الخميس، 27 يوليو 2017

قصة قصيرة بعنوان//الحب وحده لا يكفي//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع إبراهيم فهمي المحامي

إبراهيم فهمي‏ مع ‏روعة محسن الدندن‏ و‏‏34‏ آخرين‏‏.
الحب وحده لا يكفي / قصة قصيرة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان أول لقاء بينهما في العمل حين جمعهما المكتب الهندسي في الشركة ، لفت نظره شكلها الوقور وجمالها الهادئ وعقلها الناضج المثقف ... وجمعتهما الأحاديث الكثيرة
والعادة اليومية ومناقشات العمل .
وكان كل يوم عبارة عن جسر جديد يقرّب بينهما
لذا كان طبيعياً أن يُولد الحب بينهما فهو شاب مناسب وهي فتاة مناسبة ، وشرارة الحب لا تحتاج في بدايتها إلي أكثر من ذلك .
قابلها مرّات عديدة خارج حدود العمل ليتعارف عليها أكثر لأنه كان ينوي الإرتباط بها .
جمعتهما مواقف عديدة في العمل وخارج العمل ودارت بينهما نقاشات عدة حول أى شئ وكل شئ لكنه كان كثيراً ما يفاجئه أفكارها الغريبة والمتناقضة .
حدث أن رآها مره وهي تناقش أحد عملاء المكتب بطريقة فظّة وظالمة فطلب منها الحديث بعيداً عن العميل فصرخت في وجهه قائله :
من فضلك مش عاوزة كلام دلوقت ...
لم يصدّق نفسه وقتها ولم يستوعب صنيعها وقال لنفسه :
كيف يكون لها كل هذه التناقضات وأنا لم ألاحظها إلي الآن ؟
لم تشفع عندها المشاعر التي بيننا ... ولا العيش والملح كما يقولون
حقاً إعتذرت له في اليوم التالي لكنها لم تعترف بخطئها مطلقا
ومما زاده خوفاً وقلقاً منها أن مواقفها المتناقضة والمرفوضة تكررت أكثر من مرة
أمامه بل ومعه .
مرّت فترة ليست بالقليلة علي علاقتهما والصراع يحتدم داخله بين القلب والعقل .
القلب يغفر ويسامح ويلتمس الأعذار بينما العقل يوازن ويحلل ويراجع الأوراق .
ما أشد طفولة القلب وبراءته وما أنضج العقل وحكمته .
وذات يوم طالبته أن يتقدم إلي أهلها لخطبتها لأن الأقاويل زادت حولهما وأنها لا تريد أن يخوض أحد في سيرتها فتلعثم أمامها وقذف بنفسه في بحر صمتٍ طال أو قصر إلي أن فاجئته بحالة من الغضب والعصبية :
الظاهر أنا اللي فرضت نفسي عليك .... أنت نسيت كلامك ؟ والأحلام اللي ياما وعدتني بيها ؟
و........و........و..........
ثم تركته فجأه وانصرفت وهو في حالة ذهول ... وبعد أن تمالك نفسه من وجومه ودهشته وانتهي موعد عمله ذهب إلي ذلك الكافيه الذي كان يقابلها فيه وجلس علي نفس المنضدة التي إعتاد أن يجلس معها عليها وطلب قهوته المعتاده ، لكنه ظل واجماً ونسي إحتساءها حتي بردت وتتخالط في ذهنه الأفكار ما بين حبه لها وقلبها المنغمس في عشقها وبين عقله الرافض لمعظم أفكارها وردود أفعالها .
الحب الذي كان يبحث عنه وينتظره هو ذلك الحب المتكامل الذي يجمع بين نبضات القلب وحكمة العقل .
الحب في نظره حياة متكاملة وتوافق عقلي وشعوري .
الحب في نظره شخصان يُكمّل كل منهما الآخر .. يلتقيان في أفكارهما كما يلتقيان في مشاعرهما .
الحب في نظره جذوة نار مشتعلة يحيطها عقل ناضج يحافظ عليها ويُبقيها مشتعلة حتي لا تخبت أو تحرق أطرافها .
لا يا حبيبتي مشاعر الحب وحدها لا تكفي لإنماء علاقة .
لا أحلم بعلاقة ضعيفة تعتمد علي نبضات سريعه ولهفه واشتياق .
أنا أحلم معك بأكثر من ذلك .
لا ينفع أن نجرح الآخرين ونزعم أننا نحب .
لا ينفع أن تندس بين كلماتنا ألفاظ الغلظة والقسوة ونزعم أننا نحب .
لا ينفع أن نتظاهر بمثالية لا أثر لها داخلنا ونزعم أننا نحب .
نعم أحبك ولكن .....
الحب وحده لا يكفي ،،،،،
بقلمي / إبراهيم فهمي المحامي
26/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق