السبت، 20 يناير 2018

قصيدة بعنوان("حمَامَتَان في عُتْمة الظِلّ )بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع Abdel Fatah Naffat

"حمَامَتَان في عُتْمة الظِلّ"
نسيتُ أنْ أقولَ للغَدِ
شُكْرًا
فَقَدْ إكْتَمَلْتُ بَعْدَ كُلّ هَذا الودَاعْ
و مَازلْتَ لمْ تَكْتَمِلْ
للآنْ
يُحَاصرُني الحَرْفُ الأوّلُ
منْ إسْمكَ
و أنَا أُحَاصرُ كَتيبَةً
أوّلُهَا بكَاءٌ
و آخرُهَا سُؤالْ
منْ أنَا أيُّها الواقعُ
أيُّهَا الوَقْتُ
منْ أنا ليَتَشَكّلَ النسْيَانُ
على جسَدي
رُمْحًا
و يكْبُرَ المَوْتُ عَلى وَتَري
حَزينًا
و ينْهَضَ الصَخْرُ العَليُّ
منْ بيْنِ أشْعَاري
فَيَغْتَالُني في نفْسِ القصيدَةِ
مَرَّتَانْ

حَمَامتَانِ تَرْسُوانِ على مشابكِ
الظلّ
قالت الأولى لنَرْتَحِلْ
قالتْ الأخْرى
بلا لنترَجَّلْ
وَ لا نتعَجّلْ قدَرَ الكَائنَاتْ
مَاتَتْ الصُغْرى و كَانَ إسْمُهَا: "أمّي "
و سَارَتْ الكُبْرى في زحَامٍ
منَ الممَرّاتْ
لوَحْدهَا تخْتَبرُ الحَيَاةَ الأخْرى
منْ دونِ عُكَازِ الكِبَرِ
أوْ صَوْت المُحبينَ المُودعينَ
خَلْفَ طُرُقِ اللا نهاياتْ
و كانَ إسْمُهَا: "تُونسْ"
بكُلّ صفَاتِ النَحْوِ
و كُلّ نُعُوتِ العَجْزِ
حينَ يقْتُلُني صَوْتُ الحَفيف
الخفيف
الأخيرِ
منَ الفاتحَة أُمُّ الكتابْ
إلى آخر سطْرّ في القُرآنْ
و آخر نُوتةٍ في دَمي السعيرِ
مَاتتْ الحَمَامَتَان في لغَتي
و ليسَ لي من مرادفٍ
لنَعْي أبي
و لا لتَقَبُّل العَزَاءِ
نيَابَةً عنْ شعْبي
لمْ يَبقَ لي غَيْرُ النشيد
و سُورَةُ النسَاء
حينَ يشْتَّدُ بالوريدِ
طَوْقُ الوَريدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق