الجمعة، 25 أكتوبر 2019

الصحابي أبو موسي الأشعري//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د.صالح العطوان الحيالي الحيالي

الصحابي أبو موسي الأشعري " كروان القرآن "السفير" سيد الفوارس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق -15-10-2019
صاحب الالقاب العديدة السفير والقائد وسيد الفوارس وكروان القران انه الصحابي ابو موسى الاشعري هو: عبد الله بن قيس بن سُلَيْم بن حَضَّار بن حرب بن عامر بن غُنْم بن بكر بن عامر بن عَدِي بن وائل بن ناجِيَة بن الجَماهِر بن الأَشْعَر ، وهو نَبْت بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان .أُمُّه: ظَبْيَة بنت وهب ، من عَكّ ، وقد كانت أسلمتْ وماتتْ بالمدينة . وكان لأبي موسى إخوة ، منهم أبو عامر بن قيس ، وأبو بُردة بن قيس ، وأبو رُهْم بن قيس ، وإبراهيم بن قيس ، ومَجْرِيّ ، ونعود إلى ذكر لمحات من سيرتهم في الحديث على: " أبي موسى إنسانا " في هذا البحث بعد قليل .
وأبو موسى من الأَشْعَرِيِّينَ ، من اليمن ، وُلِدَ بـ ( زَبِيد ) باليمن .
ينتمي أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري إلى قبيلة الأشعريين القحطانية اليمانية، حيث قدم أبو موسى الأشعري إلى مكة قبل الإسلام، وقد أسلم في مكة المكرمة، بو موسى الأشعرى واسمه عبد الله بن قيس بن سليم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الإسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بخيبر. وأرسله محمد صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل إلى اليمن ، روي عن أبي بردة عن أبيه عن جده أن محمد بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا رقيق القلب والمشاعر كما وصفه نبي الإسلام محمد. ووصف قومه بأنهم أهل رقة في القلوب وعذوبة في الصوت حتى إن رسول الإسلام كان يتأثر بقراءته للقرآن ويقول له "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" إنه الصحابي أبو موسى الأشعري .
وقد رحل إلى قبيلته في اليمن.ولا نعرف شيئا عن أيامه الأولى ، ولا عِلْم لنا بتفاصيل حياته قبل إسلامه ، وقد بدأتْ تلك التفاصيل في الظهور بعد إسلامه لا قبل ذلك ، فسجَّل له المؤرِّخون والمحدِّثون والفقهاء وكُتَّاب السيرة كثيرا من الأحداث والحوادث قاضيًا وسفيرًا وواليًا وقائدًا ، ومحدِّثًا وفقيهًا ، وفاتحًا ومُجاهِدًا ، فهو بحق ابنُ الإسلام ، عُرِف بالإسلام ، ولم يُعْرَف قبل اعتناقه .
كان قصيرًا نحيفًا خفيف اللحيّـة، غادر وطنه اليمـن إلى الكعبة فور سماعه برسـول يدعو إلى التوحيد، وفي مكة جلس بين يدي الرسول الكريم وتلقى عنه الهدى واليقين، وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله .. رزقه الله صوتًا عَذْبًا فكان من أحسنِ الصحابة صوتًا في قراءة القرآن .. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود".. إنه عبـد الله بن قيـس بن سليم المكني بـ أبي موسى الأشعري، أمّهُ ظبية المكيّة بنت وهـب أسلمت وتوفيـت بالمدينة ...جاء أبو موسى إلى مكة قبل ظهور الإسلام، واشتهر بين أهل مكة بالتجارة وحسن المعاملة، ولما ظهر الإسلام، ودعا رسول الله إليه، أسرع أبو موسى ليعلن إسلامه، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بني أشعر ليدعوهم إلى الله، وينشر بينهم الإسلام، ويعلمهم أمور الدين الحنيف، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذهب أبو موسى إلى قومه، وأخذ يدعوهم إلى الإسلام، فاستجاب له كثيرون، فهاجر بهم إلى الحبشة، وكان عددهم يزيد على الخمسين رجلا، من بينهم شقيقاه؛ أبو رُهْم وأبو عامر، وأمه ظبية بنت وهب، وبعض النساء والصبيان. قال أبو موسى الأشعري : "بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوانِ لي أنا أصغرهما أحدهُما أبو بُرْدة والآخر أبو رُهْم، وبضع وخمسين رجلاً من قومي فركبنا سفينة، فألْقَتْنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافَقْنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر :إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا". وبعد أن هاجر الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة، واستقر له الأمر فيها، هاجر المسلمون من الحبشة إلى المدينة، وكان أبو موسى الأشعري وقومه من هؤلاء المهاجرين .. قال النبي لأصحابه: (يَقْدُمُ عليكم غدًا قوم هم أرقُّ قلوبًا للإسلام منكم ) . فقدِمَ الأشعريون وفيهم أبو موسى الأشعري، فلمّا دَنَوْا من المدينـة جعلوا يرتجـزون يقولـون: "غدًا نلقى الأحبّـة، محمّـدًا وحِزبه"، فلمّا قدمـوا تصافحـوا، فكانوا هم أوّل مَنْ أحدث المصافحة.
واتفق قدوم الأشعريين وقدوم جعفر وفتح خيبر، فأطعمهم النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر طُعْمة، وهي معروفة بـ"طُعْمَة الأشعريين"، قال أبو موسى: "فوافَقْنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئًا إلا لمن شهد معه، إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معنا".
ومنذ ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه العالي بين المؤمنين، فكان فقيهًا حصيفًا ذكيًّا، ويتألق بالإفتاء والقضاء .. حتي قال الشعبي قضاة هذه الأمة أربعة عمر وعلي وأبو موسي الأشعري وزيد بن ثابت رزقه الله صوتاً عذباً وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وفقاً لرواية أبي بردة عن أبي موسى الأشعري أنّه يعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن عندما يدخلون بالليل، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في مديح قراءته للقرآن الكريم أنّه: (أوتِي مِزمارًا مِن مزاميرِ آلِ داودَ) [صحيح]. استعان الأشعريّ بصوته العذب وقراءته الندية، حيث كان يجمع طلّاب العلم حوله في مسجد البصرة، ويقسّمهم إلى مجموعات وحلقات، ويطوف عليهم ليُسمعهم ويستمع إليهم، ويصحّح لهم قراءاتهم، وعُرف الأشعريّ بالعلم، والعبادة، والورع، والحياء، وعزّة النفس، والزهد في الدنيا، والثبات على الإسلام، وحُسن الصوت، وقد كان أكثر أهل البصرة قراءةً وفقهاً.
لم يكن الأشعري عالماً فقط إنّما كان يسعى أيضاً لنشر العلم وتعليم الناس وتفقيههم في أمور دينهم، فقد كان يخطب في الناس ويقول إنّ من علّمه الله علماً عليه أن يعلّمه دون أن يقول بما ليس له به علم، وإلّا كان متكلفاً، وقد كان ينشر العلم والفقه أيضاً عندما يخرج في الجهاد، فكان يُنادي المؤذن حينها للصلاة، فيصلّي المجاهدون ويجتمعون حوله في حلقة ويفقههم.
تلقى الأشعريّ من كبار الصحابة، مثل: عمر، وعليّ، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وتأثر بشكل خاصّ بعمر بن الخطاب، حيث كانت بينهما مراسلات، وكان يختصه عمر بالوصايا والكتب أثناء ولايته على البصرة، وكان يحرص على مجالسة عمر رضي الله عنه، وقد ذهب إليه يوماً بعد العشاء، فسأله عمر عن سبب مجيئه في ذلك الوقت المتأخر، فأجابه أنّه جاءه ليتفقه فجلس وتحدثا طويلاً، وعند مجيء موعد الصلاة قال أبو موسى إنّها الصلاة فأجابه عمر بأنّهما في صلاة
وكان من أهل القرآن حفظًا وفقهًا وعملاً، ومن كلماته المضيئة: "اتبعوا القرآن ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن"، وإذا قرأ القرآن فصوته يهز أعماق من يسمعه حتى قال الرسـول صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود»، وكان عمر يدعوه للتلاوة قائلاً: "شوقنا إلى ربنا يا أبا موسى". وكان أبو موسى -رضي الله عنه- من أهل العبادة المثابرين وفي الأيام القائظة كان يلقاها مشتاقًا ليصومها قائلاً: "لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة"، وعن أبي موسى قال: "غزونا غزوةً في البحر نحو الروم، فسرنا حتى إذا كنّا في لُجّة البحر، وطابت لنا الريح، فرفعنا الشراع إذْ سمعنا مناديًا يُنادي: "يا أهل السفينة قِفُوا أخبرْكم"، قال: فقمتُ فنظرتُ يمينًا وشمالاً فلم أرَ شيئًا، حتى نادى سبع مرات فقلتُ: "من هذا؟ ألا ترى على أيّ حالٍ نحن؟ إنّا لا نستطيع أن نُحْبَسَ"، قال: "ألا أخبرك بقضاءٍ قضاه الله على نفسه؟"، قلتُ: "بلى"، قال: "فإنّه من عطّش نفسه لله في الدنيا في يومٍ حارّ كان على الله أن يرويه يوم القيامة"، فكان أبو موسى لا تلقاه إلا صائمًا في يوم حارٍ. كان أبوموسى -رضي الله عنه- موضع ثقة الرسول وأصحابه وحبهم، فكان مقاتلاً جسورًا، ومناضلاً صعبًا، فكان يحمل مسئولياته في استبسال جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه: «سيد الفوارس أبو موسى»، ويقول أبو موسى عن قتاله: "خرجنا مع رسول الله في غزاة، نقبت فيها أقدامنا، ونقبت قدماي، وتساقطت أظفاري، حتى لففنا أقدامنا بالخرق" وفي حياة رسول الله صل الله عليه وسلم ولاه أمر اليمن .. وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عاد أبو موسى من اليمن إلى المدينة، ليحمل مسئولياته مع جيوش الاسلام بعد وفاة الرسول اشترك أبو موسى الأشعري في حروب الردة في عهد خليفة المسلمين أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وجاهد فيها جهادًا حسنًا. وبعد عزل المغيرة ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبو موسي الأشعري البصرة سنة سبعَ عشرة .. فجمع أهلها وخطب فيهم قائلاً: "إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم، أعلمكم كتاب ربكم، وسنة نبيكم، وأنظف لكم طرقكم"، فدهش الناس لأنهم اعتادوا أن يفقههـم الأمير ويثقفهـم، ولكن أن ينظـف طرقاتهم فهذا ما لم يعهـدوه أبدًا، وقال عنه الحسن -رضي الله عنه -: "ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"، فلم يزل عليها حتى قُتِلَ عمر -رضي الله عنه-. وولاه عثمان بن عفان رضي الله عنهما الكوفة ، قال الأسود بن يزيد: "لم أرَ بالكوفة من أصحاب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- أعلم من عليّ بن أبي طالب والأشعري". وغزا أبو موسى بالبصريين ابتغاء الأجر والثواب من الله - عز وجل-، فافتتح الأهواز، كما فتح الرها وسميساط وغير ذلك، وظل واليًا على البصرة في خلافة عثمان بن عفان حتى طلب أهل الكوفة من أمير المؤمنين أن يوليه عليهم، فوافق الخليفة عثمان على ذلك، وأقرَّه أميرًا على الكوفة.
وبينما كان المسلمون يفتحون بلاد فارس، نزل الأشعري وجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم، بيد أنهم لم يكونوا صادقين، وإنما أرادوا أن يأخذوا الفرصة للإعداد لضربة غادرة، ولكن فطنة أبي موسى التي لم تغيب كانت لهم بالمرصاد، فعندما هموا بضربتهم وجدوا جيش المسلمين متأهبًا لهم، ولم ينتصف النهار حتى تم النصر الباهر.
في فتح بلاد فارس أبلى القائد العظيم أبو موسى الأشعري البلاء الكريم، وفي موقعة التستر (20 هـ) بالذات كان أبو موسى بطلها الكبير، فقد تحصن الهُرْمُزان بجيشه في تستر، وحاصرها المسلمون أيامًا عدة، حتى أعمل أبو موسى الحيلة، فأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة، ولم تكاد تفتح الأبواب حتى اقتحم جنود الطليعة الحصن وانقض أبو موسى بجيشه انقضاضًا، واستولى على المعقل في ساعات، واستسلم قائد الفرس، فأرسله أبو موسى إلى المدينة لينظر الخليفة في أمره. مكث أبو موسى في إمارة الكوفة حتى استشهد عثمان - رضي الله عنه -، وجاء من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -، فعاد أبو موسى إلى مكة المكرمة، وعكف على العبادة والصلاة .. ولمّا قاربت وفاته زادَ اجتهاده، فقيل له في ذلك، فقال: "إنّ الخيل إذا قاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك"، وجاء أجل أبو موسى الأشعـري، وكست محياه إشراقة من يرجـو لقاء ربه وراح لسانه في لحظات الرحيـل يـردد كلمات اعتاد قولها دومًا: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام"، وتوفي بالكوفة في خلافة معاوية سنة (42) من الهجرة. رحمه الله رحمة واسعة الذي قال فيه تعالي {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54]، فقال النبي صل الله عليه وسلم (هم قومك يا أبا موسى وأومأ (أشار) إليه) رواه ابن سعد والحاكم.
غزوات شارك فيها الأشعري
تعتبر غزوة خيبر هي أول المعارك التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنّه شارك في أوطاس التي بعثها النبي محمد بعد غزوة حنين والتي قادها أبو عامر الأشعري عم أبي موسى لقتال فلول هوازن بقيادة دريد بن الصمة، والتي قُتل فيها أبا عامر، وقد قتل أبو موسى قاتله، فدعا لهما النبي محمد عند عودته من خلال قوله: (اللهمَّ! اغفِرْ لعُبيدٍ، أبي عامرٍ"حتى رأيتُ بياضَ إبطَيه. ثم قال" اللهمَّ! اجعلْه يومَ القيامةِ فوقَ كثيرٍ من خلقِك) [صحيح]، ويشار إلى أنه بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شارك أبو موسى في الفتح الإسلامي للشام، كما أنّه قد شهد وفاة أبو عبيدة بن الجراح، وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية التي كانت سنة 17هـ، بالإضافة إلى ذلك فقد شارك في فتح كلٍ من تستر، والرُها، وسميساط وما حولهم.
من أقواله
ـــــــــ وعن أبي كبشة السدوسي قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: إن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من الجليس السوء، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب العطر إلا يحذك يعبق بك من ريحه، ألا وإن مثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إلا يحرق ثيابك يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه، وإن مثل القلب كمثل ريشة بأرض فضاء تضربها الريح ظهرًا لبطن، ألا وإن من ورائكم فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس البيوت.
وعن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري أنه جمع الذين قرأوا القرآن فإذا هم قريب من ثلثمائة فعظم القرآن وقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا وكائن عليكم وزرًا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه فقذفه في النار.
وعن أبي مجلز قال: قال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل.
وعن قسامة بن زهير قال: خطبنا أبو موسى فقال: أيها الناس، ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع، ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت.
" لكل شيء حد، وحدود الإسلام: الورع والتواضع، والشكر والصبر. فالورع، ملاك الأمور. والتواضع: براءة من الكبر. والصبر: النجاة من النار. والشكر: الفوز بالجنة".
"إن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء".
"إنّما سمّي القلب لتقلّبه، وإنّما مثل هذا القلب مثل ريشة بفلاة، تقلّبها الرياح ظهرها لبطنها"
وفاته
ـــــــــ عن الضحاك بن عبد الرحمن قال: دعا أبو موسى فتيانه حين حضرته الوفاة فقال: اذهبوا فاحفروا وأوسعوا وأعمقوا، فجاؤوا فقالوا قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا فقال: والله إنها لإحدى المنزلتين إما ليوسعن علي قبري حتى يكون كل زاوية منه أربعين ذراعًا ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعد الله عز وجل لي من الكرامة ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث، ولئن كانت الأخرى ونعوذ بالله منها ليضيقن علي قبري حتى أكون في أضيق من القناة في الزج ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.
قال أصحاب السير: توفي أبو موسى سنة اثنتين وخمسين وقيل اثنتين وأربعين وقيل أربع وأربعين ودفن بمكة وقيل دفن بالثوية على ميلين من الكوفة
المصادر
ــــــ
1- اسد الغابة في معرفة الصحابة - ابن الاثير
2- تاريخ دمشق لابن عساكر
ا3- لطبقات لابن سعد
4- تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني
5- سير اعلام النبلاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق