الاثنين، 29 مايو 2017

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله،/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر ‏‎Elshaaer Ibrahim

الغربة‏ مع ‏الشاعر يوسف الحمله‏ و‏‏19‏ آخرين‏‏.
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد:
فهذه سيرة عَلَم من أعلام هذه الأمة، وبطل من أبطالها صحابي جليل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، نقتبس من سيرته العطرة الدروس والعبر.

هذا الصحابي كان من السابقين إلى الإسلام ممن شهد بدراً وأحداً، وكان حامل اللواء فيها، وممن هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، أسلم على يديه العشرات، وكان أول سفير في الإسلام، ويقال: إنه أول من صلى الجمعة في المدينة.

إنه الشهيد البطل مصعب بن عمير بن هشام البدري القرشي العبدري، قال ابن سعد في طبقاته: لما بلغ مصعب بن عمير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم، دخل عليه فأسلم وصدَّق به، وخرج فكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وكان يأتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سراً، وقد أسلم في السنوات الثلاث الأولى من الدعوة قبل أن يصدع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، لكن الواشين من المشركين ـ لما علموا بإسلامه ـ سارعوا إلى الوشاية به عند أمه وقومه، قال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، فغضبوا عليه وحبسوه وأوثقوه، فلم يزل محبوساً حتى فرَّ بدينه وهاجر إلى الحبشة[1].

كان مصعب بن عمير فتى مكة المدلل، وكانت أمه من أغنى أهل مكة، تكسوه أحسن الثياب، وأجمل اللباس، وكان أعطر أهل مكة، فلما أسلم انخلع من ذلك كله، وأصابه من التعذيب والبلاء ما غيَّر لونه، وأنهك جسمه، روى البخاري في صحيحه من حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسِّد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيجاءُ بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»[2].

قال ابن إسحاق: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى يفقه أهلها [1]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق