الثلاثاء، 23 مايو 2017

الزبير بن العوام /بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر د.صالح العطوان الحيالي

الزبير بن العوام "إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير بن العوام"..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي
جملة بمثابة الختم المقدس والشهادة الأعظم لأنها من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في حق الصحابي الفارس صاحب أول سيف أشهر في الإسلام.. كان لايزال صبيا وبلغته شائعة مقتل الرسول في مكة فسارع يتأكد من الخبر ليثأر من قريش وعندما قابله الرسول( صلي الله عليه وسلم) دعا له بالخير ولسيفه بالنصر..فكان رجلا بألف رجل كما وصفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأنه بألف رجل حين أرسله مع عبادة بن الصامت والمقداد بن أسود ومسلمة بن مخلد مدادا إلي عمرو بن العاص في فتح مصر قائلا: "وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل".
اسمه الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد وكنيته أبو عبد الله وهو ابن صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله( صلي الله عليه وسلم) وابن أخي خديجة بنت خويلد الزوجة الأولي والحبيبة إلي رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) وزوج أسماء بنت أبي بكر(رضي الله عنهما ) .
أسلم وهو في الخامسة عشرة من عمره ، تحمل عذابا من عمه ليكفر بالإسلام حيث كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول له :"اكفر برب محمد ادرأ عنك هذا العذاب" فما كان منه إلا أن يقول :"لا والله لا أعود للكفر أبدا".
كان ( رضي الله عنه) بطلا رئيسيا في جميع المواقع والغزوات، فلم يتخلف عن حرب مع الرسول (صلي الله عليه وسلم) فنجده يُحَفِّز جيش المسلمين في اليرموك بصيحة "الله أكبر" ويخترق وحده بقوة جيش الأعداء بينما يقتحم حصنا من حصونهم يوم حنين ومعه علي بن أبي طالب وينفق في حياته من أموال تجارته الواسعة ويموت مديونا وتشهد آثار الجراح الكثيرة في مفترق أنحاء جسده علي شجاعته ورغبته في الموت في سبيل الله، حتي إنه لشدة حبه في الاستشهاد أطلق علي أولاده السبعة أسماء شهداء متمنيا لهم نفس المصير.
وكان جديرا بأن يبشره النبي (صلي الله عليه وسلم ) بالجنة ويكون محل ثقة عمر بن الخطاب فيجعله من أصحاب الشوري الستة الذين وكِّل إليهم أمر اختيار الخليفة من بعده وأن يقبل علي بن أبي طالب سيفه بعد موته وهو يبكي ويقول: "سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق