♠♠♠♠ القصة القصيرة ♠♠♠♠ ♠♠♠ رضاكِ يا أمي ♠♠♠ ♠♠
بينما أمه تخرجه للدنيا بعد زواج إستمر فقط لمدة عاماً ، مات أبوه بعدها
فى الغربة ليُأمن لهما حياةً كريمة ، وأصبحت الأم وحيدة فى الدنيا طرقت كل
الأبواب للعمل ، حتى توفر له ولها القوت الضرورى للحياة ، إلا أنه كان
هناك مشكلة منعتها من الإستمرار فى أى عمل لمدة كبيرة ، هذه المشكلة هى
أنها كانت شديدة الجمال ، كل من يراها يوفر لها ما تريده فوراً ، طمعاً فى
أنه يمكن أن يجد السبيل اليها ، وعندما تشعر هي بما يريد تسارع لترك العمل ،
وظلت هكذا أيامها ، وقد أقسمت ألا تطعمه من حرام وكان يشعر هو منذ صغره
بكل هذا ، فكان يجتهد حتى كان دائماً الأول بلا نزاع في مدرسته البسيطة ،
ومرت الأيام وكبر الولد ودخل الجامعة بمنحة تفوق ، بدون أن يكلف أمه أية
مصاريف حتى الكتب من تفوقه كانت تأتي له مجاناً من الأساتذة شديدي الإعجاب
به ، فهو إلي جانب جمال ووسامة ورثها من أمه ، فهو مجتهد ومتفوق ، وتخرج
من الجامعة وكان الأول ، وحصل على علامات لم يحصل أحداً من قبل على مثلها ،
فتم تعينه معيداً فى الجامعة ، ووجد أنه يستطيع أن يحمل عن أم المجاهدة
بعضا من حملها ، وبسرعة حصل على الماجستير ، بشكل أعجب به أساتذته خصوصاً
وهو قد رفض بعثه للحصول على الماجستير من الخارج ، وأخبر العميد أنه متنازل
عليها حتى لا يترك أمه وحدها ، وفى مرة دعاه عميد الكلية لمناسبة فى بيتهِ
، وعرفه على إبنتهِ وهي فتاة جميلة وخريجة كلية الأداب قسم لغة فرنسية ،
وبسرعة تقربت منه لأخلاقه ورجاحة عقله ، وكأن والدها تمنى هذا وكان كذلك
ففي بلدته مثل يقول أخطب لإبنتك ولا تخطب لإبنك ، وفي الحقيقة قص الشاب
عليها قصته بصراحة وبكل وضوح ، وأنه مرشح الى بعثة للحصول على الدكتوراه من
إنجلترا وبسرعة عمل والدها على إتمام الزواج قبل البعثة ، حتى تذهب هي معه
، وأخبرها صراحةً أنه سوف يصطحب أمه معه وشعر ببعض عدم الرضى من العروس
فقال فى نفسه مع الأيام سوف تحل هذه القضية خصوصاً عندما تعاشر أمه التى
تتصف بالود للجميع ، وعقد القران ويوم حفل الزفاف فى واحد من أكبر الفنادق
فى البلده ، والحقيقة أن والد العروس قد تكفل بكل هذه المصاريف ، حتى تليق
حفل زفاف إبنته الوحيده بها وبه ، حضر الحفل الكثير من كبار هذه البلده ،
وصممت الأم أن تجلس تحت قدمي إبنها وهو بجانب العروس ، حاول أن يثنيها عن
هذا ما إستطع ، ومرت ساعات الفرح والعروس تتأفف من جلوس الأم هكذا ، وقبل
نهاية الفرح قالت له بصوت عالى أطلب من أمك أن تغادر مكانها حتى نتصور مع
المعازيم ، قال لها هى لن ترضى وأنا لا أستطيع إغضابِها مهما كان ، فإذا
بالعروس تصرخ فى وجهه وتقول ترضيها هي ، وتغضبنى أنا سوف أمشي الى غرفتي
حتى تعرف قدري ، فقامت الأم مسرعة من مكانها حتى لا تحدث مشكلة بسببها ،
وطلب العريس من أمه الإنتظار وذهب الي من معه ميكرفون الحفل وقال ياسادة
ياسادة العروس تتأفف من أمى ، ياسادة أمامكم يا من أنتِ زوجتي تعالي الي
هنا ، ودفعها أبوها وأمِها اليه دفعاً قال لها قبلي يد أمي فنظرت بغرابة
نظرة المغرور عندما يتطاول عليه واحد من رعاع القوم ، أعاد عليها ما قال
فتركته ومضت صاعدة إلي غرفتها ، فقال لها بصوت عالِ أنتِ يا من لم أدخل بها
بعد أمام الجميع أنتِ طالق ، وكانت هذه أول مرة تطلق عروس وهي بثياب
الزفاف ، وقال هو للحضور يا سادة لن أترك شبابي يجعلني أنانياً أمام من
باعت شبابها لأجلي ، أنا الذي أخذت منها سنوات عمرها ولم أعطي لها شئ ،
إندهش الحاضرين وأكمل قوله أنا لن أقبل يدها فقط بل سوف أنزل لقدميها حيث
الجنه لأرتع فيها ، ونزل وسجد على الأرض وقبل قدميها الإثنين وظل يفعل وهي
ترفعه ولا يريد ، ثم قام والدموع بعينه وقال فكرت لمدة ثانية واحدة وسألت
نفسي من أهم عندى أمي أم عروس أعيش معها شبابي ، فكان جواب عقلي كيف تقارن
أمك بأحد ، مهما كان وألقى بدبلة الزواج وأخذ أمه وأنصرف ، حاول الجميع
التدخل ولكنه رفض أن يغير من قراره ، حتى أبوها توسل إليه في البداية ، ثم
هدده صراحةً في مستقبله ، فإذا به يضحك ويقول أمي هي مستقبلي كما كانت
الماضي لي ، وعندما وصل الى بيته وامه تبكي وتقول حبي لك هو السبب ، وهو
يقول لأمه قدر الله وما شاء فعل ، وقبل أن ينام دق جرس الباب فإذا بالباب
واحد من أغنى من كانوا فى الفرح ومعه فتاة جميلة ، وقال له ما فعلته من أجل
أمك يجعلنى أقدم لك إبنتي الوحيدة ، وهي كما ترى من جمالها وحسبها ونسبها
ومالها أقدمها زوجةً لك ، فهي فقدت امها يوم ولادتها ، فتزوجها الليلة حتى
لا تفقد فرحتك كعريس بلا أي تكاليف منك ، تقديراً لحبك لأمك والتي أبكيت
الحضور لما فعلت ، وأمك هي أمها تقبل يدها كل يوم وجلست العروس معه ومع
أمه وذهب ، وأحضر من يعقد القران والشهود وعقد القران وفهمت الزوجة أنها
للحصول على حب الزوج لابد أن يمر حبها أولاً بأمه ، فهي الباب الملكي لقلبه
لتعيش فى سعادة ، وفعلاً نجحت وأصبح للأم ولد وبنت من يومها ، وزقهما ربهم
ببنين وبنات وقبلهما بسعادة وحياة مستقرة. ♠♠♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق