الأحد، 2 سبتمبر 2018

ﺍلمرﺍﻫﻘﺔ /بقلم الكاتب الاديب الراقي/الشاعر المبدع/ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-28-8-2018

ﺍلمرﺍﻫﻘﺔ
ـــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-28-8-2018
المراهقة هي العمر الفاصل بين الطفولة والرشد ، وذلك في الفترة العمرية المُمتدة من سن 14 إلى 21 ، وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان، وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته الممتدة، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر كثيرًا بمراهقة أفرادها.
معنى المراهقة
ــــــــــــــ المراهقة في اللغة العربية هي من كلمة راهق وتعني الاقتراب من شيء، أما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرحلة المراهقة لا تعد مرحلة نضوج تام ولكنها مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها وأحداثها إلى النضوج.
الفرق بين المراهقة والبلوغ
ــــــــــــــــ المراهقة هي تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية أما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادرًا على النسل، وبمعنى آخر فإن البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة، وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة، وهناك من يعتبر أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعتبر أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعتبر أن المراهقة أعم؛ فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي والمراهقة تشمل ما سوى ذلك
من المنظور الإسلامي لا نرى ما يُسمَّى بمرحلة المراهقة كلفظ شرعي، ذلك المسمى الذي نُطلِقُه على القالب الخانق الذي نضع داخله أبناء المسلمين عَنوةً؛ لنبرر عدم فهمنا لهم، وسوء تواصلنا معهم.
وإن كانت لفظة مستخدمة عند العرب تعني: مقاربةَ البلوغ، وليست من الطفولة إلى ما بعد البلوغ بأعوام، كما هو استخدامها حاليًّا، وتستخدم بمعانٍ أخرى نجدُها في القرآن والسنة، لكن ليست بذاك المعنى المعاصر الذي يشعرنا بــ (مرحلة الأزمة)
وهي فكرة في الحقيقة مستوردة، غريبة عن المنهج الإسلامي؛ إذ تُعامل المسلم كمريض يُعاني هَلْوساتٍ عاطفيةً ونفسيَّةً، ولا تؤاخذه على كثير من أخطائه، في حين أنه صار مكلَّفًا؛ وذلك لأن تلك المراهقة المزعومة تتَّسِعُ إلى ما بعد البلوغ.
ونرى داعمي هذه الأفكار كل حين يمدون لنا سنَّ الطفولة (مجتمعيًّا) لنظلَّ ننظر إلى الشاب والمرأة المسلمة على أنهما غيرُ عاقلَيْنِ، وغير مكتملي النُّضجِ، يَقتُلُ أو يزني ولا يُحاسَب بما شرعه الله من حساب.إنه والله الإفساد في الأرض الذي يريدون لنا.
على الأهل استثمار مرحلة المراهقة استثمار إيجابياً، وذلك عن طريق توظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والإطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع.
ولعل قدوتنا في ذلك هم الصحابة (رضوان الله عليهم )، فمن يطلع على سيرهم يشعر بعظمة أخلاقهم، وهيبة مواقفهم، وحسن صنيعهم، حتى في هذه المرحلة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان أخلاقياً وعضوياً وتربوياً أيضاً.
فبحكم صحبتهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير قائد وخير قدوة وخير مرب، واحتكامهم إلى المنهج الإسلامي القويم الذي يوجه الإنسان للصواب دوماً، ويعني بجميع الأمور التي تخصه وتوجه غرائزه توجيهاً سليماً.. تخرج منهم خير الخلق بعد الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم)، فكان منهم من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في أولى سنوات العمر، وكان منهم الذين نبغوا في علوم القرآن والسنة والفقه والكثير من العلوم الإنسانية الأخرى، وكان منهم الدعاة الذين فتحوا القلوب وأسروا العقول كسيدنا مصعب بن عمير الذي انتدبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) داعية إلى المدينة ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وكان منهم الفتيان الذين قادوا الجيوش وخاضوا المعارك وهم بين يدي سن الحلم، كسيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنهم جميعاً) وما ذاك إلا لترعرعهم تحت ظل الإسلام وتخرجهم من المدرسة المحمدية الجليلة.
ﻫﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻏﺮﺑﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺪﻓﻪ ﺇﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻟﻄﻴﺸﻬﻢ ! ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻣﺮﺍﻫﻖ " ونعزز ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺜﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، في الاسلام لم يكن هذا المصطلح معروفا حيث كان قادة كبار لهم سمعتهم وجراتهم في القيادة والادارة هم في عمر يسمون في هذه الايام " بالمراهق " ....لنقرأ اعمال العظام ممن كانوا في عمر المراهقة حسب التوصيف الغربي.....
* ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ( 17 ﺳﻨﺔ ) : ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﻣﻲ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً " ﻫﺬﺍ ﺧﺎﻟﻲ ﻓﻠﻴﺮﻧﻲ ﻛﻞ ﺇﻣﺮﺅ ﺧﺎﻟﻪ "
* ﺍﻷﺭﻗﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻷﺭﻗﻢ ( 16 ﺳﻨﺔ ) : ﺟﻌﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻘﺮﺍ " ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ 13 ﺳﻨﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ
* ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ( 16ﺳﻨﺔ ) : ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻳﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻭﺣﻤﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ، ﻭﺍﺗّﻘﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺷﻠِّﺖ ﺃﺻﺒﻌﻪ، ﻭﻭﻗﺎﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ .
* ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ( 15 ﺳﻨﺔ ) : ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻞّ ﺳﻴﻔﻪ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺣﻮﺍﺭﻱّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
* ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ ( 15 ﺳﻨﺔ ) : ﺳﺎﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ " ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻷﻛﻞ ﺑﻨﻮ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
* ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ( 13 ﺳﻨﺔ ) : ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ 17 ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺗﺮﺟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
* محمد ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ( 22 ﺳﻨﺔ ) : ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻌﺼﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺣﻴﻨﻪ .
* عبد ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ( 21 ﺳﻨﺔ ) : ﻛﺎﻥ ﻋﺼﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻧﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻨﻬﻀﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻗﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﺩﺩ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ .
* ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ( 18 ﺳﻨﺔ ) :ﻗﺎﺩ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﻋﻈﻢ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﻴﻨﻬﺎ .
* ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ( 17 ﺳﻨﺔ ) :ﻓﺘﺢ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ .
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺣﺬﻑ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻣﺮﺍﻫﻖ " ونعزز ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺜﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
" د. صالح العطوان الحيالي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق