السبت، 2 سبتمبر 2017

القصة القصيرةبعنوان/ام الدنيا///بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع بروفسير ا.د/ محمد موسى


القصة القصيرة
حبيبتىِ دائماً
من زمن ليس بالقريب كنت أُحبها ، وأعترف الأن بأن حبىِ مازال لها ، وكانت هيِ تحبنىِ ، وأُجزم أن حبها مستمرٌ معها ، كنا نلتقى في باريس على نهر السين صيفاً وشتاءً وفى الكافيه المقابل لهذا النهر الخالد ، كنا نتحاور ونتبادل كلمات الأدب بيننا ، وفى كل شهر اكتوبر كانت تحضر إلى القاهرة لتشاركنىِ شهر ميلادى ، وعلى ضفاف نيل القاهرة الخالد في ذاكرة الزمان سرنا معاً ، وهىِ تعشق نيل القاهرة التى تشاهده بمتعة وحب من مقام إقامتها فى أوتيل شيراتون الجزيرة ، وكانت تكتب بالفرنسية شعراً وغزلاً في القاهرة ونيلها ، وكنا نسافر كل عام فى رحلة نيلية الى الأقصروأسوان ، وأمام معبد أبو سمبل وعند غروب الشمس وجدتها وقد صاحت مرة ، يا ألله ما كل هذا الجمال ، هذا أجمل غروب يمكن رؤيته ، شاعرة وأديبة ترى الجمال الذى قد يمر على البعض ، وداخل كل معبد من معابدنا في الأقصر وأسوان كانت تقف طويلاً لتتذوق الجمال ، وتكون من الشاهدين على عظمة هذه الحضارة ، وكل عام يأتي العشرات من الفرنسين لزيارة مصر وحضاراتها ، بعد وصفها لهذا الجمال لهم عند عوتها الي فرنسا ، وتقول هي لي كل مرة لولا إرتباطي بعملي في جامعة السربون لمكثت في مصر طويلاً ، ثم أأخذها الي شرم الشيخ لترى كيف أن المصريين ليسوا في حاجة للسفر الى للخارج لقضاء الأجازات ، ففي مصر أجمل مما عند الأخرين ، وسبق أن زرت أشهر شواطئ العالم كابري والريقيرا حتى جزر الباهاما ، ومرة قالت لي هذا هو الجمال أُجزم أن هذا المكان أجمل من الريفيرا الفرنسية ، وكلمات إعجاب منها بمصر لا يمكن وصفها ، وأضحك عندما أسمعها تقول صدق من قال أن مصر أم الدنيا ، ثم نسافر الي الغردقة لنتمتع بالبحر الأحمر خصوصاً وهي تجيد السباحة وتهوي الغطس والتمتع بالحياة البحرية ، وتشعرني أن بلادي أجمل بلاد الدنيا وأنا مقتنع بذلك ، ثم يحين وقت الرحيل ، وفى مطار القاهرة وأنا أودعها عند سفرها الى بلادها نتعانق طويلاً ، ولا أدرى سبب طول هذا العناق ، هل كنا نرفض الفراق ربما ، أم كنا نعتقد أن هذا آخر لقاء.
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق