♠♠♠♠ القصة القصيرة ♠♠♠♠ ♠♠♠ واﻷبناء وجهة نظر ♠♠♠ ♠♠
كانوا أربعة بنات أتوا الي الدنيا واحدة تلو الأخرى ، وظل الأب يصر على
وجود الولد ، وكذلك الأم فهي تحمل عاماً بعد عام ، حتى شرف الولد الأُمنية ،
وتمتع بدلع الكل وهذا الدلع من النوع الذي يفسد وتصور أن كل من في الدنيا
خدماً له ، وكانت الأم تحقق له كل شئ وكذلك الأخوات وكبروتخرج من الجامعة ،
وعين مدرساً في إحدى المدارس القريبة من البيت ، وجعلته الأم أمام الناس
هو رقم 1 قبل الجميع ، تمتع بحنان جعله ينظر من أعلى للجميع ، حتى لأمه ،
فهو مدلل ولا ترد له أي طلبات ، ولا تقبل الأم من المحيطين أي ملاحظات عليه
، فهو البيه كما كانت تطلق عليه ، وكانت الأخت الأكبر له قد عملت في إحدى
الدول العربية ، وفي كل أجازة لها الأم تصر على أن تجد له فرصة للسفر ،
وتحقيق أمله في كونه يريد تكوين ثروة ، ووجدت له شقيقته فرصة وذهب الي تلك
الدولة العربية ، وظن أنه سيلاقي ذات المعاملة المتميزة التي تعود عليها في
مصر ، إلا أنه وجد غير ما تعود علية ، حتى أصابه الإكتأب ، ثم سرعان ما
عاد الي مصر ، ولكن بشخصية أخرى عانت منها الأم الكثير وأصبح مصدر إزعاج ،
وليس مصدراً للسعادة كما كانت تمني نفسها ، ووتمر السنوات وهي في فراش
الموت ، وقبل أن تموت وصت إحد بناتها وزوجها عليه ، وبعدها بقليل مات الأب
ولكن وقبل أن يموت الأب وصى ذات البنت عليه ، وقد ذهب بعض عقل هذا الإبن ،
وأخذ أجازة من عمله للعلاج ، وأقام مع شقيقته ، ولما ساءت حالته تنقل من
مستشفى للعلاج النفسي الي أخرى ، وفي كل مرة يعود الي بيت شقيقته ، والغريب
أنه لم يعرف بموت أمه وأبوه سنوات ، أو أنه لم يصدق ، حتى وصل الي الستين
من العمر وهنا واجهه الجميع ان امه واباه ماتا وظل يعيش مع من واصاها
الأبوين عليه ، وهي تتعرض وزوجها الي الإهانه منه ، وكذلك إبنها الذي تخرج
من الجامعة ، وعمل في وظيفة جيدة ، ورغم هذا العبء كانت دائمة القول أن
أباها وامها أوصاها عليه ، حتى أنها قالت مرة صراحةً للزوج وللإن ، من لا
يستطيع العيش معي وهو في البيت فاليغادر هذا البيت ، ولن أفرط في وصية أمي
وأبي ، وتحملت منه ما لا يطاق والأخوات جميعاً يرفضن ، أن يعيش هذا المعتوه
عند أحدهم ، فكل زوج لا يتحمل وجوده ، إلا زوج هذه الشقيقة الذي تعود على
معاشرته وسماع الإهانه منه ، ثم تعرضت لضغط من إبنها الذي أضرب عن الزواج ،
خشية أن يعلم أهل زوجته ، أن في العائلة مخبول ، والشقيقة تصمت ، ثم
إنفجرت في أخواتها أنها وحدها وزوجها وإبنها تحمولوه كل هذه السنوات ،
والحمل هنا ليس مادياً أبداً لأنه له دخل كبير تنفق الأخت منه عليه ، فهي
تعطية مصرف كبير كل يوم يأخذه ليشتري أشياء لا تنفع ، أو ينفقه على رواد
مقهى يجلس عليه يومياً ، وهم عرفوا أنه غير سوي فكانوا يستغلوه في دفع
المشاريب مثلاً ، وكما قلنا الحمل ليس مادياً بل هو عبأً من النوع الذي لا
يجعل من يعيش معه يتمتع بالإستقرار ، تذكرت هذه القصة عندما أخبرني دكتور
عندي في الجامعة وهو تلميذ لي ، أن أهله في بلدته في الصعيد يطالبوه
بالزواج بأخرى ، لأن زوجته أنجبت له بنتان ولم تأتي بالولد كرغبة أبويه ،
قصصت عليه هذه القصة ، وأيضاً كتبت هذا لكل أسرة ، أن تكون أولاً على قناعة
أن البنت كما الولد هبه من الله يستحق سبحانه الرضا والشكر عليها ، كما
يجب أن يعرف الأبوين أن هناك بنات رفعن شأن أبويهم بكونهن متفوقات في
أعمالهن في الوقت الذي فيه بعض الأبناء من الذكور قد فشلوا ، ولعل الأباء
يعتدلوا في التعامل مع الأبناء ذكوراً كانوا أو إناث ، حتى لا يأتي وقت
يكون الثمن فيه أكبر من تقدير الجميع. ♠♠♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق