الأربعاء، 2 أغسطس 2017

قصيدة"بعنوان/ العباءة الحمقاء " للشاعرة السورية/ نفن مردم/بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع ثروت مكايد

Tharwat Mekayed
قراءة في قصيدة" العباءة الحمقاء " للشاعرة السورية/ نفن مردم
بقلم : ثروت مكايد
(3-؟)
إن معارك الوطن العربي أو العالم المتخلف في معظمها " دون كيشوتية " ..ودون كيشوت بطل رواية تحمل نفس الاسم للروائي الإسباني " سرفانتيس " ، وقد تشبع دون بكتب الفروسية حتى ظن نفسه بطلا أو فارسا ، وصور له وهمه طواحين الهواء أعداء فراح يحاربها ..
وكذا نحن صور لنا الوهم عدوا ليس بعدو ولا يمكن له هذا ..
وهذا عين الحمق أن تدخل في معركة وهمية ..من لا شيء !
حمق ما بعده من حمق ومن ثم كانت الشاعرة موفقة كل التوفيق لا بعضه حين قالت : " تلك العباءة الحمقاء " إذ يصور الوهم للرجل أن المرأة عدوا أو أنها سلبا له وغنيمة أو أنها جارية للخدمة والسرير مما يستفز المرأة فتتحول الأسرة والبيت إلى حلبة صراع ..
صراع أحمق حقير يراد به شغل الأسرة بهاتيك المعارك الوهمية عن المعركة الرئيسة للشرق المتخلف ..
إن معركتنا الرئيسة والأساسية مع التخلف الذي نخوض في ردغته للأذقان ..
معركتنا مع الجهل والفقر والمرض أما أن تتحول المعركة بين طرفي الأسرة فذلك شيء يراد ، لأنه يوم تتحطم الأسرة فسيتحطم المجتمع ويصبح أشلاء مبعثرة ..
ويشغل عن قضيته الكبرى لقضايا وهمية وصراعات وهمية دون كيشوتية بامتياز ..
ومن حمق العباءة أن يظن الرجل لجهل منه وحمق بين أن القوامة التي أعطاها له خالقه من باب الكرامة لذكوريته والتشريف وهي لو فقه مسؤولية وتكليف ولا تعني بحال علوا في الأرض لمجرد الذكورة فإن أخس أنواع العصافير قادر على الجماع أكثر من ذكور البشر بخمسين مرة ..
وشتان ما بين الرجولة المستلزمة للقوامة والذكورة النوعية أي لبقاء النوع ..
على أن هذا الفهم الفاسد يمثل ظاهرة عامة في المجتمعات المتدنية المنحطة إذ تعد المناصب تشريفا فيها تؤهل صاحبها للفساد وليست مسؤولية تجعل من صاحبها في خدمة الناس وتيسيرا لهم ..
وبعد فالأحمق يضر من حيث يريد النفع فما بالك إذا كان يريد الضر ؟ ..
ساعتها - أي ساعة يريد الضر - يكون ضره أهوج لا يطاق ..
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في عالم نفن مردم الشعري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق