الأربعاء، 21 فبراير 2018

قصيدة بعنوان( تأتى الرياح )بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع محمد مدحت عبد الرؤف

Mohamed Medhat
ـــــــــ تأتى الرياح بما لا تشتهـى السفــن ــــــ
فى إحدى المدن الراقية ..
أعيش فى أسرة ميسـورة الحـال و كم انا دلوعة العائلة
أتقاسم أطيب الأحاسيس بـ المحبة و السعادة فى تلك الأسرة
حيث أبى و أمى و إخـوتى ، فما احلى الإحساس العميق بالسرور
و الإطمئنان والحنان الأسرى الدافئ
كنت الأقرب لـ والدى حيث كان محور حياتى
و كل دنياى منذ أن وعيت إلى تلك الحياه
أما والدتى فهى أجمل السيدات وجهــاً ، و جســداً ، و روحــاً
متعلمـة ، مثقفــة ، تفيض حيويـة و شباب
أشعـر بـ سعـادة غامــرة حين تضمنـى لـ صدرهــا الدافــئ
حكايتى بدأت حين ..
تعرفــت بـ شــاب أراه كـل ليلــة فى منامـى
حيث نظراته لم تفارقنى و بديع كلماته تذوبنــى
و البسمــة لا تفارق شفــاهه
و حيـن أستفيــق كم أتمنى أن تصبـح لحظــه لقاءه حقيقــة واقعــة
إلى أن جــاء ذلك اليــوم و تــلك اللحظــة ..
التى كنـت اتمناهــا فى حيـاتــى لأرتــوى من عطـشــى
و أطلقــت العنــان كى أكتســب ما يروقنــى من التأمــلات
فى شريــك العمــر حيث القلــب فتــح لـه أبوابـه و كل الجــوارح
جلســت أفكــر بـ تــلك الأحاسيـس و قلــت لنفســى :
هـل أحبــه حقــاً ، هــل يحبنــى أيضــاً
و هــل مـا أستشعــر بـه الآن هـو ترجمــة لـ تــلك الحــب
و تمـــت خطوبتنـــا ..
و فى لحظــات راودتنــى أفكــار كثيــــرة
و رحــت اتخيّــل ذلك الحبيــب [ مـــلاك ]
و لكـن تأتى الرياح بما لا تشتهـى السفــن
لـم يكــن الرجــل الذى حلمــت بــه طيلــة ليالــىّ
و لاقيتــه بـ تخيّـلاتــى و توقعــاتى من نخــوة و رقــة و إحسـاس
بـل رأيتــه [ شيطــان رجيــم ] و رأيــت فيـه وحـش هائــج
لا يـريــد من علاقتنــا ســوى الإستمتــاع بـ جســدى دون النظــر
للمشـاعــر و العاطفــة و الحــب النقــى
فـ يريـدنــى أن أرتــدى ملابــس فاضحــة تظهــر منهــا أكثــر ما تداريــه
فـ شعــرت بـ أن أفكــارى و أحـلامــى تنهــــار
و مـا أن عنّفتــه ذهـــب و ولّـى و لــى بـ ظهــره أدار
و كِــدت أنفجــر غضبــاً و بكــاء لـ رؤيــة وجهــه القبيــــح
و بعــد أن كظمــت غيظــى تحـدثــت مع نفســى فى حــوار عميــق
حيــث كلمــات كثيــرة لــم أعــى غالبيتهــا لأن عقلــى لـم يكـن قــادر
علـى إستيعــاب التفكيــر السليـــم
و كلما كنــت أفكــر فيه ..
كيــف كــان يـرانــــى ؟؟؟
ألهــــذا الحــد كـان يـرانــى رخيصــة ؟
فـ كــان فعلــه و تصـرفــه أكبــر من قـدرتــى على ضبــط نفســى
التى إنفجـــرت فى البكــاء
و أجدنــى الآن أتسـائــل ؟
أ كَـــل الرجــال هكـــذا لا يـريــدون من الفتــاة ســـوى جسـدهــا ؟
أم هنــاك مــا دون ذلك ؟
و هــل سـ ألتقــى بـ أحــدٍ منهــم ؟
و هـل سيلقــى بـى القـــدر لشخــص تـافــه آخــر
لا يعلــم عن المــرأة ســوى جسـدهــا .
بقلم .. محمد مدحت عبد الرؤف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق