المحيبس اللعبة العراقية التراثية الشهيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 8-5-2020
المحيبس» لعبة شعبية عراقية تراثية تلعب في شهر رمضان خصوصًا، وهي لعبة مشهورة جدًا في العراق وتعتمد على الفراسة تعد لعبة "المحيبس" عادة رمضانية قديمة في العراق يعود تاريخها للعباسيين، ويكثر الإقبال عليها خلال هذا الشهر، لأنها تجمع بين متعة المباراة ولقاء الأهالي بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم وكلمة محيبس هي تصغير لكلمة محبس التي تعني الخاتم وهو الخاتم الذي يتم البحث عنه من خلال اللعبة ولهذه اللعبة اسم آخر وهو بات، يقولون: يلعبون بات .وكلمة (بات)ومعناها يأتي من مبيت المحبس في ايادي هذا الفريق الذي لم يستطع الفريق الاخر استخراجه من ايديهم واللعبة تعتمد بشكل عام على دراسة نفسية سريعة للفريق حامل المحبس من قبل الرجل الذي يحاول اكتشاف مكانه والذي يدعى بالعامية العراقية (الطاير)والدراسة تعتمد على مدى قابلية الطاير على اكتشاف بعض اعراض الخوف والقلق التي تظهر على حامل المحبس والخوف نابع من ان اكتشاف المحبس في يد حامله ستسبب في خسارة فريقه واللعبة يعود اصولها للعهد العباسي بعد ان فقد خاتم الخلافة في احدى جلسات الخليفة مع ندمائه خلال ايام رمضان وبعد صلاة الراويح وبقصد ممازحته اخفى احدهم الخاتم في يديه وشاركه باقي الاصدقاء نفس الحركة حتى طلب الخليفة من احد اصحابه ان يحاول معرفة مكان الخاتم وسيتم تكريمه إن وجده.
لا تخلو لعبة المحيبس التراثية من الصراخ والشد العصبي، ويصل الأمر إلى مشادات كلامية ولكن دون الوصول للخلاف، فاللعبة أساسية بشهر رمضان عند العراقيين عموما والبغداديين خصوصا.
ورغم ممارسة اللعبة في كل أنحاء البلاد بما في ذلك إقليم كردستان العراق، فإن السباقات الكبيرة والحاسمة تكون في بغداد.
وغالبا تذهب فرق من جنوب وشمال ووسط العراق للمنافسة بلعبة محيبس في العاصمة مع فرق من الكرخ والرصافة والأعظمية والجعيفر والكاظمية، ولكن الظروف الأمنية اليوم تجعل ذلك مجازفة.
وفي المحيبس يتنافس فريقان على الاحتفاظ بالمحبس أو (الخاتم) الذي هو أداة اللعب المستخدمة واشتق اسم اللعبة منه، وغالبا يكون الخاتم من فضة أو ذهب.
طريقة لعبها
يتم لعب اللعبة بفريقين وبأي عدد من المشتركين، حيث يقوم أحد الفريقين الذي يشتري المحبس (الخاتم) (بعدد من النقاط يتم منحها للفريق الاخر) بتخبئته بيد أحد أفراد فريقه بدون علم الفريق الثاني، عندها يقوم أحد أفراد الفريق الثاني بالبحث عن المحبس بأسقاط الأشخاص الذي يعتقد بعدم وجود المحبس بيدهم، فأن أخرج أحد اللاعبين وكان المحبس بيده يخسر الفريق نقطة (في هذه الحالة يصرخ اللاعب الذي بيده الخاتم بكلمة بات ومن هنا جاء الاسم الثاني للعبة)ويعاد تخبئة المحبس من جديد وأن حزر رئيس الفريق الأول اليد المخبئ بها المحبس ربح فريقه نقطة وحصل على الخاتم ليخبئه بدوره عند أحد افراد فريقة ليبحث عنه الفريق الثاني وهكذا. يستمر اللعب لحين وصول أحد الفريقين لمجموع النقاط التي يتفق عليها مسبقاً، وبذلك يكون هو الفريق الفائز ويحصل على الجائزة ويدفع الفريق الخاسر كلفة صواني الحلويات التي توزع على الفريقين والمشاهدين، عادةً ما ترافق اللعبة مجموعة من الاهازيج والاغاني التراثية مثل المربعات والجالغي البغدادي لبث الحماس والتسلية بين الحضور. يكون اللعب على شكل تسقيط بين فرق المحلات والحواري ويحصل الفريق الفائز في أخر أيام شهر رمضان على الجائزة الكبرى.
و توجد حالياً دورات للعب المحيبس على مستوى دول الخليج
وتتمثل المحيبس بجلوس لاعبي الفريقين في صفين متقابلين وقيام أحد اللاعبين بإخفاء المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد وضعه غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من وضع، ثم يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من الفريق الآخر للتعرف على اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد.
وعادة تكون النقاط حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص
ومثلما هو الحال لمشاهير الكرة التي تعدت شهرتهم حدود بلدانهم بفضل مهاراتهم وتحكمهم المتميز بالكرة، فإن لعبة المحيبس أصعب بكثير من بقية الألعاب، خاصة الشعبية منها، مثل كرة القدم، ومثلما يحب البرازيليون اللاعب بيليه والأرجنتينيون نجميهم ميسي ومارادونا، فإن جاسم الأسود أبرز لاعبي المحيبس يحظى بحب العراقيين على مدى ربع قرن، بعد أن تربع على بطولة العراق منذ عام 1978 لما يمتلكه من مهارات حسية عالية وفراسة نادرة ليس في العراق فحسب، بل ربما في العالم في نظر المراقبين والإعلاميين، خاصة عندما نجح في كشف الخاتم من بين ألفي يد لألف شخص في إحدى مباريات فريقه (الكاظمية) أمام فريق بغدادي مشهور وقوي جدًا، وهو فريق الفضل المنطقة البغدادية الشهيرة بلعبة المحيبس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 8-5-2020
المحيبس» لعبة شعبية عراقية تراثية تلعب في شهر رمضان خصوصًا، وهي لعبة مشهورة جدًا في العراق وتعتمد على الفراسة تعد لعبة "المحيبس" عادة رمضانية قديمة في العراق يعود تاريخها للعباسيين، ويكثر الإقبال عليها خلال هذا الشهر، لأنها تجمع بين متعة المباراة ولقاء الأهالي بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم وكلمة محيبس هي تصغير لكلمة محبس التي تعني الخاتم وهو الخاتم الذي يتم البحث عنه من خلال اللعبة ولهذه اللعبة اسم آخر وهو بات، يقولون: يلعبون بات .وكلمة (بات)ومعناها يأتي من مبيت المحبس في ايادي هذا الفريق الذي لم يستطع الفريق الاخر استخراجه من ايديهم واللعبة تعتمد بشكل عام على دراسة نفسية سريعة للفريق حامل المحبس من قبل الرجل الذي يحاول اكتشاف مكانه والذي يدعى بالعامية العراقية (الطاير)والدراسة تعتمد على مدى قابلية الطاير على اكتشاف بعض اعراض الخوف والقلق التي تظهر على حامل المحبس والخوف نابع من ان اكتشاف المحبس في يد حامله ستسبب في خسارة فريقه واللعبة يعود اصولها للعهد العباسي بعد ان فقد خاتم الخلافة في احدى جلسات الخليفة مع ندمائه خلال ايام رمضان وبعد صلاة الراويح وبقصد ممازحته اخفى احدهم الخاتم في يديه وشاركه باقي الاصدقاء نفس الحركة حتى طلب الخليفة من احد اصحابه ان يحاول معرفة مكان الخاتم وسيتم تكريمه إن وجده.
لا تخلو لعبة المحيبس التراثية من الصراخ والشد العصبي، ويصل الأمر إلى مشادات كلامية ولكن دون الوصول للخلاف، فاللعبة أساسية بشهر رمضان عند العراقيين عموما والبغداديين خصوصا.
ورغم ممارسة اللعبة في كل أنحاء البلاد بما في ذلك إقليم كردستان العراق، فإن السباقات الكبيرة والحاسمة تكون في بغداد.
وغالبا تذهب فرق من جنوب وشمال ووسط العراق للمنافسة بلعبة محيبس في العاصمة مع فرق من الكرخ والرصافة والأعظمية والجعيفر والكاظمية، ولكن الظروف الأمنية اليوم تجعل ذلك مجازفة.
وفي المحيبس يتنافس فريقان على الاحتفاظ بالمحبس أو (الخاتم) الذي هو أداة اللعب المستخدمة واشتق اسم اللعبة منه، وغالبا يكون الخاتم من فضة أو ذهب.
طريقة لعبها
يتم لعب اللعبة بفريقين وبأي عدد من المشتركين، حيث يقوم أحد الفريقين الذي يشتري المحبس (الخاتم) (بعدد من النقاط يتم منحها للفريق الاخر) بتخبئته بيد أحد أفراد فريقه بدون علم الفريق الثاني، عندها يقوم أحد أفراد الفريق الثاني بالبحث عن المحبس بأسقاط الأشخاص الذي يعتقد بعدم وجود المحبس بيدهم، فأن أخرج أحد اللاعبين وكان المحبس بيده يخسر الفريق نقطة (في هذه الحالة يصرخ اللاعب الذي بيده الخاتم بكلمة بات ومن هنا جاء الاسم الثاني للعبة)ويعاد تخبئة المحبس من جديد وأن حزر رئيس الفريق الأول اليد المخبئ بها المحبس ربح فريقه نقطة وحصل على الخاتم ليخبئه بدوره عند أحد افراد فريقة ليبحث عنه الفريق الثاني وهكذا. يستمر اللعب لحين وصول أحد الفريقين لمجموع النقاط التي يتفق عليها مسبقاً، وبذلك يكون هو الفريق الفائز ويحصل على الجائزة ويدفع الفريق الخاسر كلفة صواني الحلويات التي توزع على الفريقين والمشاهدين، عادةً ما ترافق اللعبة مجموعة من الاهازيج والاغاني التراثية مثل المربعات والجالغي البغدادي لبث الحماس والتسلية بين الحضور. يكون اللعب على شكل تسقيط بين فرق المحلات والحواري ويحصل الفريق الفائز في أخر أيام شهر رمضان على الجائزة الكبرى.
و توجد حالياً دورات للعب المحيبس على مستوى دول الخليج
وتتمثل المحيبس بجلوس لاعبي الفريقين في صفين متقابلين وقيام أحد اللاعبين بإخفاء المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد وضعه غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من وضع، ثم يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من الفريق الآخر للتعرف على اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد.
وعادة تكون النقاط حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص
ومثلما هو الحال لمشاهير الكرة التي تعدت شهرتهم حدود بلدانهم بفضل مهاراتهم وتحكمهم المتميز بالكرة، فإن لعبة المحيبس أصعب بكثير من بقية الألعاب، خاصة الشعبية منها، مثل كرة القدم، ومثلما يحب البرازيليون اللاعب بيليه والأرجنتينيون نجميهم ميسي ومارادونا، فإن جاسم الأسود أبرز لاعبي المحيبس يحظى بحب العراقيين على مدى ربع قرن، بعد أن تربع على بطولة العراق منذ عام 1978 لما يمتلكه من مهارات حسية عالية وفراسة نادرة ليس في العراق فحسب، بل ربما في العالم في نظر المراقبين والإعلاميين، خاصة عندما نجح في كشف الخاتم من بين ألفي يد لألف شخص في إحدى مباريات فريقه (الكاظمية) أمام فريق بغدادي مشهور وقوي جدًا، وهو فريق الفضل المنطقة البغدادية الشهيرة بلعبة المحيبس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق