الأحد، 2 سبتمبر 2018

قصة قصيرة بعنوان/من استطاع اليه سبيلا//بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ يوسف ونيس مجلع

بقلمى يوسف ونيس مجلع --- ايطاليا بريشيا
اصدقائى الاحباء قصة قصيرة بعنوان من استطاع اليه سبيلا
مقدمة --- القصة ليست دعوة الى تحديد النسل و انما دعوة الى اعمال العقل فى تفهم المقاصد
فى النصوص الدينية نعلم جميعا ان الانسان خلق للعبادة وتعميىر الارض و التعمير ليس فى المبانى
العمرانية و التكنولجيا بل المقصو د من التعمير هو المجتمعات السوية التى يكون فيها الفرق بين الغنى والفقير فرقا معقولا --- ومن اهم العوامل التى تعوق هذه المعادلة هو التناسل العشوائى لانه
من ينجب طفل او اثنان يستطيع ان يضيف الى المجتمع اعضاء صالحة اما الذى ينجب اععداد غير منطقية فهو يشارك فى صنع الفقر والجهل فى المجتمع --- اما عن العبادة نعلم جميعا ان الله عادلا ولا يكلف نفسا اكثر من وسعها و بما ان الحج من اهم اركان الدين فعدل الله يجب ان يعطى
الفرصة للجميع ولكن ما الذى يعوق ذالك نعود الى نفس السبب كثرة االانجاب التى تجعلنا لا نستطيع اليه سبيلا ---
-------------------------------------------------------------------------------------------
كان السيد سامى من النوع الرزين الهادى يعرف اهدافه جيدا ويبذل قصارى جهده لتحقيقها ودائما ما نجح فى ذالك ولكن اليوم استيقظ من قيلولته قلق بعد حلم مشوش لم يستطيع تحديد ملامحه او مضمونه وكل ما تمكن من تحديده انه من الماضى البعيد ---
شعرت السيدة سعاد باستيقاظ زوجها فقالت حبيبى خمسة دقائق والشاى يكون جاهز فى الصالون --- توجه السيد سامى الى الصالون وهو يفكر ما سبب
قلقه وكأن هناك عملا لم يتمه نعم هو نفس القلق ---
دخلت السيدة سعاد حاملة الشاى وهى تدندن شاى العصارى يا وله ياهوى العصارى و لكنها لاحظت شرود زوجها فقالت مازحة يا بختى يابختى كل دا حب ليا ثم استطردت قائلة مالك يارجل المفروض
تكون مبسوط كل شئ على مايرام ابننا وقد نجح فى الثناوية العامة بتفوق و التحق
بالكلية التى يحبها ومصاريفه موجودة و بذيادة وزكاتنا
مدفوعة و بذيادة وتذاكر الحج موجودة ومصاريف الحج موجودة و بذيادة ليس علينا الا ان نشكر الله الذى يسر لنا كل هذه الامور على فكرة انا جهزت الحقائب ياريت تلقى نظرة احسن اكون ناسية حاجة السفر بعد بكرة ---- كان لكلمات السيدة سعاد اثر طيب فى نفس الرجل الى انها ذكرته بكلمات مشابهة منذ ثلاثون عاما حينما نجح فى الثانوية العامة وكان فى غرفته يرتدى ملابسه استعدادا للذهاب الى النادى مع اصدقائه وكانا والداه يتحدثان فى الصالون قالت والدته يا ابو سامى لقد وفقنا الله فى امور كثيرة هذا العام فقد نجح ابننا بتفوق والتحق بالكلية التى يحبها بقيا ان نحقق حلم العمر وهو حج بيت الله --- رد والده قائلا عندك حق ياام سامى هذه غاية االغايات وقمة الامنيات ولكن امر الله ان الحج لمن استطاع اليه سبيلا ونحن ابننا مقبل على الجامعة وسيحتاج الى مصاريف كثيرة --- وهنا خرج سامى من غرفته وانحنى وقبل يد اباه وقال ياابى لا تحرم نفسك من اغلى الامنيات ولا تقلق على مستقبلى فانا استطيع العمل بالثانوية العامة --- رد والده قائلا بارك الله فيك ياولدى اعرف مشاعرك جيدا ولكن رسالتى فى الحياة
ان اساعدك كما ستساعد انت ابنائك اما الحج انشاء الله فمستقبلا --- عاد السيد سامىى من ذكرياته وهو يرتشف الشاى ثم مد يده الى صندوق خشبيا دقيق الصنع كان على طاولة الصالون وفتحه وكان بداخله سبحة فاخرة كانت هدية والده له فى االبكلريوس واخذ يداعب حبات السبحة باصابعه --- وهنا فطنت السيدة سعاد بزكائها الحاد الى ما يدور فى خلد زوجها فامسكت يده وقالت ياحبيبى ان الشخصان اللذان اهديانى رفيق عمرى و بهجته يستحقان كل الخير --- وهنا هب السيد سامى واقفا وهو يضع على ايديهما ويقول بفرحة صحيح يا سعاد --- ردت نعم ياحبيبى --- قال وهو يسحبها الى منتصف الصالون و كأنه يراقصها حقيقى الزوجة الصالحة اغلى من الماس ياحبيبتى و سعادة عمرى هيا نذهب لتغيير الاسماء على التذاكر ثم نذهب الى ابى و امى لنخبرهما ان يستعدا للسفر الى الحج --- ردت الزوجة الجوهرة هيا ياحبيبى
بقلمى يوسف ونيس مجلع --- مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق