السبت، 26 أكتوبر 2019

مواقف الصحابة الكرام//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د.صالح العطوان الحيالي الحيالي

مواقف الصحابة الكرام
ـــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي- العراق- 16-10-2019
الصحابة هم أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذين وقفوا معه في كلِّ فترات الرسالة السماوية، وجاهدوا معه وبذلوا الغالي والرخيص في سبيل نشر هذا الدين وإعلاء كلمة الله تعالى، ولفظ الصحابة لفظ إسلامي لم يكن في الجاهلية، أطلق على كلِّ من قابل رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهو مؤمن به حقَّ الإيمان، وكان للصحابة الكرام فضلٌ كبيرٌ في انتشار الإسلام ووصوله إلى ما وصل إليه، حيث تابعوا بعد وفاة رسول الله واستمرّوا على ما علَّمهم عليه، وهذا المقال سيتناول ذكر مواقف من حياة الصحابة الكرام، إضافة إلى الحديث عن عدد الصحابة الكرام
تُعد مواقف الصحابة رضوان الله عليهم نماذجَ سامقة في قوة إيمانهم، واعتمادهم على الله، وكم نحن اليوم بحاجة ماسَّة للاقتداء بسيرتهم، وترسُّم خطاهم، اليكم بعض من هذه المواقف لبعض من الصحابة الكرام
1- موقف للصحابي عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه:
في غزوة بدر قال الصحابي الجليل: عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض، قال: نعم، قال: بخ، بخ، فقـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك: بخ، بخ، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهنَّ، ثم قـال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هـذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتِل[1].
2- موقف للصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
عندما سأله النجاشي عن الدين الذي اعتنقوه، فقال له جعفر رضي الله عنه: أيها الملك، كنا قومًا على الشرك: نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم، بعضنا من بعض في سفك الدماء، وغيرها لا نحل شيئًا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف وفاءه، وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي، ونصوم، ولا نعبد غيره[2].
3- موقف للصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه:
حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلًا، ولكني والله لقـد علـمت، لئن حدثتك اليـوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجـد عليَّ فيه إني لأرجـو فيه عفـو الله[3]
4- موقف للصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سُمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر، فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد وأتاهم على ما أرادوا، إلا بلالًا، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهـو يقول: أحد أحد[4].
5- موقف للصحابي حنظلة الأسيدي رضي الله عنه:
عن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه، وكـان مـن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكـر رضي الله عنه، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت نافق حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قـال: قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكـرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأيَ عينٍ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرًا[5].
6- موقف للصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
أنه قال: كنت بارًّا بأمي، فأسلمت، فقالت: لتدعنَّ دينك، أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتُعيَّر بي، ويقال: يا قاتل أمه، وبقيت يومًا ويومًا، فقلت: يا أماه، لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا، فإن شئت فكلي، وإن شئت فلا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت، ونزلت: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8][6].
1- موقف للصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه رضي الله عنه قال: كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: اجتمع يومًا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يُسمعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: إنَّا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلًا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله سيمنعني، قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، ثم قرأ: [بسم الله الرحمن الرحيم]، رافعًا بها صوته: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1، 2]، قال: ثم استقبلها يقرؤها، قال: فتأملوه، فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟ قال: ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا، قالوا: لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون[7]
8- البر بآبائهم وعظم حق الوالدين:
عن سعيد بن أبى بردة - رضي الله عنهما – قال: " سمعت أبى يحدث: أنه شهد ابن عمر رجلا يمانيا يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره يقول: إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر، ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها، قال: لا، ولا بزفرة واحدة، ثم طاف ابن عمر فأتى المقام فصلى ركعتين ثم قال: يا ابن أبى موسى إن كل ركعتين تكفران ما أمامهم (8)
(9) لا تقع في مواطن الريبة والفتنة:
النبي - عليه الصلاة والسلام - يصرف وجه الفضل بن العباس - رضي الله عنه -: عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "كان الفضل بن عباس رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، قالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: ((نعم))، وذلك في حجة الوداع (9)
(10) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يهل بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولم يلقه: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلحة وكان علي قدم من اليمن ومعه الهدي؛ فقال: أهللت بما أهل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن لأصحابه أن يجعلوها عمرة يطوفوا بالبيت ثم يقصروا ويحلوا إلا من معه الهدي فقالوا ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: ((لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت)). وأن عائشة حاضت فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت، قال: فلما طهرت وطافت، قالت: يا رسول الله أتنطلقون بعمرة وحجة وأنطلق بالحج؟ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج في ذي الحجة. وأن سراقة بن مالك بن جعشم لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالعقبة وهو يرميها فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول الله؟ قال: ((لا بل للأبد))(10)
المصادر
ـــــــــــ
(1)( مسلم، صحيح مسلم، حديث رقم: 4915)
(2) (ابن إسحاق، السيرة النبوية، ص 75 ).
(3) ( البخاري، صحيح البخاري، حديث رقم: 4418 ).
(4) ( ابن ماجه، سنن ابن ماجه، حديث رقم: 150).
(5) (مسلم، صحيح مسلم، حديث رقم: 6966 ).
(6) (البغوي، معالم التنزيل، ج 6، ص 2)
(7) ( السهيلي، الروض الأنف، ج 2، ص 81 ).
(8) الأدب المفرد للبخاري برقم(11)؛ وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد في صحيح الأدب المفرد برقم(9)
(9) رواه البخاري في صحيحه برقم (4138)؛ ورواه مسلم في صحيحه واللفظ له برقم (1334)
(10) رواه البخاري في صحيحه برقم(1693).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق