الخميس، 24 أكتوبر 2019

وصية ابو بكر الصديق/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي الحيالي

وصية ابو بكر الصديق الى قادة فتح الشام
ــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق - 14-10-2019
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ للشَّامِ هي سلسلةٌ من المعارك العسكريَّة وقعت بين سنتيّ 12هـ \ 633م و19هـ \ 640م بهدف فتح دولة الخِلافة الرَّاشدة للشَّام أو ولاية سوريا الروميَّة، وقد تولّى قيادة تلك الحملات كُلٍ من خالد بن الوليد وأبو عُبيدة بن الجرَّاح ويزيد بن أبي سُفيان بشكلٍ رئيسيّ، وقد أفضت في نتيجتها النهائية إلى انتصار المُسلمين، وخروج الشَّام من سيطرة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ودُخولها في رقعة دولة الخلافة الراشدة. بدأت معارك فُتوح الشَّام في خلافة أبي بكر بعد نهاية حُروبُ الرِّدَّة، وكانت قد اندلعت مُناوشاتٌ بين الدَّولة الإسلاميَّة التليدة والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة مُنذُ سنة 629م في غزوة مؤتة، غير أنَّ المعارك الحاسمة وقعت في خلافة عُمر بن الخطَّاب، وكان أهمها معركة اليرموك التي هُزم فيها الجيشُ البيزنطيُّ هزيمةً ساحقة حدَّدت مصير البلاد.
فُتحت العديد من المُدن الشَّاميَّة سلمًا دون قتال، بعد أن أعطى المُسلمون أهلها عهدًا بحفظ الأمن والأملاك الخاصَّة، والحُريَّة من الرق، وعدم التعرُّض للدين ودُور العبادة بما فيها الكُنس والكنائس والأديرة والصوامع وكذلك عدم إرغام النَّاس على اعتناق الإسلام، ومن هذه المدن: بعلبك، وحماة، وشيزر، ومعرَّة النُعمان، ومنبج؛ والقسمُ الثاني من المُدن فُتحت سلمًا، إنما بعد حصارٍ طويلٍ، لا سيَّما في المواقع المهمَّة حيث وجدت حاميات روميَّة كبيرة، ومنها: دمشق، والرقَّة، وحمص، وبيت المقدس؛ أما القسم الثالث من المُدن فقد فُتح حربًا، ومنها رأس العين، وحامية غزة، وقرقيساء، في حين استعصت جرجومة في الشمال حتى عهد عبد الملك بن مروان الأُموي.
جرت معارك فتح الشَّام تزامُنًا مع معارك فتح العراق وفارس، وقد وجد الكثير من المؤرخين أنَّ سُقوط الشَّام السريع نوعًا ما، يعود إلى عاملين أساسيين: أولهما إنهاك الجيش البيزنطي بعد الحرب الطويلة مع الفُرس، وثانيهما سخط قطاعٍ واسعٍ من الشعب على السياسة البيزنطيَّة، وهو ما دفع بعض القبائل والجهات المحليَّة لِمُساعدة المُسلمين مُساعدةً مُباشرة. لكنّ الرُّواة والمُؤرخين اختلفوا حول سير المعارك وما حصل بعد أجنادين، فقال البعض أنَّ دمشق افتُتحت بعد أجنادين، وقال آخرون أنَّه بعد أجنادين كانت اليرموك ثُمَّ دمشق وفحل معًا، في حين تذكر روايات كثيرة أُخرى أنَّهُ بعد أجنادين كانت فحل بالأُردُن، وبقيت تلك مُشكلةً لم يجرِ التوصُّل إلى حلٍّ لها في تاريخ صدر الإسلام. أقبل أغلب الشَّوام على اعتناق الإسلام بعد سنواتٍ من الفتح، واستقرَّت العديد من القبائل العربيَّة المُجاهدة في البلاد الجديدة واختلطت بأهلها، ومع مُرور الوقت استعربت الغالبيَّة العُظمى من أهالي الشَّام وأصبحت تُشكِّلُ جُزءًا مُهمًا من الأُمَّة الإسلاميَّة
سجل التاريخ وصايا الصديق إلى قادة الجيش الإسلامي، المتوجه لفتح الشام وفلسطين، وهي وصايا تبين عقيدة الصحابة الكرام وإيمانهم وتقواهم وإخلاصهم وصدقهم وتجردهم، ووعيهم، وذكاءهم، وحكمتهم، وخبرتهم، وقدراتهم، وعقليتهم الذكية، وهمتهم العليَّة، واستعدادهم للتضحية بالروح والمال والجهد.
وتصلح هذه الوصايا منهجاً يتربى عليه القادة والعلماء والمجاهدون وكل العاملين على تحرير القدس من قبضة أهل الباطل اليهود.
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه قتل في خلافته مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وقاتل بني حنيفة وأهل الردة وأطاعته العرب فعزم أن يبعث جيشه إلى الشام وصرف وجهه لقتال الروم فجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقام فيهم خطيبا فحمد الله عز وجل وقال: يا أيها الناس رحمكم الله تعالى اعلموا أن الله فضلكم بالإسلام وجعلكم من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وزادكم إيمانا ويقينا ونصركم نصرا مبينا وقال فيكم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة: 3] واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عول أن يصرف همته إلى الشام فقبضه الله إليه واختار له ما لديه إلا وإني عازم أن اوجه ابطال المسلمين إلى الشام بأهليهم ومالهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأني بذلك قبل موته وقال: «زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها» فما قولكم في ذلك فقالوا: يا خليفة رسول الله مرنا بأمرك ووجهنا حيث شئت فإن الله تعالى فرض علينا طاعتك فقال تعالى: {يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ منكم} [النساء: 59] ففرح أبو بكر رضي الله عليه ونزل عن المنبر وكتب الكتب إلى ملوك اليمن وأهل مكة وكانت الكتب فيها نسخة واحدة. وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم.
أما بعد فاني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد عزمت أن أوجهكم إلى بلاد الشام لتأخذوها من أيدي الكفار والطغاة فمن عول منكم على الجهاد والصدام فليبادر إلى طاعة الملك العلام ثم كتب: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 41] الآية ثم بعث الكتب إليهم وأقام ينتظر جوابهم وقدومهم وكان الذي بعثه بالكتب إلى اليمن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما مرت الأيام حتى قدم أنس رضي الله عنه يبشره بقدوم أهل اليمن وقال: يا خليفة رسول الله وحقك على الله ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله وأجاب دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد النضيد وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله مبشرا بقدوم الرجال وأي رجال وقد أجابوك شعثا غبرا وهم أبطال اليمن وشجعانها وقد ساروا إليك بالذراري والأموال والنساء والأطفال وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم قال فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله سرورا عظيما وأقام يومه ذلك حتى إذا كان من الغد اقبلوا إلى الصديق رضي الله عنه وقد لاحت غبرة القوم لأهل المدينة قال فاخبروه فركب المسلمون من أهل المدينة وغيرهم واظهروا زينتهم وعددهم ونشروا الأعلام الإسلامية ورفعوا الألوية المحمدية فما كان إلا قليل حتى أشرفت الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضا قوم في أثر قوم وقبيلة في أثر قبيلة فكان أول قبيلة ظهرت من قبائل اليمن حمير وهم بالدروع الداودية والبض العادية والسيوق الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام
فقد اوصى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجند الاسلامي قبل البدء بعمليات فتح الشام اذ قال لهم:
" يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون."
وصيته الى يزيد بن ابي سفيان
ــــــــــــــــــــ
فقد أوصى أبو بكر يزيدَ بن أبي سفيان قائد أول جيش توجه لفتح الشام، فقال:" عليك بتقوى الله، فإنه يرى من باطنك مثلَ الذي يرى من ظاهرك، وإن أولى الناسِ بالناس أشدُّهم تولياً له، وأقربُ الناس من الله؛ أشدهم تقرباً إليه بعمله...وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم، وابدأهم بالخير، وعِدْهم إياه، وإذا وعظتهم فأوجز، فإنّ كثيرَ الكلامِ يُنسي بعضُه بعضاً، فأصلح نفسك يصلح الناسُ لك، وصلِّ الصلوات الخمس لأوقاتها، بإتمامِ ركوعها وسجودها والتخشع فيها، وإذا قدم عليك رسلُ عدوك فأكرمهم، وأقلل لُبْثَهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به، ولا تريثّْهُم فيروا خللك، ويعلموا علمك، وأنزلهم في ثروة عسكرك، وامنع مَنْ قِبَلَك من محادثتهم، وكن أنت المتولي لكلامهم، ولا تجعل سرك كعلانيتك، وإذا استشرتَ فاصدق الحديث تُصدَقْ المشورة، ولا تخزن عن المشيرِ خبرَك فتؤتى من قِبَلِ نفسِك، واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار، وتنكشفُ عنك الأستار، وأذْكِ حرسَك وبدِّدْهُم في عسكرك، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك، فمن وجدْتَه غفِل عن محرسه فأحسن أدبه، وعاقبه في غير إفراط، ... ولا تجالس العيابين، وجالس أهل الصدق والوفاء، واصدق اللقاء، ولا تجبن فتجبن الناس، واجتنب الغلول، فإنه يقرب الفقر، ويدفع النصر، وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم .
وفي وصية أخرى إلى يزيد قال له:" يا يزيد إني أوصيك بتقوى الله، وطاعته، والإيثار له، والخوف منه، وإذا لقيت العدو فأظفركم الله بهم، فلا تغلل، ولا تُمَثِّلْ، ولا تغدر، ولا تجبن، ولا تقتلوا وليداً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تحرقوا نخلاً ولا تقعره، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تعقروا بهيمة إلا لمأكلة، وستمرُّون بقوم في الصوامع يزعمون أنهم حبسوا أنفسهم لله، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له ... فإذا لقيتم العدو من المشركين فادعوهم إلى ثلاث خصال، فإذا أجابوكم فاقبلوا منهم، وكفوا عنهم،... ادعوهم إلى الإسلام... فإن هم أبوا أن يدخلوا الإسلام فادعوهم إلى الجزية، فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، فإن هم أبوا أن يدخلوا الإسلام فادعوهم إلى الجزية، فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم، وكُفُّوا عنهم، فإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم، فقاتلوهم إن شاء الله، ولينصرنَّ الله من ينصُرُه ورسُلَه بالغيب".
وصيته الى امين الامة ابو عبيدة عامر بن الجراح
ـــــــــــــــــــــــــ
وقال أبو بكر لأبي عبيدة قبيل خروجه إلى الشام :اسمع سماع من يريد أن يفهمَ ما قيل له ثم يعملُ بما أُمر به، إنك تخرج في أشراف العرب وبيوتات الناس وصلحاء المسلمين وفرسان الجاهلية كانوا إذ ذاك يقاتلون حَمِيّةً وهم اليوم يقاتلون على النية الحسنة والحسبة، أحسن صحبة من صحبك، ولْيكونوا عندك في الحق سواء، فاستعن بالله وكفى به معينا، وتوكل عليه وكفى بالله وكيلا، اخرج من غدٍ إن شاء الله" ... فلما كان من الغد خرج أبو بكر رضى الله عنه يمشي في رجال من المسلمين حتى أتى أبا عبيدة، فسار معه حتى بلغ ثنية الوداع، ثم قال حين أراد أن يفارقه:" يا أبا عبيدة اعمل صالحاً وعش مجاهداً وتوفَّ شهيداً يعطك الله كتابك بيمينك، ولتقرَّ عينُك في دنياك وآخرتك، فو الله إني لأرجو أن تكون من التوابين الأوابين المخبتين الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، إن الله قد صنع بك خيراً وساقه إليك إذ جعلك تسير في جيش من المسلمين إلى عدوه من المشركين، فقاتل من كفر بالله وأشرك به وعبد معه غيره" .
وصبته الى عمرو بن العاص
ـــــــــــــــــــــــــ
وفي وداعه لعمرو بن العاص، قال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- : " اتق الله في سرك وعلانيتك، واستحيه في خلواتك، فإنه يراك في عملك، وقد رأيتَ تقدمتي لك على من هو أقدم منك سابقة، وأقدم حرمة، فكن من عمال الآخرة، وأرِد بعملك وجه الله، وكن والداً لمن معك، وارفق بهم في السير، فإن فيهم أهل ضعف، والله ناصر دينه ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، واذا سرت بجيشك فلا تسر في الطريق التي سار فيها يزيد وربيعة وشرحبيل، بل اسلك طريق أيليا، حتى تنتهيَ إلى أرض فلسطين" ... وإياك والوهن، أن تقولَ جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو، ولا قوة لي به، وقد رأيتَ يا عمرو ونحن في مواطن كثيرة، ونحن نلاقي ما نلاقي من جموع المشركين، ونحن في قلة من عدونا، ثم رأيت يوم حنين ما نصر الله عليهم، واعلم يا عمرو أنّ معك المهاجرين والأنصار من أهل بدر فأكرمهم، واعرف حقهم، ولا تتطاول عليهم بسلطانك، ولا تداخلك نجدةُ الشيطان، فتقولَ إنما ولاني أبو بكر لأني خيرُهم، وإياك وخداعُ النفس، وكن كأحدهم، وشاورهم فيما تريد من أمرك، والصلاةَ ثم الصلاة، أذِّن بها إذا دخل وقتُها، ولا تُصلِّ صلاةً إلا بأذان يسمعُه أهلُ العسكر، ثم ابرز وصل بمن رغب في الصلاة معك، فذلك أفضل له، ومن صلاها وحده أجزأته صلاته، واحذر من عدوك" ، وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك، وكن عليهم كالوالد الشفيق الرفيق...وألزم أصحابك قراءة القرآن، وانههم عن ذكر الجاهلية، وما كان منها فإن ذلك يورث العداوة بينهم، وأعرض عن زهرة الدنيا حتى تلتقي بمن مضى من سلفك، وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن، اذ يقول الله تعالى وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات وإقامَ الصلاةِ وإيتاءَ الزكاةِ وكانوا لنا عابدين .
والمتأمل في تفاصيل أحداث الفتوح الإسلامية للشام وغيرها يلاحظ أن قادة الجيوش وجنودهم التزموا بهذه الوصايا، فاستحقوا النصر العظيم والفتح
المصادر
ــــــــــ
1 - محمد خليل طقوش - قادة فتح الشام
2- محمد شريف بسيوني- الوثائق الدولية المعنية بحقوق الانسان
3- الواقدي - فتوح الشام
4- ابن عساكر - تاريخ مدينة دمشق
5 - الطبري - تاريخ الملوك والرسل
6- فتوح البلدان - البلاذري
7- ابراهيم بيضون - ملامح التيارات السياسية في القرن الاول الهجري
8- كمال - الطريق الى دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق