، ثم أخذ للجهاد من فوره، وعرض من من الأجناد في نجده وغوره، وأصبح غازيًا على سرجه، مباهيًا مروان يوم مرجه، حتى وافى ابن شانجة في جمعه، فأخذت مهابته ببصره وسمعه، فبادر بالكتاب إليه يتعرف ما الجليَّة، ويحلف له بأعظم أليَّة، أنه ما جنى ذنبًا، ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبًا، فعنف أرساله، وقال لهم -أي المنصور: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورةٌ ولا مأسور، ولو حملته في حواصلها النسور، وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة، ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها. فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها، وأقسم أنه ما أبصرهنَّ ولا سمع بهنَّ، وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها، قد بالغ في هدمها، تحقيقًا لقوله، وتضرع إليه في الأخذ في بطوله، فاستحيا منه، وصرف الجيش عنه، وأوصل المرأة إلى نفسه، وألحف توحشها بأنسه، وغيَّر من حالها، وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها، وحملها إلى قومها، وكحلها بما كان شرد من نومها". فهل رأت أمة من الكرامة والعزة مثل ما كان من أمر الحاجب المنصور ابن أبي عامر(366هـ - 392هـ)، المجاهد الذي لا يهزم، غزا في حياته أربعًا وخمسين غزوة، لم يُهزم أبدًا في واحدة منها.
اسد الدين شيركوه
من أجل نساء مسلمات سير نورالدين محمود -رحمه الله - جيش من الشام لمصر بقيادة أسد الدين شيركوةومعه ابن أخيه صلاح الدين -رحمهما الله - نجدة للخليفة الفاطمي العاضد الذي أرسل إليه رسالة جاء فيها:
(هذه شعور نسائى من قصرى يستغثن بك لتنقذهن من الفرنج)
من الآن لأعراض المسلمين !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذلكم كان التاريخ المجيد فماذا عن صورتنا الآن !! إنها صور مؤلمة تتقطع القلوب منها حسرات، وتدمع العيون منها دماء، عندما نرى ونسمع صور لنداءات المسلمات العزل، تنتهك أعراضهن وتنجس حرماتهن ولا تجد قلب يتفطر ولا عين تدمع، فيا لحسرة القلب على نداءات هناك وهناك وهناك وهناك في فلسطين ومصر وبورما والعراق وسوريا و..!!، ولا تجد لها مجيب!! "يا أمتي، أي خير في رجالك إن كانوا لا يستطيعون الحفاظ على طهر أخواتهن من قذارة ذلك النجس! آهات في صدري لا أدري كيف أخرجها، كيف أصوغها، كيف أترجمها .. فهي أكبر من أن أحوِّلها إلى حروف!".
أمـتــي كـــــــم غصــة داميــــة *** خنقت نجوى عــلاك في فمـي
اسمعي نوح الحزانى واطـــربي *** وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعــي القـــــادة فـــي أهوائها *** تتفانـى فـــي خسيــس المغنــم
رب وا مــعتصمـــــاه انطلقــــت *** مـلء أفــــواه البنـــات اليتــم
لامســـــت أسماعهـــــم لكنهــــا *** لـم تـلامس نخـوة المعتصــــم
احذري يا أمتي، فـ: "كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا"
المصادر
ــــــــــــــــــ
1- ابن هشام: السيرة النبوية
2- البلاذري: فتوح البلدان .
3- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، الناشر:
4- الذهبي: تاريخ الإسلام
5- ياقوت الحموي: معجم البلدان،
6- ابن عذاري المراكشي: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب
7- المقري: التلمساني: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب،
8- عبد الحميد العبادي: صور من التاريخ الإسلامي، مجلةالرسالة، العدد 22، 4 ديسمبر 1933م، .
9- قصيدة أمتي، للشاعر السوري عمر أبو ريشة.
10- قصيدة: زبطرة اليوم، للشاعر السوري طارق أبو مالك.

قصيدة بعنوان/(أوهام )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/كرم الدين ارشيدات

أوهام
لكرم الدين يحيى ارشيدات
ابعثر الأشياء من حولي
ابحث عن شيء
أي شيء
ولكن لا أعرف عن أي شيء ابحث
لربما
عن بقايا من زجاجة عطر
اوهمت نفسي انها لها
أو خيط من منديل أو شال
قلت انه لها
لا أدري
فقط أنثر الأشياء
ومن ثم أعيد ترتيبها
قد أكون ابحث عن ابن يحيى بداخلي
ولا أدري
لربما أكون فقدت كرم الدين يحيىﺍﺭﺷﻴﺪﺍﺕ
دون علم مني
ربما
كل الأشياء فقدت وميضها
وبهتت
ازهاري ذبلت
حروفي بهتت
كلماتي
حتى انا
لم أعد انا
انظر الى مرآتي
ولا أعرف الشخص الذي بداخلها
الملامح قريبة مني
ولكنه ليس انا
الزيت الذي بشمعدان كرم الدين قد نفذ
واوشك سراجه ان يطفأ
منذ فترة وانا متوقف
كلماتي في حالة جمود
مثلي لا تتحرك
أوراقي أصبحت قديمة
والطرق إلى قلبي مغلقة
صومعتي مظلمة
برد
هنا وهناك
الأشجار تموت وهي واقفة
ونحن كذلك
تجف أوراقا
وتسقط من حولنا
ونحن واقفون
ضوجان بداخلي
أفقد التركيز بكل شيء
لا أدري
لربما هو الوهم
لا بل هو الوهم
أوهام أحلام يقضة
تسللت إلى أعماقنا
لتسلبنا الراحة
لا بل سرقتنا من انفسنا
كل ما علينا هو تصديق الوهم
ومرغمين أيضا
نرسم ملائكتنا بأيدينا
ونلون ملامح الحور العين
اللاتي سيشاركننا
الحب باقلامنا
نعرف انه نسج خيال
ونعلم بأننا واهمون
ولكننا نصدق كذبتنا
نعلم أن السراب لا ماء فيه
إلا أننا نركض خلفه ونحن عطشى
نريد أن نرتوي ماءا
ظننت انه بإحساسي سأرسم حلمي
وتبدد الحلم وتبدد الاحساس
حتى وإن امطرت السماء حبا
فإنها ستمطر على ارض لا حياة فيها
واهمووون بمشاعرنا
والاشواق لم تحرق إلا صاحبها
واهمووون باحساسنا
الذي فاضت به النفس
ووحدة هو من اغرقنا
كانت قيودا وضعت بأيدينا
باسم الحب
واغلالا وضعت برقابنا
باسم الوفاء
نحن
نحن من حكم على قلوبنا بالوجع
ونحن من جعل الروح
تصرخ وتإن
نحن السجناء
ونحن السجانون
نحن الذين تفننا بإيذاء الذات
لا نستحق العطف
ولا نحتاجه
نحن سقنا انفسنا إلى الهاوية
إلى نهاية الطريق
ونعلم أن بدايته قد أغلقت
عقم الأرواح نحن ابتكرناه
وسقم النفوس نحن اوجدناه
استهوينا البكاء لنستجدي العطف
فكنا نبكي كالنائحات على القبور
ونرثي أنفسنا وننسى أرواحنا
إلا تبا لك من نابض بين الضلوع
وتبا لك من نفس سارت خلف نبض وأهم
وتبا لك من احزان كنت أنا أميرا عليك

رسالة{من قلب غـــزة }بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/Mohamed Medhat

رسالة >> { من قلب غـــزة }
إنا ندافع عن الأرض و العرض و نراكم معرضـون ...
و لعلكم زعمائنا تروا ما نحن فيه و تنظرون ...
فهل دمائنا و شرفنا عليكم يهــون ؟...
هل أحوالنا التى لا تخفى على أحد لعلكم تسمعون ...
كم من السنين نراكم صامتون ...
و نتحسسكم متخاذلون ...
فرغم تخاذلكم نحن أمام عدونا صامدون ...
و رغم ما نراه من مرار و تعذيب فى السجون ...
بقوة من ربنا و كفاحنا و الذى إليه نحن متضرعون ...
أن يمنحنا الصبر على عدونا إما بالنصر
أو الشهادة فنحن إلى ربنا راغبون ...
أيها الزعماء راجعوا انفسكم لعل بينكم كاذب يخـون ...
بقلم .. محمد مدحت عبد الرؤف
Mohamed Medhat

قصيدة بعنوان/(لا انا هربان من زمنى)/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/عبدالله عبداللطيف

عبدالله عبداللطيف عبدالله
لا انا هربان من زمنى
ولا كنت من المماليك
ولا شكيت بسوء ظنى
ولا وطيت
وبوست إيديك
وقلبى لسه بيغنى
صاحى قبل أدان الديك
...
رسمت فى ليلى ضلايه
وراحت شمسه تتدارى
كتبتك أحلى غنوايه
حضنتى حرفى بحراره
وحضنك ده اللى طمنى
لقيت وطنى جوه عينيك
لا أنا هربان من زمنى
ولا كنت من المماليك
سنين طالت وأنا ماشى
توهه تاخدنى ل دوامه
يا حلمى تاه ولا جاشى
حرفى كسر إقلامه
كان فيه حرف متحنى
لسه حنته ف إيديك
لا أنا هربان من زمنى
ولا كنت من المماليك
لقيت فى عيونك البوصله
خريطه حدودها شطآنى
ونسمه تغازل ال خصله
موجك بات ف أحضانى
دابت موجه فى حضنى
ملكش فى فؤادى شريك
لا انا هربان من زمنى
ولا كنت من المماليك
ولا شكيت بسوء ظنى
ولا وطيت
وبوست إيديك
وقلبى لسه بيغنى
صاحي قبل أدان الديك
عبدالله عبداللطيف عبدالله
#عبدالله_عبداللطيف

معركة ذي القصة"بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

اول معارك الردة " معركة ذي القصة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 26-11-2019
ذو القَّصة من المواقع التاريخية التي لها ذكرٌ في كتب التاريخ والغزوات، حيث وقعت على أرضها بعض السرايا، وكذا بعض الأحداث التاريخية، فقد ارتبط هذا المكان بسريتين: الأولى سرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة وبني عوال من ثعلبة، حيث وقعت هذه السرية في ربيع الآخر سنة ست من الهجرة، بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة وبني عوال، وهم بذي القصة في عشرة نفر، فوردوا عليهم ليلاً، فأحدق بهم القوم وهم مئة رجل، فتراموا ساعة من الليل، ثم حملت الأعراب عليهم بالرماح فقتلوهم، ووقع محمد بن مسلمة جريحًا، فحمله أحد من المسلمين حتى ورد به المدينة، فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلاً إلى مصارعهم، فلم يجدوا أحدًا، ووجدوا نعمًا وشاءً، فساقه ورجع. أمّا السرية الثانية سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة فقد وقعت في شهر ربيع الآخر سنة ست من الهجرة، حيث أجمع بنو محارب وثعلبة وأنمار أن يغيروا على سرح المدينة، وهي ترعى بهيفاء (موضع على سبعة أميال من المدينة)، فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلاً من المسلمين حين صلّوا المغرب، فمشوا ليلتهم حتى وافوا ذا القصة، فأغاروا عليهم فأعجزوهم هربًا في الجبال، وأصاب رجلاً واحدًا فأسلم وتركه فأخذ نعمًا من نعمهم، فاستاقه وقدم بذلك المدينة، فخمس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقسم ما بقي عليهم‏، وبعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلم لما ارتدّت بعض القبائل خرج أبو بكر -رضي الله عنه- إلى ذي القصة
شقت الدعوة الإسلامية طريقها، وانتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية – لاسيما بعد فتح مكة، وأخذت وفود القبائل تتوافد على المدينة، تعلن طاعتها ودخولها في الإسلام حتى لقد عرف العام التاسع الهجري بعام الوفود، وبطبيعة الحال فإن بعض هؤلاء لم تشرب نفوسهم حب الإسلام ولم تخالط بشاشته قلوبهم؛ إذ لم تطل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم، بل كان إيمان بعضهم على شفا جرف هاري: فمنهم من دخل الإسلام طمعا في جاه أو مغنم، أو تجنبا لخوض حرب مع المسلمين، أو سترا لمؤامرته ضد الدين, لذلك لم يثبت هؤلاء على الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وظهرت دخائل قلوبهم، ومكنونات صدورهم، وارتدوا عن الإسلام، ولقد أخذت هذه الردة صورا وأشكالاً مختلفة .. البعض ادعى النبوة: مثل مسيلمة الكذاب وطليحة الأسدي والأسود العنسي. والبعض اكتفوا بترك الإسلام، ولم ينضموا إلي أحد من المتنبئين؛ ‏وهم سكان البحرين. و البعض منع الزكاة وأغلبهم من اليمن واليمامة.
‏ولكن قد يتساءل البعض فيقول: ما الأسباب التي أدت لظهور حركة الردة؟
نستطيع أن نجمل أسباب هذه الردة في أربعة أسباب رئيسة:
[العصبية الجاهلية كانت -وما زالت- أكبر معول هدم في الأمة الإسلامية، وأعداء الأمة أدركوا ذلك منذ البداية فحاولوا جاهدين أن يبقوا نارها مستعرة في كل بلاد الإسلام، لذلك نجد الاحتلال الصليبي كلما نزل ببلد من بلاد الإسلام، أحيى العصبيات الجاهلية، والقوميات العرقية، بل وعمل على إحياء تاريخ ما قبل الإسلام؛ ليكون بديلاً عن تاريخ المسلمين وأمجاد الصحابة والتابعين وخير القرون؛ ففي مصر أحيى الإنجليز الفرعونية، وفي بلاد المغرب العربي أحيى الفرنسيون البربرية أو الإمازيغية، والأمثلة كثيرة حاول من خلالها أعداء الأمة صرف أبناء المسلمين عن أقوى أسلحتهم، ومصدر عزتهم وصمودهم وبقائهم كأمة حتى الآن، ألا وهي رابطة التوحيد وعقيدة الولاء والبراء]
روح العصبية والجاهلية التي جاء الإسلام للقضاء عليها، ولكن ظلت بعض القبائل العربية تحقد على قبيلة قريش سيادتها في الجاهلية ثم في الإسلام، وهذا ما نلمسه من قول عيينة بن حصن: "إني لمجدد الحلف الذي كان بيننا وبين قبيلة أسد في القديم، ومتابع طليحة، والله لئن أتبع نبيا من الحليفين – يعني أسد وغطفان- أحب إلي من أن اتبع نبيا من قريش.
الفهم الخاطئ لفرضية الزكاة، حيث نظر إليها البعض على أنها جزية أو إتاوة يدفعها الضعيف للقوي، في حين تأولها البعض نتيجة الفهم الخاطئ للآية (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) [التوبة 103]، قالوا لا نعطي صدقة أموالنا إلا لمن كانت صلاته -أي دعاؤه- سكن لنا، يقصدون النبي صلي الله عليه وسلم.
[الفهم الخاطئ أخطر من الخطأ نفسه، ذلك فإن المرء قد يخطئ يقع في المعصية وهو مقر بها معترف بذنبه، سائلاً الله عز وجل أن يتوب عليه، ولكن الفهم الخاطئ يجعل صاحبه، يقدم على المعصية وهو مقتنع بأنه لا يفعل ما يلام عليه أو يعاقب من أجله، تماماً مثل حال من قال الله عز وجل فيهم (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا…) [فاطر 8]، وهذا الأمر يؤكد على أهمية تعلم العلم الشرعي وضرورة الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، وما وقعت بدعة على وجه الأرض إلا بسبب الفهم الخاطئ للآيات والأحاديث].
الصراع بين النفسية الإسلامية والنفسية الجاهلية , وهذا واضح بين هؤلاء الذين أسلموا متأخراً، ولم يدركوا قسطاً من التربية في مدرسة النبوة؛ فغلبتهم غرائزهم وعاداتهم الجاهلية القديمة، ولم يتذوقوا حلاوة الإيمان، وهذا ظاهر من طلب إباحة الزنا والربا من بعض القبائل حديثة الإسلام.
[وهذا يؤكد أيضا على أهمية التربية الإيمانية، في بناء المسلم السوي، وأن التربية هي أولي لبنات الشخصية السوية المستقيمة، لذلك فواجب الدعاة الأول هو تربية الصف المسلم، وإعداده لمواجهة فتن الدنيا وزخارفها؛ وما أكثرها].
‏ العامل الخارجي: وهو متمثل في القوة الخارجية الموجودة وقتها -الروم والفرس- وأتباعهم من القبائل العربية -الغساسنة أتباع الروم، المناذرة أتباع الفرس- حيث كانوا يشجعون حركات الردة، ويحرضون الخارجين على الإسلام؛ ليشتغل بهم المسلمون، ويتركوا جهاد تلك القوى الخارجية. [لو فتشت في كل أسباب الاضطرابات والفتن الداخلية في البلاد الإسلامية لوجدت يد أعداء الأمة من وراء الأستار، فحركات التمرد في السودان وفي اليمن وفي كل مكان إنما تغذيها القوي الخارجية التي تريد تمزيق البلاد الإسلامية ونثر حبل الأمن فيها، ولو نظرت لأي دعوة هدامة أو طائفة منحرفة لوجدت تمويلها مباشرة من ألد أعداء الأمة، والأمثلة أكثر من الحصر].
حال الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تطاولت رؤوس الشر، وظهر نجم النفاق، ونجمت اليهودية والنصرانية، وارتدت معظم القبائل العربية عن الإسلام ولم يثبت على الإسلام إلا مكة والمدينة والطائف وأصبح المسلمون وسط بحر متلاطم من أمواج الردة، حتى عصمهم الله عز وجل بـ "الصديق" رضي الله عنه في هذه الفترة العصيبة؛ فقام فيهم مقام النبي صلى الله عليه وسلم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جهز لتأديب الروم ‏وأعوانهم من الغساسنة جيشاً بقيادة أسامة بن زيد ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم رأى بعض الصحابة ألا يخرج جيش أسامة في تلك الظروف؛ حفاظا على أمن المدينة، ولكن "الصديق" أصر على إنفاذ جيش أسامة؛ فلما حاول عمر بن الخطاب إقناع "الصديق" بأن يولي رجلاً آخراً على قيادة الجيش غضب "الصديق" وأخذ بلحية عمر قائلاً: "ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ‏استعمله رسول صلى الله عليه وسلم وأنزعه أنا" وبالفعل خرج الجيش، وكان خروجه خيرا للأمة الإسلامية؛ ذلك أنه كلما مر الجيش على قبيلة قال أهلها: "ما خرج هذا الجيش إلا عن قوة أكبر في المدينة"؛ ‏ فتثبت القبيلة التي تريد الارتداد، وأظهر الخليفة أبو بكر أن معياره يختلف عن غيره؛ فمعياره الذي يقيس به الأمور هو الإتباع الكامل‏لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
‏(لعمر الله إنه لهو المعيار الأصلح والأفضل الذي تصلح به الدنيا والآخرة، والتاريخ خير شاهد على ذلك؛ فمتى كانت الأمة الإسلامية متبعة لأوامر الله ورسوله تقدمت وارتقت، وظهرت على من خالفها، ومتى تركت تلك الأوامر تخلفت وصارت في ذيل الركب: يطؤها الجميع، ولا يحسب لها وزن ولا قيمة).
قتال مانعي الزكاة:
‏لما وقعت حركة الردة اتفق الصحابة على جهاد، المرتدين، واختلفوا في مانعي الزكاة، وسبب الخلاف أنهم يقولون: لا إله إلا الله فكيف يقاتلونهم، ودار حوار بين عمر بن الخطاب وبين الخليفة أبي بكر حول تلك النقطة؛ ظهر فيه مدى فقه "الصديق" وأيضا مدى حرصه على صيانة الدين الإسلامي ومازال عمر يراجع أبا بكر حتى علم أن أبا بكر على حق ويومها قال أبو بكر كلمات تكتب بماء الذهب؛ وهي: "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلهم عليه، يا ابن الخطاب أينقص الدين وأنا حي".
[هو هذا الشعار الحقيقي للصادقين من أبناء المسلمين]
استقر الرأي أخيرا على قتال مانعي الزكاة وشرح الله عز وجل صدورهم لذلك، ولكن أبا بكر الصديق لم يرد المبادأة بالقتال حتى يعود جيش أسامة من الشام؛ لأن فيه معظم القوة المسلمة، وشعر المرتدون بذلك فعمل طليحة الأسدي -وكان ممن ادعى النبوة- على تأليب مانعي الزكاة على المبادأة بالهجوم على المدينة، وحدث اتحاد بين المرتدين وبين مانعي الزكاة.
تحركت قبائل عبس وذبيان وغطفان وفزارة وطيء للهجوم على المدينة وقسمت نفسها لقسمين:
(1) قسم نزل "ذي القَصَّة" على بعد 35 ‏كيلو من المدينة جهة الشرق طريق نجد.
‏(2) قسم نزل بـ "الأبَرق" من الربذة على بعد120كيلومن المدينة. وأرسلوا وفودا من عندهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الاطلاع على عورات المدينة ونقاط ضعفها، متظاهرين بأن لهم طلبات لخليفة رسول الله مثل: أن يضع عنهم فرض الزكاة وهم يعلمون علم اليقين أن الخليفة سيرفض.
رجل الساعة:
عادت الوفود وقد اطلعت على عورات المدينة، وعلمت أنها مكشوفة، ليس بها من يدافع عنها، وأدرك أبو بكر ‏ذلك بفطنته الفذة؛ فجمع الناس في المسجد، وقال لهم ‏: "إن الأرض كافرة -أي مظلمة- قد رأى وفدهم منكم قلة، وإنكم لا تدرون أليلاً تؤتون أم نهاراً؟ فاستعدوا وأعدوا"، وأصدر قراراً استثنائياً بأن يبيت الرجال في المسجد وهم مسلحون استعداداً للحرب في أية لحظة، ثم دعا الزبير وطلحة وعلياً وغيرهم، وجعلهم على مداخل المدينة.
‏لم تمض سوى ثلاث ليال حتى هجم اتحاد المرتدين ومانعي الزكاة على المدينة؛ فصدهم علي بن أبي طالب ومن معه، وهرع المسلمون للقتال يقودهم الخليفة أبو بكر بنفسه، وساروا خلف الأعداء حتى منطقة "ذي حُسي"، وهناك خرج كمين للأعداء ومعهم أنحاء الإبل – يعني أمعاءها- وقد نفخوها ثم ربطوها؛ فصارت مثل الكرات الكبيرة، دحرجوها بأرجلهم على الأرض، ففزعت إبل المسلمين منها وكانت مكيدة جديدة لم تعرفها العرب، إنما أمدهم بها الفرس؛ مما يوضح العلاقة بين قوى الكفر الخارجية والداخلية، والمؤامرة الكبرى على الإسلام.
‏(وهي مازالت قائمة لوقتنا الحالي؛ فدائما تجد علاقة وثيقة بين القوى الصهيونية وبين العلمانيين والملحدين والحاقدين على الدين الإسلامي؛ فما الذي يدفع إنجلترا لأن تأوي الكاتب المرتد سلمان رشدي، بل وتعين له حراسة مشددة، وتنفق ملايين الدولارات عليه، وما الذي يدفع جامعة ليدن الهولندية لأن تعين بها أمثال نصر أبو زيد وتسليمة نصرين والطاهر بن جلون وغيرهم ممن لفظتهم مجتمعاتهم الإسلامية؛ لإلحادهم وطعنهم في الدين).
ظن المرتدون أنهم قد انتصروا على المسلمين؛ فتجمع القسمان اللذان كانا: بـ "الأبرق" و"ذي القصة" استعدادا للهجوم الشامل على المدينة وفي تلك الليلة بات الخليفة أبو بكر الصديق يعبئ المسلمين وينظم الصفوف وقد قرر الهجوم فوراً، ومباغتة الأعداء، وخرج مسرعاً بجيشه الصغير؛ فما طلع الفجر إلا وقد أصبحوا على صعيد واحد، دون أن يسمع لهم العدو ركزاً، وما شعروا إلا والمسلمون فوق رؤوسهم، وقد وضعوا فيهم السيف، وركبوا أكتافهم، حتى تفرقت الجيوش وهربت مولية الأدبار.
الحقد الأعمى
ـــــــــــــ بعد هذه المكيدة الحربية التي قام بها المسلمون ضد قوات التحالف: المكون من المرتدين ومانعي الزكاة، وثبت قبائل عبس وذبيان ‏على من فيهم من المسلمين فقتلوهم شر قتلة، وحذا حذوهم سائر القبائل العربية المرتدة؛ فلما علم أبو بكر بذلك حلف بأغلظ الأيمان ليقتلن من المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة، وازداد المسلمون قوة وثباتا في كل قبيلة وازداد لهم المشركون انعكاسا من أمرهم في كل قبيلة. [أبو بكر يعلمنا أن دماء المسلمين ليست رخيصة أو مستباحة، بل هي أشد حرمة من ملئ الأرض من أنجاس الكفار والمشركين، وأن لها طالباً ولو طال الزمان، فلا يفرح أعداء الأمة كثيراً؛ لأن الثأر قادم لا محالة]
أسرع أبو بكر ومن معه من المسلمين وهاجموا منطقة "الأبرق" وذلك بعد أن استولوا على "ذي القصة"، وقاتلوا من بها من المرتدين، وكانت منطقة "الأبرق" حمى قبيلة ذبيان فأجلاهم أبو بكر منها وجعلها حمى خيل المسلمين والجهاد في سبيل الله وفرت قبائل عبس وذبيان والتحقت بمدعي النبوة طليحة الأسدي وهو الذي غرهم وأغراهم بالمسلمين من قبل.
يوم بُزَاخة
ـــــــــــ كان لابد من تأديب هؤلاء المرتدين، وخضد شوكتهم، وإرجاعهم لحظيرة الدين مرة أخرى؛ لذلك فلقد شرع الخليفة أبو بكر في عقد ألوية جهاد المرتدين؛ فعقد أحد عشر لواءا للجهاد في سبيل الله تتجه إلى كل أنحاء شبه الجزيرة العربية، وكان أقوى هذه الألوية اللواء الذي كان يقوده البطل الجسور خالد بن الوليد وكان موجها لقتال طليحة الأسدي؛ الذي ألب مانعي الزكاة، وانضمت إليه قبائل عبس وذبيان وغطفان بعد هزيمتهم أمام المسلمين بـ "ذي القصة" والأبرق، وكان طليحة ومن معه مجتمعين بمنطقة بزاخة، وتقع شمال شرق المدينة على بعد 200 كيلو متر، في قلب ديار غطفان.
خرج أبو بكر الصديق يشيع جيش خالد بن الوليد وقد أظهر أنه متجه إلى خيبر -من باب الخدعة- ثم عكس خالد سيره واتجه مباشرة إلى "بزاخة"، وكان معه في جيشه عدي بن حاتم الطائي؛ فاستأذن منه أن يدخل على قبيلته "طيىء"؛ ليقنعها بترك نصيحة "طليحة" والعودة للدين؛ فأذن له "خالد" في ذلك ثلاثة أيام؛ فما زال "عدي بن حاتم " يدعو قومه حتى استجابوا له، وتركوا نصرة "طليحة"، وخرج من جيش المرتدين ألف فارس وانضموا إلى جيش "خالد "؛ فكان "عدي بن حاتم " خير مولود على قبيلة "طيىء " وأعظمهم بركة.
‏[النصيحة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة هي الأدوات الأساسية والأصلية لأي دعوة ناجحة؛ فهي تفتح القلوب المغلقة، وتأسر النفوس المعارضة، وتجعل العدو صديقاً، والمحارب مسالماً، لذلك لابد من الدعاة أن يتعلموا الطريق الأمثل لمفاتيح القلوب].
أرسل "خالد" سرية استطلاع مكونة من عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم رضي الله عنهما فقتلا "حبالاً" أخا طليحة الذي أسرع هو وأخوه الآخر سلمة، واشتبكا مع عكاشة وثابت فاستشهدا رضي الله عنهما، وشق ذلك على المسلمين؛ لمكانة هذين الصحابيين، واشتعلت حماسة المسلمين، وهجموا على المرتدين، ودارت حرب طاحنة شديدة، وكان عيينة بن حصن يقود جيش طليحة، بينما طليحة ملتف في كسائه يتنبأ لهم، فلما اشتدت الحرب كر عيينة بن حصن على طليحة وقال له: هل جاءك جبريل بعد؟ قال: لا فرجع فقاتل والمسلمون قد ركبوا أكتاف المرتدين وأوشكوا على النصر؛ فعاد عيينة وقال لطليحة: لا أبا لك أجاءك جبريل بعد؟ قال: لا فقال عيينة: حتى متى وقد والله بلغ منا؟! ثم عاد فقاتل حتى رأى خيل المسلمين تكاد تحيط به وبأصحابه؛ فرجع إلى طليحة فزعا يكرر: هل جاءك جبريل بعد؟ فقال: نعم قال: فماذا قال؟ قال: قال لي: إن لك رحاً كرحاه، وحديثاً لن تنساه فقال عيينة: قد علم الله أنه سيكون حديثا لا تنساه؛ انصرفوا يا بني فزارة فانه كذاب، ففر المرتدون في كل مكان يقدمهم طليحة الذي أخذ امرأته وفر بها على ظهر جمل أعده من قبل لهذا الغرض.
واستطاع المسلمون أن يكسبوا أولى وأهم جولاتهم ضد المرتدين ومانعي الزكاة، وكان لهذا الانتصار أثر طيب للغاية؛ فقد وقف المسلمون -وهم قلة- يقودهم أبو بكر ضد الجموع الغفيرة من قبائل العرب، وبرهنت على قوة المسلمين القادرة على خضد شوكة أي عدو طامع، وأثبتت أيضا أن الخليفة أبا بكر هو رجل الساعة، وفارس الميدان الذي لا ‏يسبق رضي الله عنه.
المصادر
ــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري
2- الكامل في التاريخ
3- المنتظم لابن الجوزي
4- البداية والنهاية
5- طبقات ابن سعد
6- تاريخ الخلفاء للسيوطي
7- التاريخ الإسلامي محمود شاكر
8- صفة الصفوة
9- تاريخ الخلفاء الراشدين لابن كثير