الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

اول السرايا النبوية//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د.صالح العطوان الحيالي - العراق

الصحابي عبيدة بن الحارث قائد اول السرايا النبوية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 4-12-2019
عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. جده هو المطلب بن مناف وهو أخو عبد المطلب وأمه من ثقيف هي سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف وكان لعبيدة من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية لأمهات أولاد شتى وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى بأبي الحارث، ولد في مكة عام 61 قبل الهجرة، له عشرة من الولد، أخواه الطفيل والحصين رضي الله عنهما، أول شهيد من أهل بيت النبي
أسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي قديمًا قبل دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم صل دار الأرقم هو وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون في وقت واحد. وأم عبيدة بن الحارث هي سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث الثقفية، وكان عبيدة أكبر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات.
هاجر مع أخويه الطفيل والحصين ومسطح بن أثاثة إلى يثرب. وآخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال بن رباح، وقيل بينه وبين عمير بن الحمام. وبعد الهجرة بعث رسول الله ﷺ على رأس ثمانية أشهر من الهجرة عبيدة بن الحارث في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين، منهم سعد بن أبي وقاص ، وعقد له لواء أبيض، وحمله مسطح بن أثاثة ليعترض عيرا لقريش، وكان رئيسهم أبا سفيان. وقيل عكرمة بن أبي جهل. وقيل مكرز بن حفص في مائتي رجل، فوافوا العير ببطن رابغ: أي ويقال له ودان، فلم يكن بينهم إلا المناوشة برمي السهام، أي فلم يسلوا السيف، ولم يصطفوا للقتال. وكان أول من رمى المسلمين سعد بن أبي وقاص ، فكان سهمه أول سهم رمى به في الإسلام، أي كما أن سيف الزبير بن العوام أول سيف سل في الإسلام. ففي كلام ابن الجوزي: أول من سل سيفا في سبيل الله الزبير بن العوام.
وقد ذكر أن سعدا تقدم أصحابه ونثر كنانته، وكان فيها عشرون سهما ما منها سهم إلا ويجرح إنسانا أو دابة، أي لو رمى به لصدق رمية وشدّة ساعده ، ثم انصرف الفريقان، فإن المشركين ظنوا أن المسلمين مددا فخافوا وانهزموا، ولم يتبعهم المسلمون، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو، أي الذي يقال له ابن الأسود، وعيينة بن غزوان، فإنهما كانا مسلمين ولكنهما خرجا مع المشركين ليتوصلا بهم إلى المسلمين،
اختاره النبي مع الإمام علي وعمه حمزة بن عبدالمطلب لمبارزة أبرز ثلاثة مقاتلين من قريش، وهم عتبة ابن ربيعة وأخوه شيبة مع ابنه الوليد بن شيبة، واجه عبيدة بن الحارث قطباً قاسياً من أقطاب المشركين، وهو عتبة فطعن كل منهما الآخر، وضرب عبيدة عتبة ضربة قاضية فأرداه صريعاً، وجرح عبيدة جراحات بليغة وانفصلت ساقه وحُمل إلى الرسول فلما دخل عليه أضجعه فوضع رأسه على ركبته وجعل يمسح الغبار عن وجهه، فقال عبيدة أما والله يا رسول الله لو رآك أبو طالب لعلم أني أحق بقوله منه حين يقول:
وتسلمه حتى نصرع حوله ...... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ويقول عبيدة: يا رسول الله، ألست شهيداً فأجابه النبي: «بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي»، ونزلت دموع النبي متأثراً فأنشأ عبيدة ليخفف ألم الرسول:
ستبلغ عنّا أهل مكّة وقعة ....... يهب لها من كان عن ذاك نائيا
بعتبة إذ ولّى وشيبة بعده ...... وما كان فيها بكر عتبة راضيا
فإن تقطّعوا رجلي فإنّي مسلم .... أرجي بها عيشاً من الله دانيا
مع الحور أمثال التماثيل أخلصت ...... مع الجنّة العليا لمن كان عاليا
وبعث بها عيشاً تعرقت صفوه .... وعالجته حتّى فقدت الأدانيا
وأكرمني الرحمن من فضل منة .... بثوب من الإسلام غطّى المساويا
ويوم الخندق قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللّهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطّلب يوم أُحد، وهذا عليَّ فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين. توفى وهو ابن ثلاث وستين سنة في غزوة بدر متأثراً بجراحه، نزلت فيه وفي أصحابه آية: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 154».
كان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً ربعة أسمر حسن الوجه. وترك من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية أمهاتهم أمهات ولد
المصادر
ـــــــــــ
1- سير أعلام النبلاء للذهبي
2- الطبقات الكبرى لابن سعد
3- زاد المعاد
4- سيرة ابن اسحاق
5- سيرة ابن هشام
6- البداية والنهاية
7- السيرة الحلبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق