الجمعة، 21 أغسطس 2020

المستشرقون المنصفون/بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي - العراق

المستشرقون المنصفون وانصافهم للحضارة الاسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق - 5-اب-202
لقد أدى مجيء الإسلام إلى انبثاق كبير لروح العلم؛ إذ نشأت علوم كاملة في اسمها ومفهومها من مصطلحات وجهود عربية وإسلامية، فقد برز الإسلام في وقت مبكر من القرن السابع الميلادي في شبه الجزيرة العربية وأنتج حضارة متطورة للغاية كان مصيرها أن تؤثر عميقًا في تطور الثقافة الأوربية كلها من بعد، فحين كانت العصور المظلمة بما فيها من وحشية تجتاح القارة الأوربية كان الإسلام يزدهر، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة على تحصيل العلم واحترام الحكمة فقد جرى تطوير الكثير من العلوم ودراستها على نحو جاد من قبل علماء المسلمين، والذين سيؤثرون لاحقًا بدراساتهم وأبحاثهم في تطور العالم الغربي، ويفتحون بما توصلوا إليه أعين الغربيين الذين درسوا الإسلام دراسة عميقة، وليس مستغربًا أن ينصف العشرات من هؤلاء الغربيين الإسلام وحضارته بعد أن تعرفوا على عظمته ومكانته بين الأديان السماوية الأخرى، فقد قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وهو ما سنتعرف عليه من خلال هذه الدراسة التي استقيت فيها أقوال وشهادات بعض هؤلاء المفكرين المنصفين الذين تجردوا من الهوى والتعصب، ونظروا إلى حضارة الإسلام بعين الإعجاب والانبهار
عرفت الحضارة العربية الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، وقد كان للدين الإسلامي دور كبير في هده الوضعية من خلال مبادئه التي تحث على العمل، وتحصيل المعرفة، والتدبر في الكون، والحياة والبحث في القوانين الطبيعية، كما أن الإسلام جعل من العلم فريضة على المسلم، ورفع قدر العلماء، وخاطب العقل، ووجهه نحو التفكر والإبداع.
وعلى أثر الفتوح الإسلامية وتوسع المبادلات التجارية احتك المسلمون بثقافات؛ فعززوا معارفهم وأغنوها، ثم شرعوا في نشر المعرفة، حيث كان لهم السبق في مجال التعليم بإنشاء الجامعات في العواصم والحواضر الكبرى.
من جهة أخرى خلف العلماء المسلمون تراثًا غنيًا في مجال الآداب والعلوم، خاصة في الطب والرياضيات والفلك، حيث تم استغلالها في تدبير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمسلمين. أما فيما يخص فنون العمارة والزخرفة فقد اهتم المسلمون بتشييد المساجد والقصور، وإقامة مدن جديدة بمختلف مرافقها، مستعملين في ذلك مختلف فنون الزخرفة والرسم والنقش. وفي الوقت الذي عرفت فيه الحضارة العربية الإسلامية ازدهارًا كبيرًا كانت أوروبا تعيش على انعدام الأمن، خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وتوغل القبائل الجرمانية، وخضوع بعض المناطق للسيطرة العربية الإسلامية، خاصة الأندلس وصقلية.
فى هذا الموضوع بعضا من اقوال بعض المستشرقين الذين انصفوا الاسلام وحضارة الاسلام ,فى وقت تكثر فيه الاقاويل المحرضة ضد هذه الحضارة ,حيث يحاول الكثير من الغرب طمس معالم الحضارة الاسلامية, وانكار فضل هذه الحضارة على العالم الاوروبى بصفة خاصة والعالم الانسانى بصفة عامة , ولكن يابى الله الا ان ينصر الحق فى كل زمان ومكان , فنجد المنصفين منهم يخرجون من بين ظهرانيهم على فترات متتالية لينصفوا هذا الدين وتلك الحضارة التى جابت ربوع الارض من اقصاها الى اقصاها .
واننا اذ نذكر بعضا من اقوال المستشرقين الذين انصفواالحضارة الاسلامية , فاننا لا نقصد من ذلك تباهينا بالماضى او ان نردد اقوالهم , بل اننا نقصد من ذلك لفت انظار المسلمين والعرب الى حقيقة حضارتهم والتى ازهلت العالم كله وان يطلعوا على قيمتها واهميتها – وذلك باقوال على لسان غير المسلمين من المنصفين حتى لا يتهمنا احد بالمحاباة والمجاملة والرفع من شان انفسنا – فيعملوا على دراسة هذه الحضارة واستيعابها ,ومن ثم دراسة عوامل قيامها وازدهارها ثم دراسة الكامن وراء هذه الحضارة , ومن ثم العمل على اعادة بعثها مرة اخرى , وذلك ليقود المسلمون والعرب العالم مرة اخرى وتكون زمام الريادة فى ايدينا
نستقرئ مما اعترف به المنصفون من المستشرقين أن الحضارة الإسلامية كانت هي صاحبة الفضل في إرساء الحجر الأساس للحضارة الأوربية الحديثة؛ حيث أسهمت بكنوزها في الطب والكيمياء والرياضيات والفيزياء في الإسراع بقدوم عصر النهضة وما صحبه من إحياء للعلوم المختلفة.
فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا كانت أوربا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في ظلام حضاري وجهل، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على الغرب وتطرق أبوابه. فنهل منها معارفه وبهر بها لأصالتها المعرفية والعلمية.
فلم تَخلُ أوروبا من مؤرخين أبصروا ما للمسلمين من فضل في الحضارة الإنسانية على الحضارة الأوربية؛ فألفوا كتباً ودراسات منصفة تشيد بفضل المسلمين الذي لا يمكن إنكاره. فقد نذكر نفرًا منهم درسوا هذه الحضارة دراسة وافية وأبدوا إعجابهم بها.
مايكل هارت
يقول مايكل هارت فى كتابه “الخالدون مئة واعظمهم محمد “
“لقد اخترت محمدا فى اول هذه القائمة ولابد ان يندهش الكثيرون ولكن محمدا هو الانسان الوحيد الذى نجح نجاح مطلق على المستويين الدينى والدنيوى وهو قد دعا الى الاسلام ونشره كواحد من اعظم الديانات واصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا ,وبعد 13 قرن من وفاته فان اثر محمد عليه السلام مايزال قويا “
توماس ارنولد
يقول "توماس أرنولد": "كانت العلوم الإسلامية وهي في أوج عظمتها تضيء كما يضيء القمر فتُبدد غياهب الظلام الذي كان يلف أوربا في القرون الوسطى."
ويقول "جورج سارتون" في كتابه "مقدمة في تاريخ العلم": "إنّ الجانب الأكبر من مهام الفكر الإنساني اضطلع به المسلمون؛ فـ"الفارابي" أعظم الفلاسفة، و"المسعودي" أعظم الجغرافيين، و"الطبري" أعظم المؤرخين".
خوسيه لويس
يقول العالم الاسبانى خوسيه لويس بارسلو
” أرسى الإسلام مدنية متقدمة تعد في الوقت الحاضر من أروع المدنيات في كل العصور، كذلك فإنه جمع حضارة متينة متقدمة، وذلك إذا ما طرحنا جانبًا الاضمحلال الواضح للقوى السياسية، فإن الشخصية الجماعية للإسلام قد صمدت أمام كافة أنواع التغيرات ؛ ذلك لأن معيار الشخصية الجماعية هو المدنيةُ عامة والتقاليد التي لم تنطفِئْ أو تَخمُد. هذه هي روح الإسلام كما يجب أن يفهمها أولئك الذين يحاولون عن عمدٍ وسوء نية تشويه صورته “
تومسون
كذلك يُبدي "تومبسون" إعجابه بالعلوم الإسلامية فيقول: "إن انتعاش العلم في العالم الغربي نشأ بسبب تأثر شعوب غربيِّ أوربا بالمعرفة العلمية العربية وبسبب الترجمة السريعة لمؤلفات المسلمين في حقل العلوم ونقلها من العربية إلى اللاتينية لغة التعليم الدولية آنذاك." ويقول في مكان آخر: "إن ولادة العلم في الغرب ربما كان أمجد قسم وأعظم إنجاز في تاريخ المكتبات الإسلامية."
شاخت جوزيف
يقول المستشرق الالمانى شاخت جوزيف متحدثا عن الشريعة الاسلامية
والتى لعبت دورا هاما فى الحضارة الاسلامية فيقول
“ان من أهم ما أورثه الإسلام للعالم المتحضر قانونه الديني الذي يسمى بالشريعة، وهي تختلف اختلافًا واضحًا عن جميع أشكال القانون، إنها قانون فريد؛ فالشريعة الإسلامية هي جملة الأوامر الإلهية التي تنظم حياة كل مسلم من جميع وجوهها “
فرانز روزانتال
أبدى الباحث اليهودي "فرانز روزانتال" إعجابه الشديد ودهشته البالغة لسموّ الحضارة الإسلامية وسرعة تشكلها، فيقول: "إن ترعرع هذه الحضارة هو موضوع مثير ومن أكثر الموضوعات استحقاقًا للتأمل والدراسة في التاريخ. ذلك أن السرعة المذهلة التي تم بها تشكل وتكوّن هذه الحضارة أمر يستحق التأمل العميق، وهي ظاهرة عجيبة جدًّا في تاريخ نشوء وتطور الحضارة، وهي تثير دومًا وأبدًا أعظم أنواع الإعجاب في نفوس الدارسين. ويمكن تسميتها بالحضارة المعجزة؛ لأنها تأسست وتشكلت وأخذت شكلها النهائي بشكل سريع جدًّا ووقت قصير جداً، بحيث يمكن القول إنها اكتملت وبلغت ذروتها حتى قبل أن تبدأ."
روبرت بريفولت
وقد أشاد أحد الباحثين وهو "روبرت بريفولت" بالحضارة الإسلامية فقال: "إن القوة التي غيرت وضع العالم المادي كانت من نتاج الصلة الوثيقة بين الفلَكيين والكيميائيين والمدارس الطبية. وكانت هذه الصلة أثرًا من آثار البلاد الإسلامية والحضارة العربية. إن معظم النشاط الأوربي في مجال العلوم الطبيعية إلى القرن الخامس عشر الميلادي كان مستفادًا من علوم العرب ومعارفهم، وإني قد فصلت الكلام في الدور الذي لعبته العربية في اليقظة الأوربية؛ لأن الكذب والافتراء كانا قد كثرا في العصر الحاضر، وكان التفصيل لا بد منه للقضاء عليهما".
ادم ميتز
ويقول المستشرق "أدم متز" في كتابه "الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري": "لا يعرف التاريخ أمة اهتمت باقتناء الكتب والاعتزاز بها كما فعل المسلمون في عصور نهضتهم وازدهارهم، فقد كان في كل بيت مكتبة."
ويقول "رينيه جيبون": "لم يدرك كثير من الغربيين قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الإسلامية، ولا فقهوا حقيقة ما أخذوه من الحضارة العربية في القرون الماضية".
ويذكر "هينولد" أن ما قام على التجربة والترصد هو أرفع درجة في العلوم، وأن المسلمين ارتقوا في علومهم إلى هذه الدرجة التي كان يجهلها القدماء. فقد قام منهاج المسلمين على التجربة والترصد وكانوا أول من أدرك أهمية المنهاج في العالم، وظلّوا عاملين به وحدهم زمنًا طويلاً.
دولنبر
ويقول "دُولنبر" في كتاب "تاريخ الفلك": "لقد منَح اعتمادُ العرب على التجربة مؤلفاتِهم دقة وإبداعاً، ولم يبتعد العرب عن الإبداع إلا في الفلسفة التي كان يتعذر قيامها على التجربة". ويستطرد قائلاً: "ومن مباحثنا في أعمال العرب العلمية أنهم أنجزوا في ثلاثة قرون أو أربعة قرون من الاكتشافات ما يزيد على ما حققه الأغارقة في زمن أطول من ذلك كثيرًا، وكان تراث اليونان قد انتقل إلى البيزنطيين الذين عادوا لا يستفيدون منه زمنا طويلا، ولما آل إلى العرب حوّلوه إلى غير ما كان عليه، فتلقّاه ورثتهم (يقصد الأوروبيين حديثاً) وحوّلوه مخلوقاً آخر."
ليبري
ويقول "مسيو ليبري": "لو لم يظهر المسلمون على مسرح التاريخ لتأخرت نَهضة أوروبا الحديثة عدة قرون". ولقد أشار أيضاً إلى هذا المعنى المؤرخُ الفرنسيُّ الشهير "سديو" في تاريخه الكبير، الذي ألفه في عشرين سنة، بحثًا عن تاريخ المسلمين، وعظيم حضارتهم، ونتاجهم العلمي الهائل، فقال: "لقد استطاع المسلمون أن ينشروا العلوم والمعارف والرقيَّ والتمدُّن في المشرق والمغرب، حين كان الأوروبيون إذ ذاك في ظلمات جهل القرون الوسطى...." إلى أن يقول: "ولقد كان العرب والمسلمون -بما قاموا به من ابتكارات علمية- ممن أرْسَوا أركان الحضارة والمعارف، ناهيك عما لهم من إنتاج، وجهود علمية، في ميادين علوم الطب، والفلك، والتاريخ الطبيعي والكيمياء والصيدَلَة وعلوم النبات والاقتصاد الزراعي وغير ذلك من أنواع العلوم التي ورِثناها نحن الأوروبيين عنهم، وبحقٍّ كانوا هم معلمينا والأساتذة لنا." ويذكر العلامة "سديو" أيضًا: "أن المسلمين سبقوا كيبلر وكوبرنيك في اكتشاف حركات الكواكب السيارة على شكل بَيضِي وفي دوَران الأرض. وفي كتبهم من النصوص ما تعتقد به أن نفوسهم حدثتهم ببعض اكتشافات العلم الحديث المهمة". هذا، ولم ينسَ فضلاء علماء الغرب أن يعترفوا بهذه الحقيقة، ونستقي من كتاب "حضارة العرب" لـ"غوستاف لوبون" حيث يقول: "وكلما أمعنا في دراسة حضارة العرب والمسلمين وكتبهم العلمية واختراعاتهم وفنونهم ظهرت لنا حقائق جديدة وأفاق واسعة، ولسرعان ما رأيتَهم أصحاب الفضل في معرفة القرون الوسطى لعلوم الأقدمين، وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة قرون موردًا علميًّا سوى مؤلفاتهم، وإنهم هم الذين مدّنُوا أوروبا مادة وعقلاً وأخلاقا، وإن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير، وأنه لم يَفُقْهم قوم في الإبداع الفني". ويستطرد قائلاً: "ولم يقتصر فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة على أنفسهم؛ فقد كان لهم الأثر البالغ في الشرق والغرب، فهُما مدينان لهم في تمدّنِهم، وإن هذا التأثير خاص بهم وحدهم؛ فهم الذين هذّبوا بتأثيرهم الخُلُقي البرابرة، وفتحوا لأوروبا ما كانت تجهله من عالَم المعارف العلمية والأدبية والفلسفية، فكانوا مُمدِّنين لنا وأئمة لنا ستة قرون. فقد ظلّت ترجمات كتب العرب ولا سيما الكتب العلمية مصدرًا وحيدًا للتدريس في جامعات أوروبا خمسة أو ستة قرون. فعَلى العالم أن يعترف للعرب والمسلمين بجميل صنعهم في إنقاذ تلك الكنوز الثمينة".
توينبي
يقول توينبى فى كتابه دراسة التاريخ متحدثا عن طريقة انتقال الحضارة الاسلامية الى اوروبا فيقول
” وفى عالم الفكر كانت فتوحات الصليبيين الموقوتة فى الشام , وفتوحاتهم الدائمة فى صقلية والاندلس محطات ارسال متعددة امكن عن طريقها نقل كنوز عالم الشرق المتحضر الى العالم المسيحى الغربى , وفى مقدمة ما نقله الغرب التسامح الدينى والعلوم الانسانية التى اسرت قلوب الغربيين , ولم يستطع الغرب ان يهضم كل ما كان لدى الشرق من قيم ونظم ”
ايميرتون
ويؤكد ايميرتون فى كتابه” العصور الوسطى فى اوروبا” على كلام توينبى فيقول
“ان الثقافة التى حصل عليها الصليبيون من المسلمين انتزعت الصليبيين من الحياة الربرية ودفعتهم قدما الى الى عالم الحضارة ,وكان الصليبيين يسمعون من القسس اشياء كثيرة عن المسلمين وهاهم المسلمون اصبحوا فى مراى العين بالنسبة للصليبيين فوجدوا فيهم انسانية عالية, وشرفا وشجاعة, ووفاء بالعهد , وقد ساعد ذلك على تكوين الناحية الاسانية لدى الاوروبيين ولم تكن هذه الناحية ذات بال عندهم من قبل ” .
جورج سارتون
يقول جورج سارتون عن اللغة العربية وعالميتها دورها فى الحضارة الاسلامية
” حقق المسلمون عباقرة الشرق اعظم الماثر فى القرون الوسطى , وكانت اللغة العربية اعظم اللغات خلال هذه العصور فلقد كتبت بها المؤلفات القيمة شديدة الاصالة وكان على اى باحث يريد ان يلم بثقافة العصر ان يتعلم اللغة العربية , ولقد فعل ذلك الكثير من غير العرب “
لي قوان فين
ويذكر المستعرب الصيني "لي قوان فبين" وكيل وزارة الخارجية الصينية، وعضو مجمع الخالدين (اللغة العربية) بالقاهرة، وصاحب الدراسات العاشقة لتراث وحضارة العرب والمسلمين "أن الحضارة الإسلامية من أقوى حضارات الأرض، وأنها قادرة على اجتياز أي عقبات تواجهها لأنها حضارة إنسانية الطابع، عالمية الأداء، رفيعة القدر علميًّا وفكريًّا وثقافيًا. وبعدما تعمّقتُ في الأدب العربي القديم والحديث ازْداد اقتناعي بأن الشرق يمتلك سحر الحضارة والأدب والثقافة، وأنه صاحبُ الكلمة المفكِّرة والعقلية المنظمة؛ إذن فالحضارة الإسلامية تحمل عوامل البقاء؛ لأنها عصية على الهدم، لتوافر أركان التجدد والحيوية في نبضها المتدفق، وهي من أقوى حضارات الأرض قاطبة؛ لأنها تستوعب كل ما هو مفيد من الآخر وتصهَره في نفسها ليصبح من أبنائها، بخلاف الحضارة الغربية المعاصرة، كما أن الحضارة العربية الإسلامية تتسم بأنها عالمية الأداء والرسالة، إنسانية الطابع، جوهرها نقي ومتسامح".
ويقول الدكتور "خوسيه لويس بارسلو" أحد الباحثين الأسبان: "يجب أن نقرر الأهمية الحقيقية لتأثير العلوم الإسلامية، فهي من الناحية الموضوعية قد ساعدت على وجود المعايير الطبية الحالية". ويذكر من هذا المنطلق: "فقد أرسى الإسلام مدنية متقدمة تعد في الوقت الحاضر من أرْوع المدنيات في كل العصور، كذلك فإنه أيضًا قد جمع حضارة متينة متقدمة؛ وذلك إذا ما طرحنا جانبًا الاضمحلالَ الواضح للقوى السياسية، والتفكك الظاهر للدول الإسلامية. فإن الشخصية الجماعية للإسلام قد صمَدتْ أمام كافّة أنواع التغيرات، ذلك لأن معيار الشخصية الجماعية هو المدنيةُ عامة والتقاليد التي لم تنطفِئْ أو تَخمُد. هذه هي روح الإسلام كما يجب أن يفهمها أولئك الذين يحاولون عن عمدٍ وسوء نية تشويه صورته".
ريتشارد كوك
يقول ” ريتشارد كوك” فى كتابه “مدينة السلام”
“ان اوروبا لتدين بالكثير لاسبانيا العربية فقد كانت قرطبة سراجا وهاجا للعلم والمدنية فى فترة كانت اوروبا لا تزال ترزخ تحت وطاة القذارة والبدائية وقد هيا الحكم الاسلامى فى اسبانيا مكانة جعلها الدولة الوحيدة التى افلتت من هصور الظلام “
ويقول ليبرى
“لو لم يظهر العرب على مسرح الاحداث لتاخرت النهضة الاوروبية عدة قرون”
ويقول ” رينيه جيبون “
“لم يدرك كثير من الغربيين قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الاسلامية , ولا فقهوا حقيقة ما اخذوه من الحضارة العربية فى القرون الماضية “
ويقول” جوستاف لوبون ” فى كتابه ” حضارة العرب “
” اخذ الغرب عن العرب اخلاق الفروسية واحترام المراة ,واذن فليست المسيحية كما يظن بعض الناس فى الغرب هى التى انصفت المراة بل الاسلام “
المصادر
1- احمد شلبى ,موسوعة الحضارة الاسلامية , الجزء الاول , 1989 م .
2. مجلة حراء العلمية , العدد التاسع ,ديسمبر واكتوبر , 2007 م .
3. موقع قصة الاسلام , تحت اشراف الدكتور راغب السرجانى
4- غوستاف لوبون، حضارة العرب
5 - أرلوند توماس، الدعوة إلى الإسلام، بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية
6- سانتيلا، القانون والمجتمع
7-برنارد لويس، السياسة والحرب
8-إدوارد بروي، كلود كاهين، جورج دوبي، ميشال مولات، جانيت أوبوايه، تاريخ الحضارات العام، ترجمة: فريد داغر ويوسف أسعد داغر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق