السبت، 27 يناير 2018

القصة القصيرة بعنوان/رضاكِ يا أمي/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع ا.د/ محمد موسى

القصة القصيرة
رضاكِ يا أمي
بينما أمه تخرجه للدنيا بعد زواج إستمر فقط لمدة عاماً ، مات أبوه بعدها فى الغربة ليُأمن لهما حياةً كريمة ، وأصبحت الأم وحيدة فى الدنيا طرقت كل الأبواب للعمل ، حتى توفر له ولها القوت الضرورى للحياة ، إلا أنه كان هناك مشكلة منعتها من الإستمرار فى أى عمل لمدة كبيرة ، هذه المشكلة هى أنها كانت شديدة الجمال ، كل من يراها يوفر لها ما تريده فوراً ، طمعاً فى أنه يمكن أن يجد السبيل اليها ، وعندما تشعر هي بما يريد تسارع لترك العمل ، وظلت هكذا أيامها ، وقد أقسمت ألا تطعمه من حرام وكان يشعر هو منذ صغره بكل هذا ، فكان يجتهد حتى كان دائماً الأول بلا نزاع في مدرسته البسيطة ، ومرت الأيام وكبر الولد ودخل الجامعة بمنحة تفوق ، بدون أن يكلف أمه أية مصاريف حتى الكتب من تفوقه كانت تأتي له مجاناً من الأساتذة شديدي الإعجاب به ، فهو إلي جانب جمال ووسامة ورثها من أمه ، فهو مجتهد ومتفوق ، وتخرج من الجامعة وكان الأول ، وحصل على علامات لم يحصل أحداً من قبل على مثلها ، فتم تعينه معيداً فى الجامعة ، ووجد أنه يستطيع أن يحمل عن أم المجاهدة بعضا من حملها ، وبسرعة حصل على الماجستير ، بشكل أعجب به أساتذته خصوصاً وهو قد رفض بعثه للحصول على الماجستير من الخارج ، وأخبر العميد أنه متنازل عليها حتى لا يترك أمه وحدها ، وفى مرة دعاه عميد الكلية لمناسبة فى بيتهِ ، وعرفه على إبنتهِ وهي فتاة جميلة وخريجة كلية الأداب قسم لغة فرنسية ، وبسرعة تقربت منه لأخلاقه ورجاحة عقله ، وكأن والدها تمنى هذا وكان كذلك ففي بلدته مثل يقول أخطب لإبنتك ولا تخطب لإبنك ، وفي الحقيقة قص الشاب عليها قصته بصراحة وبكل وضوح ، وأنه مرشح الى بعثة للحصول على الدكتوراه من إنجلترا وبسرعة عمل والدها على إتمام الزواج قبل البعثة ، حتى تذهب هي معه ، وأخبرها صراحةً أنه سوف يصطحب أمه معه وشعر ببعض عدم الرضى من العروس فقال فى نفسه مع الأيام سوف تحل هذه القضية خصوصاً عندما تعاشر أمه التى تتصف بالود للجميع ، وعقد القران ويوم حفل الزفاف فى واحد من أكبر الفنادق فى البلده ، والحقيقة أن والد العروس قد تكفل بكل هذه المصاريف ، حتى تليق حفل زفاف إبنته الوحيده بها وبه ، حضر الحفل الكثير من كبار هذه البلده ، وصممت الأم أن تجلس تحت قدمي إبنها وهو بجانب العروس ، حاول أن يثنيها عن هذا ما إستطع ، ومرت ساعات الفرح والعروس تتأفف من جلوس الأم هكذا ، وقبل نهاية الفرح قالت له بصوت عالى أطلب من أمك أن تغادر مكانها حتى نتصور مع المعازيم ، قال لها هى لن ترضى وأنا لا أستطيع إغضابِها مهما كان ، فإذا بالعروس تصرخ فى وجهه وتقول ترضيها هي ، وتغضبنى أنا سوف أمشي الى غرفتي حتى تعرف قدري ، فقامت الأم مسرعة من مكانها حتى لا تحدث مشكلة بسببها ، وطلب العريس من أمه الإنتظار وذهب الي من معه ميكرفون الحفل وقال ياسادة ياسادة العروس تتأفف من أمى ، ياسادة أمامكم يا من أنتِ زوجتي تعالي الي هنا ، ودفعها أبوها وأمِها اليه دفعاً قال لها قبلي يد أمي فنظرت بغرابة نظرة المغرور عندما يتطاول عليه واحد من رعاع القوم ، أعاد عليها ما قال فتركته ومضت صاعدة إلي غرفتها ، فقال لها بصوت عالِ أنتِ يا من لم أدخل بها بعد أمام الجميع أنتِ طالق ، وكانت هذه أول مرة تطلق عروس وهي بثياب الزفاف ، وقال هو للحضور يا سادة لن أترك شبابي يجعلني أنانياً أمام من باعت شبابها لأجلي ، أنا الذي أخذت منها سنوات عمرها ولم أعطي لها شئ ، إندهش الحاضرين وأكمل قوله أنا لن أقبل يدها فقط بل سوف أنزل لقدميها حيث الجنه لأرتع فيها ، ونزل وسجد على الأرض وقبل قدميها الإثنين وظل يفعل وهي ترفعه ولا يريد ، ثم قام والدموع بعينه وقال فكرت لمدة ثانية واحدة وسألت نفسي من أهم عندى أمي أم عروس أعيش معها شبابي ، فكان جواب عقلي كيف تقارن أمك بأحد ، مهما كان وألقى بدبلة الزواج وأخذ أمه وأنصرف ، حاول الجميع التدخل ولكنه رفض أن يغير من قراره ، حتى أبوها توسل إليه في البداية ، ثم هدده صراحةً في مستقبله ، فإذا به يضحك ويقول أمي هي مستقبلي كما كانت الماضي لي ، وعندما وصل الى بيته وامه تبكي وتقول حبي لك هو السبب ، وهو يقول لأمه قدر الله وما شاء فعل ، وقبل أن ينام دق جرس الباب فإذا بالباب واحد من أغنى من كانوا فى الفرح ومعه فتاة جميلة ، وقال له ما فعلته من أجل أمك يجعلنى أقدم لك إبنتي الوحيدة ، وهي كما ترى من جمالها وحسبها ونسبها ومالها أقدمها زوجةً لك ، فهي فقدت امها يوم ولادتها ، فتزوجها الليلة حتى لا تفقد فرحتك كعريس بلا أي تكاليف منك ، تقديراً لحبك لأمك والتي أبكيت الحضور لما فعلت ، وأمك هي أمها تقبل يدها كل يوم وجلست العروس معه ومع أمه وذهب ، وأحضر من يعقد القران والشهود وعقد القران وفهمت الزوجة أنها للحصول على حب الزوج لابد أن يمر حبها أولاً بأمه ، فهي الباب الملكي لقلبه لتعيش فى سعادة ، وفعلاً نجحت وأصبح للأم ولد وبنت من يومها ، وزقهما ربهم ببنين وبنات وقبلهما بسعادة وحياة مستقرة.
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق