الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

الصحابي ابو دجانة الانصاري//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د.صالح العطوان الحيالي الحيالي

الصحابي ابو دجانة الانصاري
ـــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 22-10-2019
أبو دجانة الأنصاري سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي. كان يوم أحد عليه عصابة حمراء. يقال آخى النبي ﷺ بينه وبين عتبة بن غزوان. قال الواقدي ثبت أبو دجانة يوم أحد مع النبي ﷺ وبايعه على الموت وهو ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب ثم استشهد يومئذ. قال محمد بن سعد: لأبي دجانة عقب بالمدينة وببغداد إلى اليوم. وقال زيد بن أسلم دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له ما لوجهك يتهلل فقال ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما
وعن أنس بن مالك قال رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة فانكسرت رجله فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل رضي الله عنه وقيل هو سماك بن أوس بن خرشة
هو من اوائل الذين اسلموا من الأنصار،وقد اخى الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان، اشتهر بأسم عصبة الموت بين الانصار، لانه ما اذا اشتدت الحرب كان يربطها، وقد كان من اللذين ثبتوا يوم غزوة احد .
غزوات ابو دجانة:
1_ غزوة بدر:
كان احد الصحابة اللذين شاركو رسول الله في غزوة بدر، وشهد له انه مقدام لا يخااف الموتن ووكانن هو من قتل زمعة بن الأسود .
2_غزوة احد:
شهد الصحابي ابو دجانة غزوة احد وقد اشتهر باسم عصبة الموت في هذه الغزوة، لاقدامة وشدة قتاله وقد شهد له الصحابة ومنهم الزبير ابن العوام رضي الله عنه فنقل عنه .
عن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم أحد، فقال من يأخذ هذا السيف بحقه؟” فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: “من يأخذ هذا السيف بحقه؟” فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: “من يأخذ هذا السيف بحقه؟“فقام أبو دجانة سماك بن خرشة، فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟ قال: “ألا تقتل به مسلمًا، ولا تفر به عن كافر“، قال: فدفعه إليه، وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة .
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد النبي، أخرج عصابته تلك فعصبها برأسه، فجعل يتبختر بين الصفين -قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: “إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن“.
3_غزوة خيبر:
حضر ابو دجانة غزوة خيبر وكان من اللذين قاتلوا في هذه الغزوة، كما انه قاتل في غزوة خيبر، وقد قتل الحارث أبا زينب وهو سيد يهود خيبر، وكان ابو دجانة هو واحد من اللذين كانوا سببا في النصر، فقد بارز رجل من اليهود قتل قبله اثنين من المسلمين حتى صاح فيهم من يبارز فخرج له ابو دجانة فقتله، فكبر النبي ومن بعده المسلمون ودخلوا حصن خيبر منتصرين بأمر الله
الحديث عن الجهاد والمجاهدين، والأنصار والمهاجرين - حديثٌ تحبُّه النفوس المؤمنة، التي لم تنخدع بعد بالرموز المزوَّرة من أهل المبادئ المنحرفة، والأفكار الهدَّامة، وذوي الانحلال الأخلاقيِّ؛ ممَّن ينشرون الفساد باسم الفن والإثارة.
كان السَّابقون من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مهاجرين وأنصارًا، المهاجرون لهم الهجرة، والأنصار لهم النُّصرة، وجميعهم تعاهدوا على عبادة الله وحده، وطاعة نبيه، ونشر دينه، والجهاد في سبيله، حتى قال قائلُ الأنصار في بدرٍ لما استشارهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قتال المشركين: "امضِ لما أردتَ فنحن معك، فوالذي بعثك بالحقِّ لو استعرضتَ بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلَّف منا رجلٌ واحدٌ"
في أُحُد؛ جرَّد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم سيفًا باترًا، ونادى أصحابه: ((مَنْ يأخذ هذا السيف بحقِّه؟ فقام إليه رجالٌ يأخذوه؛ منهم: عليُّ بن أبي طالب والزبيرُ بن العوام وعمُر بن الخطاب رضيَ الله عنهم. حتى قام إليه أبو دُجانة؛ فقال: وما حقُّه يا رسول الله؟ قال: ((أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني)). قال: أنا آخذه بحقِّه يا رسول الله. فأعطاه إيَّاه.
كان أبو دُجانة رجلاً شجاعًا يختال عند الحرب، وكانت له عُصابةٌ حمراء، إذا اعْتَصَبَ بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت، فلما أخذ السيف عَصَبَ رأسه بتلك العُصابة .
أقبل أبو دُجانة معلَّمًا بعُصابته الحمراء، آخذًا سيف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مصمِّمًا على أداء حقِّه؛ فقاتل حتى أمعن في الناس، وجعل لا يلقى مشركًا إلا قتله.
وأخذ يهدُّ صفوف المشركين هدًّا؛ حتى قال الزُّبير بن العوَّام: "وجدتُ في نفسي حين سألتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم السيفَ فمَنَعَنِيه وأعطاه أبا دُجانة، وقلتُ في نفسي: أنا ابن صفيَّة عمَّته، ومن قريش، وقد قمتُ إليه فسألتُه إيَّاه قبله؛ فآتاه إيَّاه وتركني! والله لأنظرنَّ ما يصنع؟ فاتَّبعته، فأخرج عُصابةً له حمراءَ؛ فعصب بها رأسه؛ فقالت الأنصار: أخرج أبو دُجانة عصابة الموت! فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله، ولا يرتفع له شيءٌ إلا هَتَكَه وأَفْراهُ. وكان في المشركين رجلٌ لا يَدَعُ لنا جريحًا إلا ذَفَّف عليه، فجعل كلُّ واحدٍ منهما يدنو من صاحبه، فدعوتُ الله أن يجمع بينهما، فالتقيا فاختلفا ضربتَيْن، فضرب المشركُ أبا دُجانة؛ فاتَّقاه بدَرَقَته، فعضَّت بسيفه، فضربه أبو دُجانة فقتله".
واخترق أبو دُجانة صفوف المشركين يهدّها ويفرِّقها، حتى خلص إلى نسوة قريش. قال رضيَ الله عنه: "رأيتُ إنسانًا يخمش الناس خمشًا شديدًا؛ فصمدتُ له، فلما حملتُ عليه السَّيف وَلْوَلَ، فإذا امرأةٌ، فأكرمتُ سيف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن أضرب به امرأةً".
فلما رأى الزُّبير رضيَ الله عنه أفاعيل أبي دُجانة في المشركين؛ رضيَ وقال: "الله ورسوله أعلم"
الصحابي الأنصاري كان له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث شهد بدرا ، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت ، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم تقتيلًا ، وقد صرع يومها زمعة بن الأسود من صناديد قريش .
أبو دجانة ضرب أروع مثل في الثبات في يوم " أحد "حيث ثبت يوم أن تقهقر بعض المسلمين ، وأشتهر يومها باسم عصبة الموت ،وهوما خلده حديث سيدنا الزبير بن العوام عن رسول الله في يوم أحد أنه قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت أنا والكلام للزبير يا رسول الله ، فأعرض عني ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت أنا يا رسول الله ، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام أبو دجانة فقال أنا أخذه يا رسول الله بحقه ، فما حقه ؟.
رسول الله صلّى الله عليه وسلم رد علي الصحابي الانصاري وأوصاه: ألا تقتل به مسلمًا ولا تفر به من كافر ، وفي هذه اللحظة أخذ السيف من النبي ، وأخرج عصابته فتعصب بها وقال: إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول ، إذ نحن بالسفح لدى النخيل ، أضرب بسيف الله والرسول ، وكان يتبختر بين الصفوف .
تبختر أبو دجانة كان مثار تعليق من النبي صلّي الله عليه وسلم بقوله : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ، وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحدًا منهم إلا قتله ، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين ، وكانت هند بنت عتبه .
الصحابي الجليل أشهر سيف النبي في وجه بنت عتبة التي لاذت بالصراخ فإدرك أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف رسول الله ، وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد ، حينما تراجع المسلمون وتكاثر عليه مشركو قريش ، فتصدى لها بظهره وتلقى النبال عن رسول الله .
أما المحطة الأبرز في حياة ابي دجانة الأنصاري فكانت يوم خيبر حيث أبلى بلاء حسنا وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب ، وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين ، بعد أن قتل اثنين من المسلمين ، خرج أبو دجانة فقتله فكبر النبي صلّ الله عليه وسلم ، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين .
بطولات الصحابي الانصاري أبو دجانة رضي الله عنه يوم خيبر لم تتوقف لم امتدت إلي أغلب غزوات النبي وبعدها المواقع والفتوحات العديدة في عهد سيدنا أبو بكر ، فقد حضر الصحابي الجليل معركة اليمامة ، وانكسرت رجله في اقتحامها ولكنه رغم ذلك ثبت في القتال وأبلى يومها بلاءً حسنًا .
وفاة ابو دجانة:
ـــــــــــــــ حضر ابو دجانة معركة اليمامة، وكان واحد من الذين اقتحموا الحديقة على بني حنيفة، فانكسرت رجله رضي الله عنه، ولكنه ثبت في القتال رضي الله عنه حتى قتل، رحمه الله، وقد قتل وحشي ابن حرب مسيلمة الكذاب، فرماه وحشي بالحربة بقوة، ثم اتبعه ابو دجانة رضي الله عنه وضرب مسيلمة بالسيف، فقال وحشي بن حرب، لابو دجانة، فربك اعلم اينا قتله، فقد كانوا يتسابقونن على ارضاء الله ورسوله، وكانت وفاة ابو دجانة الانصاري عام 12 هجرية 633 ميلادي
المصادر
ـــــــــــ
1- سير اعلام النبلاء
2- صحيح مسلم
3- البداية والنهاية - ابن كثير
4- سيرة ابن هشام
5- الرحيق المختوم للمباركفوري
6- الطبري ج2
7- الكامل لابن الاثير
8- الطبقات الكبرى لابن سعد
9- اسد الغابة في معرفة الصحابة
10 - مغازي الواقدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق