الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

قصيدة بعنوان/(عندما تتألم الحروف )/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ كرم الدين ارشيدات

عندما تتألم الحروف
لكرم الدين يحيى ارشيدات
عندما تتألم الحروف
ماذا سيبقى لنتغنى به
وماذا سيحل بأنغام قوافينا
وكيف سنتغنى بأحبتنا
وكيف ستكون اناغيم الروح
وهديل القلوب
عندما تتألم الحروف
ادركت مع ألمها بأن النهاية قد اقتربت
نهاية البداية وبداية النهاية
النهاية لكل جميل حولنا
اللغات موجوعة تعلمت الالم منا
تعلمت كيف تبكي معنا
وتبكينا
تفننت برسم حروف الرثاء
بالاحياء لا بالاموات
عندما تتألم الحروف
تنطفيء شموسها
وتزول نجومها
وتكفهر سماؤها
ويزول الربيع
وتسقط اوراقه
وتذبل ازهاره
ويسود الظلام والقحط
وتتوقف القلوب عن الخفقان
عندما تتألم الحروف
تختنق العبارات في مهدها
وتموت حروف الغزل وهي غضة
وتترمل العبارات
لا يبقى سوى الانين والالم
عفوا
هو ليس تشاؤما
ولا تذمرا
ولكنه الواقع الاليم الذي فرض علينا
واقع مريض مليئ بالعلة والسقم
نحن لا نعرفه
هو صدر الينا شئنا ام ابينا
واقع قلة الحيلة
وسلب الارادة
واللسان المقطوع
واليد المبتورة
واقع التجويع الآثم
والبحث عن رغيف الخبز
هذه هي السياسة الجديده
سياسة الارض المحروقة
سياسة الممنوعات
سياسة سلب الحق
والترهيب
سياسة الكوابيس المرعبة
والبحث عن رغيف الخبز
والذي اصبح حلما للكثيرين
صعب المنال
سياسة التجويع والبطون الخاويه
والامية الزاحفة الينا
والتي جعلتنا لا نفرق بين الهاء والتاء المربوطة
سياسة التصفيق لسبب وبدون سبب
سياسة هز الرأس
سياسة الحمق الذي زرع فينا
لأن الاحمق هو الذي يدعي بأنه يعلم
وكل الدنيا تعلم بأنه لا يعلم اي شيئ
سياسة الذل المقنع
الذي دخل حياتنا برضانا او رغما عنا
عندما تتألم الحروف
يكون على الدنيا السلام
لأن الدنيا ستكون غير هذه الدنيا
والعالم غير هذا العالم
قد نكون عدنا الى زمن العبودية والطاعة العمياء
بؤس خانق
وقلوب مختزنة بالخوف
الخوف على لقمة العيش التي قد لا نجدها غدا
ابناؤنا جياع وبطونهم خاوية
لم يبقى الا الخبز والماء
وقد يأتي الغد ولا نجدهم
عندما تتألم الحروف
فهل ستوصل صراخ العراة الجياع
وهل ستجرؤا ان تقول لا
ام انه مجرد حبر على ورق
اعلم بأن هذا الزمان هو زمان الجبابرة الذين لا يخافون الله بأحد
زمن الغيلان الذين اتخمت بطونهم بقوتنا وزادنا
زمن السياط
والقتل بالتجويع
الزمن الذي تألمت به الحروف
لألمنا
واصبحت غير قادرة على ايصال صوتنا ووجعنا
بقلم
كرم الدين يحيى ارشيدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق