الأحد، 18 يونيو 2017

سرد قصصي بعنوان/نواقص الحياة /بقلم الكاتب العربي الاديب الراقي/الشاعر أحمد عبد اللطيف النجار

سرد قصصي
QQQQQ
نواقص الحياة
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
&& سرد قصصي يفوق القصة &&
QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ
ليس كل الناس قادرين علي التعايش مع نواقص الحياة ، لكن المأساة الحقيقية هي أن الإنسان في فتوته وشبابه يكون أكثر قدرة علي اتخاذ المواقف الصارمة وتحمل تبعاتها بشجاعة .
أما في الشيخوخة والكبر فيكون الإنسان أقل مناعة وعرضة للتأثر بالوحدة ، هذا هو واقع الحال .
سافرت شاهندا بصحبة زوجها الطبيب صبري إلي ألمانيا ، ليستكمل دراسته للحصول علي درجة الدكتوراه .
عاشت هناك في بلاد الغربة أجمل أيام حياتها ، فقد وجدته إنسان محب متفاهم ، لطيف ؛ فأحبته حباً ملك عليها كل مشاعرها وكيانها وحمدت الله كثيراً أن رزقها زوج طيب القلب ، لكنها مع الوقت اكتشفت فيه عيب بدأ يؤرقها ويعكر صفو حياتها معه !
ذلك أنه كان ينزعج بشدة لأناقة زوجته وحُسن مظهرها وهندامها ، ويثور علي ذوقها في اختيار ملابسها مهما كانت محتشمة
وبسيطة !
ذات يوم سألته : ما سر اعتراضك الدائم علي مظهري وملابسي رغم التزامي بالاحتشام والزينة البسيطة ؟!
ــ لا يوجد شيء معين غير أن فيكِ جاذبية غريبة واخشي أن تجذب إليكِ الآخرين .
ــ ألا تثق بي ، وهل تعتقد أنني امرأة خائنة ؟!
ــ إنني لا أقول ذلك ، ولكني أغار عليكِ .
ودار نقاش طويل بين الزوجين دون فائدة ، ورأت شاهندا ألا تغضبه وأن تراعي دائماً أن يكون مظهرها بسيط وكذلك زينتها .
لكن صبري لم يكتف بذلك ، بل راح يضيق عليها في الخروج مع صديقاتها لقضاء بعض الطلبات ، واستجابت هي لكل رغباته .
مضت عليهم سنوات وسنوات في ألمانيا ، رزقهم الله خلالها بولدين وبنت ، وأوشك صبري علي الانتهاء من دراسته ، وعن طريق علاقاته المتعددة بالهيئات الأكاديمية وفقه الله في الحصول علي فرصة عمل رائعة في إحداها .
ذات يوم وشاهندا تقوم بإعداد ملابس زوجها لإرسالها للتنظيف ؛ وجدت في إحدى بدلاته بطاقة صغيرة باسم سيدة ألمانية وعنوان عملها ورقم تليفونها .
دارت بها الأرض ، كيف يعرف زوجها تلك السيدة وهو الذي يدعي أنه يغار عليها ؟!
وعن طرق التحريات ،علمت أن تلك المرأة تعمل في إحدى الفنادق ألكبري في ألمانيا ، وأن زوجها صبري تعرف عليها أثناء أحد المؤتمرات ، وأن علاقتهم حميمة جداً !
قامت شاهندا بمراقبته حتي ضبطته متلبساً معها في شقتها ، وبمواجهته لم يستطع أن يرد عليها !!
الخيانة واضحة وضوح العيان ولا مجال للإنكار !
كل ما فعله أنه توسل إليها أن تغفر له زلته وألا تتسرع بقرارها طلب الطلاق ، لكن شاهندا أصرّت علي الطلاق الذي تم بالفعل ، وتركته وذهبت مع أولادها للإقامة عند إحدى قريباتها في ألمانيا لفترة مؤقته حتي أكرمها الله والتحقت بعمل ممتاز في أحد المراكز العالمية .
مرت عليها السنوات سريعاً حتي كبر الأبناء والتحقوا بمراحل التعليم المختلفة بالجامعات الألمانية .وجاء عليها اليوم الذي تغرب عنها أولادها لطلب العلم وصارت تشعر بالوحدة القاتلة في الغربة !
ما أشدها من غربة فآسية ، إنها أشد علي النفس من أي شيء آخر ورغم أن طليقها صبري بعث إليه طالباً الصفح والغفران وأن تعود المياة إلي مجاريها ؛ لكنها رفضت عرضه نهائياً !
فما زالت تشعر بمرارة الخيانة ،لكنها في الوقت نفسه لا تطيق آلام الوحدة والبعد عن الأهل والأحباب في مصر !
تلك هي نواقص الحياة ، ولكل شيء إذا ا تم نقصان ، وما يرفضه الإنسان وهو في عنفوان شبابه ؛ قد يقبله مضطراً في شيخوخته ، وعلي الإنسان أن ينظر إلي عواقب أموره كلها ، وكما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل ) .
ولو تأملنا كيف انقلب الحب إلي كراهية شديدة ونفور من جانب شاهندا لزوجها ، لعرفنا أن الخيانة الزوجية من أفظع الجرائم الإنسانية التي تهدم البيوت العامرة وتشرد أولادها !
المرأة أي امرأة عندما يخونها زوجها ، فإنها تشعر بأنه سرق منها روحها ، سرق منها حق الحياة بكرامة !
كيف تعيش بكرامة و سلام نفسي وهي تعيش مع رجل خائن ؟!!
هي بعد ذلك لن تشعر معه بالأمان ، تماماً مثل الخائن الذي يتجسس
علي وطنه ويخونه !
هل يقبله تراب الوطن بعد خيانته ؟!!
بالطبع لا ، كذلك الزوجة التي يخونها زوجها تنفر منه ويكون أبسط طلباتها هي الطلاق الفوري !
فالزواج مودة ورحمة وسكن ، ومع ذلك الزوج الخائن ضاعت المودة وتاهت الرحمة وتهدم السكن !
بعض الزوجات قد يغفرن لاعتبارات إنسانية ومن أجل مصلحة الأولاد ، تلك فلسفة عالية وعقلية ناضجة جداً صعب إن لم يكن مستحيل أن تجدها في كل النساء !
وهناك زوجات أخريات تأبي نفسهن العيش تحت سقف واحد مع رجل خائن وتلك أبسط حقوقهن !
إذن فالطرفين علي حق ، من غفرت ومن لم تغفر .
لكن لماذا يخون الرجل زوجته ؟!!
ما الذي يسيطر علي عقله وتفكيره ويدعوه للخيانة ؟!!
لا شيء بالتحديد سوى أن هذا الزوج ضعيف الإيمان ، وكما يقولون عينه زائغة !
ولماذا عينه زائغة ؟!
لأنه تربي علي إيمان ضعيف ،، إيمان شكلي جوهره غير مظهره ، تماماً كالجواسيس شكلهم الظاهر بريء جداً ، طاهر جداً وهم في الواقع ذئاب منفردة مفترسة !
وبمناسبة الجواسيس قررت تأليف سلسلة طويلة عن الجواسيس العرب والأجانب ، سوف أبدأ نشرها بعد أجازة عيد الفطر المبارك ، وهي ليست قصص إثارة وتشويق بقدر ما هي قصص تغوص في أعماق الجاسوس ، نحاول معرفة ما الذي دعاه إلي خيانة وطنه من أجل حفنة من الدولارات ، سنعرف معاً كيف تعمل أجهزة المخابرات
لتجنيد الجواسيس ، وما هي أفكار وأحلام هؤلاء الجواسيس ، وكيف يبررون أعمالهم التجسسية ضد أوطانهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلي اللقاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق