الاثنين، 18 ديسمبر 2017

قصيدة بعنوان(مللٌ يحضنني )بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع أحمد المحمد سورية 13 _ 12 _ 2017

مللٌ يحضنني
من رحاب الساحلِ
أكتبُ شعري وكلماتي
حيث الغيومُ البعيده
ونَدِيُّ صوتِ النسماتِ
والأشواق البعيدة التي
تزورني بعدَ سفرِ مَنْ كانتْ
دفءَ قلبي وبوحَ آهاتي
أكتبُ حروفي المشتاقةَ
بمدادِ قلمٍ حزينِ
إلى محبوبتي التي غيّبها
قدرُ الزمانِ المُهينِ
وأيلولُ الحزينُ يبلّلُ ورقتي
بحباتِ الندى فتمّحي الكلماتِ
ويبقى منها الصدى
مضى عامانِ على البعدِ
هل أنتِ بخيرٍ ياحبيبتي؟
فأنا كما كنْتُ في الماضي
والساحلُ كما عرْفتُهُ
يتباهى ببحرهِ واشجارِ الليمونِ
وموسمُ الزيتونِ على الأبوابِ آتٍ
ليتك تأتينَ بلا موعدٍ
كموسمِ الزيتونِ
عيناي رقّت إليكِ شوقاً
أيّتها البعيدةُ القريبهْ
أيا تُرى سيطولُ الغيابُ
أم ستعودينَ محمّلةً بالرياحينِ
تلقيها على دروبِ عشقنا
التي باتت دونكِ غريبهْ؟
تأتينَ على بالي كلَّ صباحٍ
كأغنياتِ فيروزَ الناعمهْ
تدخلينَ جسدي وأعظمي
فتفيقُ مشاعري الهائمهْ
حديقة روحي اشتاقت إليكِ
وحنينُ اشتياقي يسافر من شطآني
ليصُبَّ في بحار مقلتيكِ
حبيبتي في هذه الأيّامِ اشتاقكِ أكثرَ
كشوقِ الثرى لصوتِ المطر
أوراقُ أيلولَ تتساقطُ
كالنحاسِ والذهبْ
وأنا أسقطُ عشقاً
قدهدّني الشوقُ والتعبْ
خريفي الشاحبُ سيفرحُ
إنْ تأتي غاليتي دونَ بالٍ أو خاطر
فيورقُ من جديدٍ لايأبَهُ
بوابلِ الغيمِ الماطرِ
يازهرةَ الأقحوانِ في حديقةِ عمري
يافرحي الجميل ياأطيبَ عطري
أكتبُ الحروفَ المشتاقةَ
من الكورنيش حيثما كنّا نجلسُ
نرقبُ طيورَ النورس
ونتبادل كلامَ الحبَّ ونهمسُ
مقاعدنا صارت خاوية
إلّا من بقايا ذكرياتٍ
وبعضِ أمنياتٍ
سقطت برحيلك في الهاوية
تركني قلمي، تركتني عصافيري
تركتني قصائدي، تركتني مواويلي
كلماتي باتت صمّاءَ خرساءَ
لاتنطقُ بشيءٍ
ماعادت تنظمُ قوافيَّ العصماءَ
حتى البحرُ الذي ملأناهُ فرحاً
ونحن نركضُ على شطآنهِ
باتَ يرفضُ زيارتي
ويرسم على وجهي ألفَ إشارةِ استفهامٍ
وكلّما كتبتُ لكِ قصيدةً
احتجزها في زنزانتهِ المؤبدةِ
أو رماها كما يرمي أمواجهُ
على أرصفةِ الخلجانِ
أو بعثرها كما يبعثرُ
الأصدافَ على الشطآنِ
أصابعي ملّت من كتاباتها
أصبحْت قصائدي من وهمٍ
مجردةً من أيّ مغزىً أو فهمٍ
يحضنني المللُ ، ماأصعبَ الكلام !
أكتُبهُ لغائبٍ أحبّهُ لايَسْمَعُ
وماقيمةُ كلامٍ يكْتَبُ فلا يُسْمَعُ.
أحمد المحمد سورية
13 _ 12 _ 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق