♠♠♠♠ القصة القصيرة ♠♠♠♠ ♠♠♠ مين يشتري الورد مني ♠♠♠ ♠♠
والحياة تحتوي على قصص ، مهما أبدع خيال كاتب فهو لم ينسنج مثلها ،
وقصتنا الليلة قد تتشابه مع أخريات في بعض الأحداث ، إلا أنها تنفرد عن
غيرها في بعض المواقف ، ففي بيت بسيط يعيش رجل يعمل فراشاً في إحدى المكاتب
التجارية وهذا الرجل له زوجة وخمسة أبناء ، بنت كبيرة تمتاز بجمال لا
يمكن أن تخطأه العين أنوثه واضحة سببت لها الكثير من المشاكل ، في المدرسة
أو حتى في الطريق ، ولكنها لا تشعر بها فهى تعيش في بيت صغير ، وليس لديها
خزانة ملابس ، فهي تعلق ما لديها من فستان وبنطلون وبلوزة على مسمار على
حائط الغرفة التي تنام بها مع باقي الأخوات والأخوه ، حتى ملابسها الداخلية
القليلة هي أيضاً على الحائط معلقة ، أنهت الأن دراستها وحصلت على دبلوم
تجارة ، وعادة يكون هذا الطريق مختصر للخروج بسرعة الي سوق العمل ، تنفس
الأب الصعداء فقد ذهب عنه حمل أحد الأبناء ، والأن سوف تعينه على تربية
باقي الأبناء ، وفوراً ذهب الي صاحب الشركة التي يعمل بها ومعه صورة
الشهادة الدراسية للإبنه ، وتوسل اليه أن يعينها معه في الشركة حتى تكون
تحت عينه ، إبتسم صاحب الشركة ، وطلب منه إحضار الإبنه لمقابلته ، فرح الأب
بشدة ، ولما عاد الي البيت طلب من الإبنه أن تحضر نفسها لمقابلة صاحب
الشركة ، وهنا كانت المشكلة فليس هناك ثياب لديها تليق بالمقابلة ، أو
بالعمل في الشركة ، إلا أن الأم قالت لها ، مفيش مشكلة ، تعالي معي ،
وأخذتها الي محل بيع الذهب ، وباعت ما في أذنيها من حلق ، وذهبت بالبنت الي
سوق لبيع الملابس الشعبية ، وقالت لها تخير فستان وحذاء ، ولكن إنتبهي
فنحن لا نملك من المال الكثير ، فعلاً إشترت البنت لها فستان وحذاء ،
ولاحظت الأم أن الجميع ينظر الي البنت نظرات لا تخطأها عين المرأة المجربه ،
عادوا الي البيت والإبنه فرحة ، ونظر الأب الي أذن الأم فعرف من أين جاءت
بالنقود ، وفي الغد إرتدت البنت ملابسها وكأنها أميرة كأميرات الحكايات ،
التي كنا نقرأ عنها في الكتب ، وذهبت في الصباح الي الشركة مع أبيها ، ونظر
الموظفين اليها ، وقال بعضهم معقول كل هذا الجمال عند عم أحمد الفراش ،
وعندما دخلت مكتب صاحب الشركة طلب من عم أحمد أن يحضر لها عصير ، وأيضاً
شعر صاحب العمل كم هي جميلة ، وجمالها غير ذلك الجمال الذي يحتاج الي
مكملات ، من مكياج وأفخر العطور الفرنسية ، حتى يشعر بها الأخرين ، ولما
إنتهت المقابلة طلب منها أن تنتظر في غرفة السكرتيرة ، وطلب الأب ، ولأول
مرة قال له إجلس يا عم أحمد ، تعجب الأب وقال العفو يا سيدي البيه ، ولكنه
كان متلهفاً لمعرفة رأي صاحب العمل فيها ، وقال له بدون مقدمات ، عم أحمد
أنا أريد الزواج من إبنتك ، لمعت عين عم أحمد من المفاجئة ، وقال إحنا نطول
يا سيدي البيه ، قال له قبل أي شئ يجب أن تعلم أني رجل لا ينجب أولاد ،
أجريت تحاليل في كل العالم ، وأخذت جميع الأدوية ولا نتيجة ، أرجو عرض هذا
الأمر عليها وعلى زوجتك ، وإذا وافقت فإني سوف أمهرها ب 100 الف جنية أدفها
لك فوراً ، وأكتب لها مؤخر 100 الف جنيها مثلها ، ولا أريد منك أي تجهيز
لها ، فأنا لدي فيلا فاخرة ، وسوف أأخذها بما عليها من ملابس ، وأترك لكم
أسبوع للتفكير ، ولما عاد الأب الي البيت ومعه إبنته ، ولم يتكلم طوال
الطريق كلمة وأحدة معها ، فهو كان مشغولاً بنتيجة هو وصل اليها ، أن هذا
العرض لا يرفض ، ولكن ما قول الإبنه والأم ، أخذ زوجته في ركن البيت
وأخبرها ، وقال لها قبل أي قرار منك ، ضعي أمامك 100 الف جنية ، لن نصرف
منهم شئ على أي جهاز أو حتى ملابس ، هذه النقود تعيننا على العيش الكريم ،
وتربية الصغار ، قالت الأم قبل أي رأي لي أو لك نسأل البنت ، وأحضر الأب
البنت وقال لها أن عمرك الأن 18 سنه وهناك عريس متقدم لكِ عمره 36 سنه أي
ضعف عمرك ، وهو رجل شريف وصادق ، حيث قال لي أنه لا ينجب وطلب رأيك علماً
بأنه سيمهرك ب 100 الف جنية مقدم ومثلهم مؤخر ، ولا يريد جهاز ولا حتى
ملابس لكِ ، فسوف يتكفل بكل شئ وهو يملك فيلا ، وقالت لها الأم هذا عرض لا
يرفض ، ولكن هل تصبري على عدم وجود أولاد ، فجأة صرخت الإبنه وقالت أأتي
أنا بأولاد ويعيشون كاعيشتنا ، أو ُأحرم منهم وأعيش حياة ا.د/ سعيدة ، يا أبي من
دون أن أعرف من هو ، أنا موافقة ، قال لها الأب إنه عاصم بك صاحب الشركة ،
قالت أنه رجل مهذب أنا موافقة ، وتم الزواج وذهبت الي بيت زوجها ، وبصبر
منه معها عودها على حياتها الجديدة ، التى لم تكن متعودة على مثلها ، كانت
تعلم أنه إشترى جمالها للمتعه بها فقط ، لذلك كانت لا تقصر في إبراز جمالها
له ، وتقديم جمالها له كل ليلة بسخاء ، وهي تعلم أنها لن تحصل على ما
تتمناه كل إمرأة وهي في فراش زوجها ، أن تكون أماً ، فهي قد قرأت أن الزوجة
وهي مع زوجها ، تصرخ بصمت وتقول إمنحني أمومه ، إلا أنها كانت تقول لا
يأخذ الإنسان من الدنيا كل شئ ، فأنا بحياتي هذه راضية ، ومضى الوقت فإذا
الأمومه في داخلها تصرخ ، كأي أنثى ، وهي في كل مرة تسكت هذا الصوت الآتي
من داخلها ، حتى رأت الخادمة التي دخلت معها البيت لخدمتها ، وقد تزوجت
وأنجبت ولد وبنت ، فإذا هي تتحصر من داخلها كلما رأت الأبناء يتعلقان بزيل
ثوبها ، وفجأة سألت نفسها سؤال ، يا ترى من أسعد حالاً أنا أم هي ، أنا
بهذا المستوى من العيش والذي لم يكن يوماً ولو حلماً في حياتي ، أم هي
بحالتها المعيشية المتواضعة ، وفجأة نزلت من عينها دمعة ، عندما تذكرت
أخواتها وقد تغير حالهم ، وبيتهم ولبسوا نظيف الثياب وسكنوا في بيت خارج
الحارة الكئيبة التي كانوا يعيشون فيها ، هنا حاولت أن تعيد التوازن الي
نفسها ، وقالت الكلمة التي دائما ترددها ، الدنيا لا تعطي للإنسان كل ما
يشتهي ويريد فالحمد لله على كل حال. ♠♠♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق