الأحد، 18 يونيو 2017

قصة قصيرة .بعنوان/تخوم مملكتى//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر جمعه يونس الفريد الوحيد

تخوم مملكتى
..........
قصة قصيرة ......... بقلم // جمعه يونس //..............................................
هيئتى لم تكن رثة كثيراً ... لكنها لم تكن تعجب الكثيرون ...اخلاقى كانت دمثة ...لكنهم كانوا يقطعون سيرتى أثناء غيابى فى جلساتهم السرية ...يتهمونى دائما بأننى عصبى ... بينما أنا لا أبالى بهم ...تترفع أخلاقى عنهم ..وأدعوا لهم فى صلاتى ...أتهمونى بأقبح الصفات التى كانوا يأتونها خلسة... أصدقائى قليلون هم ..ورغم ذلك يثيرون أعصابى ..يثرثرون كثيراً حولى وأنا صامت أنظر اليهم فى بلاهة ..بينما هم يأكلون دماغى ...عندما أتركهم أحس أنهم سرقوا رأسى ..وأنا أخطوا فى الطرقات عابثاً..فى تكاثل وكأنى أحمل فوق أكتافى كرة من الجلد ..أعود الى تخوم مملكتى البسيطة ..أتناول فنجان من الشاى ...لعله يعيد لى رأسى المسروقة ..!!
على المنضدة تطل على غادة السمان بعينيها الواسعة كأنها تدعونى لأن أبحر معها فى رواية ( ليلة المليار )(1)
بينما أنا أبتسم لها فى مرارة وغيظ !!
كيف يحلم مثلى بهذا وانا جائع ؟..
لا أملك فى جيبى وجبة أفطار الصباح ..!!
أتكىء على وسادتى المهترئة ..وأنا أنحى كتابها جانباً..وأبحث عن آخر يقضى معى ما تبقى من الليل ...يلهينى حتى الصباح ..أشعر بالغثيان الشديد نتيجة الجوع أعثر على المنضدة على كتاب ( لوركا . شاعر الاندلس )(2)تعال.. أنت تشبهنى تماماً أنت قتلك الجنرال فريدرك وأنت تغرد فوق جبال غرناطة كطائر النورس ..ولم تكن تعلم أنه يتربص بك عند الفجر ..!!
أشعل آخر سيجارة والغثيان يذداد
أتخيل لوركا وهو مسجى بعد أن طالته رصاصات الغدر ..
والطيور تطوف حوله وهى تنوح بعدما كانت تغرد...
أشتعلت الوسادة بعدما سقطت عليها زهرة السيجارة الملعونة قفزت من مكانى هلعاً مذعوراً كى أطفىء النيران المشتعلة ..!!
قبل أن يأتى الفجر ويجدونى قتيلاً ..!!
مثل صاحبى الثائر لوركا..!!
فى تخوم مملكتى البسيطة ..!!
...............
.بقلم // جمعه يونس
مصر العربية
/24 يناير2008(1) ليلة المليار ...رواية غادة السمان
(2) لوركا . شاعر الاندلس ..ماهر البطوطى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق