الخميس، 25 فبراير 2016

قصة قصيرة بعنوان/الـوعد.الجزء الرابـع/بقلم الشاعر محمد ابو الفتح المفكراتي

الــــــــوعد....... الجزء الرابـــــع...
توقف هشام للحظات يلتقط فيها أنفاسه ويمسح دمعات فرت من عينيه وانسابت على خديه,
وعادل يتابعه في شغف وإهتمام, ثم استطرد يقص على عادل باقي قصته قائلا:
لم يكن لي من سلوى وأنيس في غربتي سوى الأمل في العوده إلى حبيبتى, وجليسي كان
هذا الخاتم الفضي الذي أهدته لى ملك في عيد ميلادي, أما ملك فكان يصبرها على الفراق
ماتركته لها من أشعاركتبتها لها أهديتها لها ليلة السفر ودمية على شكل عروسه جميلة
أهديتها لها في عيد ميلادها وكادت تطير بها من السعادة وقد أسمتها ( فرحة) ولم تكن
تفارقها إلا إذا غادرت المنزل, وتمر الأيام وأنا أعمل بكل جهدي كمحاسب في البنك,
واقترب موعد العودة إلى أحضان مدينتى وحبيبتى ملك, ولم يتبق على العوده إلا ثلاث
أسابيع وفي يوم وأنا أجهز طعام الغذاء جرحنى سكين أستعمله جرحاً غائراً أسال الدم
بغزارة واغرق خاتمي الحبيب فانقبض قلبي وقررت ان أكلم ملك كي أطمئن عليها,
ذهبت إلى مشفي قريب وضمدت جرح يدي وعدت كي أحادث ملك بالهاتف,وقلبي يرتجف
خوفا أن يكون قد حدث لها أو لأحد من أسرتي أو أسرتها مكروه, ولك للأسف لم يرد على
الهاتف أحد, فازداد انقباض قلبي وكدت لا أستطيع التنفس , وبسرعة إتصلت بأسرتي فرد
علي والدي وسألته بكل لهفة على ملك وسبب عدم الرد على الهاتف, فرد بهدوء أن كل
شيء على مايرام وقد يكونوا بالخارج فقد إقترب موعد الزفاف والفتيات تصاب بحمى
الشراء في مثل هذه الظروف, حاول أبي أن يطمئنني فطلبت منه أن يكرر الإتصال على
ملك ويعرفها أنى سأكلمها لاحقا ووعدنى بذلك. عاودت الإتصال بأبي هذه المرة بعدما
حاولت مرات ومرات الإتصال بملك ولا أحد يجيب , رد أخي الأصغر أن والدي خرج
لأمر ما وسوف يتأخر ولاداع للقلق وعلي أن أكلمه في الغد, ولم يغفل لي جفن تلك الليلة.
عاودت الإتصال بأبي في الصباح فأجابني أنه كان في زيارة ملك وأسرتها وأنهم بخير فقط
الهواتف معطلة لأنهم يقومون بتغيير الكابلات , بالطبع لم أقتنع ولكن لم يكن أمامي بديل
عن الصبر , وقابلت مديري جميل بيه ورجوته أن يقدم أجازتي بأي وسيلة الأمر الذي
أضحك الرجل وقام بتقديم أجازتي اسبوع بأكمله الأمر الذي اسعدني كثيرا , فهي بضعة
أيام وأري عيون حبيبة القلب ملك.
وعدت و نبضات قلبي ونظرات عيني تسبقني حيث الحبيبة وما أن وصلت إلى منزلي
وسلمت على أبي وإخوتي قمت فاغتسلت وبدلت ملابسي وهممت بالذهاب إلى منزل ملك
عاتبني والدي قائلا: إن الوقت مازال مبكرأ وأكيد والديها في العمل وهي لاتزال نائمة
إنتظر إلى وقت مناسب ولاداع للعجلة حتى لا توقع نفسك في الحرج أمامهم,
فقلت لا بأس سأنام قليلا ثم في نهاية اليوم أقوم بالزيارة ولن أحدثها هاتفيا بل سأجعل
حضوري مفاجأة, ولم ألتفت لدمعه يكتمها والدي بين جفنيه بصعوبه شديدة.
قمت من نومي وارتديت ملابسي وانا متعجل الخروج وأصر والدي على أن يأتي معي
فاندهشت لاصراره فمازحني قائلا: إطمئن سأجلس أنا مع الدكتور رشاد وأترك لك ملك,
وصلنا إلى مسكن ملك وانتابتني قشعريرة شديدة وعلا صوت نبضات القلب وأحسست
بانقباض شديد في صدري وأحس والدي بما أعاني فضمنى ضمة شديدة إلى صدره
والدكتور رشاد يفتح باب الشقة فقد أبلغه أبي بعودتي وأنا نائم وماأن رآني إلا وجذبني
من بين أحضان أبي ليضمني ضمة وكأنها ضمة القبر وهو منهار من البكاء الشديد,
وانا أكاد يغشى علي, فأنا لا أفهم ما يجري,أخذني والدي إلى الداخل وأنا أكاد أن أسقط
فقد أحسست بأن هناك كارثه قد حدثت .
نظرت وكلي حيرة إلى الدكتور رشاد وأنا أمسك قلبي بيدي وسألت : أين ملك؟
دخل الدكتور رشاد في نوبه من البكاء الشديد جعلني في شدة الثورة وقمت من مقعدي:
بالله عليكم أريد اجابة: أين ملك هل غيرت رأيها في الزواج؟ هل تزوجت من أخر؟
هل حدث لها أي مكروه؟
أجابنى والدي : لا يا ولدي أنها الآن في غاية الراحة والسعادة!
فقلت بثورة: تزوجت غيري لقد وعدتني ! كانت آخر كلماتها لن يأخذني منك إلا الموت!
أجابني والدي ولقد أوفت بالوعد حقا ً ,أوفت بالوعد, وإنخرط هو الآخر في بكاء شديد.
جلست بينهما وانا في حالة ذهنية غريبة أشعر وكأني أصيبت بالبلاهة والعته فلا أفقه أي
شيء مما قالوا, تماسك والدي قليلا وربت على كتفي قائلا: انها الآن في دار الحق بجوار
رب رحيم كريم, نظرت إليه نظرة بلهاء ولم أنبس ببنت شفه,وهنا بدأ الدكتور رشاد
يتماسك وتوجه إلي وبدأ يسرد ما حدث وأنا صامت تماما فقط ينساب شلال من الموع
الساخنة على وجنتيَ تكاد تحرقهما وقال:
كانت ملك في منتهى الحيويه والنشاط وتحسب الايام لعودتك بالدقائق وكان ما يسري عنها
الأشعار التى كنت تركتها لها ودميتها( فرحة) وكانت تخرج بصفة يوميه لشراء ما
تحتاجه للزفاف وهي تكاد تطير من السعادة وكانت ترافقها والدتها في كل الأوقات وانتهت
تقريبا من إعداد كل شي حتى ثوب الزفاف وفي اليوم الموعود كان موعد استلامه
وكانت والدتها في منتهى الإجهاد فقررت ملك الذهاب وحدها لاستلامه وبالفعل تسلمت
الثوب وأقبلت به إلى المنزل وفي قلبها وعلى وجهها كل الوان الفرحة والسعادة, ونزلت
من باب التاكسي أمام المنزل وكنت أنا ووالدتها في انتظارها في الشرفة فنظرت لأعلى
تلوح لنا بيدها وتشير إلى الثوب بفرحة شديدة, وفي لحظة توقف فيها الزمن أتت من خلفها
سيارة تسيربسرعة مجنونه يقودها شاب أرعن مخمور ليطيح بها في الهواء وتسقط بعد
عدة أمتار ويختلط دمها بدموعها ويتحول لون الثوب الى الأحمر من دمائها , نزلت إليها
ولاأدري كيف ألتقطها بين زراعيَ , نظرت إلي والدمعات تسيل من كل عينيها وقالت :
أرجوك أبلغ هشام ألا يحزن ولا يغضب مني لقد أوفيت بوعدي ولم يأخذني منه إلا الموت.
وتوقف هشام هنا وإلتفت إلى عادل الذي رق لحاله واعتذر قائلا : أسف سيدي فقد جددت
الأوجاع والذكريات الأليمة ولكنى أتمنى أن أعرف باقي القصة.
وغادرمنزل هشام على وعد بالعودة إليه باكر وهو لا يكاد يرى الطريق من كثرة الدموع.
نهاية الجزء الرابع..........
محمد ابو الفتح......................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق