السبت، 10 ديسمبر 2016

قصة قصيرة/ بعنوان ( صفقة مع عفريت ) بقلم الشاعر الاديب الراقي/محمد أبوالنجا

قصة قصيرة ( صفقة مع عفريت ) ....
أصبح الأمر واضح , بأن هناك صوت يصدر من داخل الدولاب القديم, فى ساعة متأخرة من الليل , يفكر فى حالة من القلق , هل هى قطة أم فأر ..؟ لا أعتقد فلم يحدث هذا من قبل ولا يوجد لدينا أى حيوان فى المنزل . أجمع شجعاته و تجرعها فى كأس من الرجفة , و فتح الدولاب فجأة وسط ضوء خافت .,.كان يجلس هذا المخلوق الغريب القصير الذى لم يراه من قبل , قبل أن يهم بالصراخ ..كان هذا المخلوق يهتف له : أرجوك انتظر ..أتوسل إليك لا تفضح أمرى ...
الرجل : من أنت ..؟
هو : أنا عفريت , أقتضى الأمر عليه أن يفر من زوجته التى تقلب الدنيا بحثا ً عنه , حتى وصل هنا واختبأ ...
الرجل : وما سبب هروبك منها ..؟
العفريت : قضية فى المحكمة, وقد ربحتها وهى تبحث عنى لتنفيذ الحكم , وكل ما أرجوه منك فقط يومين أغلق باب الدولاب بمفتاح ولا تخبر أحد بهذا السر ..
الرجل : وما مقابل هذا ...؟
العفريت يصمت لحظات ويلمس بأصابعه ذقنه : هكذا ابن آدم لا يعطى بلا مقابل .
حسنا ً ..فى مقابل هذه الصفقة عندما تفكر فى الهروب أنت أيضا ً من زوجتك لأمرا ما يمكننى استضافتك عندى ...
الرجل : موافق ولكن كيف أصل لك ..؟
أخرج العفريت كارت شخصى أحمر اللون به بقع سوداء ..هذا هو عنوانى ( خرابة العفاريت رقم خمسة ) خلف منزلك بشارعين . أترك أول بلاعة وثانى بلاعة وثالث بلاعة واهتف وقل : ( سيلنار) ..( سيلنار ) ..
وتمت الصفقة ...ومرت الأيام ..حتى أحتاج الرجل الهروب يوما ً من زوجتة ..
ذهب للعنوان المذكور ..وأخذ يصيح ..بصوت مرتفع ..( سيلنار ) ..أين أنت يا صديقى ..؟؟
لقد جئت حسب الإتفاق ..أين أنت ياصديقى العفريت ...؟ زوجتى تبحث عنى ..أحتاج مساعدتك ..( سيلنار )..
اقترب منه رجلين يحملقان به بدهشة وهتف له أحدهم : ماذا تفعل يارجل؟ وعلى من تنادى هنا ..؟؟
الرجل : لا دخل لكم لقد جئت لزيارة صديقى العفريت هنا ..
الرجلين يتراجعان فى دهشة : ما هذا الجنون يارجل ..؟؟
لم يبالى لهم وظل يهتف وهو يضع كفيه ويصنع مكبرا ً لصوته : سيلنار ..عليك الظهور ..,,
الناس تتزايد
وتلتف حوله وهو يصرخ حتى تم الإمساك به وترحيله لمستشفى الأمراض العقليه .
وهناك ظل يتمتم : يالك من عفريت وغد وخاين ونذل ..هذا هو جزاء المعروف الذى صنعته لك .
زيارة من زوجته....
تأتى فى غاية الإناقة والجمال كأنه يراها للمرة الأولى ..تبتسم : هذه هى نهايتك يازوجى العزيز أصبحت قصتك وفضيحتك على لسان كل الناس ..الرجل الذى وقف يهتف للعفريت صديقة,,
حسنا ً خذ هذه المفاجأة...
لم يكن هناك أى عفريت ولا شىء من هذا لقد كانت خطة محكمة بذكاء منى أنه الواد (عتريس) القصير الذى يسكن فى الحى ,بعض المكياج والرتوش جعلت منه عفريت ووضعته فى الدولاب ..وعادت تضحك ..وحدث ما حدث ..والآن حصلت على كل ما تملك وأصبحت الوصية على كل أموالك ..وسأطلب الطلاق وهذا من حقى القانون يسمح لى بهذا ..
يضحك بجنون : أنت تكذبين.. لن يحدث هذا ..
تنظر بسخرية : وما الذى يمنع حدوثة ..؟
هو : صديقى العفريت سيلنارسيأتى ..لن يتركنى وحدى هكذا ..وأخذ يجرى ويقفز فى الهواء سلنار ..أين أنت ياصديقى العفريت ...عليك الظهور ..
9/12/2016
محمدأبوالنجا
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق