الاثنين، 29 يونيو 2020

المصاهرات بين الصحابة وال البيت الاطهار//بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/د.صالح العطوان الحيالي

المصاهرات بين الصحابة وال البيت الاطهار
----------------- د.صالح العطوان الحيالي. العراق. 12.حزيران.2020
من أكبر الشواهد على الحب المتبادل , والتقدير بين الصحابة وال البيت رضوان الله عليهم , المصاهرات الكثيرة جدا , فالمرء يستغرب من كذبة العداوة بين ال البيت والصحابة مع ان التاريخ يشهد بالعلاقة الحميمة بين الطرفين , كما قال الامام القحطاني رحمه الله :
فكأنما آل النبي وصحبه........ روح يضم جميعها جسدان
من رحمة الله تعالى أن خلق من الطين بشراً، وجعل بين خلقه نسباً وصهراّ، ليتعارف الخلق فيما بينهم، إذ هم من أصل واحد ونسب واحد، وهو سيدنا آدم عليه السلام. وقد جاء الإسلام ليدعو إلى الأخوة والمحبة فيما بين المسلمين، سواء عن طريق المؤاخاة أو عن طريق المصاهرة والنسب.
وهذا ما درج عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كانوا يصاهرون آل البيت الأطهار، من بني هاشم، كآل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العباس، فيتزوجون منهم ويزوجونهم وهذا يدّل على تمام المحبة والتقدير فيما بين الصحب والآل، وهو ما عبَّر عنه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله: "ارقبوا محمداً في أهل بيته".
وقوله: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحبُّ إليَّ من أن أَصِلَ من قرابتي".
وكذلك فِعْلُ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الحسن والحسين رضي الله عنهما في العطاء؛ إذ كان يفرض لهما مثل عطاء أهل بدرٍ إكراماً لهما.
ولاشك أن هذا التلاحم هو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج من ابنتي وزيريه، فتصبح الصّدّيقة بنت الصديق وحفصة الصوّامة القوامة من أمهات المؤمنين، ثم يُزَوِّجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما لعثمان بن عفان رضي الله عنه.
على هذا الحب والانسجام، وبهذه المودة والمحبة تربَّى جِيلٌ بعد جيل، فكان التابعون أشّدَّ حباً للآل والصحب من أنفسهم، وينزلونهم مكانتهم السامية، عملاً بقول الله تعالى: ]وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[. (الحشر/10).
وقد تعددت المصاهرة بين الصحب والآل تعبيراً عن هذه اللحمة والرابطة الوثيقة بينهم، حتى أن المتتبع والباحث ليرى أنه ما من صحابي إلا وحرص على مصاهرة آل بيت النبوة، ولكان أكثر أبناء بيت النبوة حريصاً أن يصاهر الصحب الكرام، لما كان بينهم من علاقة الأخوة والمودة والمحبة، التي دفعت حَبْر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه ليمسك زمام َناقة زيد بن ثابت رضي الله عنه.
كثيرٌ من سادات الصحابة رضي الله عنهم؛ وعلى رأسهم الخلفاءُ الراشدون الأربعةُ زوَّجُوا في أهل بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتزوجوا منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ، ونقَلةِ الأخبار من أهل السُنة والشيعة .
وهي من الأَدلة العقلية الواضحة على شيوع المودة بين الصحابة والقرابة؛ إذ لا يُزوج المرءُ ابنته، أو أخته بمن لا يحبه فضلاً عن أن يزوِّجها بمن يمقته، ويُكِنُّ له العِداءَ والبغضاء.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أَنَّ أئمةَ الصحابة؛ الخلفاء الراشدين الأربعة هم أصهارُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تزوَّج النبيُّ المُطَهَّر صلى الله عليه وسلم من ابنة أبي بكر، وابنة عمر رضي الله عنهما، وزوَّجَ صلى الله عليه وسلم بناتَه من عثمان بن عفان ذي النورين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
هناك مظاهرُ كثيرة، وجوانبُ عديدة تؤكد عمقَ العلاقةِ الإيمانية، وقوةِ الصِّلة الأخوية التي كانت تسود بين الصحابة الأخيار، وآل البيت الأطهار رضي الله عنهم، وكانت هذه المودة، ووشائج الصِّلة تحظى بمكانة رفيعةٍ، ومنزلةٍ عاليةٍ في نفوس القوم، وسأذكر في هذا البحث- إن شاء الله- جملةً من مظاهر الصِّلة، والمودة بين القرابة والصحابة
يقول الصحابيُ الجليل سعدُ بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه: (الناسُ على ثلاثِ منازلَ، فمضت منهم اثنتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه، أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، وهذه منزلةٌ، وقد مضت، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، ثم قال هؤلاء الأنصار، وهذه منزلةٌ، وقد مضت، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10] قال: فقد مضت هاتان المنزلتان، وبقيت هذه المنزلةُ، فأحسن ما أنتم كائنون عليه، أَنْ تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت)
وما أَحسنَ فِقْهَ زَينِ العابدين عليِّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ي، حين أتاه نفرٌ من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر ب، ثم ابْتَرَكُوا في عثمان رضي الله عنه، فلم يَتَزَكُّوا ، فلما فرغوا، قال لهم علي بن الحسين: ألا تُخبروني! أنتم المهاجرون الأوَّلون: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]؟. قالوا: لا. قال: فأنتم {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]؟ قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد بَرَّأْتُم أن تكونوا من أَحَدِ هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10]
من أكبر الشواهد على الحب المتبادل والتقدير بين الصحابة وال البيت رضوان الله عليهم , المصاهرات الكثيرة جدا , فالمرء يستغرب من كذبة العداوة بين ال البيت والصحابة , والتي تنتشر كثيرا بين بعض الجهلة , مع ان التاريخ يشهد بالعلاقة الحميمة بين الطرفين , كما قال الامام القحطاني رحمه الله
1- محمد بن عبد الله رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _:
تزوج من عائشة بنت أبي بكر الصديق. وهذا زواج لم ينكره أحد
2-علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- تزوَّج أسماءَ بنت عُميس بن معبد بن الحارث الخَثْعمية أم عبدالله رضي الله عنه، فولدت له عوناً، ويحيى .
قال أبو نُعيم في ترجمتها: (مهاجِرة الهجرتين، ومُصلِّيةُ القبلتين: أسماء بنت عُميس الخثعمية، المعروفة بالبحرية الحبشية، أليفة النجائب، وكريمة الحبائب، عقد عليها جعفر الطيار رضي الله عنه، وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار رضي الله عنه، ومات عنها الوصي علي سيد الأبرار رضي الله عنه» .
- وتزوج ليلى بنتَ مسعود بن خالد بن مالك التميمي الدارمي، فولدت له: عبيدالله، وأبا بكر، ثم خلف عليها عبدالله بن جعفر .
- وتزوج أمامةَ بنتَ أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. تزوجها علي رضي الله عنه بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تلد له(
3- الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- تزوَّج هندَ بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس .
- وتزوج أمَّ بشر بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري: وقد تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل فولدت له، ثم خلف عليها الحسن بن علي بن أبي طالب فولدت له زيداً، وأُمَّ الخير: وله عقب كثير
- وتزوج أمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله: وولدت له طلحة، وعَمراً، والحسين، والقاسم، وأبا بكر
- وتزوج حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة
- تزوَّج رَمْلةَ بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: والدها الصحابي الجليل، أَحدُ العشرة المبشَّرِين بالجنة
4- الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- تزوَّج أُمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله: بعد وفاة أخيه الحسن بن علي م، وولدت له فاطمة .
- وتزوج رُبَابَ بنت امرئ القَيْس بن عدي بن أوس بن جابر الكلبي: وولدت له سكينة
5- موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب: تزوج من أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.ولدت له عبد الله. ذكر ذلك من علماء الشيعة صاحب تراجم أعلام النساء ص 273، وأبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية ص 20، وعمدة الطالب لابن عنبة ص 134، وأم سلمة هذه أمها عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
6- إسحاق بن جعفر بن أبي طالب: تزوج من أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق.وهي أخت أم فروة، ذكر ذلك من علماء الشيعة محمد الأعلمي الحائري في تراجم أعلام النساء ص 260.
7- محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين:تزوج من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.ولدت له جعفر الصادق وذكر هذا الزواج من مراجع ومصادر الشيعة الإمامية: الإرشاد للشيخ المفيد ص 270، وتراجم أعلام النساء لمحمد الأعلمي الحائري ص 278، وعمدة الطالب لابن عنبة ص 225، الأصيلي لابن الطقطقي ص 149، ومقالة جعفر الصادق المشهورة ( ولدني أبو بكر مرتين ) ويقال لجعفر الصادق عمود الشرف أما قوله ولدني أبو بكر مرتين لأن أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأم فروة أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. فانظر أيها القارئ الكريم ببصيرتك لا بصرك كيف كانوا يصاهرونالصحابة والتابعين
المصادر
1- الزبير بن بكَّار في كتابه الأنساب
2- تهذيب الكمال
3-السِّير
4-ابن عساكر في تاريخ دمشق
5-الدَّارقطني في فضائل الصحابة
6- الطبقات
7- الجرح
8- تاريخ بغداد
9-الميزان
10- الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة؛ تأليف أبي معاذ السيد أحمد بن إبراهيم .
11- كتاب النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة، للسيد علاء الدين المدرس.
12-الرحيق المختوم
13- جمهرة النسب للكلبي
14-الإصابة
15- الحلية
16- جمهرة النسب للكلبي
17- أنساب الأشراف
18-نسب قريش لمصعب الزبيري
19- تاريخ دمشق
20- تهذيب الكمال
21- فتح الباري
22-عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة.
23- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل "للشيخ عباس القمّي
24-نهج البلاغة/
25- مروج الذهب ومعادن الجواهر
26- صحيح البخاري
27- صحيح مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق