الجمعة، 26 يونيو 2020

الصحابي سواد بن غزية//بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي - العراق

الصحابي سواد بن غزية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 10-حزيران -2020
سَواد بن غَزِيَّّة بن وهب بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة صحابي، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي في بدر.
وهو الذي طعنه النبي بمخصرته، ثم أعطاه إياها وكشف عن بطنه وقال: "استقد"، فأقبل على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله.
عن ابن إِسحاق، قال: حدثنا حَبَّان بن واسع، عن أَشياخ من قومه: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عَدَّل الصفوف يوم بدر، وفي يده قِدْح يُعدّل به القوم، فمرّ بسواد بن غَزِيّة، حليف بني عَدِيّ بن النجار، وهو مُسْتَنْتل من الصف، فطعنه رسول الله بالقدح في بطنه، وقال: "استَو يا سواد"، فقال: يا رسول الله، أَوجَعْتني، وقد بعثك الله بالحق، فأَقِدْني. فكشف رسول الله عن بطنه، وقال: "استَقِدْ". فاعتنقه، وقَبّل بطنه، وقال: "مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ"؟ فقال: يا رسول الله، حَضَر ما ترى، ولم آمن القتل، فإني أُحِبّ أَن أَكون آخر العهد بك أَنْ يمس جلدي جلدَك، فدعا له رسول الله بخير
وروى الدارقطني من طريق عبد الحميد بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وأبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي، وأمّرَهُ على خيبر، فقدم عليه بتمر جَنيب، الحديث، وهو في الصحيحين غير مسمى.
وروى ابن الأثير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف يوم بدرٍ، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار، وهو مستنتل من الصف، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه وقال: "استوِ يا سواد" فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق، فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: "استقد"!! فاعتنقه وقبل بطنه، وقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟". فقال: يا رسول الله! حضر ما ترى ولم آمن القتل، فإني أحب أن أكون آخر العهد بك، وأن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير
روى ابن هشام وابن كثير وغيرهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح (سهم) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مُستَنْتِلٌ (متقدم) من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: (استوِ يا سواد) فقال: يا رسول الله! أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني (مكِّنِّي من القصاص لنفسي)، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فقال: (استقد) (أي: اقتص)، قال: فاعتنقه، فقبَّل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له: (استو يا سواد!) حسَّنه الألباني. فلم يتردَّد النبي صلى الله عليه وسلم في إعطاء سواد رضي الله عنه حقه في القصاص حين طالب به، مع أنه صلوات الله وسلامه عليه لم يكن يقصِد إيذاءه وإيجاعه، ليَضرب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً للعدل والقود من النفس.
وعن عبد الله بن جبير الخزاعي رضي الله عنه قال: (طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني، فأعطاه العود الذي كان معه، فقال: (استقد) (أي: اقتص مني)، فقبَّل بطنه، ثم قال: بل أعفو، لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة) رواه الطبراني.
وفي موطن آخر وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أُسَيْدَ بن حضير، طعنه في خاصرته بعود، فقال أُسَيْد: (أصبِرني (أقدني من نفسك)، فقال: (اصطبرْ) (استقد)، قال: إنَّ عليك قميصاً وليس عليَّ قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبِّل كشحَه (ما بين الخاصرة إلى الضلع)، قال: إنما أردتُ هذا يا رسول الله) رواه أبوداود وصححه الألباني.
ولا شك أن من أعطى العدل والقود من نفسه فهو من باب أولى يعطيه من أهله وأصحابه وقومه، وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة عاملاً للصدقة، فنازعه رجل في صدقته، فضربه أبو جهم، فجرح رأسه، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: القصاص يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكم كذا وكذا) فلم يرضوا، فقال: (لكم كذا وكذا) فلم يرضوا، فقال: (لكم كذا وكذا) فرضوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم) فقالوا: نعم، فخطب رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم؟) قالوا: لا، فهمَّ المهاجرون بهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا عنهم، فكفوا، ثم دعاهم فزادهم، فقال: (أرضيتم؟) فقالوا: نعم، قال: (إني خاطب على الناس، ومخبرهم برضاكم) قالوا: نعم، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (أرضيتم؟) قالوا: نعم) رواه أبو داود وصححه الألباني.
أمارته على خيبر:
بعد فتح خيبر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم، سواد بن غزية على خيبر، وفي يوم جاء الى نبي الله وفي يده تمر طيب، فقال رسول الله له (أكل تمر خيب هكذا) فقال سواد لا يا رسو الله، انا نشتري الصاع بالصاعين، والصاعين بثلاثة اصع من الجميع، فقال له رسول الله ( لا تفعل، ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا، وكذلك الميزان)
.له عقب بالشأم بإيلياء.
المصادر
1- الطبقات الكبرى: لابن سعد
2- أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير
3-الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر
4- الاستيعاب: لابن عبد البر
5- تاريخ الطبري
6- ابن عساكر: تاريخ دمشق
7- سيرة ابن هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق