الجمعة، 19 يونيو 2020

قصيدة بعنوان/(بالامس كانت هنا معنا )/بقلم الكاتب الاديب الراقي /الشاعر المبدع/كرم الدين ارشيدات

بالامس كانت هنا
معنا
نصلي لها ولأجلها
كتبت لها اصدق الكلمات
وكانت احبارها دموعي
اودعك هاله بصبر العابد المحتسب
الى جنات الخلد مع
الصديقين والابرار
رحمك الله بابا
كنت قد كتبت لها

طفلتي الصغيرة
لكرم الدين يحيى ارشيدات
أدري من أين أبدأ كلماتي
ولا أعرف كيف اصوغها
ولكني سأتحدث عن كيف تدخل الاحزان
عنوة إلى نفوسنا
كل شيء خلقه الله يحزن
والكل يعبر عن حزنه بطريقته
ولكن عندما تختلط كل الاشياء بالنفس مع وقف
التنفيذ
هنا تكون الكارثة
وهنا تكون فاجعة النفس بالنفس
هو وقبل كل شيء
أنين روح
تتقلب على أشواك الصبر عاجزة
كتلة واحدة من الألم
احتلت الجسد من الرأس وحتى اخمس القدمين
هي صلاة مودع نصلي بها على أرواحنا
صلاة جنازة بتكبيراتها
نصليها على انفسها
لأنه لربما لن يكون من يصلي علينا
عند مماتنا
نصلي صلاة المودع مع كل بزوغ فجر جديد
واشراقة شمس جديدة
نودع احبتنا وغوالينا
نودعهم لأنهم قطعة منا
من أرواحنا
وأجسادنا وقطعة من اكبادنا
نودعهم
بلحظات تتسارع بها الدموع والشهقات
ايهم سيكون الأول
ايهم سيكون السباق بالعويل
ايهم من سيحتل أركان الروح المحطمة
نودعهم
نودع غوالينا والروح تستغيث
تستنجد بالذي فطر السموات والأرض
أن لا يفجعهم بنا
والا يفجعنا بهم
أحس بها
أشعر بها
أحس بنزف روحها
وأحس بالوجع الذي نال من روحها
كيف لا
وهي من سكنت نفسي وروحي
أن ضحكت تضحك لها كل الدنيا
وان تألمت وحدي انا من يتألم معها
تتاوه روحي قبلها
تئن نفسي لوجعها
قدري انا
قدري أن تكون شريكة روحي
شريكة نفسي
خفقان قلبي لها
نبضاتي وأنفاسي لها
هي عصفورتي وصغيرتي
إلا يحق لها أن تعيش طفولتها
إلا يحق لها أن تطير وتحلق
وتغرد كعصافير الصباح
إلا يحق لها أن تداعب الأغصان
وتغتسل بقطرات الندى
الألم واحد
والوجع واحد
بالرغم من أننا جسدين
ولكننا شركاء بالروح
بالحلم
والابتسامة
اشاركها طفولتها
وبرائتها
تلك هي صغيرتي
ونور عيني
تلك التي لم ارى الحياة إلا من خلال عينيها
تلك التي ادمت قلبي
لاني عاجز أمام ما تعانيه
عجزت
ولم أستطع فعل ما توجب علي فعله
تغيب عني بالساعات
وقلبي معلق ما بين السماء والأرض
وتتلبد سمائي بوسواس الخوف
الذي يربكني إلى حد الموت
خوفا عليها
ماذا أفعل
كيف أصل اليها
امنيتي أن اضمها بين ذراعي
تكون بين ذراعي
آخذها بحضني لتكون قريبة من ذاك الذي تعلق بها
لاخبئها بأحضاني
احضان والدها
قد تقر عينها
قد تنسى مرضها ولو للحضات
قد تحس بالأمان
وهي بين يدي
قد تبتعد عنها رعشة الخوف وتقر عينها
ماذا أفعل
ماذا أفعل أمام ذاك الذي لا يرحم
والذي فجع قلوب الآباء والأمهات
بفلذات اكبادهم
ذاك الذي يفتك بجسدها ولا يهمه أن كانت طفلة
ولا تحتمل الألم
طفلتي بعمر الزهر
الحلم أكبر منها سنا
تعاني وتعاني
تعاني والخوف يحتل أركانها
أملها وامل بالله أكبر من الوصف
ودعائي لها لا يتوقف
هو نداء
اطلبه وارجوه من الله ومنكم
ارفعوا اكفكم بالدعاء لها
ولكل مريض بالسرطان افترسه المرض
قد تكون ساعة استجابة
ارجوكم
واكرر الرجاء
لا تبخلوا عليها بالدعاء
ولا تبخلوا بالدعاء لكل مريض على فراشه
يتألم
املي بالله وبكم كبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق