الأربعاء، 11 أبريل 2018

آخر الكلام .../بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع ا.د/محمد موسى

آخر الكلام ...
( الحمد لله الذي عافاني من كثير ممن إبتلى به عباده المؤمنين ) ، وأنا في إنجلترا كان من بين عشقي فى لندن متحف مدام توسو " متحف الشمع" ، " والبرت هول " ، وهذا البناء هو عبارة عن نصف كرة ، أدواره متعددة في كل دور اوركسترا يعزف أرقى الموسيقى الكلاسكية لعظماء الموسقين مثل بيتهوفن وموتسارت وشوبان ، وأنا أدعي فهمي للموسيقى الكلاسيكية ، والتى أحرص على مشاهدتها وهي تعزف في كل البلاد التي زرتها ، ورأيت أعظم فرق الموسيقي في العالم وهي تعزف عبقريات بيتهوفن مثلا ، والتذكرة تقطع بالاسبوع كل يوم أحضر حفل اوركسترا مختلف ، أما عشقي الأخر فهو لمتحف الشمع ( متحف مدام توسو ) فقد زرته مراتٍ عديدة ، وفي كل مرة أرى الجمال من زاوية مختلفة عن سابقتها ، وفي مرة وأنا استعرض الكتب التي ترد كل اسبوع لمكتبة فى أول شارع اكسفورد القريب جدا من الأوتيل الذي تعودت النزول فيه كلما حضرت إلى لندن ، أخذ إنتباهي كتاب شدني للكاتبه المعجزة هيلن كيلر ( هذه الكاتبه الصماء والبكماء والعمياء ) ، والتي كانت معلمتها العبقرية تعلمها فقط بالمس ليدها ، وعنوان الكتاب هو " لو منحنى الله البصر 24 ساعة " لم أنم ليلتها حتى قرأت كل صفحات الكتاب ، وهي قد قالت فيه سوف أقيم فى الجامعة قسماً يسمى كيف تستفيد من عينيك ، والمذهل أنها وصفت متحف مدام توسو بشكل جعلني أرى فيه جمال لم أراه بعيني أنا ، ولكنِ رأيته بعين هذه السيدة العمياء ، وأعتذر عن هذا الوصف فليس كل من لا يرى هو أعمى ، مما جعلني اعيد زيارة هذا المتحف ثانية ، ونفسي تحدثني سبحان من يمنح ويمنع ، ولا يعرف أحد من خلقه لماذا منح ولا لماذا منع ، وتذكرت الأمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجه عندما وجد رجل أعمى وله يد ورجل مقطوعه من خلاف ، وهو يقول ما ذكره الكاتب فى مقدمة القول ، وتعجب الإمام علي وقال له مما عافاك يارجل فقال: ( الحمد لله الذى أعطانى لساناً ذاكراً وقلبا شاكرا وجسداً على البلاء صابراً ) ، لما قرأ كاتب هذه السطور الكتاب ، وتذكر قول الإمام علي ، قال: كيف يفي لله سبحانه وتعالى فضله وهل يكفي على نعمه فقط شكره ، وقال الحمد لله أني عبدا لرب يرضى مني بالقليل من الشكر ويعدني بالمزيد من الفضل ( ولإن شكرتم لأزيدنكم).
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق